موسى هلال في الخرطوم .. القصة الكاملة

موسى هلال في الخرطوم .. القصة الكاملة


11-28-2017, 07:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1511892045&rn=0


Post: #1
Title: موسى هلال في الخرطوم .. القصة الكاملة
Author: صحيفة الانتباهة
Date: 11-28-2017, 07:00 PM

06:00 PM November, 28 2017

سودانيز اون لاين
صحيفة الانتباهة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


موسى هلال



جعفر باعو
في بداية هذا العام كنت ومعي بعض الزملاء الإعلاميين برفقة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن في زيارة لولاية شمال دارفور وبعض مدنها وبواديها، ومنها بادية مستريحة معقل الشيخ موسى هلال، وكانت هي المرة الاولى لي لزيارة تلك المناطق التى كنا نسمع بها،

وفي تلك الزيارة قال لنا رئيس مجلس الصحوة موسى هلال انه ملتزم بعضويته في المؤتمر الوطني الا انه يريد بعض الاصلاحات. ومستريحة عبارة عن منطقة للرحل الكثير من مساكنها منال خيام الانيقة التى تجعلك تشتهي وجودها في المدن الكبيرة، وجدنا في تلك الفترة بعض المباني الثابتة تجد حظها من البناء، وحينما سألنا قالوا انها تخص بعض المدارس لأبناء تلك المنطقة، وطبيعة مستريحة تشير الى ترابط اهلها وتداخلهم فجميعهم مترابطون، وربما كان هذا واحداً من الاسباب التى جعلت الدخول لمستريحة لجمع السلاح امراً صعباً فيها، ولكنه حدث الآن بعد مواجهة راح في سبيلها الكثير من ابناء السودان، لفرض هيبة الدولة والمواصلة في ردع المتفلتين وجمع السلاح من ايدي المواطنين. وتعد دامرة (مستريحة) المنطقة الرئيسة لمجموعة هلال وقواته، وشهدت قبل أيام فرض قوات الدعم السريع حصاراً عليها، حتى انتهى الأمر بالمواجهة أمس الأول.
هلال.. القصة الكاملة
منذ مساء الأحد كانت وسائل التواصل الاجتماعي تنقل بعض الاخبار عن اعتقال رئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال، وبعضها تناول اغتياله في احداث شهدتها دامرة مستريحة، وظل التواصل مستمراً حتى ساعات متأخرة من الليل مع عدد من المصادر لتوضيح حقيقة الأمر، خاصة ان مواقع التواصل الاجتماعي بها الكثير من الاخبار (المضروبة)، واخيراً توصلنا الى اعتقال قوات الدعم السريع بعد عملية عسكرية رئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال وسيطرت على مستريحة. وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ (الإنتباهة) عن وقوع معارك بين قوات الدعم السريع وقوات موسى هلال بالمنطقة أسفرت عن اعتقال زعيم الصحوة. فيما استشهد القائد بالدعم السريع العميد عبد الرحيم جمعة دقلو وضباط آخرون في كمين. ونبهت المصادر إلى وقوع اشتباك بين الدعم السريع وقوات موسى هلال انتهى بسيطرة كاملة للدعم السريع على دامرة (مستريحة) واعتقال زعيمها.
الحديث الذي سبق الهجوم
في العاشرة من صباح الخميس المنصرم، كانت المروحية العسكرية تهبط بنا على اطراف مدينة سرف عمرة بولاية شمال دارفور، وما ان اوقف قائد الطائرة محركها حتى وجدنا معتمد سرف العمرة عبد الله حمدان والي جواره العميد عبد الرحيم جمعة دقلو قائد متحرك الشهيد حمدان السميح وابتسامة خفيفة تزين وجهه، تحركنا صوب المعرض الضخم الذي رتبته قوات الدعم السريع وبه عدد من العربات والدراجات البخارية التى كان يقودها بعض المتفلتين ويستخدمونها في دخول المخدرات والخمور المستوردة وغيرها من الممنوعات، كان العميد عبد الرحيم يشرح لنا حجم الدمار الذي كان يعيشه شباب تلك المنطقة من خلال تلك المخدرات والخمور، وبدت على وجهه علامة الصرامة والحزم، وترى فيه الصدق والإخلاص في عمله، وبعد اكثر من ثماني واربعين ساعة من ذاك اليوم كان العميد عبد الرحيم يودع الدنيا وهو مواصل لعمله الذي اختاره وارتضاه كما قال هو ــ توفير الأمن والحماية للمواطنين البسطاء ــ في اللقاء الجماهيري في سرف عمرة.
رحيل جمعة وترحيل هلال
(سنكون في أي مكان، وأي متفلت سنصله في مكانه) جمله قالها العميد عبد الرحيم جمعة في سرف عمرة، ويبدو ان عقله في ذاك اليوم كان يفكر في كيفية ترحيل بعض المتفلتين من سرف عمرة للفاشر، والبحث عن آخرين يرفضون جمع سلاحهم طوعاً كما حدث في جميع مدن وقرى دارفور، وكانت الكلمات الأخيرة للراحل جمعة في سرف عمرة عبر ذاك اللقاء الجماهيري مؤشراً لايام عصيبة في تلك المناطق، خاصة انه توعد بحسم ما سماها الفوضى وعدم احترام هيبة الدولة في تلك المحلية التى وصفها معتمدها بانها محور الشر، وكانت الدلائل تشير الى عمل كبير ستقوم بها قوات الدعم السريع خاصة بعد وصول تعزيزات من مناطق اخرى، ولم تمض سوى ايام عديدة حتى تم القبض على الناطق الرسمي لتنظيم الصحوة هارون مديخير، ليشهد مساء نفس اليوم مقتل العميد عبد الرحيم والقبض على زعيم التنظيم الشيخ موسى هلال في بادية مستريحة ويرحل للخرطوم، ليبدأ فاصل جديد في دارفور يكون شعاره فرض هيبة الدولة والالتفات للتنمية والإعمار.
اللعب بالنار
(لبسنا الكاكي لتأمين المواطن، وأي زول يلعب بالنار سيكون مصيره السجن أو القتل إن قاومنا)، هذه الجملة جزء من حديث الراحل العميد عبد الرحيم ايضاً في سرف عمرة، وزاد في حديثه في ذاك اليوم قائلاً: (أقسم بالله سنوصلكم مرحلة يستطيع معها عسكري البوليس القبض على أي مجرم بدراجة بخارية وإيداعه السجن، ومافي زول تاني يشيل حقو بيده إلا عبر القانون)، وأن قوات الدعم السريع قومية وتعمل بانضباط عالٍ، ولم يدون أي بلاغ ضدها منذ أن بدأت عملها في إعادة الأمن لدارفور، وقال: (من يظن منكم أنه يقاتل من أجل قبيلة فهو غلطان)، وكثيرة هي الرسائل التى بعث بها قائد متحرك الشهيد حمدان السميح قبل ان يرحل عن الدنيا وهو يقوم بمهامه التى جزم بتحقيقها في دارفور، وبعد ان وصلت الطائرة التى نقلت جثمان قائد متحرك الشهيد السميح كان الجميع في الخرطوم يعلم باعتقال موسى هلال، والبعض تلقى الخبر بين مصدق ومكذب، حتى اكده وزير الدولة بوزارة الدفاع الفريق ركن علي محمد سالم، ومن بعده تصريح من قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو.
تصريحات القادة
تصريحات وزير الدولة بالدفاع اتفقت مع تصريحات قائد الدعم السريع الفريق حميدتي في الكثير من الجزئيات، حيث اكد قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو وصول موسى هلال وتسليمه الى السلطات المختصة، بعد أن تم القبض عليه خلال المواجهات التي حدثت بمنطقة مستريحة بولاية شمال دارفور، وقال حميدتي في تصريح خاص إنه تم القبض على هلال وعدد من معاونيه وثلاثة من أبنائه المتورطين في الأحداث، مؤكداً استشهاد العميد عبد الرحيم جمعة عبد الرحيم وعدد من أفراد قوات الدعم السريع خلال المواجهات. واتهم حميدتي موسى هلال بضلوعه في مؤامرة ذات أبعاد خارجية ضد السودان، مبيناً أنه تم القاء القبض على شخص يحمل جنسية أجنبية ضمن مجموعة موسى هلال، ويمتلك أجهزة اتصالات متطورة وحديثة، مما يؤكد مشاركة أطراف أجنبية في زعزعة الأمن والاستقرار في دارفور. وأكد مضي الدولة في مشروع جمع السلاح وحسم المتفلتين والمتربصين بأمن البلاد. وشدد على أن قوات الدعم السريع ستواصل عملها في بسط هيبة الدولة دون هوادة أو مجاملة لأحد مهما كانت التكلفة. واشار حميدتي إلى أن الأوضاع في مستريحة الآن مستقرة وتحت السيطرة تماماً، وأن قوات الدعم السريع ماضية في تنفيذ واجباتها المكلفة بها، وكان تصريح وزير الدولة بالدفاع الفريق ركن علي محمد سالم في ذات المعنى، حيث أكد استقرار الأوضاع الأمنية بمنطقة مستريحة عقب اشتباكات تعرضت لها في إطار خطة جمع السلاح في دارفور، وراح ضحيتها العميد عبد الرحيم جمعة دقلو قائد متحرك حمدان السميح وتسعة من قواته، مبيناً أنه ليست هناك خسائر وسط المواطنين.