جوبا ــ الخرطوم: هيثم – المثنى تطورا الأحداث في دولة الجنوب بطريقة دراماتيكية أمس، ففيما اندلعت معارك عنيفة صباح أمس بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية بين قوات الرئيس سلفا ونائبه الأول مشار في جوبا قرب المطار وقرب مقر جهاز الأمن مع نشر للدبابات ومروحيات قتالية، انتشرت الجثث بصورة كثيفة في شوارع جوبا، في وقت تحصلت فيه(الإنتباهة) على إحصائية دقيقة من وزارة الدفاع الجنوبية بشأن خسائرها وسط الجنود التي بلغت بحسب آخر تقرير ( 120 قتيلا و192 جريحاً و34 مفقوداً)، بينما أمدت المعارضة المسلحة الصحيفة بخسائرها في الأرواح وبلغت (38 قتيلاً و47 جريحاً)،وفيما سيطرت فرقة تابعة للجيش اليوغندي على مطار جوبا وصلت فرقة أخرى من الحرس الوطني اليوغندية بقيادة جنرال لحماية رئيس الجنوب، في ذات الوقت الذي دخل فيه (الجيش الأبيض) في خط الحرب الدائرة بين جناحي الرئيس سلفا كير ونائبه الأول مشار، وفشل هجوم ثانٍ لقوات تابعة للجيش الشعبي مسنودة بمليشيات قبلية في اختراق جبل كجور والتقدم لمقر إقامة النائب الأول د. رياك مشار. وكان زعيم المعارضة قد ادلى بأول تصريح له أمس خلال تغريدة له بتويتر، وكشف من خلاله عن مهاجمة طائرات مقاتلة تتبع للرئيس سلفا لأنصاره، واتهمه بأنه لا يرغب في السلام. ودعا مشار لضبط النفس وقال إنه لم يفقد الأمل في المستقبل، ودعا مشار للهدوء وضبط النفس، مطمئناً أنصاره في الجنوب بقوله: (أنا بخير). بينما نحت الاحداث ومجرياتها منحى آخر إثر أمر من الرئيس سلفا كير ميارديت عصر أمس بوقف إطلاق النار في مواجهة القوات العسكرية لنائبه الأول بجوبا، الشيء الذي أيده فيه زعيم المعارضة رياك مشار . وأعلن وزير الإعلام في جوبا مايكل مكوي أن الرئيس سيلفا كير أمر أمس بوقف إطلاق النار، وقال في بيان رسمي بتلفزيون جوبا إن الرئيس وقع على مرسوم يأمر بوقف النار بمفعول فوري ابتداءً من الساعة السادسة من مساء أمس . وكانت الأجزاء الشرقية من جوبا قد شهدت اشتباكات هي الأعنف بين الجيش الشعبي و(الجيش الأبيض) التابع لقبيلة النوير لتأخذ الأوضاع المتوترة منحى خطيراً، وفي ذات الأثناء وجه رئيس الأركان بالجيش الشعبي بول ملونق جميع الجنود بالانسحاب من الأحياء والشوارع الداخلية والارتكاز بالمجمعات والوحدات العسكرية التابعة لهم، وأعلنت قيادة الجيش عن تنفيذ التعليمات في غضون ست ساعات، وجزمت بأن أي نظامي مخالف لتلك التعليمات سيتم التعامل معه فوراً، وفي غضون ذلك أعلنت السلطات الأمنية في جوبا حظراً للتجوال لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات يبدأ من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً، وبالمقابل وصل الرئيس سلفا كير ميارديت لمكتبه أمس وسط حراسة غير مسبوقة، وعقد اجتماعات مع ضباط كبار بالجيش الشعبي . وفي ذات السياق قال متحدث باسم جناح مشار إن قواتهم صدت هجوماً برياً هو الثاني خلال الـ (48) ساعة الماضية على جبل كجور، ودخلت الاشتباكات بين الطرفين يومها الخامس توالياً وسط نزوح شبه كامل لسكان جوبا لمعسكر اليونميس خاصة النساء والأطفال، بينما فضل الرجال البقاء بمنازلهم لحراستها عقب وقوع أعمال نهب واسعة، وذكر شهود عيان ان المواطنين شكلوا مجموعات لحراسة الأحياء والأماكن التجارية، ونوه آخرون بانقطاع المياه والخدمات عن المدينة منذ الجمعة الماضية . ومن جهته كشف مصدر عسكري جنوبي عن اشتباكات عنيفة دارت أمس بمحيط منطقة الجبل، فيما جزم بوجود مشار بالمنطقة برفقة (3) آلاف حارس، وفي ذات السياق بث جناح مشار صوراً لقتلى من جناح سلفا كير من أمام منطقة الجبل تلقتها (الإنتباهة) وتنشرها تباعاً. وفي ذات الاتجاه كشف ضابط رفيع بجهاز الأمن الوطني بدولة الجنوب فضل حجب اسمه لـ (الإنتباهة) أن مئات الجثث من الأحداث تغطي شوارع جوبا. وفي سياق موازٍ أكدت المعلومات مقتل الصحافي (حكيم مالون) الذي يعمل بالمكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية دون أن تتوفر معلومات عن أنه قضى نحبه، بينما أكد مصدر مستقل أن هجوماً وقع على منزل مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية توت جاتلواك دون يعرف مصيره أو أفراد اسرته.