الخرطوم... الجريف غرب الشيطة.. نهر النيل... الرحلات.. الصفصاف والنخيل.. وبعض من زكريات

الخرطوم... الجريف غرب الشيطة.. نهر النيل... الرحلات.. الصفصاف والنخيل.. وبعض من زكريات


08-04-2007, 09:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1278624810&rn=0


Post: #1
Title: الخرطوم... الجريف غرب الشيطة.. نهر النيل... الرحلات.. الصفصاف والنخيل.. وبعض من زكريات
Author: Saifeldin Gibreel
Date: 08-04-2007, 09:16 AM

الخرطوم كانت ومازالت، تمثل لنا الكثير، سوف تظل هى الخرطوم، وان تكونت للكثير، من اهل السودان فى ان الخرطوم ليس لها اهل، فنحن اهلها، نحمل فى دواخلنا، اسرارها، والتى اودعها الينا الاباء والاجداد.
فلاهل الجريف، هؤلا القوم الذين اتو للضفة الغربية من النهر بعد انهيار مملكة سوبا، حيث استقروا فى تلك المنطقة والتى يطلق عليها الان الجريف غرب،فقد تداخل اهل الجريف وارتبطوا بعلاقات اسرية مع الكثير من مناطق الخرطوم القديمة مثل توتى وامدوم وبري المحس والعيلفون والفتيجاب، لقد ارتسمت وسوف تظل الخرطوم فى دواخلنا، مهما تغيرت الظروف، لقد قضينا اجمل ايام حياتنا فى ازقة وشوارع الخرطوم، تقنينا بجمالها مع الراحل سيد خليفة، يالخرطوم ياالعندى جمالك، لقد تفتقت ازهاننا وحكاوي اهلنا فى مقيل الضحى عن الخرطوم وجمالها وشوارعها التى كانت تكسوه الذهور والحدائق، كانت الخرطوم حيث سوقها الذى كان تجد فيه كل انواع البقوليات والخضروات والفواكه، كم اتزكر وانا صغير اذهب الى جدى لامى مصطفى تورنينا فى سوق الخرطوم الكبير وفى (الملجة)، حيث كان السوق منتدى عام يرتاده الوزير والفنان وكل اطياف اهل السودان، وازكر وانا صغير عندما جاء رجل قصير القامة ويلبس جلباب ابيض ويقطى شعره الشيب وتدافع كل اهل السوق ليملؤ قفته بكل انواع الخضروات كانوا يتسابقون منهم من يرمى له بالمنقة ومنهم من يرمى له بالبطاطس، وفيما بعد عرفت انه المرحوم الفريق ابراهيم عبود طيب الله ثراه، هذه هى الخرطوم ايام زمان،كانت الخرطوم تماثل باريس ومدن اوروبا فى رونقها وشبابها، كانت تشتهر بالمقاهى والمطاعم والحانات الليلية، كانت الخرطوم كسان فرانسيسكو من المدن التى لا تنام، كنت تستطيع ان ترى الخرطوم بالليل من فندق صحارى او فندق اكسلسيور فى شارع الجمهورية، وكان لكل منهم اسانسير هما الوحيدان فى العاصمة فى ذلك الوقت، ومن الطابق العلوي الاخير، حيث يمكنك ان ترى الخرطوم وقد بدت وكأنها باريس والتى تعطيك منظر العلم البريطانى، وكأنه فرش فى الارض، وكان هنالك قماش اشتهر فى ذلك الزمان يسمى الخرطوم بالليل وكان شديد اللمعان.
كانت مدينة الخرطوم تنام على انغام الموسيقى الحالمة، ايام الروك اندرول والتوست، كانت الخرطوم ترقص وتصدح على انغام الموسيقى فى غرفة غردون الموسيقية، وفى شارع الجمهورية كان سان جيمس من اشهر المراقص فى الخرطوم والذى تحول فى ما بعد لمطعم كايرو جلابية، وكان هناك نادى ليلى او مرقص الجي بي G.B حيث كان مقره فى الطابق الاعلى لشركة المعروضات المصرية بالسوق الافرنجي والذى كان ملتقى الشباب فى ذلك الحين، ورويال ريست، مثله ومثل ال 18 Str فى واشنطون دسي او Brodway فى سان فرانسيسكو ، كانت تبهرك ليالي الخرطوم المخملية والروائح والعطور الباريسية التى تعطر اجواء تلك السهرات، حيث حسان الخرطوم وآخر تقليعات الموضة الباريسية، لقد كانت الخرطوم حكاية كما قال الفنان محمد احمد عوض.... فلنا عودة مع الخرطوم وحديث الشجن والزكريات.