(الأخبار) ترصد معاناة ألفي معتمر بجدة

آلاف المعتمرين السودانيين يتكدسون في جدة
الكاتب/ جدة : مصطفى أحمد الضو
Saturday, 18 September 2010
وكالات السفر تتقاذف مسؤولية تأخير وإرباك إعادة ألفي معتمر
تكدست صالات الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة أمس بالالآف من المعتمرين السودانيين الذين ضاعت رحلاتهم وانقطعت بهم سبل العودة للوطن، ووصل الأمر حد التشابك بالأيدي بين المعتمرين السودانيين من جهة وبين مناديب وكالات العمرة ووكالات السفر التي عجزت عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المعتمرين من جهة أخرى.
المشهد يكاد يتكرر في كل مواسم العمرة للسودانيين دون سواهم من جنسيات العالم الإسلامي الآخر، في حين ظلت الجهات المختصة بعيدة عن إيقاع العقاب على المتسببين في مثل هكذا معاناة.
وتقاذف كل من وكلاء السفر ووكلاء العمرة الاتهامات وإلقاء المسؤولية فيما بينهم عن هذا الإرتباك في الرحلات؛ مما أدى لتأخير أكثر من ألفي معتمر ظلوا يراوحون بين الفنادق والشقق السكنية وصالات المطار دون أن تلوح في الأفق بوادر لحل مشكلة إعادتهم؛ بعد أن نفد كل ما لديهم من أموال، وفي وقت أيضاً تنصلت بعض الوكالات من مسؤولياتها بتوفير السكن والإعاشة للبعض منهم حتى تدخلت السلطات السعودية وألزمتهم بتأمين ذلك.
وتابع مكتب "الأخبار" في جدة تفاصيل المشكلة التي امتدت لأكثر من ستة أيام بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من أحد المعتمرين أفاد فيها بأنه قد فقد الاتصال بوكالة السفر لتأكيد حجز عودته وزوجته؛ إذ أن المكتب لا يستجيب لاتصالاته المتكررة. وأبدى عدد من المعتمرين استياءهم من هذه الأوضاع، وأكدوا لـ"الأخبار" أنهم لا يملكون ثمن قارورة الماء للشرب ناهيك عن ثمن الوجبة الغذائية. وطالبوا بتدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حل فوري لمشكلتهم.
من جهتهم حمّل عدد من مناديب وكالات العمرة السعودية المسؤولية للشركات الناقلة، و قال سيف الدين سعيد من وكالة الحمراء: إن شركة الوفير للطيران لم تلتزم بالمواعيد المبرمجة وتم إلغاء رحلات مبرمجة، والأغرب أنه لم تكن هناك طائرة مجدولة ليوم 13 سبتمبر رغم وجود تأكيد حجوزات للمسافرين؛ مما يؤكد على مدى الفوضى والعشوائية في نظام الحجوزات. وأشار إلى أن هذا التأخير سبب لهم خسائر مضاعفة، حيث ألزمتهم السلطات السعودية بتأمين إعاشة كافة المتأخرين حتى ترتيب أوضاع نقلهم.
وطالب رئيس اتحاد وكالات السفر والسياحة بالسودان محمد عبد الرحيم ماجد بالتحقيق الفوري والتدخل السريع من السلطات السودانية المسؤولة لإيجاد حل لهذه المشكلة المتكررة في كل موسم. ووصف الوضع بالمأساوي، إذ اشتبك المعتمرون بعد نقلهم لصالات الحج بالمطار مع بعض المسؤولين ومندوبي الوكالات بعد تركهم لساعات طويلة؛ بل وأيام دون إيجاد حل لهم مما استدعى تدخل وزارة الحج السعودية التي قامت بزيارة للموقع وإصدارها التوجيهات بإعادتهم إلى الفنادق. وأوضح أن المعتمرين يتحملون مصاريف إعاشتهم؛ في حين توفر الوكالات السكن لهم. وأشار إلى أن البروتوكول بين السودان والسعودية يحتاج إلى إعادة قراءة ، محملاً المسؤولية في هذه المأساة لخطأ شركات العمرة والوكالات، إذ تم ترحيل المعتمرين إلى المطار دون وجود حجوزات مؤكدة، مما أدى إلى تكدسهم بشكل لافت.
وقال حسن ابنعوف من "وكلاء شركة الوفير للطيران - السودان" والذي كان مقر إقامته مزدحماً بوكلاء الشركات، إنهم شركة لتأجير الطيران وأن مسؤولية الحجوزات تقع على مسؤولية الوكالات في السودان. وألقى باللائمة في هذا الإرتباك لوكالات العمرة التي لم تلتزم بالمواعيد المقررة، مشيراً إلى حرصهم على تسفير كل المعتمرين خلال هذا الأسبوع.