(الرسول أضرب لي) ..( الرزق أبنصات) ..(حبيبي مفلس) ..المعاناة تولد الابداع !

..
(الرصيد مافي ) .. ( الرزق أبنصات ) .. والمعاناة تولد الإبداع !

نشر بـ(ألوان )، 18 يوليو 2010

( المعاناة تولد الإبداع ) .. تلك العبارة الشهيرة ، يتناقلها الناس لتقديم ( دافع ) لكل من يعاني ظرفا صعبة ، من أجل ان يتغلب على هذه الظروف الصعبة ، و يبدع ! .
كثير من الناس لهم نظرة أخرى للأمر : إنهم يؤكدون ان المعاناة لا تولد اي نوع من الإبداع ، لأن هذا الإبداع يحتاج لبيئة صالحة لينمو ، وطبعاً هناك أمثلة كثيرة يأتون بها لتاكيد كلامهم ، فالعالم الفيزيائي الشهير ( نيوتن ) مثلاً ، سقطت على رأسه ( تفاحة ) فاكتشف قانون الجاذبية الأرضية ، هذا بديع : سقوط تفاحة على رأس إنسان ليس فيه اي نوع من المعاناة بطبيعة الحال ، ففي النهاية ، هذه تفاحة ، وإذا سقطت على رأسك ولم تجعلك تكتشف قانون الجاذبية الارضية ، فيمكنك ببساطة ان تتناولها من الأرض ، وتمحسح عنها التراب ، ثم ...... أسنانك ستقوم بباقي المهمة !
ولكن دعنا نضيف شيئاً من ( المعاناة ) الى المشهد : تخيل ان ( التي ) سقطت على رأس نيوتن لم تكن تفاحة ، بل كانت ( دومة ) من الدوم السوداني ثقيل الوزن ، من المؤكد في هذه الحالة ان عمنا ( نيوتن ) لن يفكر في مسألة الجاذبية الأرضية او اي جاذبية اخرى ، بل سيفكر في شيء واحد : أين يمكنه ان يجد اقرب ( ركشه ) تنقله الى مستشفى الحوادث والإصابات ..!
***
المعاناة نفسها ( خشم بيوت ) كما يمكنك ان ترى ببساطة ، وفي الحياة السودانية اليومية يمكن لعبارة ( المعاناة تولد الإبداع ) ان تتخذ أشكالاً مختلفة ، بعضها لا يخلو من الطرافة ، ومنها ظاهرة إطلاق أسماء ومصطلحات لا تخلو من المعاناة على اشياء في الحياة اليومية ، ويمكنننا ان نتأمل بعض الأمثلة .
إجتهدت سلطات البلدية في العاصمة الخرطوم في زراعة بعض ( النجيلة ) في عدد من الساحات العامة ، وأضافت لها نوافير ومجسمات هنا وهناك لتكون مقصداً لكسر الرتابة وضوضاء المدينة ، ولكن هذه الساحات سرعان ما تحولت الى المكان المفضل لأسراب العشاق من الشباب وطلاب الجامعات ، يدفعهم اليها انها مفتوحة ، لا تحتاج الى تذاكر لدخولها ، وليس فيها ( كافتريات ) تبيع لك المشروبات بأسعار مضاعفة ، فما عليك سوى ان تصحب ( زولتك ) الى احدى تلك الساحات العامة ، ثم تجلسون وتشرعون في عملية عكسية لتقطيع تلك ( النجيلة ) التى اجتهدت البلدية المسكينة في زراعتها ، وتستمتع اليك محبوبتك في صبر وانت تلقي على مسامعها عبارات الغزل ووعود اللقيا واحلام الحياة القادمة السعيدة ، وهي تصدقك تماماً في مفارقة مضحكة دون ان تتذكرا ان الحديقة التى تجلسان فيها ابتكرت لها عقلية( المعاناة العاطفية ) السودانية اسما طريفاً ومعبراً ، هو ( حبيبي مفلس ) !.
***
ومع دخول التكنلوجيا الى حياة الناس ، دخلت انواع اخرى من ( المعاناة التى تولد الإبداع ) ، فمع إعتماد الناس أكثر على ( الموبايل ) في التواصل ، ظهرت مشكلة ( الرصيد ) الذي كثيراً ما يكون ( غير كافي لإتمام هذه المحادثة التى تريدها ) .. وهنا ظهر ( إبداع ) شركات الإتصالات ، فقد وفرت خدمة معينة لمن لا يملك رصيدا وذلك بأن يرسل رسالة ( طلب إتصال ) عبارة عن رسالة مجانية ترسلها للشخص الذي تريد منه ان يتصل بك ، فيتكرم هو بالإتصال بك . وقد اشتهرت الفتيات غالباً بإرسال تلك الرسالة الشهيرة الى من يردن الإتصال به ، وتأتي تلك الرسالة في شكل نص يقول ما معناه ( الرقم اعلاه يطلب منك الإتصال به ..) ، ولان عدم وجود رصيد في موبايل الفتاة هو نفسه ( معاناة ) ، فقد كان لا بد لهذه ( المعاناة الإتصالية ) ان تنتج إبداعاً معاكساً ، فكان الناتج ان اطلقت البنات على هذه الرسالة الشهيرة إسماً طريفاً لا يخلو من الإبداع ، هو ( الرسول أضرب لي ) ..!
***
وفي الحافلات العامة هناك نوع آخر من أنواع الإبداع الناتج عن المعاناة أيضاً : فسائقو المركبات العامة لديهم مثل شهير يقول : ( الرزق أبنصات ) ..! والابنصات لمن يجهلها مفردها ( أبنص ) وهو دواسة الوقود التي تجعل السيارة تتحرك ، ومع كل حركة بركة ... وهكذا فإن الرزق .. أبنصات !
وفي داخل الحافلة نفسها ، يوجد صف المقاعد الأخيرة في الخلف ، الذي عادة ما يكون آخ ما يصله ( الكمساري ) لتحصيل الاجرة ، فإذا كان حظك جيداً ووجدت شخصاً يعرفك في المقاعد الأمامية ، فإنه بالتأكيد سيدفع نيابة عنك ، فتصيح انت من مقعدك الخلفي قائلاً : ( شكرا ليك ) ..وهكذا ببساطة أطلق الأخوة أصحاب الحافلات على الكنبة الأخيرة في الحافلة إسم : ( كنبة شكراً ) ..! وبالتالي فعليكم دائماً بالجلوس في ( كنبة شكراً ) هذه لأن مستوى ( المعاناة ) فيها اقل ، فربما يعرفك شخص في ( كرسي الشهيد ) او المقاعد الأمامية ، فيدفع لك قيمة التذكرة ، الا اذا كان حظك سيئاً لأن الكمساري بدأ ( الطقطقه ) من كنبة شكراً اولاً ..!
***
مشهد أخير : وضعت بعض الكريم من ( قدر ظروفك ) على وجهها ، ثم أرسلت رسالة ( الرسول أضرب لي ) لحبيبها ، الذي رد عليها ( بمسكول ) فاستقلت ( كنبة شكراً ) في الحافلة واتجهت لملاقاته في تلك الحديقة الشهيرة ... وإذا كان لديكم بعض الإحساس بالمعاناة ، فبالتأكيد ستتعرفون بسرعة على إسم تلك الحديقة الشهيرة !!

هل تعلم أن مكتشف البنج في مستشفى سانت ميري هوسبيتال بلندن إكتشفه بعد معاناة أمه مع الألم فقد كانت تصرخ وهي تحت مبضع الجراح. حينذاك لم هنالك بنج. وهنا ولّدت المعاناة نجاحاً.
نفس الشئ ينطبق على مكتشف البنسلين. الإكتشاف جاء نتيجة لمعاناة الناس من القروح التي عجزت السلفا عن علاجها وكانت تحتاج لمضاد حيوي. لم يكن البنسلين معروفاً أو مكتشفاً آنذاك. من المعاناة تفتقت عبقرية المكتشف.
الرزق أبنصات والرزق تلاقيط والعافية درجات .. المعنى واحد وإن تعددت الأسماء


(العوج راي والعديل راي)

هل تعلم أن مكتشف البنج في مستشفى سانت ميري هوسبيتال بلندن إكتشفه بعد معاناة أمه مع الألم فقد كانت تصرخ وهي تحت مبضع الجراح. حينذاك لم هنالك بنج. وهنا ولّدت المعاناة نجاحاً.
نفس الشئ ينطبق على مكتشف البنسلين. الإكتشاف جاء نتيجة لمعاناة الناس من القروح التي عجزت السلفا عن علاجها وكانت تحتاج لمضاد حيوي. لم يكن البنسلين معروفاً أو مكتشفاً آنذاك. من المعاناة تفتقت عبقرية المكتشف.
الرزق أبنصات والرزق تلاقيط والعافية درجات .. المعنى واحد وإن تعددت الأسماء


(العوج راي والعديل راي)

وائل الأشتر!
غايتو عندكـ جنس حاجات!!
تسلم ياخ!

شكرا يا cantona_1 على المعلومة بتاعت البنسلين ...

Quote: (العديل راي والاعوج راي)

المثل دا انا عاجبني شديد ..

ود الصايم يا عمكـ ..
شكرا ياخ

المعاناة ماعندك لكن ياوائل الظاهر عنيت لمن الله غفر ليك والا ماكنت نزلتا هذه الابداعات

شكرا يا نجاة ...

وائل سلامات ..

Quote: المعاناة تولد الابداع !

أذكر ان صنع الله ابراهيم قد اجاب على تلك المقوله فى احدى اللقاءات هاتفا
( لا .. هذه شهاده فى صالح الدكتاتوريه , ولن اقولها )


.....
فقط المفارقه معاناة/ابداع , تجعلنا اكثر امتنانا ودهشه ازاء الجسارة الابداعيه
كن بخير .. ومعافى ومرطب

يا مشرف :

Quote: ( لا .. هذه شهاده فى صالح الدكتاتوريه , ولن اقولها )

فعلا ... كلامو صحيح من ناحية ..
بس برضو لو اخدنا الموضوع من ناحية توفير ( دافع ) للتغلب على الظروف الصعبة .. يبقى القول ( المعاناة تولد الابداع ) صحيح !

يعني ممكن تعتبر انو الحكاية ( تحدي ) للشخص ليتغلب على الظروف ... مسألة تحدي ..
وكثير من قصص الانجازات الانسانية العظيمة وقصص نجاح العظماء كانت نتيجة لظروف ومعاناة صعبة مروا بها دفعتهم للاجتهاد ..

دعنا نحصر هنا - معا - بعض الامثلة ..

..

قدمت ( العربية نت ) تقريرا جميلا عن رجب طيب اردوغان الذي لمع نجمه اثناء ازمة اسطول الحرية التركي مع اسرائيل ..
..
قصة ( اردوغان ) كانت تحمل ذات المعنى ( المعاناة التى تولد الابداع ) ..

جاء تقرير العربية بعنوان :

Quote: أردوغان.. بائع الليموناضة في شوارع إسطنبول يثلج قلوب العرب

التقرير موجود على هذا الرابط :
http://www.alarabiya.net/articles/2010/06/06/110580.html

Quote: المثل دا انا عاجبني شديد ..

يا وائل الفحل شكراً على الشكر.

تدفع كم على المثل عشان حقوق الملكية وبعدين نديك ليهو.

الناس بتزعل لمن تقول ليك كلام أو رأي مخالف لرأيهم. كثيرون لم يسمعوا بقول الإمام الشافعي: (رأينا صواب يحتمل الخطأ. ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب)

لكن كثيرون يستخدمون المثل العامي: (غرّة يا تشربي يا أكسر قرنك). مثل من البيئة الريفية.
لو شكرت الحكومة إنت أمنجي! مش ممكن أكون مؤيد للحكومة عشان البتسوي فيهو عاجبني. أو قول مستفيد مما تفعله الحكومة؟
ليش الناس ما تخلي عندهم ديمقراطية وتعطي غيرهم الحرية في الإختيار. ولاّ أنا غلطان؟

لك التحايا.

(العوج راي والعديل راي)

الأخ وائل فحل

سلام

اسمحوا لي لو تفضلتم أن أنقل جزء مما كتبه الأخ محمدين في بوست: بوب مارلي للأخ الفاتح ميرغني..

فاللغة هي ليست مجرد جمل و قواعد و مفردات و محسنات بديعية (و هي كذلك)
لكنها فوق ذلك هي ثقافة و فكر


هذه الأمثال بمفرداتها الغريبة عني تشابه لي لغة الراندوك الجارية الآن في السودان..
فهناك مفردات كثيرة وأمثال قد نحتار في فهمها لأن لها مدلولات وأبعاد تخفي عنا الكثير والمثير..

نتابع في شوق

تحياتي..

الاخوة كباشي وعبد العزيز ..

شكرا على الاضافات ..

عالم المقولات والامثال الشعبية عالم مدهش فعلا ..

في إجازتي الماضية في السودان

الوالدة كانت عايزة يطلبو ليها زول

فأخوي قال ليها ما عندي رصيد

قالت ليه خلاص رسل ليه الرقم أعلاه

الظاهر إنو نسى الموضوع ..

قامت الحاجة رددت ليه .. يا جنا ما ترسل ليهو الرقم أعلاه

وانا مندهش .. ما كان عندي المعلومة دي

فعرفت بعد داك إنو دي كلمني .. شكراً

وفي رواية أخرى سمعتها عند بعض الشباب .. أمبارح رسلت ليك جيعانة ما ضربت ليه


التحية يا ود الفحل

Quote: الرقم أعلاه

Quote: كلمني .. شكراً

Quote: جيعانة

Quote: الرسول اضرب لي

... تتعد الاسماء والمعنى واحد : ( ما عندي رصيد )


..........


شكرا على الاضافة نادر

وائل تحياتى

فى الخريف الماضى رايت احد عجائب الاختراعات فى ظل المعاناة

فى جنوب الخرطوم اغرقت المياه الشوارع بين المنازل
بنحو اصبح من الصعب معه الوصول الى منزل الجيران
فاستحدثت احدي السيدات اختراعا جديدا لكسر
حاجز الحصار الذى فرضته المياه عليها وجارتها فى الناحية الاخري من الشارع
قامت السيدتان بتعويم (طست موية بلاستيكي) داخل الماء
بعد ان ربطت كل واحدة منهن الحبل فى باب منزلها
وعندما تحتاج الى شئ من بيت جارتها
ماعليها الا ان تصيح لجارتها لتضع لها ماتحتاجه فى (الطش العائم ) وتقوم بسحبه

يا عوض :

Quote: فى جنوب الخرطوم اغرقت المياه الشوارع بين المنازل بنحو اصبح من الصعب معه الوصول الى منزل الجيران فاستحدثت احدي السيدات اختراعا جديدا لكسر حاجز الحصار الذى فرضته المياه عليها وجارتها فى الناحية الاخري من الشارع قامت السيدتان بتعويم (طست موية بلاستيكي) داخل الماء بعد ان ربطت كل واحدة منهن الحبل فى باب منزلها وعندما تحتاج الى شئ من بيت جارتها ماعليها الا ان تصيح لجارتها لتضع لها ماتحتاجه فى (الطش العائم ) وتقوم بسحبه

.... دي زي حكاية الأنفاق بتاعت غزة .... برضو ... ( المعاناة تولد الابداع ) ..!

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=502358&issueno=11002

..

قبل يومين تم اعادة افتتاح حدائق السلام ( حبيبي مفلس ) جوار وزارة التربية ، حسب الاعلانات عن ذلك في التلفزيون ، بعد ان تم تسويرها واصبح الدخول ليها بقروش ، يعني حبيبي لم يعد مفلساً !!