إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (الأخيرة)

إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (الأخيرة)


03-20-2015, 03:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1426862761&rn=0


Post: #1
Title: إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (الأخيرة)
Author: اخبار سودانيزاونلاين
Date: 03-20-2015, 03:46 PM

02:46 PM Mar, 20 2015
سودانيز اون لاين
اخبار سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



أقل من ثلاث سنوات بعد الاستقلال، انزلق جنوب السودان إلى اتون حرب أهلية دموية، والسؤال الذي يقف شامخاً هل كان يمكن للولايات المتحدة، المؤيد المصيري لولادة الدولة الأفريقية الشابة، أن تقف حائلاً في وجه هذا العنف والإضطراب الذي يجتاج الدولة الوليد؟
ماي مكورميك*
ترجمة: أنس فضل المولى
وفي الشهر التالي، طرد سلفاكير اثنين من وزرائه قاموا بانتقاده. ولم يمض وقت طويل حتى أردفها بطرد حاكم ولاية الوحدة الذي كان يُعتقد بولائه إلى رياك مشار، وفي 23 يونيو وجه سلفاكير بضربته القاضية والتي تمثلت في إقالة حكومته بأكملها، بما في ذلك نائبه مشار، واستبدلها بمجموعة من الموالين والتكنوقراط. وجدد مشار مرة أخرى تعهده لتحدي سلفاكير في انتخابات الرئاسة وقال في تصريحات صحفية فيها تحدٍ : "إذا إرادت البلاد أن تتوحد، فلا يمكنها أن تتسامح مع حكم الرجل الواحد، ولا يمكنها أن تتسامح مع الدكتاتورية، ولا يمكنها أن تتسامح مع الاستبداد ".
وجلبت الأيام الأولى من ديسمبر 2013 عددا من الإشارات المشؤومة، بما في ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده الساخطون وعلى رأسهم مشار، وباقان أموم، وريبيكا زوجة جون قرنق. وقد مُنعت وسائل الإعلام من تغطية ذلك الحدث، لكن تصريحات المسؤولين الحارقة التي انتقدت سلفاكير بشدة سرعان ماتطايرت في سماء جوبا في الفترة التي سبقت اجتماع أعلى هيئة تشريعية في الحركة الشعبية والمتمثل في اجتماع مجلس التحرير الوطني.
وبحلول ذلك الاجتماع، الذي عقد أخيرا في 14 ديسمبر، بدأ الأمل باهتاً في تهدئة الأوضاع. ووفقاً لكوستي مانيبي، الذي طُرد من منصبه كوزير للمالية في يونيو 2013 ولكن حضر الاجتماع بصفته عضو في الحزب، فإن سلفاكير قام بتمركز حراس مسلحين داخل المؤتمر حيث كان المؤتمر بمثابة استعراض للقوة. وبعد جدل اليوم الأول، والذي فشل فيه حلفاء مشار في تمرير تشريع يجعل من السهل على مشار منافسة سلفاكير لقيادة الحركة الشعبية، قرر عدد من المسؤولين، بمن فيهم مانيبي، مقاطعة ما تبقى من الجلسات.
في تلك الليلة اندلع القتال بين وحدة الحرس الجمهوري، بين عناصر تنتمى لكل من قبيلة النوير وآخرين من قبيلة الدينكا
وبينما انحدرت جوبا إلى حالة من الفوضى، تقول مصادر أن الولايات المتحدة وجدت نفسها في الظلام تماماً. ولم يتكمن كلا من المبعوث الأمريكي الخاص الجديد دونالد بوث أو السفيرة سوزان بيدج من الوصول إلى سلفاكير في الأيام الثلاثة الأولى من الأزمة. ويقول لي بوث " كنت الأول الذي يصل إليه، لم نكن قادرين على الوصول اليه عن طريق الهاتف" وبحلول ذلك الوقت، قُتل مئات الأشخاص في مجازر عرقية في جوبا وفقدت الحكومة السيطرة على بور، عاصمة ولاية جونقلي.
وقد حاول بوث التحدث للطرفين في أوائل ديسمبر عندما ظهرت بوادر التوترات خلال مجلس التحرير الوطني، وقال انه التقى مع كل من سلفاكير ومشار في جوبا وحذر الطرفين من القيام "بأي خطوة من شأنها أن تحرق بلدهما "، ويقول بوث " من الواضح أنهما لم يستمعا "
وحالما اندلع العنف، اندفعت إدارة أوباما مذعورةً للعثور على شخص ما له وزن في جوبا لتهدئة القيادات المتناحرة. وتطوّع الرؤساء السابقين مثل جيمي كارتر وجورج دبليو بوش، وكذلك وزيرة الخارجية السابق كوندوليزا رايس للوصول إلى سلفاكير ومشار. يقول بوث " كنا نحاول حقيقة أن نجد أي شخص يمكن أن يصل إلى سلفاكير ومشار الذين أخطآء التقدير بصورة سيئة للغاية وأقحما بلادهما في أتون حرب شرسة "
ويقول دي أقوت، نائب وزير الدفاع الأسبق، "إن الإنسجام بين سلفاكير والرئيس أوباما ليست جيداً، لذلك قررت الإدارة الأمريكية توظيف تلك القناة البديلة لجعل الرسالة تؤتي أكلها".
تمكّن مكتب بوث في إطلاق سراح بعض السجناء السياسيين وانتزاع سلسلة من اتفاقيات وقف إطلاق النار والتي ماتت في غضون ساعات. وبينما أصبح من الواضح أن الجانبين قررا اللقاء في ساحة المعركة، قاومت إدارة أوباما بتصعيد الموقف الدبلوماسي. وكانت الولايات المتحدة غائبة بشكل واضح من محادثات السلام التي بدأت في أديس أبابا في أوائل 2014 وكان وزير خارجيتها جون كيري آنذاك مُستهلكاً في سعيه للسلام في الشرق الأوسط.
وقد لمّح بعض النقاد أن كيري تجنب توجيه الدفة نحو جنوب السودان لأسباب سياسية. يقول هدسون "كان هناك شعور بأن وزارة الخارجية لم تكن تريد استخدام كيري حتى يتمكن من تقديم نوع من النصر".

تقول مصادر منذ مشاركته فإن كير حصل على نتائج متواضعة ولكنها حقيقية. وبعد زيارته الأولى للمنطقة منذ بدء القتال في جنوب السودان، في مايو 2014 اتفق الطرفان على تشكيل حكومة انتقالية والتي لم يتم التوصل إلى تفاصيلها منذ ذلك الحين. وفي أغسطس، عندما كان يجتمع ما يقرب من 50 من رؤساء الدول الافريقية في واشنطن لقمة زعماء الولايات المتحدة وأفريقيا ، لعب جون كيري دورا مهماً في إقناع القوى الإقليمية، بما في ذلك كينيا، وإثيوبيا، وإريتريا، تقديم جبهة موحدة لمحادثات السلام في أديس أبابا.
ولكن مشاركة كيري كانت متقطعة وتطاولت عملية السلام لأشهر دون وضع حد للحرب الأهلية. وحتى الآن إنهارت سبع اتفاقيات لوقف إطلاق النار، مما أدى إلى تشكك العديد من المراقبين في صدق المفاوضين " ويقول مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو جوتيريس" إن الدوافع التي أدت إلى استمرار الصراع أن الطرفين لا يهتمان للمعاناة، وبعد اتفاقات السلام السابقة، واصل الطرفين وكأن شيئا لم يحدث."
عندما ذهبت لرؤية وزير خارجية جنوب السودان، برنابا ماريال بنيامين، في سبتمبر، كان الغضب الدولي بسبب بطء وتيرة المفاوضات وصل درجة الحمى. وكان مجلس الأمن الدولي قد أرسل وفدا الى جوبا للتهديد بالعقوبات. وقد أصدر كيري ورايس تصريحات شديدة اللهجة تلقي باللائمة على الحكومة والمتمردين على قدم المساواة لأعمال العنف الجارية.
وقد سألت ماريال إذا كان يستغرب من مثل هذه التصريحات ، فقال "لم اتفاجأ ، ولكن أعتقد أنه ليس من العدل أن تحمل الطرفان المسؤولية، إن المتمردين بدأو بانتهاك وقف الأعمال العدائية، والحكومة لم تتحرك شبر واحد إلى أي إقليم يسيطر عليها المتمردون". وأكد وزير خارجية جنوب السودان على أن حكومة سلفاكير منتخبة ديمقراطيا، وأن مجرد الموافقة على محادثات سلام كان تنازلا كبيرا على جانب الرئيس، مضيفاً " في الحقيقة اتفقنا على اجراء محادثات مع جماعة متمردة حاولت تغيير الحكومة - حكومة دستورية منتخبة، وليس هناك حكومة منتخبة في أي مكان في العالم تستطيع ان تفعل ذلك، ولكن حكومة جنوب السودان فعلت ذلك ".
ومن ثم تحول ماريال إلى تخوم الامريكية لدعم قضيته متسائلاً: لماذا كانت الولايات المتحدة عازمة على معاقبة جنوب السودان؟ "تخيل الرواد الأميركيون الأوائل عندما ذهبوا إلى الولايات المتحدة، لقد وجدوها عبارة عن أدغال وحياة برية واطلاق نار، لقد اضطروا إلى وضع كل جهودهم لبناء ما هم عليه الآن، لهذا السبب نقول أن ما يحتاجه جنوب السودان هو التفاهم والمساعدة وليس فرض العقوبات"
وبمقدار مايشعر مسؤولو جنوب السودان بالحيف الذي لحقهم من إدارة أوباما، فإن الولايات المتحدة لم تقلب لسلفاكير ظهر المجن. وعلى الرغم من تنامي استبداد حكومته والأدلة المتزايدة على جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الشعبي، امتنعت واشنطن عن فرض عقوبات على القادة السياسيين في جنوب السودان - على الرغم من أنها صفعت اثنين من القادة العسكريين على جانبي الصراع بتجميد الأصول وحظر السفر – وجنبت البلاد من حظر الأسلحة من قبل الأمم المتحدة.
وذكرت تقارير أن مشروع قرار العقوبات ضد جنوب السودان في أروقة الامم المتحدة قد بُهت بسبب خلافات بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية حول ما إذا كان يجب حظر بيع الأسلحة إلى حكومة سلفاكير. وقد أخبرني بوث ان الولايات المتحدة لا تريد أن تضع في صندوق المفاوضات تدابير عقابية إضافية قبل موافقة القوى الإقليمية مثل إثيوبيا وكينيا على ذلك، مضيفاً " تحتاج إلى تعاون إقليمي، وإلا فإنت تتخذ مجرد عقوبات جوفاء"
* مجلة فورن بوليسي



مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • بيان من أسر المعتقلين فى سجون حركة العدل والمساواة السودانية 03-18-15, 11:26 PM, بيانات سودانيزاونلاين
  • بيان حول المستقبل السياسي لإقليم جبال النوبة 03-15-15, 08:41 PM, بيانات سودانيزاونلاين
  • إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (4) 03-14-15, 02:21 PM, تقارير سودانيزاونلاين
  • اضواء حول الاعتصام الذي اقيم في لندن من اجل دارفور 03-14-15, 02:57 AM, تقارير سودانيزاونلاين
  • إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (1) 03-13-15, 05:37 PM, تقارير سودانيزاونلاين
  • إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (2) 03-13-15, 03:57 PM, تقارير سودانيزاونلاين
  • إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (3) 03-13-15, 03:23 PM, تقارير سودانيزاونلاين