معتز القريش.. والعِزّة بالإثم!

كيْ يتقي الإنسان مشقّة تأنيب الضمير، وحمل العبء الثقيل لإثمهِ - يلجأ إلى إنكار التُهم الموجّهة إليه، جملةً وتفصيلاً. وإنكار التهمة/التهم هذي، يتمُّ بطريقة سافرة، لا تعتني بأيّ منطق أو دلائل، ولا تكترث بحجج الآخرين وبراهينهم.. فهي تأتي “عفويّة”، مُنطلقة بلسانٍ “صادق” يسعى لطمأنة النفس قبل الآخرين!
فالتعارض البائن بين “الضمير” و”الإنكار” و”الصدق” ما هو إلا حالة سيكلوجيّة بحتة، مُلغزة، تعبّر عن تعقيدات النفس البشريّة وتضارب المشاعر والأحاسيس فيما بينها. إذ كيفَ لإنسانٍ يدعو لمكارم الأخلاق، أن يرضى بإهانة إنسان آخر، بجرحه في كبريائه وأحاسيسه البشريّة التي يسعى بني البشر إلى ترقيتها واحترامها والعلوّ من شأنها؟!!
قلتُ، أنّ مجرّد الرضى والسكوت عن مثل هذه الأفعال، يُعدّ موقفاً ########اً وبائسا؛ فما بالنا ــ والإنسان الذي يعتزُّ بفعل هذه المخازي ويتفاخر بها:

(هناك تبكّيهم وهنا.. عافي منّك)

*

وفي الحقيقة، أن تناولي لمثل هذه الظاهرة، لا أرجو منه فضح “الإنقاذ” أو مَن يُوالونهم، بل أنا معنيٌّ، في المقام الأوّل، بفهم مثل تلك العقليّة، التي تصيبنا بخيْبةِ الرجاء والأمل في أنّ “الإنسان” صار قرب قوسين أو أدنى ــ مِن أن يُصبح إنسانا بحق!

وكلّ ما أرجوه، هو أن أوجّه تساؤلاتي للإنسان/ معتز القريش:

أنا لا أشكّ أبداً في أنّ لك، مثل كلّ إنسان على ظهر هذه المعمورة، مشاعر الحبّ والمَعزّة لزوجك وأهلك وذريّتك، ولا ترضى فيهم مجرّد قولٍ لسفيه.. فكيفَ تسنّى لك أن تعتزّ بتدنيس شرف الآخرين؟!