الغول والعنقاء و.."المووووووووووووووووووووية"

الغول والعنقاء و.."المووووووووووووووووووووية"


08-17-2010, 12:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1282045391&rn=0


Post: #1
Title: الغول والعنقاء و.."المووووووووووووووووووووية"
Author: صلاح الدين مصطفى
Date: 08-17-2010, 12:43 PM

مشكلة مياه الشرب في شتى انحاء ولاية الخرطوم وصلت مرحلة لا يمكن السكوت عليها ،فقد ظل الناس يشتكون من انعدام المياه في احيان كثيرة وعدم صلاحية المياه الموجودة في أحيان أخرى يحدث هذا في عاصمة تقع بين النيلين و"الماء بين ظهورها محمول"!
ولعمري أن الذي يحدث يحتاج الى "فهامة" فكلما تتحدث وسائل الاعلام عن بشريات جديدة بفتح المزيد من محطات المياه بالولاية "التي تمثل نموذجا مصغرا للسودان" نجد الناس على أرض الواقع يعانون من نقص وانعدام المياه او تلوثها بفعل عوامل البيئة تارة وبفعل زيادة الطمي في النهر والذي يكثر هذه الايام او بفعل "الكلورة".
لقد استبشر الناس خيرا باهتمام الوالي الجديد عبد الرحمن الخضر بهذ الملف وقد رصدنا له في الصحف تصريحات كثيرة يعترف فيها بحجم المشكلة ،وهذا ما لم نألفه من حكام حقبة الانقاذ ،وقد ابدى الرجل –و الحق يقال – استعداده لحل هذه المشكلة التي استعصت على كل الولاة السابقين وظل يوجه ويصرح ،لكن يبدو انه "ليس بالتوجيهات وحدها" يشرب الناس الماء صفوا.
وفي ايام الانتخابات –اعادها الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات – قرأنا وسمعنا وشاهدنا طرفا من تلكم البشريات وعلى سبيل المثال قالت هيئة مياه ولاية الخرطوم عند افتتاح محطة المنارة بامدرمان في ابريل الماضي مايلي " ترمى خطة هيئة مياه ولاية الخرطوم لتوفير امداد مائي مستقر كما ونوعا للمواطن بالولاية ودفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ولتحقيق هذا الهدف الحيوى الهام شرعت الهيئة فى تشييد عدد من محطات تنقية مياه نيلية حديثة بمواصفات وتقنيات متطورة تضم اجهزة دقيقة للقياس والمراقبة والتحكم فى كل عمليات المعالجة والتنقية ويصاحب اقامة هذه المحطات انشاء وتأسيس شيكات توزيع حديثة تتسق مع البيئة وأنتاج مياه الشرب الصحية مطابقة للمواصفات العالمية لايصالها لكافة المستهلكين بشكل مأمون"
في واقع الأمر ان مسألة المياه في بلادنا باتت اشبه بالغ########ة ونخشى ان تكون اجهزة الاعلام المختلفة قد ساهمت في ترسيخ المقولة العتيقة"كلام جرايد" لاننا ظللنا نبشر الناس بانفراج ازمة المياه عند افتتاح كل محطة جديدة وقد افتتحت حتى الان-اضافة لمحطة المنارة -محطات بسوبا وجبل اولياءوالدوحة وفي شهر يناير الماضي بشر الوالي بأن ولايته سوف تفتح خمس محطات مياه جوفية فى محليتي أمبدة وأم درمان الى جانب اكتمال البرنامج الاسعافي للمياه!
ويبدو ان مشكلة المياه بولاية الخرطوم سوف تضاف الى ثلاثية "الغول والعنقاء والخل الوفي"
تتمدد المشكلة في كل الفصول ففي فصل الخريف والذي تفيض فيه الانهار فان المشكلة تكمن في الطمي وعدم قدرة المحطات على توفير مياه الشرب النقية ،وفي فصل الصيف تغور المياه "في ستين داهية".
وحتى لا نكون عاصميين نقول ان مشكلة المياه لا توجد في الخرطوم فقط ففي ولايات السودان الاخرى الأمر اسوأ مما يتصور البعض، كحال مدينة بورتسودان التي تعاني من ضربات الشمس وعدم توفر خدمات المياه وهي تعيش هذه الحال في كل عام وتقفز ميزانية توفير المياه لدى ارباب الاسر على كل الاحتياجات الاخرى والامر في القضارف والابيض وغيرهما من مدن السودان لايختلف الا بمقدار .
ومن واجب الحكومة توفير خدمات المياه لكل المواطنين الذين يدفعون الضرائب والرسوم دون ان يحصلوا على الحد الادنى من مقومات الحياة. وبهذه المناسبة نتساءل:هل لانعدام مياه الشرب النقية علاقة بكثرة مصانع المياه التي تعرف ب"مياه الصحة"؟