الشيخ الدكتور محمد المصطفي الياقوتي .. غياب نفس الحوار أدي لبروز التشدد

الشيخ الدكتور محمد المصطفي الياقوتي .. غياب نفس الحوار أدي لبروز التشدد


05-27-2018, 00:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1527376304&rn=0


Post: #1
Title: الشيخ الدكتور محمد المصطفي الياقوتي .. غياب نفس الحوار أدي لبروز التشدد
Author: اخبار سودانيزاونلاين
Date: 05-27-2018, 00:11 AM

00:11 AM May, 26 2018

سودانيز اون لاين
اخبار سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة
مكتبتى
رابط مختصر



في العاشرة وبضع دقائق كان الشيخ الدكتور محمد المصطفي الياقوتي يلج إلي داخل باحة فندق ريجنسي الذي يستضيف فعاليات خيمة الصحفيين في نسختها الثامنة وهي تحاول التداول في مختلف القضايا التي تشغل بال الناس في أمسيات رمضانية يغلب عليها طابع قبول الآخر وتعلي من قيمة الحوار بين المكونات كافة كان الرجل يحمل أوراقه ومن بينها عنوان الجلسة والمفاكرة ليلتها ليقراء المشهد المضطرب من خلال مفهومي الوسطية والإعتدال كان يرافقه في ذات الجلسة الدكتور عادل حسن حمزة بينما أمسك بدفة الترويح ليلتها الفنان والمادح خالد الصحافة فيما ظل السؤال حاضراً حول مفاهيم الوسطية والغاية من التسويق لها في الوقت الراهن .. وهل هي مفاهيم ذات طابع سياسي افترضتها الوقائع الدولية الراهنة؟

ابتدرت الجلسة بمدحة قام بادائها خالد الصحافة قبل أن يمنح مايك الحديث للدكتور عادل حسن حمزة الذي غاص في تعريفات ذات طابع تأسيسي لمفاهيم الوسطية والإعتدال التي تاتي من ضمن المفاهيم الرئيسة في الإسلام باعتباره دعوة للإعتدال وهي الإشارات التي ظهرت في كثير من الآيات القرانية وأشار إلي أن الوسطية ظلت ملازمة للإسلام وللأمة الإسلامية وتعني الخيرية والأفضلية ويكمل الشيخ حمزة بأن الوسطية كانت حاضرة في خلق النبي ومنهجه الذي جاء به الوسطية ضد التشدد بحسب ما يمضي حمزة المتشددون ينقطعون عن الدين كله حتي يقودهم نحو طريق الهلاك ويسر الدين يتمثل في الإعتدال ولكن وفقاً لمفهوم الدين الصحيح وقواعده الهادية.

انتهت مداخلة الدكتور حمزة التمهيدية لما ياتي بعدها من خلال دكتور الياقوتي الذي ابتدر مداخلته بإشاراته لما عرف بمفهوم الإلتباس في التعامل مع مفهوم الوسطية وتداخله مع مفاهيم أخري تتعلق برؤية البعض للوقائع من حوله وهو ما يؤدي للالتباس فكل يري الوسطية حيث يقف لكن بحسب رؤية الياقوتي فان الوسطية تعني تحري الحق وهو التعريف الذي يمكن من خلاله تقديم رؤية للآخرين بالإمكان التداول حولها ويكمل إن الشريعة وضحت الأمر توضيحاً كاملاً للتعامل مع غير المسلم من خلال مفهوم لا إكراه في الدين في مستوي الحريات الممنوحة للمخالف الملي فمع براعة النبي والتأييد الرباني فالله يخاطبه بأن يذكر لست عليهم بمسيطر ومن مقاصد الشريعة الإسلامية إتاحة الحريات فيما يتعلق بالإعتقاد وإعتناق الأديان.

يرد الياقوتي بروز حركات التشدد والإلحاد في المجتمعات الإسلامية إلي ما أسماه غياب النفس الحواري العالي وإن غياب هذا النوع من الحوارات الحقيقية بالطبع يري في أُوبة الناس للقراءن والسنة أمراً من شانه إيجاد معالجة لقضايا التشدد في حال تم البحث والتمحيص بدقة وتحديد المقاصد العامة للرسالة الإسلامية نفسها وقراءتها في سياق كونها خاتمة الرسالات مما يجعلها صالحة لكل زمان ومكان وبالطبع الإبتعاد عن الشطط فيما يتعلق بتحديد الرؤي من القضايا مثار الخلاف ومعالجة الخلافات في السياق وعدم النظر إلي الشرية الإسلامية في سياق التجزيئة عدم النظر للشريعة كسياق واحد متصل يجعل من يقدمونها يسقطون في فخ تقديمها بإعتبارها متناقضة وبالطبع يجب النظر إلي تعدد الصواب بين الناس كأمر متصل.

بالنسبة للشيخ الياقوتي فان الربط بين الإسلام والتشدد أمر له أغراض بعينها وبالطبع له تأثيراته السلبية سريان الدين بإعتباره دين الفطرة في بعض المجتمعات وإن مواجهة هذا الأمر لا تتم إلا بتقديم الصورة الحقيقية للدين من قبل المؤمنين به الصورة المعتدلة والتي تعبر عن تسامح الإسلام الوسطي المعتدل بالنسبة للرجل فإن الإعتدال لا يجب أن يوضع في سياق كونه تياراُ في مواجهة تيارات اخري تصطرع الآن في محاولات تفسير الدين كما إنه لا يجب وضعه في سياق المقابلات الطائفية التي يشهدها العالم الآن وهو أمر من شأنه أن يجعل من فلسفة الإعتدال نفسها جزء من المعركة وهو ما لا يستقيم عقلاً.

انتهت الليلة التي ناقشت الإعتدال إلي تقديم الوسطية بإعتبارها الخيار الأمثل والأكثر خيرية فيما يتعلق بالاسلام الذي جاء أصلاً لأمة وسط بين الأمم وإن مواجهة تيارات الغلو والتشدد لن تتم إلا بسيادة تيار الإعتدال والوسطية ليست بإعتباره تيار مواجهة لهم وإنما تاكيداً علي إنه الحامل الرئيس لقيم الإسلام المتسامح والقادر علي القبول بالآخر والتعايش معه ومؤكد اقناع الآخرين بانه السياق الأكثر قابلية لتحقيق السلام والتعايش بين المكونات المختلفة، غادر بعدها الدكتور الياقوتي وبمعيتة الدكتور عادل حمزة منصة الخيمة بعد أن قدما رؤيتهما وشروحاتهم لها واستمعا إلي أسئلة وإستفسارات الحاضرين واجابا عليها بينما بقي السؤال الحاضر هو ذلك المتعلق بإنسيابية تيار الإعتدال وانتصاره لقيم الإسلام في مقابل تيارات التشدد.