أجمل ما قرأتُ فى اللغةِ العربيةِ

وقال أبو منصور العبدونى يصف كتاب أدب الكاتب لابن قُتيْبَة

(أدبُ الكاتب ) عندى ********** ماله فى الكُتْبِ نِدُ
ليس للكاتب منه **********ان أرادَ العِلْمَ بُدُ

وقال ابن قتيبة فى مقدمة كتابه :
"أما بعدَ حمدِ الله بجميع محامده ، والثناء عليه بما هُوَ أَهلُهُ ، والصلاةِ على رسوله المصطفى وآله ن فاننى رأيتُ أكْثَرَ أهلِ زماننا عن سبيل الأدب ناكبِين ومن اسمه مُتطيِرين ، ولأهله كارهين: أما الناشيئُ منهم فراغبٌ عن التعليم ، والشادى تاركٌ للازدياد ، والمتأدبُ فى عٌنفوان الشباب ناسٍ أو متناسٍ ليدخلَ فى جملة المجدودين"

لم أسمع أفضل من قوله هذا مطابقة لحال أهل السودان اليوم والعياذ بالله : فالعلماء مغمُورونَ، وبِكَرًةِ الجهل مقمعون حين خوىَ نجمُ الخير ، وكسدتْ سوقُ البِرً ، وبارت بضائع أهله ، وصار العلمُ عاراً على صاحبه ، والفضلُ نقصاً ...حتى يقول وآضت المروءات فى زخارف النجد ) "

وقوله آضت أى رجعت والنجد ما يزين به البيت من زخارف . وهو حال القشور وليس اللباب

وما أحب وأدخل الى نفسى من قوله " ونحن نستحب لمن قَبل عنا وأئتمً بكتبنا أن يؤدب نفسه قبل أن يؤدب لسانه ، ويهذِب أخلاقه قبل أن يهذب الفاظه ، ويصون مروءته عن دناءة الغِيبة وصناعته عن شين الكلام"
والناس فى السودان تخامشتهم بشاعة الكلام ، وشينه ، فهم ينطقون شنيع الكلام و يعاقرون رفث المزاح ، ولا يسمعون الا لخطل وتلك طامة .

واورد الجاحظ فى كتابه البيان والتبيين المجلد الاول خطبة لعبد الله بن سعد نورد منها ( أصدق الحديث كتاب الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة ابراهيم صلى الله عليه وسلم . وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وخير الأمور عزائمها ، وما قل وكفى خير مما أكثر وألهى.نفس تنجيها خير من امارة لا تحصيها ، خير الغنى غنى النفس .خير ما القى فى القلب اليقين .الخمر جماع الآثام . النساء حبالة الشيطان.الشباب شعبة من الجنون.حب الكفاية مفتاح المعجزة. من الناس لا يأتى الجماعة الا دبرا ، ولا يذكر الله الا نزرا. أعظم الخطايا اللسان الكذوب.سباب المؤمن فسق، وقتاله كفر.وأكل لحمه معصية..الخ ص 68

دبرا : أى آخر الوقت
الجاحظ ..أسمه أبى عثمان عمر بن بحر
وكذوب على وزن فعول وهى صيغة المبالغة من كذب ، يكذب كذبا وهو كذاب . وهذا النوع من صيغ المبالغة يكثر استعماله بين العرب العاربة فى غرب السودان فهم يقولون رجل حروك ان كان به همة ونخوة وعجلة فى كرم

.نفس تنجيها خير من امارة لا تحصيها[/B]

وقالوا :
الأحمق هو الذى يتكلم بالصواب الجيد ثم يجيئ بخطأ فاحش !!

مررت على ديار العلم والأدب فوجدتهم يستذكرون أضعفها فى مجالات النقد ، و بغاثها من الكتب. وما أصابنى هم مثلما أصابنى وأنا أرى المتنطعين فى مجال الآداب والنقد وفقه اللغة ، يتحايلون على ذلك مثل حيلة الثعلب الضانك.فهم يدرسون الأدب وليس من بين استذكارهم ( المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعته) للعالم العلامه عبد الله الطيب.

وقال ابوعقيل بن درست (نشاط القائل على قدر فهم المستمع)
وقال أبوعباد كاتب أحمد بن أبى خالد (للقائل على السامع ثلاث:
جمع البال ، والكتمان ،وبسط العذر)

وقرأت اعجاب الدكتور طه حسين بشعر ابى الطيب المنبئ فيقول فى كتابة من تاريخ الأدب العربى الجزء الثالث :وما أشك فى أن لهذه القصيده قيمتها الفنية ، ولكنى لا أشك فى أنها لم تكلف الشاعر من الجهد والعناء ، وما تعود أن يتكلفه فى غيرها من قصائده ، وانما فاضت بها نفسه ، وانطلق لسانه ، وجرى بها قلمه فى غير تكلف ولا عسر .واقرا هذه الابيات لترى فيها كيف كانت خيبة أمله فى ألأصدقاء:

ولمًا صار ودَالناسِ خبِا جَزَيتُ **** على ابتسامِ بأبتسامِ
وصِرْتُ أشكُ فيمن أصطفيه **** بِعِلْمى أنهُ بعْضٌ الأنام
يُحِبُ العاقِلونَ عَلَى التصافى***** وَ حُب الجاهلين عَلَى الوسَامِ[/B]

UP

وهذه من أجمل قصائد الوصف للمتنبئ:

أمعفر الليث الهزبر بسوطه***** لمن ادخرت الصارم المصقولا
وقعت على الأردن منه بلية **** نضدت بها هام الرفاق تلولا
ورد اذا ورد البحيرة شاربا *** ورد الفرات زئيره والنيلا