الموت عظة ليت الأحياء يعلمون.. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور(خالد الاعيسر)

الموت عظة ليت الأحياء يعلمون.. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور(خالد الاعيسر)


03-06-2016, 03:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1457230006&rn=0


Post: #1
Title: الموت عظة ليت الأحياء يعلمون.. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور(خالد الاعيسر)
Author: Sediq Hamad
Date: 03-06-2016, 03:06 AM

02:06 AM March, 06 2016

سودانيز اون لاين
Sediq Hamad-LONDON / UK
مكتبتى
رابط مختصر

خالد علي

قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).

صدق الله العظيم

على خلفية التعليق الصوتي للراحل الشيخ العالم حسن عبد الله الترابي صباح اليوم حول نقل الشائعات عبر وسائل التواصل الإجتماعي "الواتساب" ونشر أخبار مرضه ووفاته بمستشفى رويال كير، أقول:

كلنا لها.. وقد تألمت وأنا أستمع لكلام الراحل لعدة أسباب..

بداية، الموت مصير ينتظرنا جميعاً ولا مفر منه مهما أوتينا من قوة وجبروت ومال وجاه إلا أننا نظل عبيدا لله وسلطانه ونظل كذلك ضعفاء في مثل هذه اللحظات.. وعليه فإن الفرح لموت أي شخص أمر مكروه في الدين مهما كانت المسوغات.. والمسلم الذي تربى على الأخلاق الفاضلة لا يشمت في أحد ولا يفرح في مصائب الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين..

قال تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين).

صدق الله العظيم

ولكن.. أيضا ليت اخواننا الحكام الأحياء يعلمون ويتعظون..

نعم.. ليتهم يعلمون بأن مصير ودماء وإستقرار وسلام وأمن ووحدة تراب السودان (قبل الإنفصال وبعده، وبعد موت مئات آلاف من الشهداء في الحروب الأهلية).. يجب ان يقودهم للتفكير كثيراً في مثل هذا اليوم لكسب رضى الله عبر بوابة الشعب والرعية ونيل الدعوات الصالحات منهم في مثل هذه اللحظات الحرجة والصعبة لأن ذلك يرتبط بما قدمه هؤلاء الرموز من أعمال لخدمة شعوبهم في عنفوان ساعات التمكين والسلطة..

وها هي الوقائع أثبتت اليوم من جديد أن القدرة في هذه الحياة الدنيا لله رب العالمين وحده ولا كبير أمام الموت؟!.

نعم أنها ساعة الحقيقة ..

اليوم تزامناً مع هذا الفقد الجلل، بدأت تتشكل ملامح مرحلة جديدة في تاريخ الأمة السودانية أتمنى أن يتوخى فيها الحكام جميعاً الخوف من نظرية الموت "الثابتة" ليكون ذلك الفعل هو الموجه الأساسي لكل حركاتهم وسكناتهم.. وان يتعظوا من موت الآخرين وهم احياء لأنهم يملكون الفرصة لتعديل مساراتهم الخاطئة قبل فوات الأوان..

ليت اخواننا يعلمون أيضا بأن إنهيار الأحزاب التي تعتمد على نفوذ الرجل الواحد لا يعدو كونه لحظة خروج روح هذا الشخص "أيا كان" وارتقائها إلى بارئها.. ولنا شواهد في حزب البعث في العراق بعد رحيل صدام حسين واللجان الثورية في ليبيا بعد رحيل معمر القدافي..

نسأل الله أن يغفر للشيخ العالم الجليل الدكتور حسن الترابي، وأن يتقبله قبولاً حسناً وان يسكنه فسيح جناته..

وان يشفع له وان يقبل مجاهداته واجتهاده في نشر تعاليم الدين ومنهج التوحيد..

ونختم بما قاله سيدنا إبراهيم عليه السلام: (وأجعل لي لسان صدق في الآخرين)..

اللهم أجعل لنا جميعاً لسان صدق في الآخرين..

وقد أحسن من قال:

هي الدار دار الأذى والقذى ** ودار الفناء ودار الغير

فلو نلتها بحذافيرها ** لمت ولم تقض منها الوطر

أيا من يؤمل طول الخلود ** وطول الخلود عليه ضرر

إذا أنت شبت وبان الشباب ** فلا خير في العيش بعد الكبر

وأرجو أيضا أن يتذكر الحكام بأن الموت في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق قد أصبح ممارسة عادية ويومية يعيشها الأطفال والكبار من أبناء الشعب السوداني..

ولكنه بكل أسف لا يحرك فيهم ساكنًا..

وهولاء الموتى أيضا لهم أهل واحباب يتألمون..

اللهم أرحم كل الشهداء وكل الذين رحلوا من أبناء هذا الوطن العزيز واخرهم الشيخ حسن الترابي نفسه .. انك سميع مجيب..

أتمنى أيضا ان يتذكر اخواننا الحكام حاليًا هذه الآيات القرانية والأقوال والأشعار وان يعلقوها على جدران مكاتبهم التي حكموا منها الشعب السوداني وشردوه واحالوه الي الصالح العام ومزقوا دولته وقتلوا ابنائه..

وأختم بالتعازي الحارة لأسرة الفقيد وعموم أهل السودان..

انا لله وانا إليه راجعون..

خالد الاعيسر

لندن 5 مارس 2016