الخرطوم: محمد جادين رحبت الخرطوم بدعوة الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة جنوب السودان بإيقاف دعمها للحركات السودانية المتمردة، واعتبرتها تأكيد لاتهاماتها المتكررة لجوبا، فيما كشفت حكومة الجنوب عن إصدارها أوامر للحركات السودانية المسلحة بمغادرة أراضيها تماشياً مع اتفاق أجرته مع الخرطوم في وقت سابق. وأوضح نائب المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية، مارك سي تونر، وفقاً لبيان أمس الأول، إنه تأكد لهم دعم حكومة جنوب السودان للحركات المسلحة السودانية المعارضة واستضافتها لهذه الحركات داخل أراضيها. وقال تونر "على جنوب السودان أن تمتثل لإلتزامتها بوقف إيواء وتقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة في السودان، كما هو مطلوب بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2046". وأضاف "أن تقارير موثوقة تشير إلى حكومة جنوب السودان بإيواء وتقديم المساعدة للمعارضة السودانية المسلحة المجموعات".وطالب قادة جنوب السودان إلى مضاعفة جهودهم لتلبية الالتزامات التي تم التوصل إليها مؤخراً مع السودان والتي بموجبها اتفق الطرفان على إنهاء دعمها للجماعات المعارضة المسلحة على جانبي الحدود. تونر أن جود قوات المعارضة المسلحة السودانية في جنوب السودان، وإشراكهم في النزاعات الداخلية في جنوب السودان، يزعزع استقرار كل من السودان وجنوب السودان. وزاد "ذلك يشكل انتهاكا لشروط اتفاق لتسوية النزاع في جمهورية جنوب السودان".وحث "السودان وجنوب السودان" إلى إحترام الكامل لاتفاق 2012 بشأن الترتيبات الأمنية، وسحب قواتها المسلحة من المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح الآمن. من جانبه قال وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور لـ"الصيحة" أمس،: "إن البيان الامريكي يؤكد ما ظل يقول به السودان من دعم جوبا للحركات ويشير إلى التفهم الذي بدأ من الجانب الأمريكي لما ظل يقوله السودان على الدوام ولكنه ظل رغم ذلك الجانب الملام". وأوضح غندور أن البيان يؤكد الرغبة الأمريكية الواضحة لتحقيق السلام في البلدين والمنطقة، وعد البيان بأنه أحد نتائج الحوار الطويل بين الخرطوم وواشنطون. كما رحبت وزارة الخارجية في بيان صحافي أمس، ممهور بتوقيع ناطقها الرسمي السفير قريب الله الخضر ، بالموقف الأمريكي.ودعت الخارجية حكومة جوبا إلى الوفاء بتعهداتها والتزاماتها التي وقعتها مؤخرا مع السودان بمنع الحركات من ممارسة أي عمل مسلح ضد السودان وإبعادها من أراضيها اتساقاً مع اتفاقية الترتيبات الأمنية الموقعة بين البلدين في 2012 وتعهداتها بقواعد القانون الدولي. وفي المقابل قال وزير الدفاع كول مانيانغ في تصريحات صحفية بجوبا أمس رداً علي بيان الخارجية الأمريكي، إنهم أمروا جميع القوات المتمردة السودانية بمغادرة الجنوب تماشياً مع اتفاق مع الخرطوم ضد دعم المتمردين، وأكد أنهم طلبوا من الحركات العوة للسودان أو تسليم اسلحتهم والذهاب الى مخيمات اللاجئين، وشدد على أن دولة الجنوب في وضع لا تحتاج فيه إلى المزيد من الأسلحة النارية.