من مفكرتي:خليها للحواة .. يا خليل !؟

الكاتب/ محمد لطيف
Tuesday, 17 August 2010
يبدو أن الدكتور محمد إبراهيم خليل .. قد ضاق ذرعا قبل حلول الوقت المحدد لوقوع ضيق الخلق للسودانيين عموما ولأي مسئول سوداني يشغل منصبا رسميا في السودان... فالمسئول يظل يلعن منصبه ومن نصبوه ويلوك الصبر (على حد زعمه) ولا يحرك ساكنا حتى تأتي طائفة وتقتلعه من كرسيه.. ولكن د. خليل أراد أن يسجل سابقة...

فلم تمض أسابيع على تعيينه رئيساً لمفوضية الاستفتاء حتى لوح الدكتور بالاستقالة معلنا ضيقه من ما أسماه تعنت الحركة الشعبية في أمر تعيين الأمين العام للمفوضية... نقول هذا لأن بروفيسور خليل صبر على حزبه سنوات قبل ان يعلن استقالته من رئاسة الجمعية التأسيسية ... وهذا مؤشر خطير يكشف عن ميل رئيس مفوضية الاستفتاء للحلول الشخصية.. أي الهروب حال استفحال الأزمة وتعقدها عوضا عن المواجهة وتحمل المسئولية حتى تنجلي الأزمة.. فإذا كانت الاستقالة مطلوبة في بعض المواقف وتسجل صاحبها في قائمة الشرف فإنها في مواقف أخرى تعتبر خصماً على رصيد المستقيل... والموقف هذا واحد منها .
والمنطق يفارق رئيس المفوضية حين يحمل الأعضاء الجنوبيين ( هكذا ) مسئولية تعطيل الاستفتاء... ويعيب البروف على هؤلاء الجنوبيين أنهم يرفضون تولي شمالي منصب الأمين العام لمفوضية الاستفتاء ... والأمين العام للمفوضية هو الذي سيكون مسئولاً عن التمويل وأوجه الصرف وإدارة الدعم اللوجستي حال الشروع في عملية الاستفتاء بمختلف مراحلها ..والجنوبيون ربما معذورين حين يستصحبون تجربة مفوضية الانتخابات ...!
ولم يتضح بعد ما الذي يستند عليه رئيس المفوضية حين يتبنى وجهة النظر القائلة بأن يتولى شمالي منصب الأمين العام هذا ... ولكن ثمة منطق بسيط يمكن أن ينسف هذه الفرضية... فالقانون ينص على أن تعلن نتيجة الاستفتاء من عاصمة جنوب السودان وهي جوبا حيث مقر حكومة الجنوب ومعقل الحركة الشعبية... والحال كذلك ألا يعزز هذا الفرضية المقابلة بأن يكون الأمين العام من الجنوب..؟
ويطالب رئيس المفوضية من الأعضاء الجنوبيين أن يترفعوا عن الصغائر وينسوا حكاية الشمال والجنوب وأن يقتنعوا بأن عملية الاستفتاء محض عملية فنية وحسب ... وهذا عين ما نطالب به أيضا .. أي الجزئية الثانية ولكن في الأولى ألم يكن حرياً بالبروف أن يبذل للأقربين من عشيرته ذات النصيحة ؟
أما إذا عجز البروف عن فعل ذلك فليس أمامه غير الخيار الثالث وهو أن يؤتى بموظف دولي ليشغل منصب الأمين العام حتى يرضى جميع الأطراف ... وعملية إرضاء جميع الأطراف هذه تقتضى ألا يكون من بين المرشحين الجنرال سكوت غرايشون لأن الحركة لا تطيق سماع صوته .. كما ان الضرورة ذاتها تقتضي أن لا تهوب المفوضية ناحية يان برونك لأن الوطني لا يطيق حتى طلته .
ولكن رغم كل هذا وذاك فنصيحتنا للبروف ألا يتعجل بتقديم استقالته لأن الأمر ليس كما يتصور هو .. فالاتفاقية هذه يا فخامة رئيس المفوضية يديرها حواة ... والحواة هم من يأتون بالحلول حين يعتقد البعض ويتيقن بعض هذا البعض أن الخلاف بين شريكي نيفاشا قد وصل الى طريق مسدود ... راجعوا كل الخلافات السابقة وستجدون أن الحواة حاضرون دائماً ...!!

http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...&id=14144&Itemid=349

إنتهاء أزمة مفوضية الإستفتاء بقبول الحركة الشعبية عمر الشيخ امينا عاما