حوار البروف محمد ابراهيم خليل يقول: الولاء لمباديء ومطالب حكومة حمدوك وما عداها قبض الريح

حوار البروف محمد ابراهيم خليل يقول: الولاء لمباديء ومطالب حكومة حمدوك وما عداها قبض الريح


09-26-2019, 04:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1569511411&rn=1


Post: #1
Title: حوار البروف محمد ابراهيم خليل يقول: الولاء لمباديء ومطالب حكومة حمدوك وما عداها قبض الريح
Author: كمال الهدي
Date: 09-26-2019, 04:23 PM
Parent: #0

04:23 PM September, 26 2019

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




بمجرد الإعلان عن تشكيل الحكومة الانتقالية قفزت لذهني فكرة محاورة العم البروفيسور محمد ابراهيم خليل السياسي المحنك والخبير القانوني الضليع..
وللأجيال الجديدة التي فجرت ثورتنا العظيمة أُذكر بأن بروف خليل شغل مناصب عديدة في أوقات ماضية من تاريخ بلدنا مثل عمادة كلية القانون بجامعة الخرطوم، وزارتي العدل و الخارجية، رئاسة الجمعية التأسيسية إبان فترة الديمقراطية الأخيرة، بالإضافة لترؤس مفوضية استفتاء جنوب السودان قبل أن يستقر به المقام في أمريكا منذ عدة سنوات..
ولعلمي بمواقفه الواضحة والقوية من نظام الإخوان المسلمين أردت أن أسمع رأيه حول أول حكومة انتقالية مدنية بعد زوال حكم الطغاة، وقد شاءت الأقدار أن يتأخر الحوار قليلاً بسبب ظروف البروف..
توجهت له بالسؤال الأول: كخبير قانوني ضليع وسياسي معتق ودبلوماسي سابق كيف تنظر لهذا التغيير الذي نتج عن مخاض عسير قدم خلاله السودانيون تضحيات جسيمة؟
فجاءت إجابته: " كثيرون فوجئوا بهذا التغيير: حدوثه وحجمه بعد وضع استمر ثلاثين عاماً طوالاً منذ أن قام الاخوان المسلمون، يمثلهم عمر البشير، بالاستيلاء على الحكم أخذوا يستولون على مناصب الدولة كبيرها وصغيرها وما لبثوا أن امتدت ايديهم الاثمة إلى الشركات والمصارف والمشاريع وسرعان ما أثروا بعد فقر وأفقروا البلاد بعد غنى. لم يكتفوا بما اسموه "التمكين" من أجهزة الدولة ،بل شرعوا في محاولة تغيير عقول الطلاب من أولى مدارج التعليم حتى الجامعة فمسخوها إلى دور دعاية وظن كثير خاطئون أنهم أفلحوا أيضاً في مسخ العقول
فلا عجب أن يئس الناس بعد ثلاثة عقود من رؤية أي تحرك يفضي إلى تغيير فلما حدث كان أشبه بالمعجزة، لم يسبق له مثيل من حيث مصدره وحجمه وصانعوه.


ثم ألحق ذلك بسؤال آخر: بالنظر لما أوردته من ملاحظات حول الوثيقة الدستورية هل ترى أنه لا تزال هناك فسحة كافية لتحقيق العدالة ومحاسبة مجرمي ومفسدي حكومة المخلوع؟
فأجاب البروف: " ليس ثمة ما يحول دون محاسبة المجرمين المفسدين. يظلون هكذا بالوثيقة الدستورية وبدونه إذ أن ما ارتكبوه جُرم وفساد تحت القوانين السماوية والوضعية، ويدهشني انهم يظلون طلقاء."
وكان سؤالي الثالث: شعر السودانيون بتفاؤل حذر بعد إعلان دكتور حمدوك تشكيلة حكومته الإنتقالية، فما رأيك كصاحب تجربة واسعة في العمل السياسي أولاً في شخصية رئيس الوزراء الانتقالي، وكيف ترى تشكيلة حكومته؟
ولم يبد البروف تحفظاً في الإشادة بالدكتور حمدوك حيث قال " لا أعلم إذا كان متاحاً للثوار خيرٌ من د. عبد الله حمدوك، فهو اقتصادي بمستوى عالمي وذو خبرة واسعة في تأهيل الشعوب الكابية، وهو وطني مستقل نظيف اليد واللسان. ليس لي خبرة شخصية بسوى أثنين من وزرائه د. إبراهيم البدوي وهو كذلك اقتصادي بدرجة رفيعة ذو خبرة في الاقتصاد الإقليمي والعالمي. ولي كذلك تجربة عن كثب مع د. نصر الدين عبد الباري وأشهد أنه قانوني بارع حاذق في الصياغة القانونية وقد تعاملت معه خلال بضعة أشهر ولو كان فيه ذرة من التفكير الإخواني ما أحسبها كانت تخفى علي.
لا أعرف سائر (باقي) التشكيلة الوزارية ولكنني مطمئن للطريقة التي يمحص بها د. حمدوك المرشحين قبل اختيارهم.
ثم أضفت السؤال: حديث الدكتور حمدوك خلال المؤتمر الصحفي الشامل جاء مطمئناً، لكن أكثر ما يقلق الثوار هو علاقة السودان الشائهة ببعض بلدان الإقليم، فهل ترى نفاج ضوء في هذه العلاقة، وهل ستسطيع الحكومة الجديدة تغليب مصلحة السودان على كل ما سواها كما ذكر رئيسها بالفم المليان، أم سيستمر تلاعب بعض هذه البلدان بمقدرات وثروات بلدنا؟
ليجيب بروف خليل بالقول: " شاهت علاقة السودان ببعض البلاد جراء فساد أهل النظام المباد عقلاً وجيباً ولكنها ليست عاصية الإصلاح، ولا أتصور ما يعيق حكومة الثورة من إصلاح تلك العلاقات تغليباً لمصلحة السودان دون كل ما عداها.
ثم سألته عن أول وزيرة خارجية سودانية: كوزير خارجية سابق هل تعتقد أن الدبلوماسية أسماء محمد عبد الله ستتمكن من مواجهة ملف العلاقات الخارجية الشائك بعد أن خرب نظام المخلوع علاقات السودان مع غالبية القوى المهمة في العالم؟
فقال: " أسماء محمد عبد الله دبلوماسية متمرسة حرة الفكر سليمة الوجدان على نحو لم يطقه النظام البائد، وهي لذلك، في نظري، جديرة بأن تضطلع بإصلاح علاقات السودان الخارجية وتقويم ما اعوج منها."
وأخيراً طلبت منه تقديم نصيحة لحكومة الدكتور حمدوك وطاقمه ولكافة الشباب السوداني حتى يتمكنوا من المحافظة على ما تم من انجاز والمضي قدماً في تحقيق كافة أهداف الثورة لكي لا نضيع هذه الفرصة الثمينة بعد أن حظيت ثورتنا بإعجاب كل العالم؟
فجاء رده كالتالي: هم لا يحتاجون مني إلى نصح، ولكني على يقين أن حمدوك حريص على حسن الانسجام ليس في حكومته فحسب، بل بينهم وبين تجمع المهنيين السودانيين، وأن الثورة فجرها الشباب وما لبث أن انخرط فيها الشعب جميعاً لذلك فالولاء كله ينبغي أن يكون لمبادئها ومطالبها دون سواها، أما ما عداهم فقبض الريح.