نوري المالكي اتي به الامريكان واستبعده الامريكان

لم يتبق له في منصب رئيس الوزراء
الا ايام معدودة فهو الان رئيس الوزراء المنتهية ولايته
والعراق يقترب من اختيار رئيس وزراء جديد

جاءت به امريكا كبديل لرئيس الوزراء
السابق ابراهيم الجعفري الموالي لمقتدي الصدر المعروف بعدائه لامريكا

طيلة الفترة الماضية لم يكن
المالكي مريحا لامريكا لكنه كان
افضل الخيارات وسط التكتل الشيعي
الذي كان موحدا في تلك الفترة

كان الامل في الانتخابات ان تحدث تغييرا
في التركيبة السياسية ولكنها جاءت بالقوي السياسية
في اوزان متقاربة وان كان الاهم ان قائمة علاوي وهو شيعي
الا انها مسنودة من السنة جاءت في المقدمة بفارق مقعدين من قائمة المالكي
التي جاءت في الترتيب الثاني ثم قائمة عمار الحكيم الشيعية في المرتبة الثالثة

هذه النتيجة المتقاربة عملت شمطة ما بين المالكي وعلاوي
مما حدي بالمالكي ان يطلب باعادة الفرز اليدوي في بغداد
ولكن نتيجة الفرز جاءت مؤيدة للنتيجة القديمة في احباط لجهود المالكي لسحب الاغلبية من علاوي

الدستور العراقي يقول ان القائمة صاحبة الاغلبية من حقها تشكيل الحكومة
ولكن المالكي اراد ان يلتف علي هذا التعريف لقطع الطريق علي علاوي
فلجا الي التحالف مع القائمة الشيعية الاخري بقيادة عمار الحكيم لتكوين
تكتل برلماني اكبر يكون صاحب الحق في تشكيل الحكومة رغم ان المعسكر الاخر بقيادة
علاوي اجتهد في توضيح الفرق بين كلمتي قائمة وتكتل متمسكا بحقه في تشكيل الحكومة

غير ان المالكي لم يتهنأ بتحالفه الجديد
اذ سرعان ما انهالت عليه الانتقادات والتشكيك في اهليته
لرئاسة الوزرة مما جعله يلوح صراحة الي التحالف مع عدو الامس علاوي
بل وانخرط في محادثات جادة لا زالت جارية حتي الآن

في ظل التاخير في تشكيل الحكومة العراقية
انتاب الادارة الامريكية نوع من القلق وهي التي تخطط
لسحب جنودها عندما تستقر الاحوال بالعراق ووضعت جدولا زمنيا لذلك
وحتي لا يطول هذا التاخير كان نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن
الممسك بملف العراق فجأة في بغداد

لم نتطرق بعد للتحالف الكردي
وهو تحالف مستقر ولا يمكن العبور الي اي
حكومة عراقية دون المرور عليه لانه يملك اوراق خطرة
وينتظر الوزقت المناسب لاعلانها فهو يشابه من حيث الطبيعة
السياسية جنوب السودان ولكن نزعات الانفصال هنا تحت السيطرة
خاصة وان الرئيس العراقي كردي كما ان بايدن اقترح ان يظل منصب
الرئيس من نصيب الاكراد رغم تعالي الاصوات بان يكون الرئيس عربي
لان العراق بلد عربي

نرجع الي زيارة بايدن المفاجئة
فقد التقي في هذه الزيارة الرئيس جلال الطالباني
ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي
ورئيس الوزراء الاسبق وزعيم قائمة العراقية اياد علاوي
والشخصية السنية البارزة في قائمة علاوي طارق الهاشمي
وواضح من هذه اللقاءات ان بايدن يريد ابلاغ رسالة الي
العراقيين ان الحكومة المقبلة يجب ان تضم كل مكونات الطيف
السياسي العراقي

لم يدل نائب الرئيس الامريكي
بتصريح حول مهمته وما حققته من نجاح او فشل
ولكن نلمس نجاح المهمة في التصريح الذي ادلي
به نوري المالكي عقب مغادرة بايدن حيث قال المالكي
لا ضير في ان يتولي علاوي رئاسة الوزراء
وهذا يعني ان المالكي تخلي عن التشبث الذي كان متمسكا
به بشان منصب رئيس الوزراء

ما قاله المالكي

لا ضير في ان يتولي علاوي رئاسة الوزراء

هي التي جعلتني اجزم بان امريكا استبعدت المالكي
وان اثبت ذلك في عنوان البوست
ولكن ليس في ذلك نهاية للازمة بل بداية لازمات جديدة
سوف نتطرق اليها بالتفصيل

المالكي كان مصرا علي منصب رئيس الوزرا
لان الدستور يمنح رئيس الوزراء المسئولية
علي الجيش والمالكي ادخل كثير من كوادره
التي كانت مليشيات قبل الاطاحة بصدام في الجيش
وسرح كثير من القيادات بتهمة الانتماء للبعث بعد
اعادة ما تمت اعادته من الجيش الذي قام بحله برايمر
وهو يخشي ان آل المنصب الي خصومه ان يضعفوه عسكريا من خلال
عملية جديدة لترتيب القوات المسلحة
ولذلك من المحتمل في المفاوضات الجارية الآن ان يتم تعديل
الدستور اذا ما قبل المالكي برئاسة الجمهوري لتبقي مسئولية
الجيش ضمن مهام رئيس الجمهورية وان كان هذا مستبعد في الوقت الراهن
لان تماسك العراق بتطلب ان يكون المنصب من نصيب الاكراد علي ان يظل شرفيا
كما هو

مشكلة علاوي انه لا يمكن ان يصبح رئيس وزراء
اذا ما المالكي اصبح رئيسا للجمهورية لان علاوي
شيعي وكذلك المالكي ولابد من البحث عن شخصية مستقلة
وتغيير الدستور الذي لم يعد مواكبا للمرحلة الحالية