الحَقيقةُ المُرةُ : احْتِمَالات العُنْفِ وتًمَزُقِ السودانِ لِخَمْسِ

تبلغ المساحة الكلية للسودان نحو 2505813 كلم2.وبالمقارنة مع ساحلة القصير على البحر الاحمر الذى يبلغ طوله بضع كيلو مترات يعتبر السودان من الدول الفقيرة ساحليا. أما حدوده التى تجعله أكثر البلاد فقرا وعرضة للحروب تبلغ مع افريقيقا الوسطى 1165 كيلو متر ومع شاد 1160 كيلو متر ومع الكنقو الديمقراطية 628 كيلو متر ومع مصر 1273 كيلومتر ومع اريتريا 605كيلومتر وأثيوبيا 1606كيلو متر ومع كينيا 232 كيلومتر ومع ليبيا 383كلمتر وأوغندا 435 كلمتر. هذه أطول حدود فقيرة ساحليا فى العالم اذ تبلغ نحو 7487 كلمتر

up

وفقا لتعداد 2010م يبلغ عدد سكان السودان 41980182 نسمة منهم.فهذا عدد قليل جدا بالمقارنة مع مساحة السودان القاحلة اذ تقل بكثير من عدد سكان مدينة القاهرة . ولقد تم تصنيف السودان ضمن الدول الفاشلة Failed State . كما سجل المركز الأخير فى زيل دول الفساد فى مؤتمر التنمية الأدارية فى يوليو 2010م مثل الصومال وافغانساتان.

لم يكن السودان محظوظا ابدا فى تاريخه السياسى. لقدشهد القطر ذو المساحة الشاسعة الذى يفتقر للبنية التحتية عدم استقرار سياسى منذ نيله الاستقلال من الاستعمار البريطانى عام 1956م.كما شهد حروبا طوال طاحنة ومفجعة. كانت الحرب الاولى جنوب /شمال انتهت عام 1972م ثم ما لبثت ان استعرت نيرانهامرة اخرى عام 1983م .وتشير بعض المراجع ان حرب ( جنوب وشمال السودان ) قد قتلت نحو 2000000 شخص وشردت نحو 4000000 نسمة وهى ذات الحرب التى انتهت باتفاقية السلام الشاملة عام 2005م.وهى الاتفاقية التى تنص على اجراء استفتاء للمواطنين الجنوبيين بعد ستة سنوات من توقيع الاتفاقية فى يناير 2005م ليقرروا مصيرهم فى الانفصال وبناء دولتهم الخاصة بهم . لم يكن السودان محظوظا ابدا فقد بدأت حرب اقليم دار فور السودانى مباشرة بعد وقف النار بين الجنوب والشمال ، وهى الحرب التى وصفها الامين العام للامم المتحدة السابق بانها اسواء كارثة انسانية فى تاريخ البشرية. وتشير المراجع ان نحو 2000000 مواطن دارفورى قد نزحوا اما الذين قُتلوا يقدرون بنحو 400000 نسمة.[/red]

Gor, Chi bak?

الخال زكريا

Quote: Gor, Chi bak

أجين كارراج
بال قوب

وتوجد فى السودان أكبر بعثة لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة فى افريقيا.موزعة فى الخرطوم ودار فور وجنوب السودان ومناطق ابيى ، والنيل الازرق وجبال النوبة. وفر هذا الوجود الأجنبى الضخم بآلياته ، وامكانياته الامنية واللوجستية امكانيات هائلة من التدخل الأمنى فى شؤوون السودان الداخلية. اذ فى الغالب ما تكون التقارير غير منصفة لحكومة السودان التى شهدت منذ عام 1989م عدم قبول من المجتمع الدولى. وعندما أجرى السودان انتخاباته العامة عام فى 2010م بعد 20 سنة من الحكم العسكرى ، شهد استقطابا سياسيا ، وتوترا ، ثم عد قبول ورضى بالنتيجة من الرأى العام العالمى والقوى السودانية المعارضة من الداخل والخارج. ولأن السودان ظل طيلة القرن الماضى بعيدا من مقاربات الحكم الراشد دوليا يعيش دائرة الحرب، والانكفاء الذاتى والعزلة السياسية ضربت جزوره السياسية ظواهر عدم ( الحوار والتفاوض وقبول الآخر) ، وبذنب الحرب و انتشار الاسلحة غير الشرعية طور السودان دوائره الخاصة لثقافة الحرب فتمت ولادة جيل كامل فى الفترة 1989 -2010 م وهو جيل ثقافة الحرب. هذا بجانب فشل السياسيين فى ادارة عمليات المصالحة بعد اتفاقية السلام ، فازدادت العهن والضغائن بذنب الاستقطاب ين الحزبين السياسين الحاكمين ( المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ) وعدم انتهاج المعارضة نهجا وطنيا خالصا بل كثيرا ما يتم اختراق النظام الحاكم من قبل المعارضة برافعة أجنبية . كما شهدت كل هذه الفترة تطور المسألة الشرقية بشقيها السياسى والعسكرى ، هذا بالاضافة الى بروز قضية شمال السودان ، وفى وسط السودان فى مناطق بحر العرب شهد السودان حركات تمرد وخلايا عنيفة نائمة مثل( شمم) و( شهامة 1 و2).

بالنسبة للجنوبيين من أهل السودان لقد صار الانفصال واقعا وما تبقى من فترة لم يعد غير اجراء فنى فقط.أما بالنسبة للشماليين من أهل السودان لا زالت الفجوة كبيرة بين الحقيقة والأمانى ، فبينما ترى الحكومة ان الانفصال اذا تم سيتم دون عنف ، تقول الحقائق على طوب الأرض غير ذلك . فينما تظل مشكلة دارفور مراوحة لمحلها ، تظل قضية ترسيم الحدود فى مناطق أبيى ، وجنوب كردفان وما تقوده من مواجهات قبيلة أكبر مهدد لعملية الانفصال السلمى. ثم هذا هو السودان يواجه سؤال آخر كبير وهو سؤال مياه النيل الذى سيشهد توترا كبيرا فى مطلع الايام القليلة القادمة حينها يطر شمال السودان الى تعزيز الدفاع المشترك مع مصر ، وهكذا يكون شمال السودان قد وقع فى شباك الاستقطاب لأن الجنوب يرى انه أقرب الى دول حوض النيل فيجد قبولا من بعض دول المنبع فتزداد عملية الاستقطاب. بلا شك ان المشكل الدولى سوف يزيد من تقليص ملف دارفور داخل الدوائر الرسمية للدولة فربما سارع اقليم دارقور بالانفصال قبل الجنوب .

UP

اذا من المتوقع ان يقع القطر الكبير ذو المساحة الشاسعة والبنتية التحتية الضعية الذى اشبه بالفيل المخدُر فى دائرة العنف ، اثم الفشل فى تاسيس عملية انفصال ناجحة فى 2011م ، فتزداد دوائر العنف القبلى فى جنوب السودان وغربه ، ووسطه وشرقه وشماله فيقود كل ذلك الى تفككه الى خمس اقاليم مضطربة وهى الاقليم الشمالى ، والاقليم الجنوبى ، والاقليم الشرقى والاقليم الغربى والاقليم الاوسط.

UP