مرحب بشيخنا العالم الجليل / عبدالمنعم حامد اب عصاة سيف

هذا المقال افادة للكاتب بدر الدين حامد الهاشمى
أم علي: جون لويس بوركهارت مر من هنا
بدر الدين حامد الهاشمي
لطالما تمنيت أن تلوح لي فرصة الكتابة بالعربية عن "أم علي" (وهي لمن لا يعرفها القرية الواقعة بين شندي و عطبرة ...لا تذكر إلا و يذكر معها الشيح حامد أب عصاة سيف) ليس من باب الوفاء لمسقط الرأس و أرض الآباء و الأجداد، مع أن هذا مسوغ كافـ جدا و إنما لسبب شخصي (قد لا يخلو من بعض سذاجة) لازمني منذ عهد الطلب الأول و في كثير من بقاع العالم (هذه القرية الكونية الصغيرة)...ما أن أذكر أن "أم علي" هي مسقط رأسي حتي تفتر الشفاة عن إبتسامة ساخرة من "طرافة" الإسم، ثم تأتي الأسئلة العجيبة عن إسم القرية قبل مولد "علي"، و يسأل بعض "المتوركين" في سخرية عن علاقة الإسم بتلك الأكلة الحلوة الدسمة الشهيرة التي تحمل ذات الإسم... و أقابل كل ذلك بحلم غير مألوف عند من نشأ في ذلك الصقع، و ظللت أمني النفس بالكتابة عن تلك القرية حتي أتيحت لي في ثمانيات القرن الماضي فرصة التعرف علي مثقف ألماني له (ضمن إهتمامات بتاريخ و آثار أفريقيا) إهتمام بصحة الناس في أرياف أفريقيا، فكتبنا سويا – بالتعاون مع طالب طب من أبناء القرية- ورقة عن الأمراض الشائعة والممارسات العلاجية الغربية والتقليدية في تلك القرية كمثال لقرية مثالية من قري شمال السودان، و أتبعنا ذلك بورقة (نشرت لاحقا في مجلة طبية ألمانية هي Arztl Jugendkd.) عن "أم علي" و بعضا من الممارسات الإجتماعية و الصحية وغيرها فيها.
سمعت د/ منصور خالد (وهو من هو) يقول في حوار بقناة النيل الأزرق (نشر لاحقا في الأحداث يوم 24 مارس 2008) يقول: "إن الفتي من يقول ها أنذا، وليس الفتى من يقول كان أبي، ولكنني انتمي إلى عشيرة من حقها أن تفخر بالانتماء لها، لأنها لعبت دوراً هاماً في تاريخ السودان خاصة في نشر العلم، ومن حقها هي أن تفخر هي بأبنائها كجدنا المؤسس شيخ حامد أبو عصا، هو ابن لسيدة لها أخوات خمس أنجبهن حمد ود دنانة والخمس كل واحدة منهن أنجبت رجلاً ذا باع، شيخ حامد، إدريس ود الأرباب، عبد الله جماع، سوار الذهب، عبد الله قرشي، الإسلام في السودان ما كان ليقوم لولا هؤلاء الرجال، وانه يتكئ على قباب هؤلاء الرجال وبالتالي عليها أن تفتخر". المنقصة في نظري (الضعيف) في هذه المقولة (ضمن أخر) هو إغفال إن هذه القباب ليست في قرية إندثرت و ذهب ريحها، بل هي في أم علي، حيث لا تزال. ما ضره لو ذكرها بالإسم و هو بالتوثيق مغرم؟ قد يجد بعضا من الذين جعلوا أكبر همهم تعليق تخلف و فقر و تهميش معظم أرجاء السودان علي "شماعة" هذه القبيلة أو تلك (ممن تصادف إنتمائي لها) الكتابة عن قرية شمالية نوعا من الترف الفكري أو التعصب القبلي، و صار وسم (بل وصم) من تصادف أنه من تلك المناطق ب "الجلابة" من مألوف تعابير كل من أراد الكلام عن تهميش منطقته. و ما دري هؤلاء لو أنهم كلفوا أنفسهم رؤية تلك المناطق و أهلها الذين يراد لهم الشعور بالذنب و التوبة عن جرم متوهم لم يقترفوه و تهمة عصية علي التوصيف و التحديد و التحقيقـ... إذن لأدركوا أن هؤلاء "الجلابة" (المفترضين) كانوا و ما زالوا هم من أكثر خلق الله تهميشا و فقرا في الخدمات، بيد أنهم لم يحملوا سلاحا و لم يقوموا بثورة أو تمرد، و هم في الغالب الأعم أقل الناس عنصرية و أرحبهم صدرا، بل إن كثيرا من متعلميهم من أشد الناس دفاعا بالمال و القلم و النفس عن حقوق المهمشين و المستضعفين في الأرض، و منهم من نذر حياته و فكره و قلمه وموقعه الإسفيري (علي خلاف بين المثقفين) للدفاع عن كرامة الأنسان السوداني حيث كان و من أي قبيلة إنحدر، و للتبشير بوطن واحد تسود فيه قيم العدالة و الحرية و الديمقراطية.
مما أسعدني كثيرا أن أقرأ حديثا مذكرات للرحالة الفرنسي المولد جون لويس بوركهارت في بلاد النوبة و السودان في عام 1813 أو نحوها، وورد فيها ذكر "أم علي" في بعض سطور فهتفت في سري: يا ليت قومي يقرأون! يقول الرجل (حسب ترجمة المصري فؤاد أندراوس) يصف رحلته من بربر (و التي له فيها أقوال طريفة ليس هذا مجالها) متوجها إلي شندي يوم 17 إبريل 1813:
" و بعد مسيرة عشر ساعات جئنا قرية جبيل أم علي ليلا فوجدناها قرية كبيرة جاثمة بين التلال و فيها عدد من المساجد الصغيرة و المباني الجيدة و يحكمها قريب من أقارب ملك شندي الذي يمتد إقليمه إلي حواية. و حططنا (رحالنا) في ساحة مكشوفة خلف القرية. و بعد أن مضينا لنصيب حظا من الراحة إيقظنا خدم فقيه القرية الكبير حاملين لنا من قبله عشاء طيبا. و في أثناء سيرنا بالنهار كنا نلقي كثيرا من المسافرين في الطريق و جلهم علي ظهور الحمير. كذلك إلتقينا بقافلة صغيرة قادمة من شندي قاصدة بربر، و رأيت سدودا أثرية من الثري لم ألمح فيها أثرا للحجر أو اللبن، و قنوات كثيرة شقت لري السهل و لكنها كادت تغص بالتراب فلم يعد لها نفع. و تبدأ قرب جبل أم علي سلسلة من الجبال صخورها من الحجر الرملي، و تمتد جنوبا محاذية للنهر...".
لا يبدو في ما ذكره الرجل الفرنسي ما يثير الفرح أو الغضب غير تأكيد ما هو معلوم عن قيم التسامح و إكرام الضيف عند أهل تلك القرية (و قد صادف عنتا و تضييقا في قري أخر)، بيد أني أعترف أن مجرد ذكر قريتي في سفر ذلك الرحالة القديم (رغم عنصريته المبدئية كرجل أبيض يكن إحتقارا غير منكور للعربي و الزنجي علي حد سواء) أثار في نفسي شعورا غامضا بالسرور غطي علي إهمال المؤرخين وتهميش السياسين (أقول "تهميش" و أعلم أن الكلمة محتكرة مختطفة عند من تعلمون).

....
ألف مرحب
بشيخنا الخليفة عبدالمنعم اب عصاة سيف
فى أمريكا ونفعنا الله بعلمك . ونتمنا لك طيب الزيارة
وسلامة العودة .

هو الخليفة عبدالمنعم بن الخليفة سليمان بن الخليفة بشير

احد خلفاء الولي الشيخ حامد ابعصا من اعيان قرية المكنية غرب شندي

نزل ضيفا مرحبا به في منطقة واشنطن لتفقد الاهل والعشيرة والاستجمام

مرحبا بالشيخ نزلت اهلا وحللت سهلا

نذر نفسه لخدمة دارسي كتاب الله له عدد من الخلاوي بغرب شندي

يدرس بها مئات الطلبة من مختلف بقاع السودان على نفقته الخاصة

من ماكل وملبس وماوى وقد شاهدتها بام عيني فهو مفخرة
لانسان المنطقة

حباب ود جدى حامد ابعصاة سيف

مرحبتين حبابك يا الهميم الراسى..
أولاد دار جعل غرة جبينى وراسى..
شهامة ورجالة.. مافى زول متناسى..
ساعة الكوع يحر-ضحى- بدقو نحاسى

حولية شيخنا حامد اب عصاة سيف
. الشيخ حامد صقر الغبيشاء . الحولية تقام كل عام
بحي الموردة بام درمان
يتجمع فيها كل المريدين من المكنية وشندى
وبربر والزيداب والدامر وام على وكبوشية ومن كل
السودان . والحولية أصبحت احتفال سنوي تعارف عليه
أهل السودان .

نزل شيخنا متفقدا الاحباب
بدار الأخ أحمد عبدالله الخليفة
ألف مرحب

مرحب بالعالم الجليل
شيخنا عبدالمنعم ونتابع الحديث عن سيرة الشيخ
حامد اب عصاة سيف صقر الغبيشاء

يا سلام شكرا ليك يا عثمان. لم أتشرف بزيارة جبل أم علي لكن مجرد ذكرها يجعل القلب يخفق بحب أرض هي مسقط رأس الأجداد.
أول مرة أعرف أن والدة الشيخ إدريس ود الأرباب من جبل أم علي و أنه ابن خالة الشيخ حامد أب عصاة سيف.