تبول لا إرادي ....!

تبول لا إرادي ....!


09-04-2010, 12:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1283599082&rn=0


Post: #1
Title: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 12:18 PM

حين ماتت عمتي كنت صغيراً للغاية بحيث إنني لم أعرف ما حدث بالضبط الا بعد أسبوع أو أكثر من الوفاة يعود ذلك الي إنني كنت مشغولاً للغاية بإخفاء معالم جريمة صغيرة قمت بها .

بعد مرور أسبوع واحد كانت بي رغبة قوية للذهاب الي حيث تسكن عمتي كل ما مررت من عندها قدمت لي الحلوي وإحتضنتني بقوة لا أعرف إن كانت تفعل ذلك مع كل أبناء الحي أم معي لوحدي غير إنني لا أذكر علي الاطلاق أن قامت بإحتضان طفل آخر علي الأقل في وجودي .

ذهبت وحلم الحلوي يتبعني كظلي قضيت المسافة التي تفصلنا ركضاً ولاهثاً ككــلب صيد في أغلب الأحيان لا يوقف ركضي سوي بعض المشاهد التي تعترضني علي عجل . كأن أري في ركضي أرنباً برياً يسير بإتجاه النهر أو ثعلباً يجري خلف دجاجات أقف لأتابع ما يحدث حينها فقط تزول رغبتي في الحلوي أقف مستمتعاً بالإنقضاض السريع أتابع دهاء الثعلب بمتعةٍ لاتضاهي ، أتابع ركضي ما إن أسمع صراخ صاحبة الدجاجات وهي تلعن الثعالب ثم تلعنني علي وقوفي صامتاً ومتابعاً مجزرة الدجاجات .

أجري كأنني لم أسمع لعناتها يعلوا صراخها ولكأن الثعلب إغتال زوجها ، أضحك لمنظرها الرث وهي تجري عبثاً محاولةً إنقاذ ما تبقي من دجاجاتها ،

تلعنني المرأة بصوت عال تقول أنها ستخبر أمي بما حدث ، لكنني لم أفعل شيئاً يستحق ذلك فور عودتي سأحدث أمي أكره أن أعاقب في جريمة لم أرتكبها من يستحق العقاب هو (الثعلب) فليضربوه علي فعلته ليقطعوا إن استطاعو ذنبه الطويل سأقول لهم ذلك دون خوف فمالي والدجاجات .

توقفت عن الركض قفلت عائداً بإتجاه المرأة قادم اليك ايتها الشريرة لأري أي جرم إرتكبت يداي
خالتي السرة انتي مالك معاي ؟
مالي معاك يا شافع يا قليل الحياء
آي مالك بتسبي فيني سويت ليك شنو أنا ؟
سويت شنو ؟ أحي أنا

ضربتني بجريد نخل تحمله في يمناها بغيظ ظاهر ظللت أصرخ بأعلي صوتي وخالتي (السرة) تواصل ضربي أدمت يداي تجمهر الناس أسقطتني أرضاً خارت قواي فما أصعب معارك النساء مزقت ملابسها الفضفاضة عضضت بما استطع من قوة حلمة ثديها صرخت بصوت أنثوي (وااااااااي) .

ظللت أعض ـ دم ساخن ملأ فمي الآن فقط صارت خالتي السرة إمرأة غير مكتملة النمو بعض بعضها داخل فمي المتسخ بدماء فعلتها معي دخلت بعدها (السرة) في غيبوبة وكذلك فعلت أنا .

في المساء وجدتني راقداً جوار أمي عرق كثير يتصبب مني عيناي متورمتان ماذا أقول لأمي الآن دخلت في نوبة بكاء حار تماماً كمن فقد عزيز لديه قدمت لي أمي مشروباً ساخناً ثم تبعتها بحلوي أخرجتها من لفافة تحملها تذكرت بعدها ما حدث .

في الصباح لم أذهب للدراسة أمي وعدتني ليلة الامس أن أظل حبيس البيت الي أن تشفي جروحي أخرجت رأسي بصعوبةٍ من تحت الغطاء تحسست شفتاي كانت السفلي علي وشك السقوط لم أدري سوي اللحظة إنني بالأمس كدت قطعها تدلت شفتي السفلي وصرت أشبه برجل قادم من معركة ، قدمت لي أمي لفافة صغيرة بداخلها حبيبات صغيرات ثم أمرتني بإبتلاعها ناولتني بعض ماء من دلو صغير توكلت علي الذي لا يقهر ثم رميت بالحبيبات داخل فمي ، بعدها قدمت لي مشروباً بارداً بعض الشئ ـ شئ بين عصير الليمون وطعم آخر شممت من خلاله رائحة الشفخانة الصغيرة التي لطالما مررت من أمامها .

قالت (فاطمة) الولد ده لازم تودوهو الحكيم
قالت أخري : شلوفتو دي لازماها خياطة
قالت أمي : الله يجازكي آ السرة

برلمانهن المهيب إنفض ما إن خطا أبي بخطواته الواسعة كنت ساعتها إرتجف خوفاً إذ أنني لن استطيع الحديث بعد إجراء الخياطة المزعومة بل لن استطيع مضغ حلوي عمتي .

ما إن قدم أبي حتي وقفت ناهضاً كان فراشي مبللاً تنبعث منه روائح شتي شئ بين روث البهائم ومخلفات الانسان كانت رائحة لا تحتمل شعرت بخجل طأطأت رأسي وأبي يوبخني علي فعلتي تلك ـ لتأتي أمي حاملةً معها قرصاتها الموجعة لأفيق بعدها وأعلن أمامها التزامي بالتبول قبيل النوم ثم أجري باحثاً عن شنطتي المدرسية حاملاً في يمناي فردة حذاء .

إنتظرت أمي ريثما جهزت لي بستلة الفطور فخرجت راكضاً تجاه المدرسة في الطريق وجدت (السرة) بكامل هيئتها نظرت نحوها طويلاً تأملتها من اقصاها الي اقصاها ضحكت طويلاً وأنا أتخيل منظرها الدامي ، ثم مضيت سريعاً .


ـــــــــ
الجدير بالذكر ان التعديلين لاضافة صورة

Post: #2
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: Ahmed musa
Date: 09-04-2010, 12:31 PM
Parent: #1

لا إله إلا أنت
سبحانكـ إني كنت من الغافلين





خدر
اجمل ماقرأت مؤخراً
أشعر برغبة في الـ ...
ثُم اللهم إني صائم ..!!!

ــــــــــــــــــــــــ
الآن أشعر انني حُرْ

Post: #3
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: مرتضى احمد عبد القادر
Date: 09-04-2010, 01:27 PM
Parent: #2







ابداع والله

Post: #5
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: قيقراوي
Date: 09-04-2010, 01:48 PM
Parent: #3

Quote:
الجدير بالذكر ان التعديلين لاضافة صورة
(عدل بواسطة خضر حسين خليل on 04-09-2010, 11:38 ص)
(عدل بواسطة خضر حسين خليل on 04-09-2010, 11:47 ص)


هي يا بلة !! . . وينا الصورة نان !؟

كتابة سمحاااااااااااااااا كدا

كيفك يا مان مع عمك رمضان ؟
الراجل دا اخبارو معاك شنو ؟

Post: #6
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 02:01 PM
Parent: #5

ياقيقا
قلت لي هربت بي جلدك قبل رمضان يشرف

الغريبة رمضان السنة دي جانا بارد واليوم قبل تبدأ فيهو تلقاهو كمل
تساهيل من ربنا يا قيقا .


مشتاقين والله

Post: #4
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 01:39 PM
Parent: #2

أحمد موسي
ازيك ورمضان كريم ياخ

الحال من بعضو يا ابوحميد
أو كلنا في الـ.... شرق
مودتي ياعظيم

Post: #7
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: طارق جبريل
Date: 09-04-2010, 02:18 PM
Parent: #4

يا مقطوع الطاري
احكي يا حبيب
احكي ياخي خلينا نهيم في دنيا الجمال

Post: #8
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: Osman Musa
Date: 09-04-2010, 02:46 PM
Parent: #7



جريد النخل
والملابس الفضفاضة
وبستلة الكرارة الشغلات دى بتحدد مكان وزمان المسرح .
يا أخى أنت زول رسام قوى .
أنت يا خدر الحلومر بتاعكم ده فيتريتا ولا ... ؟
يا أخى كل عام وأنت مرتاح

Post: #11
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 06:33 PM
Parent: #8

ياعثمان ياموسي
وينك ياخ مشتاقين والله
البيئة دي ياعثمان ياها المرقنا منها لوش الدنيا (كان مرقنا)
والفرتيتة دريش علي قول عطاف انيس ردالله غربته
خليك قريب ياقريب وكل سنة وانت اجمل

Post: #9
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 06:14 PM
Parent: #7

ياطارق ياصاحبي كيفك ياخ
والله تشبكوني احكي احكي احكي اعذبكم عذاب
مطرة أمس دي ياطارق خلتنا ننوم مرتاحين خالص





وغايتو ربك يكتر الامطار والاوغاد يجو راجعين

Post: #10
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 09-04-2010, 06:26 PM
Parent: #9

الممطور مطرة امس
خضر حسين

من هم هولاء الاوغاد ؟
وبعد الاجابة مباشرة ؟

تبا لهم ثم 66 تبا لهم
بلاش صلع بلا جلحات


شكرا يا ممطر


ياخ واصل النضم اللا ارادى !!!!

مودتى

Post: #12
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: عبدالوهاب علي الحاج
Date: 09-04-2010, 06:47 PM
Parent: #10

شكرا يا ابو خدرة للكتابة السمحة دي
ويديك الف عافية يا صاحب
وكل سنة وانت طيب

Post: #13
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خدر
Date: 09-04-2010, 07:11 PM
Parent: #12

قريتها الصباح و قلت شنو حركات جين مورس و مصطفي سعيد دي !! وين السكينة اسه طيب
و هل طعنها ولا طعنها و ليه الزول ده لخبط لينا شلوفتو مع نهد خالتو السرة و مهرجان النساء
توصياتو شنو ؟ خضر ده عندو واحد من 2 ,إما الصيام قام بيهو و ام بدقس فينا ساي



مشيت قضيت يومي و جيت اسه آخر اليوم قريت تاني , لقيت حكي جميل والله يا صاحب , اخوك تركيزو
قل شديد , شكرا كتير تاني علي إشراكنا في الحكي و السرد الممتع و قرف يقرفك يا معفن , ما لقيت
عنوان احسن من ده !!

Post: #17
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: Yassir Tayfour
Date: 09-04-2010, 07:48 PM
Parent: #13

السُرة الله يبارك فيها عارفاك حا تطلع شيوعي ومسخوط وحا تشيل حسها في الأسافير..
___
السُرة وياااااي!

Post: #18
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 07:52 PM
Parent: #17

السرة دي زاتها تقدميه يا ياسر لكن بيني وبينك كانت عندها حاجات رجعية كده
من ضمنها تمسك زول زي كده وتدقوا ساي فش غبينة علي الدجاجات


يازول ازيك وين الحي بيك
لافيساً بوك لاماسنجراً كان
لا تلفون ساي
اسكرتشاتكم في كندا خلصت ولا شنو؟

Post: #15
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 07:36 PM
Parent: #12

يا وهبة
ازيك ياصاحب ورمضان كريم
والشوق كما تعلم (جزيري ضارب فيها موج)
شاكر لصفقتك يا وهبة
سلمت ياملك

Post: #16
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 07:42 PM
Parent: #15

والله ياخدر
انا زاتي متحسس من العنوان المعفن ده لكن نسوي شنو
اخوك لا يكذب ولا يتجمل (قرقرقرقر) الحاجات علي قول الزميل
عباس لازم تمرق زي ماهي



انت جاي متين يازول ؟

ـــــــ
لو سمحتو مافي زول يجي يقول لي الزميل عباس ده منو ؟

Post: #14
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 07:33 PM
Parent: #10

معاوية الممسوس
ازيك
يازول مشتاقين كربك كربك كربك
شايفك بهناك عايز تتمرد
يازول رقيناك

بخصوص الاوغاد فهم ما بتعدوا ياكفي البلا
كتار ياصاحب ـ باقي النضم خليناهو للناس
يا معاوي اي زول عندوا حاجة لا ارادية يجي يفكها هنا

مشتاقين يازول
ــــــ
قف استلمنا عدد واحد حجر

Post: #19
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-04-2010, 10:26 PM
Parent: #14



العفش داخل البوست علي مسؤلية صاحبه

Post: #20
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: Badr elhaj
Date: 09-04-2010, 10:56 PM
Parent: #19

سلمات عوافى يا منبوشة مهبوشة ماتطال الليل وليل مساهر اصل ماليه
اخر .
خضر مشتاقين كتير ياحبيبنا ولكتاباتك الجميلة البتسوق الزول الى تلك العوالم ..ياخى ديشششششششششك ياعيوشة اقصد خضر واصل واصل ماانت ياهو خضر...

Post: #21
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: Salah Abdulla
Date: 09-05-2010, 00:08 AM
Parent: #20

خضر ، ياخي بول على كيفك..وأحلم.

وكأنك تتحدث عن ( مرة عمي )
غير أن ما يميزها عن ( سرتكم ) أنه لم يجرؤ أحد ضكراً كان أم إنتاية على أن يهّوب ناحيتها..
فهي إمرأة ( ضكرية ) ، تحرث الأرض ، وتحش البلح ، وتزرع وتقلع على كيف كيفها
و(تسَّف) ما شاء الله لها ، تمباكاً دارفورياً نمرة واحد ، وارد دكان هاشم
وتنط في الحمار ، كإبنة 18 سنة.
لها صوت نسمعه هناااك في ( تقو مار )(1)* فنرتعد
ونكاد نلحق أخونا ( هدر ) فنطلق بولاً ينساب مدراراً
كنت أشفق على عمي الطاعن في السن ، رقيق الحال من جبروت زوجته تلك
فأزوره بين الفينة والأخرى ، فأقلب له أرض عدد حوضين تلاتة
فيشكرني ، ويكريني حلاوة كرملة ، وكأنني طفل صغير !!

أما الـ(تُسابنجِي ، بتي كلويا)(2)* فكنا نشاهده (ذلك الماكر) حينما
نلتجئ ( لتحت النخل) لقضاء حوائجنا الطبيعية
فنجلس وأمامنا ( المدنيات)(3)* ونظل نتلفت ، خوفاً من زيارته المتوقعة..



ياخي سقتنا الى عوالم ، أدفع ما تبقى من ايام غربتي وأعيش لحظة منها. شكراً..

---------
(1) الحلة الفوق (بالرطانة).
(2) جزء من أهزوجة يلعب بها أطفال تلك الأصقاع.
(3) إناء يستخدم للوضوء والاستنجاء ، ولنا فيه مآرب أخرى.

Post: #26
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-05-2010, 07:48 PM
Parent: #21

صلاح العزيز
ازيك ياخ
والله ما تتخيل ضحكت قدر شنو وأنا بقرأ في مداخلتك ـ دحين ياخي شايفك طلعتني عامل العملة اياها
ياخينا أنا بريئ براءة الذئب من دم يعقوب من القصة دي كلها جابت ليها تبول لا ارادي كمان
هو الارادي عملنا بيهو شنو ياصلاح لامين يكابسنا اللا ارادي .
غايتو مرة عمكم دي كويس انها ما صادفت دريباتنا يازول والله دي مرة صعبة عديل .
ياخ للاسف ياصلاح لم يعد لنا شئ سوي التعلق بما مضي من ايامنا التي مضت بغيرما عودة حنين جارف
يقودني لتلك النواحي كلما وجدت نفسي في دوامة الهموم ـ بمش هنا وانجم واجي راجع بعدما ارمم جزء
معقول من انسانيتي المهدرة في أرصفة مدائن هؤلاء الناس العجيبين ياصلاح .

مودتي ياصديقي وياريت تكتب ياخ عن التوسيبانجي


ـــــ
التسيبنجي للناطقين بغيرها جمع تسيبة ويطلق علي الثعالب
أما الترم ده الا يجي يوريكم ليهو قمر بوبا

Post: #22
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-05-2010, 08:44 AM
Parent: #20

يابدرالدين
ازيك ياخ ازيك
ياحليلك والله قلت لي عيوشة عيوشة :
ودونا لي ضابط
كالعادة وانكفن
وقال وين اوديهن
والعندي ماقادر
بالموية اكفيهم
والعسكر ادونا
سوطين وفكونا
وكالعادة ياخوانا
حيكومة مربوشة

ــ
زمن يا صديقي والله زمن
مشتاقين يابدر اظهر بالله

Post: #23
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: هشام آدم
Date: 09-05-2010, 11:21 AM
Parent: #22

العزيز: خضر حسين
تحيّاتي الخالصة، وكل عام وأنتَ بخير (قبل الزحمة)

"المتعة" هي الفكرة الحقيقة وراء الفن، ومن بينها الأجناس الأدبية المختلفة، وليس مُجرّد الحكي، وفي حين يكمن جوهر "الحكي" في العِبرة والحكمة المختبئة وراء النص، فإن جوهر "القصة" يكمن في قدرته على الإدهاش المختبئ وراء التراكيب اللغوية، والخيال، والتفاصيل الحميمة، والمُفارقات. هكذا أرى الفارق الحقيقي والجوهري بين "القصة" و "الحكاية" وفي سبيل ذلك، فإنني لا أرى أية أهمية لأن تشتمل القصة على عقدة وصراع كما يذهب كثير من النقاد، لأن درامية النص السردي معلومة سلفًا من حيث مُعايشتنا لها، فلا يجدر بالقاص تحمّل مشقة الكتابة من أجل أن يسرد لنا تلك التفاصيل الدرامية مرّة أخرى، بل يجدر به أن يُتيح لنا فرصة رؤيتها من زاوية أخرى، وتوفير المفارقات في الحدث الواحد، من خلال حشد التفاصيل التي قد تسقط منا بحُكم الاعتياد والتكرار، ومن هنا تتأتى لنا الدهشة، وهي ما تجعلنا نحكم على النص بأنه مُمتع أو غير ذلك. [هذه وجهة نظر شخصية جدًا]

أرى أنكَ وُفقتَ تمامًا في اختيار وتحديد مستوى الصوت في النص، فالكتابة بصيغة المُتكلّم، تتيح للكاتب مساحة أكبر من السرد، وتغنيه عن سلطوية الراوي، لأنه، عندها، سيكون الراوي والبطل في نفس الوقت، كما أن الكتابة بهذا التكنيك، تكتسب نوعًا من الحميمة والمصداقية، أكبر مما تحتملها الكتابة عن شخوص آخرين، حتى ولو كانت إسقاطًا على شخصية الكاتب، لأن ذلك عيبٌ آخر من عيوب الكتابة السردية، ولكنني أرى أن النص يفتقر إلى عنصر هام للغاية، ألا وهو (الوحدة الموضوعية) فمثلًا، نجد البطل غير قادر على تحديد موعد معرفته بوفاة عمته؛ ما إذا كان بعد أسبوع أم أكثر، ولكنه في الفقرة التالية مُباشرًة قرر أنه بعد أسبوع واحد بالتحديد. هذا إرباك يختلق قطيعة بين القاري وبين النص، فهنالك احتمالات كثيرة كلها مُربكة في قراءتنا لجُملة: "بعد مرور أسبوع واحد كانت بي رغبة قوية ..." فالسؤال الذي طرق باب ذهني للمرّة الأولى هو: "مرور أسبوع واحد على ماذا؟" فإن كان المقصود على وفاتها، فهذا إرباك من وجهين:

الوجه الأول: إنه لم يكن قادرًا على تحديد موعد معرفته بوفاة عمته، فكيف استطاع تحديد ذلك فيما بعد؟
الوجه الثاني: قراره بالذهاب إلى عمته، يدل على أنه لم يكن يعلم بوفاتها، وتحديد مرور أسبوع على وفاتها يُناقض قراره بالذهاب.

عمومًا، بإمكاننا تجاوز هذه النقطة بوضع فرضية التخمين القائمة على حداثة السن، فالأطفال عمومًا لا يكترثون لمثل هذه الأمور ولا يضعونها في بالهم كثيرًا، ولكن حتى هذه الفرضية تعتبر فاشلة؛ لاسيما إذا عرفنا أن القصة هي من نوع التداعي الحُر الذي يندرج تحت تصنيف الفلاش باك فقوله: "حين ماتت عمتي كنتُ صغيرًا للغاية" فهذا يعني أن القصة سرد لحادث قديم، يفترض أن يكون البطل الآن (أوان السرد) في مرحلة عُمرية ناضجة، تتيح له تحديد الوقت بشكل جازم.

الأمر الآخر؛ أنني لم أفهم من القصة تلك الجريمة الصغيرة التي انشغلَ البطل بمحاولات إخفائه، ورغم أن هذه الجزئية كان بإمكانها أن تكون مُفيدة للسرد، بحيث يُمكن، عبرها، التطرّق إلى الحياة السرّية للأطفال، وهو ما كان من شأنه أن يخلق إضافة إيجابية للنص؛ إلا أنني لم أقف على شيء من ذلك، فما هي الجريمة الصغيرة التي كان البطل مشغولًا بإخفائها "حينما" ماتت عمته؟ فهل كانت الجريمة هي تبوّله اللاإرادي؟ أم الحادثة التي وقعت بينه وبين "السُرّة"؟ المنطق القصصي ينفي أن تكون الجريمة هي حادثة تبوّله اللاإرادي، فمن الواضح أن أمّه وأباه، على السواء، كانا على علم بها، وإن كانت حادثة السُرّة فهي مما لا يُمكن إخفاؤه لأن آثارها تفضح الجريمة!

ثمّة إشارات تفيد إلى كون حادثة السُرّة مع الثعلب والدجاجات ما كانت إلا مُجرّد حلم مزعج رادو البطل، وإشارات أخرى تؤكد حدوث ذلك، وفي الحالتين، فإن هنالك حلقة مفقودة مُتعلقة ببداية القصة ونهايتها. الأمر الأخير الذي أحببتُ أن أتناوله هو عدم التوفيق في اختياركَ كلمة (حين) في جُملة: "حين ماتت عمتي كُنت صغيرًا للغاية" فكلمة حين هذه تحدد الفترة الزمنية، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين على ربط الجُملة بفعل مثل: كون المرء طفلًا، لتلازم الفعل استمراري بفعل منقضٍ ومنتهٍ في وقته وحينه، وكأننا نقول: "حين أغمضتُ عيني، كان سامرٌ طفلًا" كما أن الحين، يُحدد لحظة وقوع الفعل في الماضي، فعندما أقول: "حينما قامت الحرب العالمية الثانية" فإن هذا يعني: لحظة وقوع الحرب بالتحديد، أو لحظة انطلاق أول رصاصة في الحرب العالمية، وهو ما لا يستطيع أحد أن يجزم به على الإطلاق؛ والأفضل، في هذه الحالة، هو استخدام كلمة (عندما) لأنها متوافقة لفعل الاستمرارية في الماضي، فعندما ماتت العمّة في الماضي (فعلًا مُستمرًا لأن البطل لا يعرف متى ماتت بالتحديد) كان البطل صغيرًا، وهو الأقرب إلى الدقة، في نظري.

تبقى القيمة الحقيقية للقصة هي الحميمية التي تحملها تفاصيلها الصغيرة، كعلاقته بعمته، وحديث النسوة بعد أن أفاق من غيبوبته. وهذه الجُملة: "لا يوقف ركضي سوي بعض المشاهد التي تعترضني علي عجل . كأن أري في ركضي أرنباً برياً يسير بإتجاه النهر أو ثعلباً يجري خلف دجاجات" بها من المصداقية الكثير، بحيث تأخذنا إلى مواقفنا نحن الشخصية. لقد تذكرتُ حادثة قديمة مرّت بي عندما كُنت صغيرًا، حين ذهبت أمي مع عمّتي إلى عزاء غير بعيد، وحذرتنا من الخروج من المنزل، وتركتنا تحت حراس عمّ غير جدير بالثقة. أذكر أننا خرجنا من البيت، وكان في نيتنا أن نذهب إلى بيت العزاء. كان ابن عمتي قد خطط لذلك مُسبقًا، ولكنني حاولت إثناءه عن ذلك، وفي الطريق كنتُ أرى ولادة عجل لأول مرّة في حياتي. لقد شغلني ذلك عمّا خرجت له فعليًا، ولم يُصدقني أحد عندما أخبرتهم بذلك، وعاقبوني مع ابن عمتي بتهمة واحدة [خرق الأوامر].

تحياتي لك يا صديقي

+

Post: #24
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-05-2010, 01:49 PM
Parent: #23



صورة لطلاب في مدرسة ابوراقة الابتدائية المختلطة ـ أثناء فسحة الفطور
خاتين بستلتهم في أمان الله .
وقائع هذه القصاصة تجبرني للإستعانة بهذه الصور التي أمامك وربما سأستعين
بالمزيد منها مستقبلاً .


ـــ
موعودين ببوست عن المدرسة دي عما قريب

Post: #25
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-05-2010, 01:54 PM
Parent: #24

أصدقائي
صلاح عبدالله
هشام آدم

شاكر لكما للغاية حضوركما هنا ومساهماتكم القيمة ـ السخانة هنا يا اصدقائي تلحم
وبلغت القلوب منا الحناجر فدعوني أعود لمساهمتاتكم مساءاً عشان نقدر نناضكم زين
مع خالص تحياتي لكما

خضر

Post: #27
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-05-2010, 08:04 PM
Parent: #25

( ما يأتي إلى هذا العالم دون أن يعكر أي شيء ليس جديرا بأي اعتبار أو حلم)










رينيه شار




ــــــــــــ

سرد ممتع ونقد امتع

Post: #28
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-16-2010, 09:02 PM
Parent: #27

يا عبداللطيف كل سنة وانت طيب ياصاح والقابلة تتحقق الاماني
شكراً لحضورك وعذري للتأخير


ــــــ
مودتي يازول

Post: #29
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: ibrahim kojan
Date: 09-16-2010, 09:16 PM
Parent: #28

ذهبت وحلم الحلوي يتبعني كظلي قضيت المسافة التي تفصلنا ركضاً ولاهثاً ككــلب صيد في أغلب الأحيان لا يوقف ركضي سوي بعض المشاهد التي تعترضني علي عجل . كأن أري في ركضي أرنباً برياً يسير بإتجاه النهر أو ثعلباً يجري خلف دجاجات أقف لأتابع ما يحدث حينها فقط تزول رغبتي في الحلوي أقف مستمتعاً بالإنقضاض السريع أتابع دهاء الثعلب بمتعةٍ لاتضاهي ، أتابع ركضي ما إن أسمع صراخ صاحبة الدجاجات وهي تلعن الثعالب ثم تلعنني علي وقوفي صامتاً ومتابعاً مجزرة الدجاجات .
Quote: í

i love this piece

and i love you
kul sana wa inta tayeb

Post: #30
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-16-2010, 09:31 PM
Parent: #29

هو بالله انت حي ترزق ياكوجان يعلم الله مشتاقين ياصاحب وفتشناك في كل الدروب
علك تطل علك ياكوجي ياخ ـ
يابني آدم انت جاي متين ؟





كل سنة وانت كوجان

Post: #31
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: Salah Abdulla
Date: 09-16-2010, 11:26 PM
Parent: #30

خضر ، كوريقاينيل

اعلم يا صديقي إنك لست بفاعلها ، ولكنه شيطان الكتابة الذي يفاجأك
وإعلم أنك برئ مما تكتب ، وأن القصة تداعايات ، وحراق روح ، وشوق لتلك النواحي المنسية من العالم..
بول شنو كمان في السخانة دي ؟؟
فهوّن عليك يا صديقي ودعنا نستمتع بتلك الحكايا الطاعمة ..

تعرف يا خضر ، لو في واحد نجييييض ركّز على حكاوي البلد وناس البلد (أعني البلد الصغير ، القرية)
والله ح يطلع بكنوز من القصص والحكايات الجميلة ، لكن تقول أيه بس ، عيال مطرطشين..

Post: #32
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-18-2010, 09:01 AM
Parent: #31

صلاح ياعبدالله
ازيك ياخ ازيك وكل عام وانت راكز وهادي البلاد مطمئنة
قصص البلد ياصلاح كما تفضلت ممتعة وفيها مافيها من تفاصيل جميلة
بس اليلمها منو ياصلاح ـ آلاف الحكايات ترقد بإطمئنان في صدور
الرجال والنساء ـ ياريت ياصلاح الناس دي كلها تكتب عن الحاجات
دي لأنها للأسف ماشة تندثر وكم هو مؤلم ياصديقي أن نكون من صلب
أمة بلا ذاكرة .

مودتي التي تعلم يازول

Post: #33
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-26-2010, 12:17 PM
Parent: #23

هشام آدم
تحياتي ياصديقي
والحق يقال اني مدين لك بإعتذار طويل لتأخري في الرد لا لشئ بل لانغماسي في مشغوليات الحياة
فالحاصل هنا (الله لا وراك ليهو) . المهم أنني ومنذ أواخر رمضان أحاول العودة لك في هذا البوست
غير أنني كلما هممت بذلك وجدتني أقرأ ما كتبت فأخرج ملتمساً كتابة بقامة نقدك الهادف .
لن اخفيك ان فكرة هذه الكتابة أخذتها من جملة تفاصيل عايشتها في ريفنا الشمالي هناك حيث البساطة
التي تمشي لتقاسم الناس الطرقات .
ملاحاظتك أعلاه جديرة بالتوقف عندها يا هشام وتجدني شاكر للغاية لك جملة هذه الملاحظات والتي بكل تأكيد ستفيدني في قادم ما اكتب . لك الشكر والمحبة ياهشام .

Post: #34
Title: Re: تبول لا إرادي ....!
Author: هشام آدم
Date: 09-26-2010, 12:50 PM
Parent: #33

خضر حسين يا صديقي ... تحياتي
لستَ مديناً لي بشيء على الإطلاق، فأنا أُقدر مشغولياتك التي تمر بها في تلك البلاد يا صديقي، ولكنني سعيد من أجلك حيث قررتَ أخيرًا نشر أعمالكَ القصصية، وكنتُ في انتظار أن ترسل لي بعضاً منها، فأنا أُعاني من فقر في القراءة الأدبية هذه الأيام، حتى كدتُ أفقد شهية القراءة. لكَ أسلوب يحتاج منكَ إلى بعض العناية حتى يُضاهي أساليب الكتابة الجيّدة والراقية، تلك التي نعشق، وأغلبُ الظن أنكَ مُهمل من هذه الناحية، ولا تعمل على ذلك. ألمسُ -في كثير من النصوص التي قرأتها لكَ- حسّاً عالياً، لا يفتقر إلى الإتقان في اختيار الموضوعات، ولا إلى نفحات السُخرية المُحببة، وسلاسة التداعي مع جزالة المعنى، فأرجو ألا تنسى وعدكَ لي بطباعة ونشر مجموعتك القصصية.

أُمنياتي الصادقة لكَ بالتوفيق