القضارف موزايك

القضارف موزايك


10-18-2017, 04:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1508340638&rn=0


Post: #1
Title: القضارف موزايك
Author: منتدى شروق الثقافي
Date: 10-18-2017, 04:30 PM

03:30 PM October, 18 2017

سودانيز اون لاين
منتدى شروق الثقافي-
مكتبتى
رابط مختصر


القضارف موزايك


نظم منتدى شروق الثقافي بالقضارف السبت الماضي بصالون عدن فعالية تحت عنوان : قراءات في”القضارف موزايك“ وهو عنوان لكتاب تحت الطبع للأستاذ حسن علي سر الختم ربما يصح وصف نصوصه بأنها حالة وسط بين كتابة التاريخ الاجتماعي والقصة القصيرة .

قال سر الختم أن فكرة الكتاب قديمة ، وأنه سبق أن كتب كتابا عن تاريخ القضارف الرسمي بالتنسيق مع منظمة اندهوفن ، وأن فكرة هذا الكتاب ظلت تلح عليه ، وأضاف أن القضارف عصية على الإحاطة وأن هذه الكتابات محصورة في الجزء الشمالي من القضارف ، وأفاد أن الأستاذ عبد القادر ورسمة كتب عن الجزء الجنوبي . وقرأ سر الختم نصين "عم بلة" و"إبراهيم عوض وكبير الخدم" .

عقب الأستاذ الدرديري حسن ساتي على النصوص التي تتناول زمنا أجدر أن يوصف بأنه زمن طيب بدلا من الوصف الشائع "الزمن الجميل" ، وتداعت الذكريات من الدرديري والأستاذ بابكر ميرغني . وقال الأستاذ علقم كان من الأفضل توفير نسخ من الكتاب للحاضرين حتى يتم النقاش بصورة أفضل .

ومن ناحيته جدد رئيس الجلسة حسن محمد أحمد ـ نيابة عن منتدى شروق ـ جدد الدعوة للتوثيق للقضارف وكتابة تاريخها .

مرفق نص "عم بلة"

عم بلة

كانت اللوارى فى طفولتنا كما العربات عموما،قليلة العدد جدا فضلا عن انها"مكركعة" تدور بصعوبة وفى الغالب بالمنفلة "ام حبل" كان جارنا بلة يمتلك احدى هذه اللوارى، وكان يحركها مرتين فى الاسبوع، متجها لغابة ود كابو لجلب الحطب للمخابز، طبعا كان هناك من يجلب الحطب بالجمال والحمير ولكن اصحاب المخابز كانوا يفضلون الكميات الكبيرة، لذا كان عمنا بلة مميزا. عندما يقبض قيمة الحطب يتجه للسوق ويملا القفاف بما لذ وطاب من انواع الطعام و"الشراب" فقد كان يحب البيرة ام جمل والشرا ب اسكوب وكب ياولد بى كبابى الشوب. كانت تلك احدى دعايات البيرة فى ذلك الزمان. يدخل عمنا بلة لمنزله محملا باشيائه وتستقبله زوجته التومة بالبشر والترحاب. عند عم بلة راكوبة كبيرة جدا امام القطية، وبها صفايح معلقة على سقفها من الداخل، لتربية الحمام للاكل فقط. فى نهارات الصيف القائظ كان يهش على الحمام فيطير محدثا صوتا عاليا ، ومخلفا وراءه هواء باردا يجفف جزءا كبيرا من العرق، ويخلق نوع من الترطيبة المؤقتة تدعوه لاحتساء كوب من البيرة البااااردة. وبما ان عمنا بلة لم يكن له اطفال فقد كان مرحبا بنا جدا فى بيته. كان اكثر ما يشدنى هو قومة الحمام مرة واحدة محدثا ذلك الصوت ، وكثيرا ما كنت اناوشه كى يطير وسط ابتسام عم بلة وزوجته ورضاهما. ذات يوم والدنيا خريف، كنت اسجل احدى زياراتى الكثيرة، وبما ان الجو كان رائقا وجميلا اثر امطار الليل التى صبت على المدينة. وجدته يجلس على سريره وامامه زجاجة البيرة على الطاولة وحولها المزة المجيهة، وزوجته تشوى فى الحمام لزوم الفطور. جلست وناولنى صحن الزيتون فاخذت حبة لكنى لم استسغه، فقد كان غريبا على، فاشرت له على كوب البيرة، قال لى عاوز من دى فاجبت بالايجاب، صاح لزوجته :-جيبى كباية سغيرة. ملاها لى حتى ارتفع الزبد لعنان الكباية . شربتها وانا فى غاية الانشراح كونى اصبحت نديما له، شعرت بعدها اننى اصبحت كبيرا وقويا، فقمت لخبطا ليه التربيزه ولخبط مزاجه كمان، وكعادة الكبار زمان مع ابناء الجيران، قرر ان يعاقبنى، استل "قصبة" من الصريف وكانت لينة بفعل المطر الليلى، جلدنى حتى صرخت وجريت ولكن قلت اخذ بثارى منه، التقط حجرا من الارض وقذفته بيه وواصلت الجرى خارجا. اصابه الحجر على حاجبه الايسر حتى"كب الدم" عرفت ذلك فى اليوم الثانى صباحا عندما اخذنى والدى للمستشفى، اشكو من مرض لا اذكره الان. فاذا بعمنا وهو خارج بباب العملية الصغيرة:-كفارة ياشيخ بلة ،هكذا بادره والدى بالسؤال مردفا :-شنو الحكاية....اه يارب شنو الحكاية؟ طار قلبى من جسدى وانا انظر لعم بلة تارة واخرى لوالدى. ..انت سايق ليك مجرم. .والله امبارح....اها ياربى هل سيفجر القنبلة كما فجرت حاجبه بالامس؟ ام انه سيدارى الموضوع والاتهام. الذى سيطاله اذا قال الحقيقة ياربى..انا اعمل شنو! ومازلت ابحلق بعينى بينهما ..طيب يمكن يقول الحقيقة مزيفة ويطلعنى كضاب. ولكن هل اقوى انا على الاعتراف بشرب البيرة!..يارب دى مصيبة شنو الوقعنا فيها انعل ابو الحمام لابو الزيتون لابو البيرة زاتا . ماذا انت فاعل!؟ بله ليس عليه ذنب لانه جلدك بقصبة او بسوط ومتى كان الناس يصدقون طفلا ويكذبون شيخا... لالا دى انت مامارق منها. لم اصدق اذنى عندما سمعتها من عم بلة والله امبارح عمال الفرن بكسروا فى الحطب طارت قطعة ضربتنى فى عينى وهو ينظر لى بالعين الاخرى وكانه يقول لى:- سكرك كعب.