الجعليين اكثر القبائل تعرضا للابادة الجماعية في السودان !!

Quote: وحتى لا يظن الناس بالخليفة الظنون فقد عيّن عبد الرحمن النجومي أميراّ لأمراء المهدية وتحت قيادته كل القادة من الراية الزرقاء وفرسان الملازمين بقيادة إبنه عثمان شيخ الدين.

كباشي
راجع تاريخك كويس
ود النجومي أمير أمراء المهدية وعينه المهدي وليس ود تورشين، وإنما أرسله ود تورشين في حملة أعتقد جازماً أنه قصد منها التخلص منه ومن جيشه للأسباب التالية:
1= سارت الحملة في أرض غير صديقة وبالتالي فقدت أي دعم يمكنها الحصول عليه في المناطق التي تمر بها.
2= لم يوفر أي خطوط إمداد للحملة معرضاً لها للهلاك قبل أن تشتبك مع العدو، وقد حدث فقد قل الغذاء فنحروا الإبل التي تجر المدافع وتحمل الزخائر وحاولوا جر المدافع وحمل الزخائر بواسطة المقاتلين الذين أنهكهم الجوع وبدأوا يتخلصوا من الحمولات الزائدة وهي المعدات الحربية فأصبحوا جيش بلا سلاح.
3= أرسل جدك ود الدكيم وعينه برتبه فوق ود النجومي ومحمود ودأحمد وكلاهما أقدم منه وأكثر خبرة.
4= كل هذا وودتورشين يعلم بوجود البوارج في النيل تتابع الحملة وتمنعها من إقامة أي زريبة قرب النيل ويقتل القناصون أي شخص يقترب من النيل ليرد الماء مما جعل ثمن كوز المويه يصل إلى ريال كامل على ذمة رواية بابكر بدري الذي كان بالحملة، وأكل الجيش كل شيء بدءاً من لحم الحمير والذي شارك في بيعه بابكر بدري إلى الجيف والنباتات حيث ذكر بابكر بدري أنهم لو مرو بجرف ويكه فأول الجيش يأكل ثمار الويكة مباشرة وأوسط الجيش يأكلون الأوراق والسيقان وكان نصيبهم في آخر الجيش لتأخرهم لوجود عوائل معهم كان نصيبهم الجذور!!!!

راجع مذكرات بابكر بدري .....


الشايقي

http://www.youtube.com/watch?v=WjNosdjuv7s

فاوضني بلا زعل

[email protected]
http://alkatwah.com

.

Quote: اما الحديث عن ابادة الجعليين ارى فيه مبالغة لان الجعليين كانوا قادة في الثورة المهدية فهل يعقل ان تتعرض قبيلة للابادة وهي جزء من الدولة،، اعتقد أن هذا الحديث فيه كثير من عدم الواقعية،، واذا افترضنا جدلا ان ما لحق بهم كان إبادة منظمة، فماذا نقول عن مجزرة كرري التي ارتكبتها قوة يمثل السودانيون فيها نسبة 70% ؟ هل تعلم بان القوة التي اعادة استعمار السودان تتكون من 25 الف جندي منهم 18 الف سوداني؟ كيف نصف ما جرى لهولاء الشهداء الذين قدموا انفسهم ودمائهم رخيصة من اجل الحرية والكرامة وقتلوا بايدي بني وطنهم؟ المجزرة التي لم يعرف التاريخ القديم والحديث مثيل لها،، المجزرة التي راح ضحيتها اكثر من 18 الف شهيد في خلال ساعتين.

الأخ / عبد الرسول ... سلام

تقريباً من بداية البوست .. إتفقنا بقدر الإمكان .. نحاول نشوف نعلومات موثقة عن الأحداث ..
سؤالي الآن ... من أين أستقيت معلوماتك أعلاه ؟؟؟
ماهو مرجعك ؟؟؟

أفول .... كلامك أعلاه يتناقض مع معلوماتي ... (حسب مرجعي)..
القوة الكاملة لجيش الغزاة تكونت من 8200 بريطاني / 17600 الجيش مصري (الجيش المصري يحتوي بداخله على قوات سودانية مدربة) *

ملخص القتلى والجرحى والمصابين بعد نهاية معركة كرري 175 من البريطانيين و273 من القوات المصرية (بداخلها القوات السوداني)**

* حرب النهر - ص 222
** حرب النهر - ونستون تشرشل - ص 278/279

أكرر .. النتائج أعلاه ... تتناقض مع ماتم طرحه من قبلكم !!!!!!!!!!!!!

أرجو أمدادنا بمراجعك لمعلوماتك أعلاه ...
..

ملحوظة: لتعرف العلاقة بين خليفة المهدي والجعليين: هل تعرف من هو أمير أمراء المهدية؟

waiting for the answer

Quote: مازلت مصرّاً على رأيي أن ونجت ومخابراته خاصة الطابور الخامس والذي على رأسه الكباشي عرفو وخشم الموس كان لهم القدح المعلّى في دق اسفين في العلاقة بين قبائل البقارة وبين الجعليين.

الاخ كباشى ازيك
ربما اتفقت معك ان ونجت واجهزته ان صح التعبير قد فعلت الكثير انذاك لكن ما يجب ان نواجهه بشجاعه هو الطبيعه الدمويه لحكم الخليفه وما حاق بقبائل سودانيه عديده جراء ذلك وموضوع التنكيل بالجعليين جاء فى سياق ممارسة الطغيان فى حق كل القبائل ..ما اريد قوله هو اننا امه ابتلينا بتكرار الماسى وذلك لعدم قدرتنا واحيانا رغبتنا فى مواجهة الحقائق ...الموضوع ليس بين البقاره والجعليين بقدر ما هو بيين كل المكونات السودانيه التى يجب ان تدرس تاريخها وبتجرد فقط ليصلوا الى وطن يسعهم جميعا وحتى لا يأتى الينا ضابط جيش فى الالفيه الثالثه ليقول انه امتداد للخليفه عبدالله(قالها عمر البشير )فى احدى احتفالات الانقاذ.طبعا ما قلته لك اخ كباشى يحتاج الى كثير من الوقت.ترى هل لدينا من متسع ام ان الوطن قد صار الى ضياع ولا حول ولاقوة الا بالله وتحياتى للاخ احمد.

لم يخلو الأمر من مجرد معركة بسيطة نشأت بسبب إشاعة مقرضة بأن محمود ود أحمد سوف يغزو المتمة ... سرت الشائعة وأعترضته قلة من من الناس وحدث قتل طفيف ... ومن ثم بعدها لم يحدث شئ
... هنالك فتنة بسبب هذه الآراء ...
لم يستبح الخليفة ولم يقتل فرد في المتمة ...
ولا يوجد دليل يشير لذلك وحتى أهل المنطقة من كبار السن رووا قصص لا علاقة لها بما يقال أو يشاع ... حالياً ...
ولا أدري ما الداعي لنبش مثل هذه الأمور والتحدث عنها بلا دليل قاطع ..
الكره المؤدلج يولد صور من الكذب ويزيف الحقائق
فعلينا أن ننظر للأمر بعين الرشد والأمر لا يخلو حينها من إحداث فتنة بسبب المستعمر بين قبائل الجعليين والقبائل الأخرى ...
إنتبهوا أيها السادة ويكفي ما بالبلد ..

Quote: لم يخلو الأمر من مجرد معركة بسيطة

لم تكن معركه بسيطه ولكنها كانت مذبحه ونحن لانريد تقليب المواجع بل نريد مناقشة التاريخ دونما حرج ونريد ان تعرف الاجيال من اين اتت (بلاوينا) الحاليه الم اقل لكم ان البشير قال انه امتداد للخليفه عبدالله عجبى.

Quote: وحدث قتل طفيف .

هذه الذهنيه هى التى جعلت البشير يقول ان القتلى فى دارفور ليسوا اكثر من عشره الف ارجع يا اخ محمدين لكتب التاريخ لمعرفة الفظائع التى ارتكبت فى المتمه على يد محمود ود احمد وجنوده ولتعلم يا اخى انه ما من مخرج لمداواة تلك الجراح الا بمواجهتها وانتقادها واخذ العبر والدروس منها هذا, او انها ستظل نارا تحت الرماد...

Quote: لم يخلو الأمر من مجرد معركة بسيطة نشأت بسبب إشاعة مقرضة بأن محمود ود أحمد سوف يغزو المتمة ... سرت الشائعة وأعترضته قلة من من الناس وحدث قتل طفيف ... ومن ثم بعدها لم يحدث شئ ... هنالك فتنة بسبب هذه الآراء ... لم يستبح الخليفة ولم يقتل فرد في المتمة ... ولا يوجد دليل يشير لذلك وحتى أهل المنطقة من كبار السن رووا قصص لا علاقة لها بما يقال أو يشاع ... حالياً ... ولا أدري ما الداعي لنبش مثل هذه الأمور والتحدث عنها بلا دليل قاطع .. الكره المؤدلج يولد صور من الكذب ويزيف الحقائق فعلينا أن ننظر للأمر بعين الرشد والأمر لا يخلو حينها من إحداث فتنة بسبب المستعمر بين قبائل الجعليين والقبائل الأخرى ... إنتبهوا أيها السادة ويكفي ما بالبلد ..

كلام عجيب !!!!!!!
ده إجتهاد منك ولا تاريخ وعندك فيهو أدلة ؟؟؟؟؟

________

up and follow !!

الأخ علم الدين
سلامات
أولا كنت أتمنى أن أرحب بيك فى بوستك الأول ... فلم أتمكن فمرحب بيك .. ولتغشى الرحمة صديق عمرى عصام وليسكنه الله الفردوس ويجعلكم وارثين لمحبته للناس ومحبة الناس له ..وليغفر الله لدكتور مجذوب ويرحمه..
...
تحياتى لضيوفك
فتح هذا الموضوع عدة مرات...شاركت بالقليل فى بعضها... ولم تختلف طريقة النقاش ...
لدى الكثير الذى يمكن أن أقوله فقد قضيت جزء معتبرا من حياتى سبرا لكل ما يتعلق بهذا الموضوع... للأسف عندى مشكلتين..
مشكلة الوقت وهذه ممكن حلها شوية شوية..
المشكلة التانية الخوف من الفتنة بنشر كلما ما نعرف.. ولقد صبرنا مرات ومرات على مثل الأراء الأنتقائية والتبريرية.. التى يصاحبها التشكيك فى كل ما لا يتفق مع دعاوى الوطنية الزائفة من أمثال كررى وأبطالها..
لن يكون هناك نقاش مثمر مالم نعترف بأن المهدية نفسها دعوى دينية أعتمدت على مرجعية غيبية وحق ألهى لتحقيق ما حققت وتدمير ما دمرت.. وأيضا يجب التفريق بين مرحلتين فى المهدية نفسها هى مرحلة المهدى ومرحلة الخليفة... دون ذلك الحوار بيبقى حوار طرشان.. كيف نناقش زول بعقلية الأخ كباشى تصنف حتى الجعليين أنفسهم..
نعم يا أخ كباشى أمير أمراء المهدية هو النجومى الجعلى النافعابى .. وممول المهدية ومهندس حصار الأبيض هوالياس امبرير الجعلى النفيعابى و..و.. .. لكن الناس ديل وكتار الزيهم الحصل ليهم ولأهلهم شنو فى فترة الخليفة..؟؟؟؟ دا بس مثال لصعوبة النقاش..
أخى علم
حافظ على البوست دا وما تخليهم يمشى لاالأرشيف.. وحا أجيب لستة بالمراجع غير المعروفة بصورة كبيرة..
وبرضو ممكن نجى نقول بعض اللى بنعرفه .. والأخ القال الخليفة ما قتل زول ، لو داير صور المقابر الجماعية بنجيبها ليه..
أنشاء الله بس نلقى فرقة..
ويا أخ كباشى لحدى ماأجيك عندك فى البوست دا الأخوين دكتور محمد بابكر وأحمد الياس وهما حفيدين مباشرين لقيادات صنعت تاريخ فترة المهدية ويمكنك أن تسألهم عن ما يعرفوا وليتنا كلنا نقدر أن نقول ما نعرف ولكن أعلم أن لكل مايمنعه....
للجميع ودى
سيف مصطفى

الاخوة صاحب البوست وكباشي!!
تحية وسلام!!
والله ذي ما قالوا شبهينا واتلاقينا!!
ذي ما قال كباشي فرسان الجعليين وفرسان البقارة!!
والله يا كباشي انت جبت المفيد!!
وبدون تعميم الا انو بصراحة البقارة كانوا ولا زالوا وقود الجهنم
الذي عاشه الافارقة في الجنوب والغرب باشارة من نخب الجعليين من مدعي العروبة من
المستعربين الذين وتوغلوا في الحكومات المركزية!!
والله ياها قريحتكم الراحت ولقيتوها في السودان.
الجعليين حتي ولو افترضنا انهم اكثر الشعوب ابادة, فرضوا ابادتهم ما تمت علي يد
السودانيين ولو افترضنا جدلا ان حصلت علي يد السودانيين ما حيكون بيد الافارقة بل علي يد
البقارة بكل اعراقهم بغض النظر عن جهوية الخليفة عبدالله لانو اي واحد من الانصار ذي ما
بيؤمنوا بالمهدي لا بد انهم اتبعوا خليفته حتي ولو كان للمصالح الذاتية ولينا في سياسة اليوم
عبرة لان التاريخ يتغير ويبقي الانسان كما هو!!
فرسان الجعليين والبقارة سيتلاقون يوما في معركتهم الخاصة بعد ان يذهب الجنوب لان ارتباطهم بالعروبة
محكومة باللون لا الاصل او اللسان.
والي ذلك الحين اتمني لقبيلة الجعليين العريقة وكل قبائل البقارة الابية
كل الاذدهار وليقيهم الله شر العنصرين والمنافقين من متبعي المصالح الشخصية منهم.

Quote: ما تنسى يا عامر جابر أن تضيف وكردفان .. لأن الحملة وصلت حتى كردفان ونال سكانها ما نالوا من ويلات الدفتردار.. يعني دفعنا ضريبة مع الجعليين. تحيات

هو دة ياعمك يعنى لو بادة هنا هناك ما ابادة لية بعيد قاعدين فى بيوت هجمونا ضحوية
لا حرقنا ولا بتاع بس اتحرقنا و تقول لى التاريخ دة ما مزور ابقى عافية

Quote: .. وحا أجيب لستة بالمراجع غير المعروفة بصورة كبيرة.. وبرضو ممكن نجى نقول بعض اللى بنعرفه .. والأخ

الأخ / سيف .... سلام

أفتكر أعلاه هو المفيد ....
وبعيداً عن البوست ... أنا مهتم جداً بالموضوع ده ..
وإستعنت بكمية كتب ... ولسه ...
نرجو منك المواصلة ....

..

Quote: وحتى لا يظن الناس بالخليفة الظنون فقد عيّن عبد الرحمن النجومي أميراّ لأمراء المهدية

ما أشبه الليلة بالبارحة , فهاهو التاريخ يعيد دورته الخبيثة , فمحاولة حكام اليوم الإستقواء بالعصبية القبلية تشبه إلى حد بعيد ما كان بصدده خليفة المهدي

حيث رسخ لثنائية أولاد البحر وأولاد الغرب , وهو في سعيه لأقامة ملكه العضود استنادا على قاعدة قبلية , لم يتوانى من التخلص من رفقاء الأمس الواحد تلو الاخر .

فدفعه لود النجومي لفتح مصر لايخرج عن هذا الإطار , حيث ألقى به أتون معركة غير متكافئة عدة وعتادا .

تكمن أهية إجترار التأريخ في استخلاص العبر والدروس . فما أحوجنا في ظرفنا الراهن للدرس والإعتبار, بعيدا عن إذكاء نار الفتنة والتشرزم .

اخوتي الاعزاء

اشكركم علي مداخلاتكم واراءكم بتنوعها وتناولها لموضوع اري ان المؤرخين تعمدوا السكوت عنه وحينما فتحت هذا البوست قصدت ان نلتفت الي الوراء وللماضي بمراراته والحاضر بجراحه ونناقش ماحدث في تلك الحقبة بامانة وصدق دون قبلية او جهوية فالدم المسكوب سوداني ولكن الكثيرون يعتبرون ان الجعليين لم يعانوا ويلات الحروب وماسي الدمار ومشاكل التهميش فاردت ان اؤكد انهم عاشوا الابادة بابشع صورها وان المبررات والاسباب التي تناولها البعض في تعليقاتهم لاتمت للواقع بشئ بل تناولوا بعض الاراء التي حاولت ان تخفي الحقايق فما حدث في حملات الدفتردار ثم مجزرة المتمة واعدار القتلي وجرائم الحرب التي حدثت هي واقع لايمكن انكاره او التقليل منه فهو ابادة بمعني الكلمة من المستعمر وسوء تصرف من الخليفة اتمني الا تحدث لاي قبيلة وان نستفيد ونوظف احداث ومرارات الماضي لنبذ الكراهية مع الحرص علي كتابة التاريخ بتجرد واعداد تحقيق فيما حدث من المهتمين بالتوثيق ومطالبة المستعمر بالاعتذار عما حدث وتعويض اسر الضحايا

Quote: وحينما فتحت هذا البوست قصدت ان نلتفت الي الوراء وللماضي بمراراته والحاضر بجراحه ونناقش ماحدث في تلك الحقبة بامانة وصدق دون قبلية او جهوية فالدم المسكوب سوداني ولكن الكثيرون يعتبرون ان الجعليين لم يعانوا ويلات الحروب وماسي الدمار ومشاكل التهميش فاردت ان اؤكد انهم عاشوا الابادة بابشع صورها وان المبررات والاسباب التي تناولها البعض في تعليقاتهم لاتمت للواقع بشئ بل تناولوا بعض الاراء التي حاولت ان تخفي الحقايق فما حدث في حملات الدفتردار ثم مجزرة المتمة واعدار القتلي وجرائم الحرب التي حدثت هي واقع لايمكن انكاره او التقليل منه فهو ابادة بمعني الكلمة

الاخ علم الدين لك التحية

نتفق معك على ترك الماضي بمراراته ولكننا نختلف معك في جراح الحاضر،، لابد لنا ان نعالج هذه الجراح حتى لا تتحول الى مرارات ماضي للاجيال اللاحقة،، نتفق معك في مناقشة هذا الموضوع بموضوعية وصدق حول تلك الحقبة من تاريخنا دون عصبية قبلية،، لا نريد ان نتوقف عند تلك الحقبة دون النظر الى المستقبل،، تناولنا لتلك الاحداث ليس بدافع اذكاء روح الفتنة والتعصب القبلي ولكن بدافع اخذ العبرة منها،، وحتى نكون موضوعيين في تناولنا لها لابد لنا ان نورد احداثها في السياق الذي حدثت فيه بتجرد وحيادية،، نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن اصحاب تلك الحقبة لاننا لا نملك الادلة التي ندافع بها عن افعالهم ولم يكلفونا بالدفاع عنهم ولكلننا نروي احداثهم بتجرد دون عواطف انسانية.

اذا جاز لنا ان نحمل فرد من افراد تلك الحقبة مسئولية ما جرى فيجب ان نحملها له ليس بصفته الشخصية ولكن بصفته المؤسساتية، عندما نتكلم عن المهدية يجب ان لا نتخزلها في شخص الخليفة لانه فرد والمهدية مؤسسة لذلك نحمل كل افراد تلك المؤسسسة التي تتكون من كل القبائل السودانية بما فيهم الجعليين لانهم كانوا جزء من تلك المؤسسة ، فحال الخليفة في ذلك كحال الحكام الذين حكموا السودان على مر العصور بما فيهم الحاكم الحالي الذي يتحمل مسئولية مستقبل السودان ليس في شخصه بل في نظامه الذي يدير شئون الدولة.

هناك حقيقة يجب علينا ان نتفق عليها ونعتبرها القاعدة التي ننطلق منها في حوارنا هي عدم اصرار طرف على موقفه واعتباره هو الموقف الصحيح لان ذلك يتعارض مع مبدأ الحوار الذي نجريه،، نحن هنا نتحدث عن وقائع حدثت في الماضي ونبحث في اسبابها ودوافعها ونوردها حسب افادة شهودها الذين عاصروها او الذين عاصروا من عاصرها، اذا اتفقنا على هذه القاعدة وعلى احترام راي الاخر وعدم تحقيره والتقليل من شأنه فاننا بلا شك سوف نجني ثمار حوارنا الفكري،، هناك لغة لبعض المتداخلين لا ترقى الى مستوى الحوار الذي نطمح اليه، هناك لغة تنم عن استعلاء واخرى عن شعور بالغبن والكراهية تجاه الطرف الاخر، ليس هذا هدفنا من الحوار الذي نجريه لان هدفنا اسمى من ذلك،،، اتمنى ان نرتقى بمستوى لغة حوارنا وان لا نجنح الى المستوى المتدني،، ليس لدينا اعتراض على اثارتك للموضوع وتسليط الضو عليه طالما الدافع وراء ذلك اظهار الحقائف التاريخية المجردة عن العواطف،، علينا ان نسرد الوقائع بواقعية عقلانية وليست عاطفية لان العقل اقدر على اصدار الاحكام في الوقائع والاحداث بلغة المنطق من العاطفة التي تتوظف عند ظواهرها دون ثبر اغوارها كما يفعل العقل.

الجعليون من أوائل من انضموا
إلى الثورة المهدية،
وفي أذهانهم ثاراتهم مع المصريين
في حملات الدفتردار الإنتقامية،
وبطولات المك نمر التي شوههاكتاب
المستعمرين وخدامهم من أبناء البلد،
الذين اختصروها في عمل إنتقامي غادر
وسلبوها حقها كمقاومة وطنية بطولية.
وعندما انسحبت جيوش الإحتلال المصري
بعد تصاعد قوى الثورة الوطنية،
كان الهاربون من قوات الإحتلال
من مصريين ومن خدامهم
يشيعون بين الناس أن مطارديهم
من الأنصار""العبيد""
كانوا يسبون نساء ""العرب""
وكانوا يحرضونهم
على مقاومتهم ؛ وقد نجحت
حملة التضليل تلك إلى حد بعيد؛
حيث بدأ الأهالي يمنعون الجيش الوطني
من المؤن ويعرقلون اقترابه من النيل
للتزود بالمياه ، فكان لابد من الاشتباك .
ذلك هو المستنقع العنصري الآسن الذي غذى ،
وما زال يغذي ، كل قباحاتناتنا البغيضة،
والذي ارتاده ، وما زال يرتاده،
أراذلنا مؤججين من عنصريتنا
فأي مستنقع وبيل!!!.
إن ما قيل وكتب عن كتلة المتمة
فيه بعض الحقيقة التي
أخذت الطابع الفولكلوري المبالغ فيه،
وهي ما تزال بحاجة إلى المزيد من التوثيق.

Quote: الرائد الطيار عصمت زلفو

بل الرائد / عصمت حسن زلفو.
ألطيار هو شفيفه الأكبر،
من أول دفعة طيارين سودانيين
استشهدوا أثناء الإستعراض
بطائراتهم في سماء مدينة جوبا
في العام 1957.

تحياتي

Quote: ألطيار هو شفيفه الأكبر،

بل شقيقه الأكبرز


تحياتي

الاخ سليمان تحياتى
السودان بلد مترامى الاطراف كما تعرف وبه ثقافات واعراق متعدده وقد تدافعت هذه الاعراق والتحمت فى مراحل مختلفه من تاريخ البلاد وقد كانت الثوره المهديه احدى اكثر تلك المراحل وضوحا,ففى حين بدأت الثوره المهديه كثوره ضد المستعمر بقيادة ثائر سودانى استطاع وبحكمة بالغه توحيد عدد مقدر من مكونات المجتمع حول الثورة واهدافها انتهت الثوره وبعد رحيل الامام المهدى ووصول الخليفه عبدالله الى السلطه انتهت كأحد اكثر فصول التاريخ السودانى مأساوية ...فقتل الامراء ولوحق العلماء واحيلت حياة الناس الى جحيم وحتى الامير عبدالله ودسعد لم ينل لقب امير ا لا لانه كان من امراء المهديه والذى صنفته دولتها وفى نهاية المطاف خصما لدودا تريد ملاحقته واستباحة ارضه...وما عبدالله ودسعد الا مثالا لكثير من الزعامات الذين نكل بهم الخليفه .... ومن ثم بدت الثوره المهديه فى مجملها ولكثير من المؤرخين حركة هوس دينى اكثر من كونها حركة تحرر..
الاخ سليمان قرأت فى المعلومات عنك انك باحث فى التنوع السودانى والبحث فى هذا التنوع لا جدوى منه ما لم تصحبه دراسه لتاريخنا بصدق ومثابره وان نتخلى عن التصنيفات على اساس الجغرافيا كغرب وبحر وعلى اساس العرق كود عرب وغرباوى ...ما من مخرج اخى سليمان لبلادنا ولا لشعبنا سوى ان نعكف على تاريخنا وحاضرنا وبصدق كما ذكرت لنخرج بالدروس والعبر وان يكف مثقفونا فى الشمال بالتبشير بثقافة العنف عبر ما يعرف بأغانى الحماسه وفى الغرب عبر لغة الحكامات ...فبقدر ما ثقافتنا مأزومه فأن عدم قدرتنا على معرفة بداية الطريق يمثل اجترارا للازمه واعادة انتاج لها وقلبى على وطنى...

Quote: الاخ علم الدين لك التحية نتفق معك على ترك الماضي بمراراته ولكننا نختلف معك في جراح الحاضر،، لابد لنا ان نعالج هذه الجراح حتى لا تتحول الى مرارات ماضي للاجيال اللاحقة،، نتفق معك في مناقشة هذا الموضوع بموضوعية وصدق حول تلك الحقبة من تاريخنا دون عصبية قبلية،، لا نريد ان نتوقف عند تلك الحقبة دون النظر الى المستقبل،، تناولنا لتلك الاحداث ليس بدافع اذكاء روح الفتنة والتعصب القبلي ولكن بدافع اخذ العبرة منها،، وحتى نكون موضوعيين في تناولنا لها لابد لنا ان نورد احداثها في السياق الذي حدثت فيه بتجرد وحيادية،، نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن اصحاب تلك الحقبة لاننا لا نملك الادلة التي ندافع بها عن افعالهم ولم يكلفونا بالدفاع عنهم ولكلننا نروي احداثهم بتجرد دون عواطف انسانية. اذا جاز لنا ان نحمل فرد من افراد تلك الحقبة مسئولية ما جرى فيجب ان نحملها له ليس بصفته الشخصية ولكن بصفته المؤسساتية، عندما نتكلم عن المهدية يجب ان لا نتخزلها في شخص الخليفة لانه فرد والمهدية مؤسسة لذلك نحمل كل افراد تلك المؤسسسة التي تتكون من كل القبائل السودانية بما فيهم الجعليين لانهم كانوا جزء من تلك المؤسسة ، فحال الخليفة في ذلك كحال الحكام الذين حكموا السودان على مر العصور بما فيهم الحاكم الحالي الذي يتحمل مسئولية مستقبل السودان ليس في شخصه بل في نظامه الذي يدير شئون الدولة. هناك حقيقة يجب علينا ان نتفق عليها ونعتبرها القاعدة التي ننطلق منها في حوارنا هي عدم اصرار طرف على موقفه واعتباره هو الموقف الصحيح لان ذلك يتعارض مع مبدأ الحوار الذي نجريه،، نحن هنا نتحدث عن وقائع حدثت في الماضي ونبحث في اسبابها ودوافعها ونوردها حسب افادة شهودها الذين عاصروها او الذين عاصروا من عاصرها، اذا اتفقنا على هذه القاعدة وعلى احترام راي الاخر وعدم تحقيره والتقليل من شأنه فاننا بلا شك سوف نجني ثمار حوارنا الفكري،، هناك لغة لبعض المتداخلين لا ترقى الى مستوى الحوار الذي نطمح اليه، هناك لغة تنم عن استعلاء واخرى عن شعور بالغبن والكراهية تجاه الطرف الاخر، ليس هذا هدفنا من الحوار الذي نجريه لان هدفنا اسمى من ذلك،،، اتمنى ان نرتقى بمستوى لغة حوارنا وان لا نجنح الى المستوى المتدني،، ليس لدينا اعتراض على اثارتك للموضوع وتسليط الضو عليه طالما الدافع وراء ذلك اظهار الحقائف التاريخية المجردة عن العواطف،، علينا ان نسرد الوقائع بواقعية عقلانية وليست عاطفية لان العقل اقدر على اصدار الاحكام في الوقائع والاحداث بلغة المنطق من العاطفة التي تتوظف عند ظواهرها دون ثبر اغوارها كما يفعل العقل. .

اشكرك اخي وانت من تملك ناصية القول وانا حين طرحت هذا الموضوع اردت ان يتناوله امثالك بعلمهم وموهبهم في البحث وبتجردهم امل ان نوفق في ذلك دون عصبية وبيان حقيقة ما جري والا يكون ذلك قاصرا علي ما جري في عهد المهدية بل يجب البحث في احداث وماسي حملات الدفتردار والتي اثرت بغير شك علي التركيبة الديمقرافية للسكان وامتد اثرها حتي يومنا هذا .

Quote: الأخ علم الدين سلامات أولا كنت أتمنى أن أرحب بيك فى بوستك الأول ... فلم أتمكن فمرحب بيك .. ولتغشى الرحمة صديق عمرى عصام وليسكنه الله الفردوس ويجعلكم وارثين لمحبته للناس ومحبة الناس له ..وليغفر الله لدكتور مجذوب ويرحمه.. ... تحياتى لضيوفك فتح هذا الموضوع عدة مرات...شاركت بالقليل فى بعضها... ولم تختلف طريقة النقاش ... لدى الكثير الذى يمكن أن أقوله فقد قضيت جزء معتبرا من حياتى سبرا لكل ما يتعلق بهذا الموضوع... للأسف عندى مشكلتين.. مشكلة الوقت وهذه ممكن حلها شوية شوية.. المشكلة التانية الخوف من الفتنة بنشر كلما ما نعرف.. ولقد صبرنا مرات ومرات على مثل الأراء الأنتقائية والتبريرية.. التى يصاحبها التشكيك فى كل ما لا يتفق مع دعاوى الوطنية الزائفة من أمثال كررى وأبطالها.. لن يكون هناك نقاش مثمر مالم نعترف بأن المهدية نفسها دعوى دينية أعتمدت على مرجعية غيبية وحق ألهى لتحقيق ما حققت وتدمير ما دمرت.. وأيضا يجب التفريق بين مرحلتين فى المهدية نفسها هى مرحلة المهدى ومرحلة الخليفة... دون ذلك الحوار بيبقى حوار طرشان.. كيف نناقش زول بعقلية الأخ كباشى تصنف حتى الجعليين أنفسهم.. نعم يا أخ كباشى أمير أمراء المهدية هو النجومى الجعلى النافعابى .. وممول المهدية ومهندس حصار الأبيض هوالياس امبرير الجعلى النفيعابى و..و.. .. لكن الناس ديل وكتار الزيهم الحصل ليهم ولأهلهم شنو فى فترة الخليفة..؟؟؟؟ دا بس مثال لصعوبة النقاش.. أخى علم حافظ على البوست دا وما تخليهم يمشى لاالأرشيف.. وحا أجيب لستة بالمراجع غير المعروفة بصورة كبيرة.. وبرضو ممكن نجى نقول بعض اللى بنعرفه .. والأخ القال الخليفة ما قتل زول ، لو داير صور المقابر الجماعية بنجيبها ليه.. أنشاء الله بس نلقى فرقة.. ويا أخ كباشى لحدى ماأجيك عندك فى البوست دا الأخوين دكتور محمد بابكر وأحمد الياس وهما حفيدين مباشرين لقيادات صنعت تاريخ فترة المهدية ويمكنك أن تسألهم عن ما يعرفوا وليتنا كلنا نقدر أن نقول ما نعرف ولكن أعلم أن لكل مايمنعه.... للجميع ودى سيف مصطفى]

نسال الله ان يتقبل الراحل الاعلامي الفذ والانسان الخلوق عصام الخواض


ولك التحية اخي سيف


وساكون حريصا علي علي البوست متمنيا المشاركة الفاعلة من الاساتذة الاجلاء دكتور محمد بابكر واحمد الياس وكل


من لديه معلومات ووثائق عن تلك الحقب المظلمة حتي تعم الفائدة وتنجلي الحقيقة

وهذه صورة لاسر محمود ود احمد بعد موقعة النخيلة


ساتناول في هذا البوست الاراء والكتابات والروايات بتجرد تام وعلي لسان كتابها بغض النظر عن وجهة نظري الشخصية حتي نصل الي الحقائق


التاريخية واليكم هذا المقال الذي يوضح وجه نظر وقراءة اتفق مع كاتبها في كثير مما جاء بها واختلف معة في اجزاء اخري


وجاء فيها ما يلي :


اختزال سيادة الدولة في السلطة وتداعياته في السودان

مذبحة المتمة نموذجاً (1897م)

أحمد إبراهيم أبوشوك



تشكلت معالم الخارطة السياسية لدولة السودان الحديث في عهد الحكم التركي المصري (1821-1885م)، الذي بموجبه أضحت الخرطوم عاصمة لأصحاب النفوذ السياسي والعسكري، الذين بسطوا سلطانهم على إرث مملكة الفونج في سنار وملحقاتها في الشمال والشرق، وأحكموا هيمنتهم على مقدوميات الفور في كردفان ودارفور، وأدخلوا جنوب السودان قَسْراً إلى إقليم الدولة القُطرية الناشئة من بوابة السيطرة على منابع النيل وتجارة العنصر البشري التي كانت رائجة آنذاك. ووفق تطلعات الحكومة التركية-المصرية في الخرطوم تم استنـزاف موارد السودان المادية والبشرية، واختُزلت سيادة الدولة في مفهوم السلطة السياسية الضيق، الذي قُلِّصت ماهيته الوظيفية في خدمة مصالح النخب الحاكمة، والقوى القطاعية المساندة لها، دون أن تتبلور تلك السيادة في تقسيم السلطة والثروة عدلاً ومساواةً بين الناس، وفي تنمية الموارد البشرية والمادية، اللذين بموجبهما تتحقق الرفاهية والعدل الاجتماعي، ومن ثم يصبح الانتماء للدولة وسيادتها انتماءً وطنياً جاذباً ومتسامياً على التشنجات الجهوية والعرقية والدينية التي تؤدي في أغلب الأحيان إلى تفتيت الصف الوطني، لأن الجميع بهذا المفهوم الواسع لسيادة الدولة يشعرون بأنهم شركاء في الوطن أرضاً وشعباً، وأن مصالحهم ومقدساتهم تحرسها السلطات الثلاث (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية) التي تستمد شرعيتها من الدستور والقوانين التي استنها الأهلون وتعاهدوا عليها، شريطة أن تطبق بينهم عبر وسائط مهنية وكفاءات بشرية مؤهلة فنياً ومثقفة أخلاقياً، تثقيفاً يرقى بها فوق هامات النعرات القطاعية الضيقة، ويستمد مرجعيته الوظيفية والمحاسبية من شرعية القانون وأدبيات المصلحة العامة.

إلا أن هذا المفهوم الوظيفي للسيادة لم يحظ بهذه الشفافية في السودان، لأنه اُختزل في السلطة، واختزلت السلطة نفسها في ثلة من أصحاب المصالح السياسية الضامرة التي تتعارض في كلياتها وجزئياتها مع تطلعات الصالح العام وطموحاته المشروعة. ويتجلى هذا المفهوم السلطوي السالب وتداعياته في مناقشتنا التالية لمذبحة المتمة التي جرت فصولها التراجيدية قبل مائة عام (1897م) على مسرح سياسي متصدع، وحضور جماهيري متنازع الولاء في السودان، غاب عنه مفهوم الولاء السياسي للوطن الجامع، وتصاعدت على جنباته نبرات الصراع التي كانت سائدة بين المركز والتخوم، وكل ذلك حدث في وسط زخم سياسي واستعماري أشبه بالواقع السياسي الذي يعيشه السودان اليوم في ظل مشكلة دارفور ومنعطفاتها المحلية والإقليمية والدولية.



إذن ماهي الأبعاد السياسية لمذبحة المتمة؟

تتبلور الأبعاد السياسية لمذبحة المتمة في بُعدين أساسيين: أحدهما سياسي تاريخي، فرضته جدلية الصراع الذي كان قائماً بين رموز الدولة المهدية ورعاياها المهمشين، الذين وصفوا سلطة الخليفة عبد الله التعايشي بأنها سلطة الفرد التي اختزلت نفسها في شخص الخليفة، وبطانته من أبناء التعايشة، وبعض سدنة السلطة الذين كانوا يقتاتون من فتات موائد السلطان. ويتجسد بُعدها الثاني في الأعمال العسكرية التي سبقت اختيار حلة المتمة لتكون معسكراً لجيش الأمير محمود ود أحمد الذي أوكلت إليه مهمة التصدي للجيش الإنجليزي المصري القادم من الشمال. ويبدو أن هذا الاختيار قد فرضته ظروف عسكرية وسياسية نجملها فيما يلي:

أولاً: إن استخبارات الدولة المهدية قد أفادت بأن الجيش الغازي سيسلك نفس الطريق الصحراوي الذي سلكته حملة إنقاذ غردون عام1884/1885م، عبر آبار جقدول، وأبو طليح، ثم المتمة، ومنها يتفرع إلى أم درمان. ومن هنا برزت أهمية المتمة كقاعدة عسكرية واستراتيجية لملاقاة الجيش الغازي.

ثانياً: إن عملية إخلاء المتمة وترحيل أهلها إلى الضفة الشرقية للنيل قد أُسست وفق سببين رئيسين: أحدهما يتمثل في تأكد الخليفة عبد الله من عدم ولاء الجعليين للدولة المهدية، وذلك بعد أن ثبت له صحة علاقاتهم التجارية والاستخباراتية مع الجيش الغازي حسب إقرار زعيمهم الأمير عبد الله ود سعد. وثانيهما إن جيش محمود ود أحمد كان جيشاً غير نظامي، حيث تميز أفراده بالخشونة، والعنف، وعدم الانضباط، الأمر الذي عذَّر عملية استضافتهم في قرية المتمة التي كان أهلها يُصفون بالأنفة والإعتزاز بالنفس.

وبناءً على ما تقدم فقد أصدر الخليفة عبد الله التعايشي قرار الإخلاء في اجتماع عُقد بأم درمان، وحضره أهل الحل والعقد في المهدية ومن بينهم الأمير عبد الله ود سعد، الذي أمَّن على سلامة الاختيار، ووافق على انتقال أهل المتمة إلى الضفة الشرقية المحاذية لقريتهم. ويبدو أن موافقته هذه كانت موافقة مجروحة، بدليل أن الخليفة كان يتشكك في نواياه، ويعتبره قد أظهر لهم خلاف ما يبطن، والشاهد في ذلك قول السيِّد علي المهدي نقلاً عن الخليفة عبد الله وموقفه من مباركة عبد الله ود سعد لقرار الإخلاء: "... الذي أعلمه أنك تضمر السوء، ولك مكاتبات مع العدو، ولو فتشنا جيبك لوجدنا بعضها..." ونتيجة لذلك لم يأذن له بمغادرة أم درمان عقب انتهاء الاجتماع، بل أرسل خطاباً إلى أهل المتمة، يطلب منهم إخلاء حلتهم بطيب خاطر، وذلك لتهيئة الجو العام قبل قدوم أمير الجعليين عبد الله ود سعد المشكوك في ولائه للمهدية. ويكشف ظاهر هذا الخطاب عن سلامة موقف الخليفة ورأس الدولة تجاه الغزو الأجنبي، إلا أن مصطلح الدولة في حد ذاته كان مصطلحاً مجروحاً عند خصماء المهدية الذين كانوا يبررون شرعية التآمر ضدها حتى لو استدعى ذلك الاستنجاد والاستعانة بالقوات الأجنبية و"الكفرة". فلا جدال أن هذا الخطاب يُعدُّ وثيقةً تاريخيةً مهمةً، وقابلة للأخذ والرد من حيث محتواها السياسي وطبيعة الرسالة التي حاولت أن تبلغها إلى أهل المتمة. وقبل الخوض في تحليل الموقف السياسي المعارض لهذه الوثيقة من جهة والمؤيد لها من طرف آخر، يستحسن أن نسرد أولاً مفردات خطاب الخليفة إلى أهل المتمة على النحو التالي:



"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الوالي الكريم، والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم. وبعد من عبد ربه خليفة المهدي عليه السلام، الخليفة عبد الله بن محمد، خليفة الصديق، إلى المكرمين كافة سكان حلة المتمة على وجه العموم فرداً فرداً.

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأعوان أعلمكم الله بالخير أنكم معدودون لدينا من الأصحاب الواقفين مع الإشارة أمراً ونهياً، وظننا بكم علو الهمة في إنجاز المصالح الدينية، وعدم التهاون في سبيل الله ووفاء العهد المأخوذ عليكم، وحيث فهمتم ذلك، وبعلمكم أن حلة المتمة التي أنتم بها هي طريق للسرايا البحرية، ومركز إليها، وكل ما تعينت من طرفنا سرية لضرب الأعداء، فلابد من مرورها عليها وغشيانها لها، ولا يخفى عليكم ما في مرور السرايا عليكم من المشقة لكم والتعب أكثر من غيركم، لكون الجهة التي أنتم بها مركز للسرايا، ومجمع للطرق، ونظراً لذلك فقد اتفقت مشورة المسلمين، ومن الجملة عمال جهاتكم على انتقالكم منها لجهة الشرق بقصادها من باب الشفقة عليكم بما ذكر عملاً بما اقتضت المصلحة الدينية ... وبناءً على ذلك فقد حررنا لكم أمرنا هذا، فبوصوله إليكم وفهمكم لمضمونه فجميعكم بطيب نفس وانشراح صدر خذوا كافة أمتعتكم وأموالكم وجميع متعلقاتكم ماعدا المساكن فقط، وانظروا المحل الموافق بمعرفة عمالكم بقصاد حلتكم في جهة الشرق، وأنزلوا هناك على بركة الله بأكملكم بحيث لا يتفرق منكم أحد كلية، بل جميعكم كونوا في محل واحد نازلين بالجهة الشرقية على صفة منزلتكم الآن بالمتمة، ويكون السوق بحاله عامراً بحذاء الحلة التي تنشؤونها بالشرق على حالته السابقة، وعليكم بالأمان التام في أنفسكم وأموالكم، وحيث أن هذا الأمر قد اتفقت عليه كلمة المسلمين واقتضته مصلحة الدين، وفيه الشفقة عليكم والرحمة بكم ما لا يخفى عليكم، فبادروا إلى تنفيذ الإشارة فيه بغاية الانشراح والقبول لتناولوا مزيداً من الرضا وجزيل الثواب، ولترد لنا منكم الإفادة عن هذا بعد إجراء العمل بموجبه. بارك الله فيكم، وقرن بالنجاح مساعيكم. والسلام."



إلا أن الروايات التاريخية تختلف حول الإذن الذي حصل عليها الأمير عبد الله ود سعد لمغادرة أم درمان. فحسب إفادة السيِّد علي المهدي: إن الخليفة أذن للأمير عبد الله ود سعد بمغادرة أم درمان بعد فترة وجيزة من إرسال الخطاب الوارد نصه أعلاه، وأشهد على ذلك الشيخ محمد عمر البنا الذي اختتم اجتماع أم درمان بقوله تعالى: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾. وبعد تلاوة هذه الآية، يقول السيِّد علي المهدي: إن الخليفة عبد الله ودع الأمير عبد الله ود سعد وأذن له بمغادرة أم درمان، لكن بكلمات يشوبها التشكك والحذر، حيث قال له: "أذهب فإن الله سائلك من دماء الجعليين، وهذه الآية تكون شاهداً بيني وبينك أمام الله." ويتضح من هذه الرواية أن الخليفة كان عالماً بذهاب الأمير عبد الله ود سعد إلى المتمة، الأمر الذي يدعونا للتشكك في موثوقية هذه الرواية، ويدفعنا لترجيح ما ذهب إليه يوسف ميخائيل، لأن رواية السيِّد علي المهدي يبدو أنها قد تأثرت بإسقاطات الواقع السياسي الذي عاشه الراوي، لأن بعض جزئياتها تتناقض مع الوقائع التاريخية لتلك الفترة. ويقول يوسف ميخائيل في هذا الشأن: إن الأمير عبد الله ود سعد قد حصل على إذن بمغادرة أم درمان من الأمير يعقوب، وعندما علم الخليفة بذلك استشاط غضباً، ثم أرسل مجموعة من الهجانة للقبض على الأمير عبد الله ود سعد وإرجاعه إلى أم درمان. ويقال أن الهجَّانة أدركوا الأمير عبد الله عند مشارف المتمة وأعطوه خطاب الخليفة الآمر بعودته إلى أم درمان، فكان رد الأمير عبد الله، حسب رواية يوسف ميخائيل: "أرجعوا إلى سيدكم، وقالوا له عبد الله ولد سعد خالف أمرك، كيف يرضى بأن يطلع أهل المتمة، ويسكن بها محمود ود أحمد، وتخرج كافة النساء والأطفال. أنا خالفت أمره بهذا الشأن."





موقف أهل المتمة وتداعياته السياسية

وفور وصوله إلى المتمة دعا الأمير عبد الله ود سعد أهل المتمة إلى اجتماع طارئ، أطلعهم فيه على مجريات الأحداث في أم درمان، والقرار الخاص بترحيلهم إلى الضفة الشرقية للنيل، وأوضح لهم اعتراضه على هذا القرار، بحجة أنه سيجدد العار القديم الذي لحق بالجعليين عندما هجر المك نمر شندي بعد مقتل إسماعيل باشا عام 1822م، فوافقه أهل المتمة الرأي، ثم أعلنوا كفرهم الصُراح بالمهدية، وبدأوا يعدون العدة لملاقاة جيش الأمير محمود ود أحمد، وأرسلوا وفداً تحت قيادة الأمير إبراهيم محمد فرح (ود البيه) إلى مروي، حيث قدم الوفد طلباً إلى الجنرال كتشنر بالحصول على سلاح وذخيرة ورجال لمساندة تمردهم ضد الدولة المهدية. وفي هذه الأثناء تقاطرت البلاغات من أمراء الأرباع المعسكرين على مشارف المتمة إلى الأمير محمود ود أحمد، وكان مفادها: "... أن عبد الله وسعد ارتد عن المهدية، وجاهر بالمعصية، وعرَّض بالمتمة، وقصد محاربة المهدية." (عصمت حسن زلفو، كرري، ص 228)

أما رد فعل الخليفة لتمرد الأمير عبد الله ود سعد فقد تجسد في ثلاث خطوات مهمة. تمثلت الخطوة الأولى في سجن زعيم الجعليين وساعد الإمام المهدي الأيمن في حصار الأبيض إلياس باشا أم برير ومصادرة كل أمواله، لأن الخليفة علم أن عبد الله ود سعد قبل مغادرته إلى المتمة كان مقيماً في منـزل إلياس باشا. فرد إلياس باشا أم برير على هذا الأجراء التعسفي بقوله: "من أعان ظالماً على ظلمه سلَّطه الله عليه. أفعل ما أمرت يا إبراهيم رمضان إلا الناقة لا تدخل غنيمة كوني نتقوت بلبنها." (يوسف ميخائيل، ص 201) ومن ثم قام إبراهيم رمضان، أمين بيت المال العمومي، بمصادرة أموال إلياس باشا، ووضعها في بيت المال العمومي تحت بند التجريد والغنيمة، ووُضع إلياس باشا في سجن الساير، وأذن له الخليفة بالتقوت بلبن الناقة التي أُخرجت من أموال التجريد. وتجلَّت الخطوة الثانية في المذاكرة التي عقدها الخليفة في المسجد الكبير بأم درمان بعد صلاة المغرب التي أعقبت تحرك جيش محمود ود أحمد من أرض الشفاء شمال أم درمان، حيث قال الخليفة لجمهور المصلين: "يا خوانا أنصار الدين أن الله ناصرنا على الأعداء الجلابة الجعليين والدناقلة المنافقين، هم الذين يخربوا البلاد العامرة، وما يدخلوا في مدينة أو أي بلدة إلا خربوها، وأساس الخراب ليس حاصل إلا منهم. وإن عبد الله ولد سعد هرب من عندنا لأجل ما يتوجه إلى إخوانه الترك والكفار، وإن شاء الله يقع في القبضة، ويقتل على يد محمود أحمد. وإن نار الترك التي ظهرت في صدر الجبل ونظروها الأمراء والأنصار وقتلها ولدنا يوسف القبطي إن هذه علامة النصر على الترك والكفار بعون الله الملك القهار." (يوسف ميخائيل، ص 203). أما الخطوة الثالثة فكانت تتمثل في عدم ارتياح الخليفة عبد الله من مهادنة محمود ود أحمد للأمير عبد الله ود سعد، ومحاولاته اليائسة لإقناعه بالرحيل من المتمة، لأن الخليفة كان يدرك تماماً أن عنصر الزمن عنصرٌ مهمٌ في حسم مثل هذه الصراعات، ومن ثم أرسل خطاباً عاجلاً للأمير محمود ود أحمد مفاده: "فنعلمك أيها المكرم أن المبادرة إلى الأخذ بالحزم في أمور الجهاد من المهمات، وأن المخذول عبد الله ود سعد قد مضت عليه مدة وهو في عصيانه ومجاهرته بالعداوة ... فبوصول أمرنا إليكم احزموا أمر الجيش وعاجلوا المخذول بالحرابة." (عصمت حسن زلفو، كرري، ص 229).

وفي ضوء هذا الأمر التحريضي أعلن الأمير محمود الجهاد على المتمة، ودخلها عنوة في يوم الخميس الموافق الأول من يوليو 1897م، وبعد معركة غير متكافئة بين الطرفين تم القضاء على الأمير عبد الله ود سعد وأعوانه، واستبيحت قرية المتمة لعدة أيام، وسُبيت نساؤها، وأخذ أطفالها وأموالها غنيمة إلى بيت المال العمومي بأم درمان.

وواضح من هذا العرض أن قرار إخلاء المتمة قد فرضته ظروف سياسية وعسكرية مُلحة، بدليل أن الأمير محمود بعد كتلة (مذبحة) المتمة شيَّد معسكره على أنقاض المدينة الجريحة لمدة ثمانية أشهر (يوليو 1897- فبراير 1898م)، حيث حفر خندقاً طويلاً شمال المتمة في شكل زاوية قائمة مع النيل، ونصب فيه ترسانته العسكرية لمقاومة وابورات الجيش الغازي القادمة عن طريق النيل، وبث العيون والإرصاد لمراقبة الطريق الصحراوي الذي كان يحسبه منفذاً آخر للقوات الغازية. وبعد سقوط بربر عدَّل محمود خطته العسكرية، وتحرك شمالاً وعسكر بمنطقة النخيلة جنوب عطبرة، حيث هُزمت قواته أمام القوات الغازية، وأُسر مع نفر من أعوانه ومساعديه. وبعد واقعة النخيلة واصل الجيش الغازي زحفه جنوباً إلى أن بلغ الحاضرة أم درمان، حيث دمر جزءاً من قبة الإمام المهدي، وهزم جحافل الأنصار والمجاهدين في واقعة كرري في الثاني من سبتمبر 1898م، وبذلك أُسدل الستار على حقبة مهمة من تاريخ السودان الحديث، تقدر بسبعة عشر عاماً (1881-1898م).

أما معارضة الأمير عبد الله ود سعد لقرار إخلاء المتمة فقد أُسست على فرضية مغامرة سياسية وعسكرية خاسرة ويائسة، قوامها وصول المدد العسكري من الجيش الغازي قبل أن يجتاح الأمير محمود ود أحمد المتمة، وبذلك يستطيع الأمير عبد الله ود سعد وأعوانه أن يحكموا قبضتهم على المتمة وضواحيها، ويسهموا مع القوات الغازية في إسقاط دولة الدولة المهدية التي كانت- حسب وجهة نظرهم- "دولة قبيلة"، أزلَّت الجعليين وأقصتهم من ممارسة حقهم السياسي المشروع في حكم بلادهم، وحرمتهم من المشاركة في صياغة القرار السياسي على المستوى القومي في السودان.



مذبحة المتمة: دروس وِعبَر

لم يكن الهدف من ذكر مذبحة المتمة في هذا المقال هو نكاء جراحات الماضي التي بدأت تندمِّل، لكن العبرة تكمن في كيفية استثمار هذا الحدث التراجيدي في إعادة بناء سودان ما بعد نيفاشا وفق ثوابت يتواضع عليها الحكام والمحكمون.

أولاً: إن مذبحة المتمة تبين عجز قيادة المهدية عن تجاوز أدبيات الثورة إلى مرحلة بناء الدولة المؤسسية التي تقوم على قسمة السلطة والثروة، وتنمية الموارد البشرية والمادية. وهذا العجز يجب أن يُقرأ في إطار الواقع السياسي الذي أعقب وفاة قائد الثورة محمد أحمد المهدي، ودفع الخليفة عبد الله التعايشى إلى اختزال سيادة الدولة في شخصه، عندما شعر بخطورة معارضة أولاد البحر لسلطانه الناشئ، وتحصيناً لسلطته أحاط نفسه بأفراد قبيلته، واستخدم أدبيات الثورة ضد خصومه السياسيين الذين وصفهم بالردة عن المهدية، فأعلن الجهاد عليهم في أكثر من بقعة من بقاع السودان. وبهذه الرؤية السلطوية اُختزلت سيادة الدولة في السلطة السياسية، والسلطة السياسية في شخص الخليفة وبطانته، وبذلك فقدت الدولة المهدية سندها الجماهيري، وتحولت إلى دولة قبيلة أكثر من أن تكون دولة قُطرية ترعى حقوق مواطنها في المكره والمنشط.

ثانياً: إن مذبحة المتمة أظهرت طرفاً من ضعف السلطة السياسية عندما لاح لها في الأفق شبح التدخل الأجنبي، إذ انقسم سدنتها إلى فريقين. فريق يؤيد رفع العلم الفرنسي على حدود الدولة المهدية ليضحى السودان بموجب ذلك محمية فرنسية، مع الإقرار بسيادة الدولة المهدية. ويساند هذا الرأي ابن الخليفة وقائد جيش الملازمين عثمان شيخ الدين، وبعض أعوانه. إلا أن هذا الموقف لم يحظ بتأييد الخليفة الذي آثر إعلان الجهاد على الكفرة وأعوانهم، بحجة أن المهدية في خاتمة المطاف منصورة، وأن البشائر الدينية التي كانت متداولة بين عامة الناس تؤكد ذلك. فلا جدال أن هذا البُعد الغيبـي في الصراع السياسي يعكس طرفاً من الهوس الديني الذي كانت تعاني منه الدولة المهدية في صراعها مع خصومها المحليين، وفي صياغتها لسياساتها الخارجية والاستراتيجية مع دول الجوار المسلمة من طرف، والدول الاستعمارية (بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا) التي كانت تناصبها العداء، وتحيط بها إحاطة السوار بالمعصم من طرف ثانٍ.

أما المعارضون، أو بالأحرى المعارضة الصامتة، فقد كانوا يناصرون مجيء القوات الأجنبية للقضاء على دولة المهدية باعتبارها دولة ظلم وجبروت، لأنها لم تمثلهم قبلياً، ولم تقم العدل بينهم سلطة وثروة، لذا فقد راهنوا على زوالها تعللاً بأن البديل الاستعماري مهما كان توجهه الإمبريالي فسيكون أفضل من حكم "الدراويش" الذين أذاقوهم الأمرين.

فإذا قرأنا هذا الواقع التاريخي بتمعنٍ فإنه يذكرنا بما يجري الآن في السودان، فبعض سدنة النظام الحاكم يؤيدون دخلوا القوات الأممية لحفظ الأمن والسلام في دارفور، وبعضهم يعارض تدخل القوات الأممية لأنهم يعتبرونه ضرباً من ضروب الاستعمار ووسيلة من وسائل القضاء على سلطانهم السياسي. وفريق ثالث يؤيد التدخل الأجنبي بحجة أنه سيمكنهم من القضاء على حكومة الإنقاذ وأعوانها. والأمر في مجمله يقودنا إلى القول بأن سيادة الدولة قد حصرت نفسها في مفهوم السلطة السياسي المجحف، الذي أدى إلى أضعاف الجبهة الداخلية أمام التحدي الخارجي، وأسهم في تقاعس الدولة عن الدور المناط بها فيما يخص تحقيق الرفاهية، والأمن الاجتماعي لكل المواطنين باختلاف نحلهم ومللهم، وتوجهاتهم السياسية. وكل ذلك يُعزى إلى اختزال سيادة الدولة في السلطة، والسلطة في زُمرة من الذين يسودهم تفكير النسق، وتغلب عليهم القيم القطاعية ذات النظرة القاصية للآخر والمنكفأة على ذاتها.

ثالثاً: في ضوء هذه المدارسة التاريخية نخلص إلى القول بأن سودان ما بعد نيفاشا يحتاج إلى رؤية استراتيجية ثاقبة تؤهله للخروج من نفق السلطة السياسية إلى رحاب سيادة الدولة القُطرية، الذي يهدف إلى تداول السلطة بطريقة ديمقراطية تراعى فيها المصلحة العامة، وأدبيات التدافع السياسي الشريف، وتقسيم الثروة عدلاً بين الناس، وتنمية موارد السودان البشرية والمادية، وذلك بدلاً من أن تنحط سيادة الدولة في مستنقع السلطة السياسية الآسن، والتنافس المصلحي الرخيص القائم على تقسيم المناصب السيادية والوزارية، واستغلال المال العام لأهداف سياسية قاحلة لا تروي ظمأ الحاكمين في السلطة، ولا تشفي غليل حلفائهم الذين يضمرون لهم السوء، ويظهرون حسن النوايا الذي يمكنهم من طرق أبواب خزائن السلطة المفسدة.

لأخ العزيز/ علم الدين الخواض ..

التحيات الطيبات لك ولكل الأهل بدار جعل ..

حسناً فعلت بفتح هذا الخيط .. وأتمنى أن يتم التحدث عن كتلة المتمة بكل شفافية .. وأن يعرف الجميع دكتاتورية عبد الله التعايشي .. لاسيما الذين نرى كتاباتهم الجهوية و العنصرية .. تملاء المنبر ، ويأتون الآن لكي يطالبوا الجعليين بالتحقق والتسامح .. ومراعاة ظروف تلك الفترة ..

تحياتي،
اخوك/ خالد الأرباب

الاخ العزيز \ علم الدين الخواض ,,, الف تحية لك ولاهل الحارة.


تسلم علي نبش الموضوع الذي سكت عنه الجميع لعقود

طويلة وان الاوان لمعرفة الحقيقة وكشف أول أبادة

جماعية ومنظمة في تاريخ السودان ,, ونحمد الله علي

عفة وجسارة أمهاتنا الرمن بأنفسهن في النيل,,

واصل ومتابعين.

اشكركم اخوتي وهانذا اضيف بعض الروايات التي تحكي عن معركة توشكي ومصير الاسري وقصصهم وافردها في المساحة التالي:


جرت معركة توشكي في 3 /8 /1889 يبن جيوش الانصار المكونة من 4000 جندي و بين الجيش المصري المساوي لهذا العدد و به بعض الجنرالات الانجليز و بعض السودانيين الذين كانوا يعملون هناك و دارت الدائرة علي جيش النجومي المنهك فانهزم و قُتل منه زهاء الالفي مجاهد بما فيهم النجومي القائد اما البقية فقد تم اسرهم واستخدامهم كعمال في المزارع و الحوانيت ...اشتهر الاسري السودانيون بالامانة و الشجاعة و قد اعجب المصريون بنزاهة السودانين الذين طاب لهم المقام بل ظل احفادهم هنالك حتي اليوم..

سوف نسرد سيرة البعض الذين اشتهروا وقتئذ و ظل التاريخ المصري يتداول بطولاتهم في مناهجه المدرسية منذ تلك الفترة . بعث قواد الاورطة المصرية بثلاثة من الاسري إلى مركز العياط ـ احدهم جعلي من كبوشية اسمه الشيخ ادريس ود سعد، وصار خفيراً لمزارع آل عكاشة بالبدرشين، وكان الشيخ ادريس ورعاً يصوم النهار ويقيم الليل، وعندما مات شيعه نحو ستون الفا من الرجال والنساء، أما الرجلان الآخران فهما الصادق ود رحمة وابن عمه محمد ود سالم، وهم من سكان قرية المكيلاب «ولاية نهر النيل الآن».

تم تعيين محمد ود سالم خفيراً في دوار منشية دهشور بسفح الجبل، وكان الدوار بما فيه من مواشٍ وما حوله من اطيان ملكا لخصي اسود يسمى الباشا أغا من اغوات الخديوي اسماعيل باشا. وعندما يحضر الأغا من مصر الى الدوار يقبّل يد محمد ود سالم ويقول هذا سيدي الحقيقي. وذات ليلة هجم على الدوار ثلاثون لصاً، وكان ذلك في 12 شعبان 1314هجرية بقصد سرقة المواشي، فلما أحس بحركة اللصوص كمن لهم خلف الباب من الداخل.

تسور اللصوص الحائط وتجمعوا عنده، فباغتهم محمد ود سالم طعناً من الخلف، وفي ثوان قتل منهم أربعة وخرج الباقون تسيل أمعاؤهم على الطريق، وعلى أثر الصياح حضر عمدة المنشية الشيخ ابراهيم ابو هيبة ومعه الخفراء ومأمور المركز وتعقبوا اللصوص، فقبضوا عليهم وعلى رئيسهم «هليل» وهو مطعون، وعلى التو صار الناس يأتون افواجاً من مصر وبلاد الفلاحين ليشاهدوا ذلك الفارس السوداني ودم اللصوص المتجمد على حربته. ونشرت جريدة «المؤيد» عنواناً كبيراً يقول «مجزرة سودانية» وعنوان آخريقول «سوداني يهزم ثلاثين لصاً». وكان الحدث كبيراً شغل مصر لأيام. وبعد ذلك أخذه الباشا والحقه بوظيفة في الدائرة السنية خوفاً من أن يقتاله أقارب اللصوص.

اما الصادق ود رحمة فقد كان انصارياً قوياً يحفظ راتب المهدي، ويعمل خفيراً بدوار محمد بك منصور غرب محطة العياط. ومن شدة ورعه وأمانته، فقد كان الباشا وأسرته يهابونه جداً. وذات يوم دخل حصان جامح الى دار البك، فتصايح الاولاد فزعاً، فغضب البك وصاح فين الغفير بن ال###### دا؟ سمع الصادق الكلام فقال للبك: اسمع انا من اليوم مرفوت وأنت أصبر. حضرت السيدة زوجة البك بعد أن سمعت جزءاً من الكلام، وقالت لزوجها أين عم الصادق؟ فقال لها رفت نفسه وتوعدني بالقتل. قالت: هذا حضر من السودان مع النجومي ليقتلوا أفندينا توفيق ولورد كرومر ـ انت كبير عليهو يعني؟ـ ثم ذهبت الى منزل الصادق فوجدته متقلداً سكينه الغرباوية الطويلة، فاعتذرت له ونقدته خمسة جنيهات ذهب، فرضى وقال لها: على الطلاق لو ما إنتي جيتي راجلك ما يصبح مع الأحياء.
السؤال الذي ما انفك يؤرث علماء التاريخ و السياسة هو : لماذا ارسل الخليفة هذا الجبش الي مصر؟؟؟

Quote: ثم ذهبت الى منزل الصادق فوجدته متقلداً سكينه الغرباوية الطويلة، فاعتذرت له ونقدته خمسة جنيهات ذهب، فرضى وقال لها: على الطلاق لو ما إنتي جيتي راجلك ما يصبح مع الأحياء. السؤال الذي ما انفك يؤرث علماء التاريخ و السياسة هو : لماذا ارسل الخليفة هذا الجبش الي مصر؟؟؟

خليفة المهدي كان يريد فتح مصر وهذا طموح مشروع. لكن أرجوك البحث عن دور كل من الكباشي عرفو وخشم الموس في ما حدث أثناء وقبل معركة كرري.
قلت لي الراجل قبض 5 جنيهات وصهين؟ عوجة والله.


كبـَّـاشي الصــَّافي

(العوج راي والعديل راي)