فاطمة أحمد لإيقونة السودان الأخيرة

فاطمة أحمد لإيقونة السودان الأخيرة


08-25-2017, 09:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1503648683&rn=1


Post: #1
Title: فاطمة أحمد لإيقونة السودان الأخيرة
Author: Elawad Ahmed
Date: 08-25-2017, 09:11 AM
Parent: #0

08:11 AM August, 25 2017

سودانيز اون لاين
Elawad Ahmed-London G.B.
مكتبتى
رابط مختصر

فاطمة أحمد أيقونة السودان الأخيرة

وسط هذا الزخم الذي انتصب الاسافير والصحف السيارة ، يرن في أذني صوت فاطمة وهي تقول " يا ربي ان عملتا شنو... انا غلطا في شنو " كان ردنا دوما بانها قد قدمت ما عجزت عنه هياكل!، فليتها تطل اليوم لترى وتسمع بانها ما قدمت إلا كل خير لبنات وابناء هذا الوطن فقد تسابق ليوم شكرها كل أطياف المجتمع السوداني بلا إستثناء، حتى أولئك الذين أقلقت مضاجعهم كريزما بنت السودان " التي استولدته يوم أن رفعت شأن نصفه المقهور "، وهاهم اليوم يتبارون في ذكر افضالها أو محاولة النيل من أفعالها.
لقد كانت فاطمة تبحر بعيداً عن أهواء من يمتهنون السياسة جاهاً وسلطاناً لذا كانت في رقدتها الاخيرة تبتسم لزوارها بمختلف مشاربهم، و تخنقها العبرات في معية أطفالهم، وتشد من أزر شبابهم فهي كانت مطرقة في وجه سلاطين الجور وحكام الشعوب المقهورة، و كانت ملجأً للمضطهدين والمهمشين و المشردين، اناثاً وذكوراً ولم تكن تلتفت لمن يعوي او تعوي خلف ظهرها ومن ينبش او تنبش في مسيرتها، تلك المسيرة التي أشعت نوراً، نور أضاء دروب البسطاء ومهر حقوق النساء فكان إن احتفى بها الغرباء قبل الأقرباء و معارضيها قبل مناصريها، فقد تسلمت قيادة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي واحتفت بها منظمة الأمم المتحدة و احتفى بها رعاة جائزة إبن رشد الالمانية وجامعات عدة، بل سعت نساء الفلبين لتكريمها ولم يقعدها عن تلبية دعوتهم الا نوائب دهر وظلم ذو القربى، قربى نذرت لها حياتها ولم يدركها هؤلاء إلا عند مماتها.
فهل ينجب السودان الذي كان! من هو في قامة فاطمة، المشهد الذي أرق فاطمة بأكثر مما أصابها في شخصها هو إنفصال نصف الوطن على أيد فئة باغية واعلاء نعرات عرقية وروحية مزقت لحمة وطن طالما ناضلت فاطمة ورفيقاتها من اجل وحدة مجتمعه.
دلق حبر كثيف يوم أن غادرتنا أيقونة النضال السوداني وتشبث بأهداب كفنها من ناصبوها العداء ورموها بجسدها النحيل في المنافي لكن عزيمة وشكيمة كنداكة العهد الجديد أخرستهم حتى في غربتها، فسعى من حاول إغتيال أمانيها ووأد نضالاتها أن ينعم بالسير خلف جثمانها، و ليتهم تركوه فحرقة الهزيمة لأشد إيلاما عند من يدعي الطيبة والتخلق بأخلاق إنسان السودان، فهولاء نبذهم يتأتى حين يصيبهم الهلع برؤية هذه الجموع الهادرة تغلي وتهدف في تشييع رموز نضالها.
اليوم وقد تيتم النضال السوداني فليذكر التاريخ أن فاطمة كانت لنا غدوة في رفض الظلم وتشبث البعض باهداب قتلة مأجورين تحت مسميات تنظيماتٍ متأسلمة، فلترقد سيدة النضال، راية أخذت بناصيتها نصف قرن من الزمان لن تنتكس ويشهد على ذلك يوم مأتمها.
العوض محمد أحمد
لندن في 23\08\2017