احتوى على إحدى أساطير جبال النوبة (كِرنق للأرنب مع حسناوات السماء) التي ربما يكون هذا أول توثيق كتابي تشرّف به وتزيّن العدد السابع من مجلة اللافتة ، وهي مجلة ثقافية غير دورية يصدرها منتدى شروق الثقافي بالقضارف بموارده الذاتية . يتشكل العدد من 18 صفحة اي4 ، عدد ملون في نسخته الالكترونية ، وأبيض وأسود في نسخته الورقية لتقليل التكلفة . تضمن العدد ـ الذي يصادف باقة من الأعياد ـ مناصرة للأستاذ وليد الحسين مؤسس موقع الراكوبة المعتقل ظلما بالسعودية ومناصرة لمنظمات المجتمع المدني المغلقة جورا بأمر السلطات ، كما تضمن العدد قصصا قصيرة :موسى أكتب أمسح وفكرة عن حبيبة . اشتمل ملف قراءة من أجل التغيير على تلخيص لكتاب "المواطنة المتساوية وعد الربيع السوداني" للكاتب نبيل أديب ، ومقال "ماذا يقرأ أطفالنا؟" للتشكيلي عبد الله محمد الطيب ، وتلخيص لكتاب "تأويل خشبة العالم" للكاتب راشد مصطفى بخيت . وكانت "أسطورة الحوت" ماثلة في العدد إلى جانب رؤية نقدية لديوان "رمضان على دين المدينة" للشاعر مصعب الرمادي . واحتوى ملف المرأة على : احتفال شروق باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء ، وزفرة امرأة ، وتقرير عن دورة تدريب مدربين لبناء السلم الاجتماعي ، وتقرير عن ورشة حول القرار 1325 . كما تناول منبر اللافتة قرار إلغاء اتحاد المزارعين . وتضمن العدد مقالة "الإنقاذ والإجهاز على الخدمة المدنية" ، وقصيدة "في زمان الغضب" للشاعر الدكتور عبد الواحد عبد الله يوسف . واحتفت صفحة اللغات السودانية بـ "لغة الأجنق" إحدى لغات جبال النوبة نبذة وقاموسا وأمثالا وأساطير . جدير بالذكر أنّ جهاز الأمن قد استولى على حوالي 70 نسخة ورقية من العدد السادس . كِرنق للأرنب مع حسناوات السماءإعداد: ناصر ميرغني أحمد ناصر جاءت دعوة للأرنب (أودولانق) من ملكة جمال السماء ليلعب كرنق بمناسبة عيد ميلادها ، احتار .. كيف يصل إلى السماء؟ قرر أن يستعين بالعقاب (كارشو) والقمرية (تِتِمْ) ، ونبههما أنّ كرت الدعوة معه هو وأنهما لا يستطيعان الدخول إلا برفقته . قبيل الرحلة أعد كل منهم أدوات التجميل ، الأرنب أخذ معه الحجر الأحمر (الشِيل) وأخذت القمرية السَكَن وأخذ العقاب السمن . تولى الأرنب أمر المسوح ، فمسّح القمرية بسكنها ، ولكنه غشّ العقاب فمسّحه بالحجر الأحمر بينما تمسّح الأرنب بالسمن . سُمح لهم بالدخول واستقبلتهم حسناوات السماء ، وأعجبت الحسناوات بالأرنب الجميل الممسح بالسمن ، مما يدل على ثرائه ، وتجاهلن العقاب والقمرية . رقص الأرنب الكرنق ـ مع الحسناوات ـ كما لم يرقص من قبل . أحست القمرية بالغيرة وأحس العقاب المخدوع بالغضب ، وغادرا الحفل عائدين إلى الأرض ، والأرنب منهمك في الكرنق . عندما انتهى الكرنق لم يجد الأرنب رفيقيه ، واحتار .. كيف يرجع إلى الأرض؟ فأحضرت ملكة جمال السماء حبلا طويلا لينزل به الأرنب وأعطته جرسا ليهزّه إذا ما اقترب من مكان آمن في الأرض ، ليتركن الحبل فينزل . وأثناء نزوله حاول الأرنب أن يُجرّب الجرس فرنّ ، فسقط على نمرة (بولتي) بأطفالها ، فقالت النمرة : لقد أنزل الله لنا مائدة من السماء ! قال الأرنب : أتذكرين أختك التي ماتت ؟ لقد أرسلتني من السماء لأحرس لك أطفالك حتى تتمكني من الصيد ! فكانت هذه هي المرة الوحيدة التي يبيت فيها أرنب في حضن نمرة ويبقى على قيد الحياة . في الصباح عندما ذهبت النمرة للصيد هرب الأرنب . الآن للقمرية خط أسود على الرقبة من الخلف وهو ما تبقى من زينة السكن في ذلك اليوم . كما أن حَمار أرجل العقاب جراء تلك الزينة ، ولا يزال العقاب المخدوع يطارد الأرانب أينما وجدها لينتقم . ولو حدّقت في القمرة (نونتو) لرأيت صورة الأرنب مطبوعا عليها ، الأرنب الذي يلعب الكرن ـ الآن ـ أثناء مشيه نجا ولديه فرصة ليعدّل سلوكه المخادع . أحدث المقالات