منافي الصحفيين

منافي الصحفيين


07-03-2010, 02:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1278165288&rn=0


Post: #1
Title: منافي الصحفيين
Author: عبد اللطيف السيدح
Date: 07-03-2010, 02:54 PM

هل من المعقول وفي ظل هذه التخمة التي يعيشها الوطن من خدمات الاتصالات

الجوالة والثابتة والانفجار الضخم في هذه الثورة التي تمددت كما الإخطبوط في

قلب السودان وأطرافه أن تعيش المنطقة التي تقع في قلبها ما يعرف مجازاً

لاحقيقة مدينة الصحفيين بالوادي الأخضر في عزلة مخجلة وخارج تغطية جميع

شركات الاتصالات ؟

وإليكم حقيقة ما حدث خلال الأيام الماضية علمت أن عددا غير قليل من أسر

الصحفيين ومن بينهم بالطبع أبناء أختي قد ركبوا اللواري وقبلوا صوب المدينة

الواقعة داخل امتداد الوادي الأخضر بشرق النيل هاربين من جحيم الإيجارات

وقسوة المؤجرين ولظى الدولار الذي يجرجر خلفه المسغبة وضنك العيش

والنكد ميممين وجوهم شطر الوادي في رحلة محفوفة بالآمال والالآم والحزن

الدفين ، واستقرت جموعهم كيما أتفق في بيوت أهم ما فيها أنها تستحوذ علي

أربعمائة متر محاطة بطوب البلك وهذه محمدة كبيرة تسجل لإتحاد الصحفيين

الذي أستطاع أن ينتزع لمنسوبيه هذه الأمتار وفي أطراف العاصمة من

أفواه تجار الأراضي وسماسرة الجشع .


*مدينة الصحفيين عبارة عن جزيرة معزولة ومحاطة بجبال ترابية تقبع تحتها هذه

الأحواش وصدقوني مع إطلالة الخريف الذي يدق الأبواب هذه الأيام ستكتشفون ذات

العبقرية الهندسية السودانية التي أغرقت العاصمة بالأنفاق ( عفراء مثلاً) قد غسلت

مدينة الصحفيين بنصف سحابة تسقط في نجوع أراضي البطاحين.

مدينة الصحفيين وكما سمعت من عدد من الزملاء أنها ستصبح منصة إعلامية

وبها مركز إعلامي مزود بأحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا الاتصالات خيًبت ظني

تماماً عندما صمتت فيها جميع هواتف الزملاء الصحفيين في أول ليلة سكن

إجباري ، ظننت في البداية أن ثمة أخطاء تقنية تواجه هاتفي في السعودية

واستعنت بجوال أحد الزملاء لكنه فشل أيضاً رددت المشكلة الي هاتف محدثي

ثم انتقلت الي هاتف آخر و جربًت علي جميع الشبكات ( زين ، سوداني ،mtn )

وكلها باءت بفشل ذريع ، استفسرت عن حال الشبكة بمدينة الصحفيين من احد

الزملاء بالخرطوم ليصدمني بالخبر الشين ( المنطقة ديك مافيها شبكة يازول)

حينها أيقنت أن كثيراً من الزملاء الذين يسكنون مدينة الصحفيين بالوادي الأخضر

سيتم الاستغناء عن خدماتهم وسيتوجهون إما لرعي الضأن في سهول البطانة

أو الاعتماد علي الزراعة المطرية في البلدات التي تحيط بهم من كل جانب

وبذلك فليفرح الخريجون الجدد ومن هم في طوابير الجلوس لامتحان القيد

الصحفي.