لقد جاوب الطيب صالح علي سؤال من اين جاء هؤلاء في موسم الهجرة "توجد نسخة"

Read page 121 and 122

http://www.arabicnadwah.com/onlinebooks/mawsem.pdf

هذا كلام مهم

"يجب ألا يحدث تناقض ما بين ما يتعلمه التلميذ في المدرسة وبين واقع الشعب . كل من يتعلم اليوم يريد أن يجلس على مكتب وثير تحت مروحة ويسكن في بيت محاط بحديقة مكيف الهواء يروح ويجي في سيارة أمريكية بعرض الشارع . إننا إذا لم نجتث هذا الداء من جذوره تكونت عندنا طبقة برجوازية لا تمت إلى واقع حياتنا بصلة، وهي أشد خطرا على مستقبل إفريقيا من الإستعمار نفسه" - كيف أقول لمحجوب أن هذا الرجل بعينه يهرب اشهر الصيف من أفريقيا إلى فيلته على بحيرة لوكارنو ، وأن زوجته تشتري حاجياتها من هاورودز في لندن ، تجيئها في طائرة خاصة، وأن أعضاء نفسه أنفسهم يجاهرون بأنه فاسد مرتش، ضيع الضياع وأقام تجارة وعمارة، وكون ثروة فادحة من قطرات العرق التي تنضح على جباه المستضعفين أنصاف العراة في الغابات، هؤلاء قوم لا هم لهم إلا بطونهم وفروجهم، لا يوجد عدل في الدنيا أو اعتدال. وقد قال مصطفى سعيد: "إنما أنا لا اطلب المجد ، فمثلي لا يطلب المجد" . لو أنه عاد عودة طبيعية لأنضم لقطيع الذئاب هذا، كلهم يشبهونه ، وجوه وسيمة ووجود وسمتها النعمة."
من كتاب موسم الهجرة للشمال لأديبنا الطيب صالح صفحة 121

إذن إنه تنبأ بقطيع الذئاب الذي يحكم افريقيا حينها واليوم، هذا المقطع لوحده كتاب سياسي عن حالنا وعن حال أفريقيا والعالم الثالث، الطبقة التي خلفها الإستعمار أصبحت أسوأ منه، ما تعلموه في المدارس مناقض لواقع الشعب، المدارس والجامعات عندنا تخرج أفندية هم الواحد السيارة والبيت والراحة على حساب الشعب، يشقي المزارع ويتعب وفي النهاية يذهب مجهوده لهؤلاء الأفندية التي تئن خزائن دولنا الأفريقية منهم. إذن لقد جاء هؤلاء الأفندية من نظامنا التعلمي من مدراسنا، من الفكر الذي انتجهم وانتجوه لصالحهم، شعارات براقة وكلام مناقض لواقع الشعب ولواقعهم إنهم يخدعون الجميع في بلد الجميع سوداننا، كلهم سواء لا تجد إلا قلة قليلة، من اليمين لليسار للوسط، إنهم افندية العصر وسادته يا سادتي، يتعملون كيف يأكلوا أموال الشعب ويعلموا أولادهم كذلك، يرسلونا ابناءهم للمدارس الاجنبية ويرسلون ابناء الشعب لتلك الخرابات التي خربوها بسياساتهم، المعالجة في التربية والتعليم وفي صياغة نظام تعليمي، يخدم الشعب يكون من الشعب وله وليس ما يحدث وحتى ابناء الفقراء منهم الذين تعلموا في المدارس العامة المجانية دخلتهم الجرثومة القاتلة واصبحوا اسوأ من الإستعمار وخربوا ما تبقى من التعليم ليخرج مزيد من الإنتهازيين وأنصاف المتعلمين، لقد أدخلوا الأمية للمدرسة والجامعة وحتى تخرج جماعات مفككة الوعي يسهل السيطرة عليها كما فعل الإستعمار. إنها لعنة أفريقيا وإنه قطيع الذئاب الذي يحكم افريقيا في أحزابها وحكوماتها ومنظماتها المدنية كلهم سواء بسواء إلى من رحم ربي..اللهم ارحم الطيب صالح فقد كان فيلسوفا صادقا وعي واقع الشعب وكتبه في شكل رواية كلما أقرأها كلما اكتشف فيها الجديد.
مع شكري
أبوهريرة

وحتى الذين كانوا ينتمون لحركات تحرر ثورية إنضموا لقطيع الذئاب هذا وحتى لا يفوتهم الشرف وبدأنا نسمع عن البيوت الكبيرة وفارهات السيارات والعمارات المثني والثلاث ورباع إلا قلة منهم أيضاً، إنها الجرثومة القاتلة..

Quote: إننا إذا لم نجتث هذا الداء من جذوره تكونت عندنا طبقة برجوازية لا تمت إلى واقع حياتنا بصلة، وهي أشد خطرا على مستقبل إفريقيا من الإستعمار نفسه"

كيف نجتث هذا الداء من جذوره، وجذوره تنتج كل يوم وتخرج مئات الألوف من هذا المرض المتفشي في شكل افندية وسياسيين يحومون ويطوفون القرى والحضر.

Quote: أن هذا الرجل بعينه يهرب اشهر الصيف من أفريقيا إلى فيلته على بحيرة لوكارنو ، وأن زوجته تشتري حاجياتها من هاورودز في لندن ، تجيئها في طائرة خاصة، وأن أعضاء نفسه أنفسهم يجاهرون بأنه فاسد مرتش، ضيع الضياع وأقام تجارة وعمارة، وكون ثروة فادحة من قطرات العرق التي تنضح على جباه المستضعفين أنصاف العراة في الغابات، هؤلاء قوم لا هم لهم إلا بطونهم وفروجهم، لا يوجد عدل في الدنيا أو اعتدال.

رحم الله الطيب صالح

ان عبارته اعلاه تنطبق بحذافيرها على العشرات في بلادي الآن...

الأقاليم بخير.. الداء فى العاصمـة.. وأقترح عمل كرنتينـة حول العاصمـة، الجوة
جوة والبرة برة لمدة 10 سنوات.

العزيز أبوهريرة

كل عام و أنت بخير

شكرا على هذا الخيط الجميل فى حضرة عبقري الرواية العربية الأستاذ المرحوم الطيب صالح.
.....................................................................................
والله دي قمة الأزمة يا أبوهريرة..! عندما يخرج هؤلاء للعمل العام لإستباحة المال العام دون أدنى واذع أخلاقي أو حتى إنساني! ولقد سألت

Quote: كيف نجتث هذا الداء من جذوره،

فى تقديري البسيط يتم إجتثاثه فى ظل منهج تربوي متكامل قائم على حب الوطن أولا..
ثانيا.. غربلة وتفكيك الشخصية السودانية لإيجاد دواء ورؤية إنسانية قائمة على قيم العدل.
ثالثا... البحث الدؤوب لإيجاد ثقافة ومنهج إنتماء حقيقي لتتطوير الويجدان الجمعي السوداني وربطه بقيم الخير والعدل .........الخ .
وفى تقديرى ..كل هذا لا يتم إلا فى ظل منهج إنساني ديمقراطي عريض قائم على تفكيك سلطة الخطاب الديني وفصله عن الدولة ...والعمل على إيجاد دولة تحكمها المؤسسات ((دولة مواطنة)) وكما تعلم فى ظل إنعدام دولة القانون ينتشر الفساد بكل أنواعه إذن علينا إعادة التفكير فى مجمل إرثنا الاخلاقي والقيمي لخلق جيل متصالح مع الوطن وإنسانه ‘ والبحث عن مناهج تفكير وفلسفات مغايره أو مختلفة عن خطابات الإسلام السياسي التقليدية تلكم التى لا تستطيع إيجاد فتوى صريحة لتحريم المال العام أو حتى الفساد فى مجمله من نفس الخطاب الديني الذي تدعيه...الخ
يا أبوهريرة ده مربط صراع الخير والشر وفلسفة الصراع السياسي والإجتماعي ! وبيني وبينك ده شغل فلسفات ومناهج إنسانية كبيرة لها قدرة شوف علمي لمعالجة أمراض الذات الأنانية تلكم التي تسترزق على حساب الكادحين وكما قال تاج السر الخليفة....
كان الكادحون يعمرؤون الارض كي تبقى دليلا دامغا ضد التحرك نحو ما ليس إحتمالا
كانوا يزرعون القمح كي نمشي إلى الفوضى بحفنات الرغيف على يدينا!
.....................................................................

تحياتي

شكرا اشرف وأبو الريش وأبوجديري
الاخ أبوجديري
هذا المرض اصبح عام انظر لافريقيا
فالجرثومة فتكت بحركات الاسلام السياسي انظر لفترة نميري ايضا اما الانقاذ فتجسد ما قاله الطيب صالح بكامله
مداخلتك قيمة وخاصة اننا نحتاج لتحليل عميق يشخص الازمة ويضع حلول للمعالجة مربوطة بدولة القانون ونظام تعليمي ديمقراطي وبديمقراطية حقيقية ليست للصفوة فقط

ماذا تفعل افريقيا مع قطيع الذئاب الذي يحكمها ?