المتطرفون دينياً لا يتغيرون- أيها السادة

المتطرفون دينياً لا يتغيرون- أيها السادة


09-11-2010, 01:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1284166114&rn=0


Post: #1
Title: المتطرفون دينياً لا يتغيرون- أيها السادة
Author: Medhat Osman
Date: 09-11-2010, 01:48 AM

وطن في «غيهب»!

معاوية يس

تائهٌ هو، يبحث عن وطن لم يجده كما اعتاده مضموماً بين أصابع كفيه. إحساس لا يستطيع له وصفاً.

الحال هنا أن أبناء وطنك هم الذين ينتزعونه منك. ليس الوطن بمعناه اللغوي المحدود بل كل عوالمك الخاصة داخل ذلك الوطن. لكنك لا تستطيع أن تستغني عن سطوة الأماكن والوجوه والذكريات والتراب والطين والأشجار والعصافير في دخيلتك.

صحيح أن المشهد الدولي تغير مراراً منذ أن جاء النظام الجديد، وانطوت صفحة تجاوزاته التي لا تغتفر.

ظن كثيرون أن عزل الرأس المدبر للنظام الدكتور حسن الترابي سيفتح كُوّةً ينفذ منها التغيير إلى كثير من «ثوابت» النظام. المتطرفون دينياً لا يتغيرون- أيها السادة- مهما أوغلوا في التظاهر بالتغيُّر والانفتاح.

المعركة في عقولهم هي بين مســلمين (هم) وكفار (الآخرون). ولا يتـــورع الحاكم منهم عن رمي من يخـــالـــفه الرأي بأنه «أتاتوركي»، وتابع للـــغرب، وكاره للإسلام.

لا يمنع ذلك أقطاب النظام من التشدق بأن الوطن تحول إلى الديموقراطية. لا تزال الأنشودة المفضلة للحزب المتطرف الحاكم تزعم بأن الوطن مستهدف من الخارج والداخل، حتى بعد رضوخه للتحول الديموقراطي وحلول سلام جزئي. تلك حقيقة أعلنها وزير المالية السوداني عوض أحمد الجاز، في 13 آذار (مارس) الماضي، في خطاب جماهيري قال فيه: «يجب التوحد والالتفاف حول كل القيم الوطنية لمواجهة المحاولات الاستعمارية الجديدة التي تأتي في شكل اتهامات بالإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان والأصولية وتجارة الرق».

ولم ينس الجاز أن يختم بالتغني بالأوهام، إذ قال: «إن المارد السوداني قد انطلق، وكسر القيد، ولن تعيقه التهديدات من هنا وهناك»!

بيد أن الحقيقة المراد تعميتها جاءت واضحة كشمس السودان الحارقة، على لسان وزير الدولة بوزارة الاستثمار سلمان سليمان الصافي، الذي أوفده النظام لمخاطبة احتفال في جامعة أم درمان الإسلامية، في 18 آذار (مارس) الماضي، لمناسبة الذكرى السنوية الـ 12 لـ «معركة الميل 40»، قال وزير الدولة: «إن راية الإسلام لن تسقط أبداً في السودان، رغم المؤامرات التي تحاك ضد الوطن». وأضاف: «أن المشروع الحضاري والجهادي في البلاد ماض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (...) لا تفريط في الدين، ولا في المشروع الحضاري». وكشف الوزير الأصولي استمرار تصنيف النظام للآخرين بقوله: «نقول للعلمانيين الذين يريدون عودة الخمّارات للخرطوم هيهات، لن نسمح بذلك».

الجدير بالذكر أن حكاية «الخمّارات» هذه جاءت بعد بضعة أيام من إعلان الرئيس البشير في خطاب جماهيري أنه لا يريد أصوات «المخمورين»، قاصداً معارضيه، وعلى رأسهم سيدا الطـــائفتين الدينيتين الكبريين في الــبلاد (الأنصار أتباع المهدي، والخــــتميـــة أتباع الميرغني)!

لقـــد سرقوا الوطن وهمسات الحـــبيبة ورائــحة التراب وحبسوها في غـــــياهب سجن كبـــير يطلقون عليه «المشروع الحـــضاري»! ما هـــو المشروع الحضـــاري؟ لا أحــــــــــد من السودانيين يعرف. لكنه يقال له فحسب، كل يوم، إن السودان لن يتخلـــى عن «المشروع الحضاري».

تخيلتني صبياً ما برح يلهو مع أقرانه تحت ضوء القمر. كانت في طفولتنا لعبة صبيانية شائعة، يرمي أحدنا عظماً في مكان منا قبل بزوغ القمر، فيتفرق الباقون للعثور عليه بعد سطوع ضوء القمر.

وكنـــا نصيح في براءة: «شليل» ( بياء مُـــمالة- العظم) وين راح؟ فيرد من قذف به: «أكله التمساح». أي تمساح يا رعاك الله؟ لقد «أكله المشروع الحضاري»!

من أسرة «الحياة
».

Post: #2
Title: Re: المتطرفون دينياً لا يتغيرون- أيها السادة
Author: Medhat Osman
Date: 09-11-2010, 01:13 PM
Parent: #1

ضرب وازلال فتاة وسط الخرطوم بسبب ارتدائها لبنطلون 2010