تقرير سياسي ...الاضطرابات السايكولوجية للسياسين السودانيين... بلاد الحكمة التي يقودها المجانين!

تقرير سياسي ...الاضطرابات السايكولوجية للسياسين السودانيين... بلاد الحكمة التي يقودها المجانين!


11-02-2019, 00:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1572649286&rn=1


Post: #1
Title: تقرير سياسي ...الاضطرابات السايكولوجية للسياسين السودانيين... بلاد الحكمة التي يقودها المجانين!
Author: علي بلدو
Date: 11-02-2019, 00:01 AM
Parent: #0

00:01 AM November, 01 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تقرير سياسي
تنوعتٌ و اختلفت عبر الحقب المختلفة من الارتياب الي النرجسيــة’

تقرير- علي بلدو
ان المتابع للشان السياسيٌ السوداني عبر الحقب و العصُور المخُتلفة و الازمات المتلاحقة و الكوارث الكثيرة التي حدثت و تلك التي تحدث و تواصل الحاق الاذي بالوطن و المواطنين’ يلاحظ جانباً هاماً في هذه الازمات و عاملاً فاعَّلاً في احداثها و تفسيراً منطقياً للاخفاقات المتلاحقة في المشكلة الوطنية و ظواهر اخرى تابعة و متلاحقة.
و هذا الجانب هو العامل النفسيٌ و السايكولوجي و الطبيعة الخاصة للقادة و الساسة و خلفياتهم الاجتماعية و العقدٌية و مخزونهم الذهنيٌ ’ و الصراعات الداخلية التي يعيشونها.
وكلٌ هذا ينعكس على قراراتهم و اداءهم السياسيٌ و يفسر الكثير من الاشياء ’ التي نحاول ان نعرض لها في ثنايا هذا التقرير.
جُنون العظمةْ
و هي حالة مرضية تتميز بتضخيم الذات و الشعور بالاهمية المطُلقة و كذلك اعتبار الاخرين تابعين لا شان لهم’ و الاحساس بوجود قدرات خارقة او الهام الهيٌ او ملكاتْ غير طبيعية لا تتوفر لباقي الناس مع الشعور بالتكبر و الاستعلاء و رغبة عارمة في تنفيذ ما يريده الشخص دون اكتراث للواقع و مُجمل الاحوال.و كانه من قيل فيه:
اذا بلغ الفُطامُ لنا صبي" تخُرٌ له الجبابرة ساجدينا
و نشرب ان وردنا الماء صفواً و يشرب غيرنا كدراً و طينا
و هذه الفئة من الزعماء المصابة بهذا الداء العُضال’ غالباً ما ترى نفسها هبة من الله للوطن و ان الباطل لا ياتيه من بين يديه و لا من خلفه ’ و لذا تجده ممسكاً بتلابيب كل شئ من هيئات و مؤسسات للحزب و الدولة و يكون الباقين مجرد كومبارس يسبحون بحمده غبوقاً و اصطباحاً.كما تتميز هذه المجموعة بالتنظير و الشطح في الامور الدينية و تفسيرها كما يريدون و ما يصوره لهم عقلهم المضطرب ’ مع محاولة اضفاء هالة من القُدسية على ما يقولون و يفعلون وتتفتق عقولهم عن طقوس و ممارسات خاصة يمارسونها’ او اشكال و مظاهر يتميزون بها عن الاخرين و بالتالي العيش في جنة العظمة الوهمية ’ بينما يعيش الشعب في جحيم الواقع و أتونه المصطلم.
و ما علينا سوى ان ندير مؤشر الراديو او احدي القنوات السودانية لترى عدداً من الامثلة الحيٌة لهذا النوع.
الهستيريا السياسية
جاءت كلمة هستيريا من التراث الطبيٌ الاغريقي و تعني الرحم او موضع الولادة’ اذ كان في اول ظهورها تصيب الفتيات صغار السن و اعتبرها ابو االطبٌ ابوقراط نوعاً من الاضطرابات العُصابية’ و نوعاً من الصراع ما بين العقل الباطن و العقل الواعي او بين الرغبات المكبوتة و تلك التي يعيشها الشخص في الواقع.
و يتميز افراد هذه المجموعة بالصوت العالي و كثرة الضجيج في الاذاعة و التلفزيون و مواقع التواصل ’ مع كثرة اصدار البيانات و التعميمات الصحفية بسبب حيناً و بلا اسباب في احايين كثيرة.
كما يمتازون بتصيٌد الفرص للظهور الاعلامي و بث افكارهم الضحلة و منطقهم الضعيف و التغطية على ذلك باختلاق المشاكل او ادعاء المرض و ذلك من اجل استدار عطف و مودة المواطنين و خلق شعبية مزيفة و لا تعبر عن الواقع.
و ايضاً نجد لديهم قدرة فائقة على الاداء الدراميٌ و التمثيل السياسي’ فمثلاً اذا تم استدعاء احدهم او احداهن للتحقيق لدي الاجهزة الامنية لمدة دقائق فقط’ تجدهم يكثرون من العويل و يصدرون الصور و المقالات انهم لا يخشون الاعتقالات و انه تم تعذيبهم و الاساءة اليه و حاولوا قتلهم و ما شابه’ من اجل حشد الناس حولهم و خلق جوٌ من الاثارة.
و لا تخلوا هذه الفئة من براعة عجيبة في فبركة المناسبات للحديث و طق الحنك و عمل المؤتمرات الصحفية عديمة المضمون و التي لا تحمل جديدا ’ و الاحتفال بمناسبات تافهة مثل ذكرى كسر اصبع في مظاهرة او وقوع على الارض في وقفة احتجاجية امام احدي الكافتيريات او اماكن الشواء’.
و لمعرفة مثال حي لهذه الفئة’ فما علينا الا ان نقرأ و نتدارس السورة القرانية التي تحكي قصة عيسى عليه السلام و سنجد دون شك اسماءً للعديد من الامثلة لدينا.
داء النرجسية الخبيثة
و هو نوع من حب الذات و السيطرة مع الرغبة في لفت الانتباه و ان يكون الشخص محورا لكل الاحداث و محطاً للانظار و محوراً لاحاديث العالم.
و ذلك عن طريق اتخاذ القرارات الصادمة و غير المتوقعة او عمل اشياء غريبة و مستهجنة و الاتيان بما يعارض التقاليد و الاعراف المتوارثة و المتعارف عليها سياسياً و شعبياً و مُجتمعياً.
كما يعمدون الي عمل نوع من الصدمة و تحدي الاخرين و عدم الاكتراث للنقد و الراي الاخر و محاول التقليل من شأن الاخرين و الحطٌ من قدرهم و الاستهزاء بهم علناً و المحاولة المستمرة لاستفزازهم و النيل منهم و اهانة مقدساتهم و السخرية من احلامهم و طموحاتهم.
و سنسرد الان بعض التعليقات و التصريحات التي صدرت من’ بعض المصابين بهذا المرض و ما علينا سوى تذكر صاحب التعليق مع الدعاء له بعاجل الشفاء و ان يسبغ الله عليه عافيته:
(الزارعنا غير الله ’ اليجي يقلعنا)
(الحسوا كوعكم)
( قبل الانقاذ الناس ما كان عندها نار و لا قشة كبريت و لا قميص واحد)
ذُهان الارتيابْ
و هو عبارة عن توجس و خوف غير طبيعي من الاخرين و الشك في نواياهم و عدم الايمان بما يقولون’ و محاولة تخوينهم و رميهمٌ بالعمالة و الارتزاق و بالتالي محاربتهم و نقض العهود و المواثيق معهم و فقدان الثقة بهم .
و يؤدي هذا لكثرة الانقلابات العسكرية و تلك المضادة’ جنباً الي جنب مع ظاهرة الانقسام و الانضمام ثم الانسلاخ و تكوين الاحزاب الخاصة و العائلية و عمل التيارات المختلفة في الحزب الواحد و تعدد الواجهات لنفس الفكرة’ و بالتالي عدم الاستقرار السياسي و تغير الاسماء و الحلفاء و المسميات و كثرة الاعتقالات و التصفيات و الاختفاءات القسرية.
و يمثل حزب الحركة الاسلامية خير مثال باجنحته العسكرية و المدنية المتصارعة و كذلك التعاطي مع الواقع المحلى و المفاصلات وتعدد المنابرٌ.
البارانويا
و هي خلق حالة لعالم موازيٌ للواقع كما يتصور الزعيم’ و انكار العديد من الحقائق الظاهرة و محاولة ايجاد تفسيرات مختلفة لها ’ لا تحظى بالقبول لدى الاخرين.
كما يتميزون بمحاولة اظهار اكبر عدد ممكن من المواهب و القدرات و خلق انجازات غير هامة للوطن و لكن تمثل لهم نوعا من البريستيج.
و التنافس في امور شخصية و خاصة كالالقاء و الخطابة و التاليف و عقد الاجتماعات و القمم و الخوض في معارك دون كيشوتية لا تهم الوطن و لا المواطن في شئ.
و يمثل جيل الخمسينيات خير مثال لهذه الفئة’ بسبب الاستلاب الثقافي و الرغبة في ان يكونوا انجليزا جدد بعيدا عن الواقع المعاش’ مما احدث هوُوة و فجوة ما بين المواطن و القادة و الحكومات’ لا تزال قائمة الي اليوم.
الشعور بالدونية
و هو مركب النقص المعروف و الشهير’ و يمثله خير تمثيل موضوع انضمام السودان لجامعة الدول العربية ’ حين تم رفض الطلب اولا باعتباره دولة افريقية زُنجية و بعدها تعددت القصائد و الملاحم و الاشعار و الاغنيات التي تمجد العروبة’ و تم دعوة القادة العرب لعمل قمة الخرطوم علي ايدي اولئك الساسة الذين انتابتهم هذه العُقدة.
و تواصل الامر لاحقا بكثرة اسفار قادتنا و ساستنا للخارج في كل وقت و حين ’ في مقابل زيارات قليلة و نادرة يقوم بها بعض قادة الدول الصغيرة لنا على استحياْ’ و يتمثل هذا ايضاً بحساسيتنا الشديدة تجاه ما يكتب عنا في الصحافة العربية سلبا’ مع الاحتفاء المبالغ فيه بالكتابة التي تمجدنا او تُثني علينا و لو كان من كُتاب و كاتبات مغمورات و لن و لم يسمع بهم احد سوانا.
الشخصية السحرية
و هي الشخصية التي تعتمد في تسيير شؤنها و تسيير امورها على السحر و الدجل و الشعوذة و امور الاعمال و الكواديك و ما شابه.
و غالبا ما يكون لديهم مستشاريين من الفقراء و الدجالين و الشيوخ كنوع من الحماية و التوفيق و محاولة ما في الغيب و ما تخفي الصدور.
و ينفق هؤلاء الساسة و القادة امولاً طائلة على هذه الامور من خزينة الدولة و مواردها ’ و بالتالي تؤدي لكوارث كبيرة تحل بالبلاد و ما تبقى من العباد.
و اشتهرت قصة احد قادة الاحزاب في الستينيات و الذي اتهم منافسه بانه قد وضع له ( عملا) في البرلمان وقتها , مما ادى الي انفراط عقد التحالف بينهما و ضياع الحكم لاحقاً.
كما سارت الركبان بقصة رئيس سابق أدعى ان له حرساً من الملائكة و ان الجنٌ يقومون بحراسة الحكومة ليلاُ و اتخذ عصاً شهيرة كضمان لاستمرار حكمه.
و ليس ببعيد عن ذلك اتخاذ عدد من الساسة المعاصرين للحجبات و اطلاق البخور في المكاتب لطرد الشرورو كذلك الوقوع ضحايا لعمليات التنزيل للاموال و غيرها من الامور التي هم لها عاملون.
فقدان الاهلية
في راي احد الخبراء النفسيين المعروفيين و الذي تم نشره سابقا, يرى فيه انه و بالدراسة و الملاحظة فان اكثر من تسعين بالمائة من الساسة و القادة السودانين المعاصرين بعانون من اشكالات سلوكية و سايكولوجية و ااجتماعية تجعلهم غير مؤهلين لحكم البلاد او قيادة مستقبلها؟
و لعل واقع الحال يثبت هذه المقولة و يجعلنا نشعر باننا نعيش في بلاد من الحكمة و التراث و الحضارة و التاريخ و لكنها بلاد يقودها المجانيين.