يا بحر حلتنا

خصّص الشاعر المبدع بثلاث كلمات، النيل الجميل في الجزئية قبالةمرتع صباه لقريتهم في قصيدة (الجريف واللوبيا)حين قال
يابحر حلتنا
فما أروع مثل هذه اللمسات الشعرية الموحية الماهرة .هذا ربتما ما حدا بالمغني المبدع بدوره الراحل أحمد الجابري أن ينحدر باللحن لقراره المكين المعبّرالذي هو غليظ هذا الفنان وحده ،الذي يبعد عن أرواحنا غلظتها.

الله عليك يا بشرانا ..
ثمة لغة في بضع من جملة .. في بعض من كلمات , يمكنها أن ترفع ضغط حنينك حتى يعج و يحتشد بملايين المشاعر التي لا تشير إلا لمكونك الأصل : مكونك الجغرافي و الثقافي و الروحاني و الفكري ..
دفقة من مشاعر تبعثها جملة بسيطة طـازجة حارة أليفة و حميمة .. تصبك مباشرة إلى حيث أصلك الحق الجميل .
ما زلت أختنق بالعبرة أو ربما الشجن أو لا أعرف ما كنه ذاك الشعور حين يغني المغني : ( كان طلعت القمرة أخير يا عشانا تودينا لاهلنا ) ..
أو لعائشة الفلاتية تصدح بـ ( عريسنا مرق البحر يا عديلة .. فوق الشيخ ود بدر , الليلة زينة ) .

تسمي الناس النيل بحرا .. هؤلاء الأناس السودانيون العباقرة ..
من أي حميمية ينتخبون الكلمات فتشبههم .. تشبهنا ؟؟!!

عزيزي عماد عبدالله
فعلاً بعض الصور الشعرية تخلب الألباب.واحياناً تفعل ذلك عبارات أو كلمات.
(طلعت القمرة ) أغنية أثيرة فيما رووا لي للراحل صلاح احمد إبراهيم. كانت تثير شجونه. وكتب عنها. الأغنية سمعتها بصوت مدني صالح هذا المبدع الأمدرماني الذي كان يحكي لي عنه كثيراً التشكيلي الكاتب علاء الدين الجزولي فقد كان يعيش في حلتهم .أحد أبناء فداسي الحليماب هو الأخ عبدالسلام خليل قال لي أن هذا النص كتبته امراة من قريتهم اسمها (الشاي).مهما كان الحال فالمدققون في الغناء التراثي يمكنهم اسعافنا بكاتب النص.استخدمت مطلع هذه القصيدة عنواناً لمسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقةهو مسلسل ( طلعت القمرة ) أنجزته قبل سنتين واشتركت به في مسابقة ولم يفز وهو قابع بدرج مكتبي .أنا مقتنع بالنص لكن كثيرين غير مقتنعين به.

Quote: أحد أبناء فداسي الحليماب هو الأخ عبدالسلام خليل قال لي أن هذا النص كتبته امراة من قريتهم اسمها (الشاي).مهما كان الحال فالمدققون في الغناء التراثي يمكنهم اسعافنا بكاتب النص.استخدمت مطلع هذه القصيدة عنواناً لمسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقةهو مسلسل ( طلعت القمرة ) أنجزته قبل سنتين واشتركت به في مسابقة ولم يفز وهو قابع بدرج مكتبي .أنا مقتنع بالنص لكن كثيرين غير مقتنعين به.

المبجل دكتور بشرى ..
النص قديم جداً وإسم الأغنية (غنت ليك بت حسان) بتشديد السين , وكتب في مدح الناظر شكرالله (1793 - 1864)
و(بت حسان ) جارية للناظر شكرالله كتبت الكثير من الغناء في مدحه وقد كان شخصية مثيرة للجدل والحكايا
وله قصيدة شهيرة :
الجردل ده ماحقي
حقي المشنقة والمدفع أب ثكلي ..

والتي حرفت إلى الجري ده لظروف تأريخية كثيرة .. عموماً كاتبة النص بت حسان أحفادها أحياء وكذلك الناظر شكرالله
والأغنية (طلعت القمرة) لا يزال بعض أحفادهما من كبار السن يحفظونها على رواية أخرى مطلعها :
غنت ليك بت حسان
ياضو القبيلة يامقنع الكاشفات
بسحروك ليا

والقصيدة لها قصة تقول : أن بت حسان كانت قد تزوجت حديثاً من مملوك لشكرالله إسمه (النصيح )
وكانت بمجلس شكرالله ليلاً وكن لا يستطعن الذهاب دون أن يصرفهن وكن يخشين الإستئذان فأرادت
أن تستأذن على طريقتها , غنت له تمجده وتستأذنه (أخير ياعشايا تودينا لي أهلنا بسألوك مننا)

ولو كنت بالسودان لأتيتك بالنص الأصلي كامل على رواية جدتي (بت المختار ) ..

محبتي ..

عزيزي كمال على الزين
شكراً على هذه المعلومات الضافية.البعد من السودان مشكلة ونتمنى أن تسجل رواية جدتك هذهحين تعود لتضاف إلى المكتبة الصوتية للأدب الشفاهي بمعهد الدراسات الافريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم.هناك لابد أن عندهم الخبر اليقين.
النص من مطلعه يشي بأنه قديم، فالذهاب للأهل يتطلب طلوع القمرة .والاهل سمحوا لهن بالحضور والذي يعود بهن للفريق رجل وهو مسؤول عنهن وعبارة بسالوك مننا تشي يالكثير لكن كلمة (أخير)تشي بما هو أكثر
في طفولتي حفظت هذه الأغنية وبدلاً من كلمة أخير كنت قد اعتمدت اسم (الخير)

Quote: خصّص الشاعر المبدع بثلاث كلمات، النيل الجميل في الجزئية قبالةمرتع صباه لقريتهم في قصيدة (الجريف واللوبيا)حين قال يابحر حلتنا فما أروع مثل هذه اللمسات الشعرية الموحية الماهرة .هذا ربتما ما حدا بالمغني المبدع بدوره الراحل أحمد الجابري أن ينحدر باللحن لقراره المكين المعبّرالذي هو غليظ هذا الفنان وحده ،الذي يبعد عن أرواحنا غلظتها.

العزيز دكتور بُشرى
مساء الخير

يا سلام على المزاج العالي














.

طول العمر للمرهف الصادق الياس شاعر الأغنية

بشري الفاضل المبدع
كل ما أشوف أسمك اتذكر صاحبي الذي أخد شاكوش عشان ما بعرفك
الله يسامحك ياخ

عزيزي القرضابي
أشكرك على إيراد القصيدة واسم الشاعر.
_____________________
من هو صاحبك هذا ومعه حق لانني بالفعل كذلك غير معروف إلا في نطاق الكتابة الإبداعية للمهتمين بها واللي أدت صاحبك دا شاكوش متسببة بي ساكت ربما فلو اقنعها هو بجوانب حياته الأخرى ما كان أخد شاكوش حتى لو ما كان بيعرف المتنبي ذاتو.وعلى كل هذه البنت شكراص لها على كل حال على حسن ظنها بي .

انظر كيف أبدع الجابري فقفل أغنيته كما يفعل الموسيقيون الكلاسيكيون في السيمفونيات .تامل كيف قفلها بحركة هادئة بعد طوفان اللحن وهديره.لقد قدم الفنان تجربة مماثلة لتجربة الشاعر .كلاهما امتلك ناصية النص.أمّا الشاعر فلانه صاحبه أما الجابري فلأن قدرته على تقمص هذه الكلمات فاقت كل وصف.

Quote: يا بحر حلتنا في رمالك ذكرى لابتشيلها الموجه ولا بتفارق الفكرة

عزيزي لؤي
أعرف حبك لأحمد الجابري هذا الفنان الراحل العظيم الذي هو أحد كبار أهل المغنى ممن عمقوا أحاسيسنا وازالوا عنها الكثير من شوائب السطحية في الاستماع. لازلت أذكر كتابتك هنا عن القسوة التي عامل سماسرة غلاظ بها مقتنيات الجابري بعد موته وخلو بيته من وجيع إذ دخلوا فيما قلت بيته وفتحوا صوان مقتنياته، مستودع أسراره الموسيقية ، فتدفق السودان!.
أنت تجيء إلى النص من زاوية الموسيقى أولاًً ومعك كل الحق لان الجابري عمق فهمنا للقصيدة واكسب صورها الآسرة عمقاً إضافياً. أما القردابي فجاء إلينا من قبالة نص الشاعر المبدع الصادق الياس فاورد القصيدة بأدناه.
في السودان دائماً هنالك خيط من المبدعين والمهتمين بالإبداع .يستدق هذا الخيط ويصبح (رهيفاً) حيناًً ويستقوى ويزداد متانة حيناً آخر ، لكنه أبداً لا ينقطع.ولهذا فالمثاقفة متصلة منذ خليل فرح مروراً بالكاشف وإبراهيم عوض ووردي والجابري وشرحبيل احمد ومصطفى سيد احمد حتى نانسي عجاج .ولو ان مغنياً غنى أغنية واحدة مثلما فعل عمر أحمد في (كان بدري عليك) وثقت له ولو فتلة من هذا الخيط ولو أن الحاناً لفتت إليها الآذان مثلما فعلت الحان صالح الضي ورمضان حسن ومرت الأيام وعذوبة ميلودي وردي وثقت لذلك فتلات.هكذا كان وسيظل الأمر في الغناء وهكذا هو في الشعر وسائر الفنون.
بالامس القريب غنى شاب دون العشرين أغنية الجابري (هات يا زمن) فاشجى جميع المستمعين عبر برنامج نجوم الغد وهو برنامج طيب حتى إن كانت فكرته متأسية ببرنامج أمريكان آيدول الأمريكي.أعتقد أن الأستاذ بابكر الصديق يعرف ما يفعل .وهذا البرامج لن يحطمه المحطمون مهما سعوا ومهما حاولوا إغراقه ببرامج شبيهة.

الدكتور بشري الفاضل

التحية

مثلما ادهشتنا بمفرداتك وتشبيهاتهك في
-حكاية البنت التي طارت عصافيرها و
-حملةعبد القيوم الانتقامية و
-ديل هاهينا مخزن احزان و
-الغازات و غيرها من ابداعاتك
-تجعلنا نعيد النظر الي-الللمسة الشعرية الموحية- في اغنية الجريف واللوبيا
يسلم دوقك.........يسلم قلمك

ودمت بعافية

عندي شوق لي نيلنا
والأهل والطيبة
الجريف واللوبيا
وباقي ذكرى حبيبة
وغشة الصفصاف
القايمة عاملة زريبة
ضل مغطى القيفه
فوقو روعة عجيبة

يا سواقي بلدنا
وينو صوتك مالو
وينو قارع موجتك
غنى باسم حالــــــــــــــــو
وين غسيل النيل
و شر هدوم فى رمالو
وينو ماضى الحله
وين ومين الشالو


كان زمان ندلى
لما كنا صغار
من فريع لفريع
نقطع الإثمار
كان بحرنا نعوم
ناس صغار و كبار
فينا طيبة القرية
ومافى كان أسرار

وينو صوت الساقية
الكان يشق الليل
وين نخيلنا الرامي
الظلال في النيل
وين وين دفيقا
الكنا منه نشيل
وين جداول الموية
الجارية زى السيل

يا بحر حلتنا
في رمالك ذكرى
لابتشيل الموجه
ولا بتفارق الفكرة
الجريـف و اللوبيـا

لاحظت يا دكتور بشرى صوت المطرب العظمه دا لما يصل مقطع ( وينو صوت الساقية ) بعمل شنو؟
الليييييييل
النيييييل
نشييييل
السيييييل
عارف الجره الهنا دي ..
ما ممكن زول ما سمع صوت الساقية وشاف الآلية بعينه يلمس روعة هذا الاداء..
ياخي الصوت في الحته دي ببقى انيين ساقيه عديييل ..
تسمع معه خرير مياه تصبها (القواديس ) في عجلة فتسيل مسرعة ..
انا لله.
ياخي الواحد ذاتو غلبو التعبير؟
أب ياخي.

عزيزي محمد على طه الملك
نعم أعتقد أن احمد الجابري وفق إلى حد كبير في تلحين هذه الاغنية . بالنسبة لي بعد كل الاصوات الفائضة بالحنية والشجن مما ذكرت أنت يخرج المغني كما الشاعر فجأة إلى المقطع الملخص:
يا بحر حلتنا.
حيث يتحدث عن الذكرى التي لا يطالها الموج فهي خالدة في الذاكرة.
هذا المقطع ملخص فلو كان لديك صديق عمر عشت معه أحلى السنوات وجاء يوم وعبرت له عن معزتك له فمثل ذلك التعبير يشبه هذا المقطع.إنه دفع لمشاعر الحب من تعاريج الوجدان الداخلية إلى التعبير اللساني الصريح.
الجابري لحنها فيما بدا لي كما لو أن إنسان وصل إلى بيته بعد ليلة ممتعة لكنها مطيرة وما أن استقر قرب المدفأة حتى بدا يستعيد مشاهد مماثلة من حياته بمثل هذه الروعة في هدوء تام بعد كل ذلك الصخب الممتع.

عزيزي عباس محمود
نعم نجح الشاعر ومن بعده الفنان في رسم مشاعره-مشاعرهما - التي تفيض بالحب للمكان.تم الرسم بالكلمات واللحن .الصور الشعرية كانت متقافزة فنقلت لنا حبور الطفولة وحسرة الفراق ومتغيرات المكان أما صور الختام فنقلت الانطباع العام وتحدثت عن خلود الذكرى قرب
بحر الحلة، ذلك الجزء من النيل الذي تداخل مع تاريخ بلدة ومشاعر أهليها الذين نطق بلسانهم شاعر مقتدر.

حضور

عزيزي عمران
نعم؛ ولابد من أن ننظر في كلمة الجريف الواردة في هذا النص باعتبارها تصغيراً ل(جرف) حتى نكسب المكان غلالة التعمية الضرورية.التعيين يذهب بالشعر إلى اقاليم المباشرة.

انتباه جمالى
يشفي العليل
شكرا لدكتور بشرى وشكرا للحضور

عزيزي بدر الدين
شكراً. الغفلة والغفلة وحدها هي التي منعتني من إرسال مرثيتي لنجم الدين ابن خالتك وصديقي الراحل التي كتبتها لتقرا في حفل التابين بمناسبة أربعينية وفاته لكن لم تتم قراءتها هناك ومن بعد رأيت أنها كتابة دون مقام الراحل الكبير وسارسلها لك على كل حال .

Quote: وله قصيدة شهيرة : الجردل ده ماحقي حقي المشنقة والمدفع أب ثكلي .. والتي حرفت إلى الجري ده لظروف تأريخية كثيرة .. عموماً كاتبة النص بت حسان أحفادها أحياء وكذلك الناظر شكرالله

الاخ كمال الزين

البحث فى التراث و الاصل لم يعد من يهتم به الا القليل فلك جزيل الشكر

حسب علمى اخى كمال ان قائلة القصيدة هذه امراة ونظمت لحدث معين وقتها وحتى تعم الفائدة
ارجو شاكرا نشر النص الكامل للقصيده والحدث الذى من اجله نظمت ابياتها

عزيزي حيدر امين
هناك مهتمون مثل كمال الزين الذي نشكره على مجهوده.حتى من المشاركين في هذا المنبر هنالك مهتمون انظر مثلاً البوستات التي كتبت عن المسادير وعن شعر البطانة وعن الدوبيت. لقد كتبها مهتمون حاذقون.وفي داخل الوطن دراسات كثيرة لم تجد طريقها بواسطة فنني الكمبيوتر للمكتبات الإلكترونية المختلفة .اوبعض هذه الدراسات فيما أعرف حبيسة الأدراج.
المغني السوداني مدني صالح زود مكتبة الإذاعة بالعديد من النصوص هل تذكر (حجر الزلط) و(يا سمسم القضارف)؟خسارة أن مهتماً مثله رحل في صمت.

عزيزي حيدر امين
هناك مهتمون مثل كمال الزين الذي نشكره على مجهوده.حتى من المشاركين في هذا المنبر هنالك مهتمون انظر مثلاً البوستات التي كتبت عن المسادير وعن شعر البطانة وعن الدوبيت. لقد كتبها مهتمون حاذقون.وفي داخل الوطن دراسات كثيرة لم تجد طريقها بواسطة فنني الكمبيوتر للمكتبات الإلكترونية المختلفة .اوبعض هذه الدراسات فيما أعرف حبيسة الأدراج.
المغني السوداني مدني صالح زود مكتبة الإذاعة بالعديد من النصوص هل تذكر (حجر الزلط) و(يا سمسم القضارف)؟خسارة أن مهتماً مثله رحل في صمت.