فى سوق صابرين بالثورات يباع الطين

مساء اليوم فى زيارتى لاحد الاقارب بالحارة 96 وصلت الى سوق صابرين المشهور نهاية شارع الشنقيطى واستعجبت لما تراه عيناى الخضار والفواكه والسمك واللبن وقصاصات الفراخ وكوارعه مفروشة على الطين ومساحات من الوحل الخريفى تعوق حركة الناس تخيلت نفسى فى قرى الجنوب ابان فترة الخريف مع الاختلاف فى وجود الخضره المعروضة والطبيعية حيث الجميع رجالا ونساءا واطفال يصطفون متحركون صوب المواصلات المختلفة مساحة السوق الممتدة اصبحت تحتمل طريق واحد نتيجة الوحل ومياه المطار الراكده اندفت وسط الكتل البشرية واتكلت على الله وحملت ما انتعله على يدى خوفا من الانزلاق وكمان لمعة الارونيش التى لم يحين وقت رؤيتها بغية المشوار ولكن شعرت بالحرج وانتعلت مرة اخرى لا خوفا من البشر ولكن تحوطا لبقايا الاسماك التى يدلف بها الباعه الى مياه الامطار الراكده مسافة لا تتجاوز 3 دقائق للوصول تحولت بفعل الوحل والزحف البشرى الى 30 دقيقة بالكمال مصحوبة بتعالى الاصوات النسائية فى تجاوزات المرور ورشاش المياه نتجة تحرك شيخ او عجوز فى الطريق .
اخر المطاف وصلت ورجعت بى الذاكرة الى الخريف المنصرم والذى كنت فيه اسير رحلة فى منطقة ود الحليو بولاية كسلا حيث تحول الجلباب الذى ارتديه من الابيض الى اللون الطوبى وحذاء الصندل الى تموت تخلى من حمولة الطين العالقة به ولكن خسائر سوق صابرين كانت اعمق وجود بقع طنية مخلوطه بكمونية الفراخ المعروضة للبيع بقايا ام فتفت تتدلى كالحلق فى اذن غجرية (حلبية) احد الجيوب تحول الى خارطة طريق ولكن القاسم المشترك جمادة لبن انسكب من تلاعب اصابع وتحركات شفايف نتيجة انزلاق صاحبه اما العمامة شايقية الشلوخ نتيجة التصاقها ببقايا جزار يدق على اللحم لا ذنب له ولكن طريق الخريف يمر امام جزارته حتى الطاقية اصبحت شعار لاندية القمة حمرة وصفرة وبياض شحوم وزرقة .
عندما وصلت الى ما انشده فتح الباب احد اطفاله وقفله سريعا وانا مصلوب سمعت الطفل ينادى اباه
(يا بابا فى زول لابس ذى ناس النوبة فى الباب وانا خفت وقفلت الباب )
المهم صبرت حتى اتى صاحبى وفى حضرة من اريد عصفت بى الاواحل سلمت بلا حضن ودلفت ابحث عن الاحواض رجل فى الجبص والاخرى تحاول الفكاك يا صابرين انى منهوك فكيف العودة والفكاك اتييت اليك فحملت لصاحبى فاكهة وكوارع جداد وبقايا عظام ومصران التصق كألذنب بالجلباب وهنالك عوالق ليس لها فى الحروف اوصاف
هكذا اصبح سوق صابرين تعب وشقى ووحل وما وجدت اكثر تصويرا لحال السوق الا ما قاله المواطن المصرى فى زيارنه للسودان وهو يركب القطر من حلفا الى الخرطوم لبصل بعد ثلاث ايام حيث قال
الاطر ده مافيش حده بيسال منه
وهكذا كان سؤالى صابرين ده مافيش حد بيسال منها والله ايه
تحياتى

ازيك يا بروف

كل خريف وانت طيب

Quote: صابرين ده مافيش حد بيسال منها والله ايه

امال سموها صابرين ليه؟

من العليها!

دسيجمان
والله لو عارف البوست ده بجيبك كنت سبقت صابرين بسوق ام دفسو
صدقنى اجمل رد عارفك لماح
تحياتى

صابرين يا الناس الماعارفين سوق نهاية شارع الشنقيطى بالثوارات وبه جميع انواع العباد ناس فراشين طعمية وبيض وفى محلات شارومة بيض طبعا ما تستغربوا المكنكنة السودانية اصبحت تضاهى المطبخ الغربى شوف عينى شاورمة البيض مكونة من البيض المنقود بفعل شكل الدجاج والديوك فى مزارع امدرمان الافنه بشولات العيش وصابين عليها موية وزيت المويه طبعا معروفه لكن الزيت ده لزوم طرد الحشرات والمزارع ده مافيها يافطات نرجع للخلطة الشاورمة يضاف اليها كمونية الفراخ وتقلب فى موية كوارع الجداد وحتى تكتمل العجنة بقايا اكوام الخضار المرت عليها شمس النهار وقيلت فيها لدرجة دخل اصحابها فى منظمومة ذهب ولم يعد من كترة القعاد وفى نهاية الامر تدفس العجينة فى حلة برمو هى للحناكيس حلة مصنوعة من بقايا المونيا الصوانى القديمة وابارق التتوتيا الحديدة وهى شبيه للزنك وتوقد على نار لا بتنطفىء طول اليوم و ويتم تحريك الحلة بعكاز مدبب ماركة تموت على طول وفى نهاية الامر تعرض الشاورمة فى تربيزة تجاور ترابيز الاقاشى واصنافه المحيرة اقاشى جراد اقاشى مصران جداد اقاشى لحمة رأس حقيقة صابرين سوق عجيب والكلام فييه كتير ونواصل الموضوع
تحياتى

تعرف يا حبوب .... ياخي الناس انطباع .... برضو انا وفي زياره خاطفه للبلد ( مسميها خاطفه لانو ما فاهمة اي حاجه حوالي الاسبوع ) ياخي وبرضو لزيارة بعض المعارف وصلته صابرين دي عبورا للحاره 96 اخر محطه .....( ياحليل لما كانت الرابعه اخر محطه)


انا شخصيا اصابي الانبهار



في تلك المنطقه

يشهد الله منقه قلب التور ولا في ارقي احياء الرياض والا العمارات والا الخرطوم 2 ذاتو صفار وحلاه ( نفسي دخلت فيها عديل ) وقطع شك المشوار الجاي وبالمهله ماشي اطلع نفسي ذاتووووووووووووووووووووو
بالاضافه للتفاح والبرتقال المصري الخ من ما لذا وطاب

في مفارش عاديه

معقوله بس المفارقه دي قال صابرين قال



ياخي نحن الحقو نفكر بجديه في الصبر


ياخي ..... والابلاش


قال خريف وطين


انا رجعت لي قريب الاسبوعين

وحقو الواحد يرجع مخصوص علضان منقة صابرين



معزتي

اهلن وليم

Quote: انا رجعت لي قريب الاسبوعين وحقو الواحد يرجع مخصوص علضان منقة صابرين

\
يا زول اوعه ترجع المنقه بقت معروضات ما بفعل البوليس ولكن بسعرها المرتفع تعرف الدستة بقت ب 36 جنيه للناس القيافة وللاخرين ب 10 جنيه بس البشتريها عليه بدفع نصف قيمة سعرها الى اقرب صيدلية
تحياتى

اما فى صابرين والتحية للناس الحلوييين الزول اللماح وليم اندرية ولمن قلته حلويين براكم عرفته السبب ناس بلدى يا حببوب اصلو بتعمقوا فى مزالق صابرين لكن وايم اندريه اكيد جابه الشارع وجذبته المنقه والزول محق فى صابرين ناس عايشين وديلك لليوم دايشسين ولو عملنا فزلقة تاريخيه لسوق صابرين كانت البداية نهاية شارع الشنقيطى الاولى بسوق ام دفسوا جار ناس الحارة 14 والتاسعة ولان فراشة السوق تعودوا على الجو الخالى من انلفونزا المحليات وكراهية عسكر النهايات نزحوا الى نهاية الشارع الجديدة ولمن امتد شارع الشنقيطى شمالا كانت الحكومة اسرع كعادتها فى كبح مزاج العباد اتشأت حارات السكن الجاهز ابو اوضة بلتنى ومطبخ ذى دائرة الكورنه فمكث فراشة صابرين وحاولوا الاتجاه غربا ولكن الحكومة ايضا سارعت بقيام حارات جديدة وحينئذ لم يجد احباينا فى صابرين غير التمرس فى المكان ومجار اة مزاج العباد فى شراء الحاجات لو داير تفاح ومنقه بتلقاه لو داير موز ابونقطة او ابو سفه بتلقاه يعنى كل شيىء موجود واجمل حاجة ما بتخذلك الفلوس وذى ما اسلفت فرخة صابرين ما عليها الا الاصطبار والرضى بالمكتوب لانو الرجلين كوارع وحواشى البطن جقاجق والرقبه مطايب بس المحيرنى الريش وبودوه وين حرم قدر ما لفيت فى نفايات صابرين المتقاربة ذى الروابة والعجين شوف عنيى مالاقيت لى ريشة وما زال سر الريش محيرنى ز
صابرين يا ناس فيها اللحمة بالميزان بقرى وعجالى وضأن يبهج العين وكله بتمنه وكمان فيها كمونية مكاتملة اوضة وصالون وصالة ومطبخ ما يقوم واحد يقول لى ما فيها منافع ليه اصلو الكمونية هى ام المنافع بشهادة سلخانة صابرين المتجولة خوفا من صحة البيئة كمونية صابرين محروسة بعرمرم من القاذفات ( ذباب عسلى اللون- وزواحف لا تفارق – وكمان باعوض بعد ان مله دم العباد اتجه الى دماء كمونية صابرين النازفه حتى وصولها الى الحلة)
مواصلين
بس ابقو صابرين

حميده اكيد اكيد حر الرياض خلاك تشوف طشاش طشاش..... ياخي كدي امشي مشوار لصابرين.... واتنازل علي الفنيله البولو وادخل ليك في عراقي وسروال ابو دكه.....




ياخي دعاش وخريف....




ولهبة نار صابرين بتضبط المسائل ....





هئيا....




والتحليله منقه قلب التور
ي


مية وش اخضر ضاحك ولاف



احترامي الاكيد

حميده
سلام
عذرا الرد جاء متاخر بس لحكمة الزول اللماح استاذنا وليم سبقنا على الرد
ولنل بضيف واقول صابرين ده قصة لو كانت فى مصر لابدع الكتاب فى تحوليها الى فيلم


استاذنا وليم
وصفك لصابرين الظاهر عليم من رواده
تحياتى

ندخل على سوق صابرين واول المشوار وانت مجبر على النزول من حافلة الشنقيطى نسبة للاختناق المرورى على يديك الشمال تربيزة حديدة ضربت بأحدث البوهيات السودانية ماركة صدأ وطبعا هى طبيعية لا تدخل فيها المواد الكيمائية ولكنها مشبعة بالمواد العضوية واشهرها اتش بنبار واو كرشة .
التربيزة مليئة بالمخزونات الكرشية لبقايا خرفان التصدير تعرض يوميا نهارا جهارا محروسة بقاذفات خضراء اللون وعسلية العينين متى تقدمت للتلويح فوق المعروضات ما عليك فى هذه الحالة الا كمد المنديل فى منافس الشم والتذوق مع تقطية العينين بطاقية او نظارة شمسية حتى لا تصاب بقنابل القاذفات واحترس فى وضع الكرعين عليك بالوقوف على الامشاط خوفا من مجنزرات ارضية (نمل- ابو قرنبع -وفئران)
اما يمينا فتمهل فى المشى خوفا من الانزلاق فى تسربات دربات الخضاراليدوية لزوم فرهدة المعروضات لا تمشا وراسك عاليا فقد تنزلق فى اوراق الموز المترامية على جنبات الشارع وعبر الشارع سترى الموز بكل انواعها السودانية المشهورة ماركة ابو نقطة وابو كدمة وابو عصرة(موز انتفخ حتى تحول الى عصيدة ) من كثرة التحويلات ابتداءا من دكاكين نمرة 2 والمنشية والرياض حتى وصوله الى السوق الشعبى وعبر الكارو الى صابرين مكان المساكين وفى متصف الشارع هنا يبدا مسلسل الاسماك والفراخ مشارط جراحى صابرين جعلت من الفراخ اطراف وركب وكوارع وكمونية يعنى تربيزة البائع متعددة الاكوام والبيع عىلى طريقة قدر ظروفك ونوع اصنافك اما سمك صابرين يمتاز بعدم الرائحة حتى لو لمسته نسبة لتشبع الاجواء بغاز خامس اكسيد الكمونيك وكربونات البولنيك النافحة من الاطراف لا تبحث عن اسماك العجل او البلطى وخصوصا خشم البنات فالقرور والقرموط والتانبيرة موجودة يا ولدى فى كل الاوقات .
حتى تصل موقف المواصلات فى وسط السوق وهنا بداية مسلسل جديد اسمه صابرين2 ابطاله يستخدمون قوارير المياه الغازية لتعبئة الكورسين (الجاز الابيض) وبالقرب منهم قيزان اللبن والبائع يلوح بالاكياس لطرد الطائرات الخفيفة السوداء اللون والاستفادة من حركتها فى تهوية الاجساد وهنا وهنالك درداقات تستفيد من مواسم الخضار والفواكهة تطارد العباد فى زحمة المواصلات
وبرضو خليكم صابرين ونحنا مواصلين
تحياتى

الله يرحم امدر زمان كان اخرها المقابر

قبل فترة عرض علي احدهم بيت للبيع في الثورة الحارة ما عارف الكم وسبعين وكان سعره مغري قلتا يلا اهي فرصة وجاتك يا ولد وتوكلت علي الله وامتطيت زوبة الفارهة ومسكت في الزلط حسب الوصف وشغال مع زولك بالتلفون اها لمن وصلت محطة صابرين دي قلت لي زولنا اها انا في صابرين قال لي لسه بدري ومشيت بعد صابرين واختفت معالم العمران ضربت لي صاحبي قلت ليهو انا قربت لي دنقلا قال يا زول تاني فضل ليك زي 10 كيلو بس قلت ليهو اقول ليك حاجة ما عندك قطعة ارض في الدروشاب انا امدرمان دي حدي فيها صابرين ورجعت من دربي لبيتنا واعتذرت لصاحبي عن شراء البيت لانه البنزين خلص وزوبة سخنت وعرفت اخيرا لماذا السعر كان مغري

قبل شهرين سمعت انه الاسعار هناك تضاعفت 3 مرات فقلت يا ود كان صبرت شوية

تحياتي للجميع

بلدي يا حبوب وصف اكثر من رائع