أكاديمي رفيع يحذِّر من خطورة إهمال التخطيط اللغوي على التماسك الوطني

الميدان: عادل كلر

شنَّ خبير لغوي رفيع هجوماً على السياسات اللغوية في السودان مؤكداً بأنها باتت تشكِّل تهديداً خطيراً على التنوع الثقافي بالبلاد، منتقداً الإهمال الرسمي المتعمَّد لعملية التخطيط اللغوي السليم، وقال د. بهاء الدين الهادي خير السيد في حوار ينشر لاحقاً بـ(الميدان) أن التوسُّع الأفقي في التعليم في فترة الإنقاذ جاء خصماً على الكفاءات السودانية، وأن المناهج التعليمية التي تم وضعها خلال هذه الفترة لم تُصمَّم بطريقة علمية ولم تراعي أهداف التنمية والأبعاد التربوية والوطنية، مؤكداً بأنها عملية “ممنهجة” لتخريج أجيال فاقدة الأهلية وسهلة القياد.

وشدد بهاء الدين الهادي على أهمية الإعتبار للجذور الثقافية للصراعات الأهلية الدائرة، مشيراً إلى أن اللغة إحدى التمظهرات الدَّالة على الصراعات السياسية والإجتماعية، مشيراً إلى أن إتفاقية السلام الشامل والدستور الإنتقالي لسنة 2005 قد خاطبا جذور هذه المشكلة في الكثير من بنودهما التي لم تُنفَّذ، بأعتبار أن جميع اللغات السودانية لغات قومية تقف على قدم المساواة مع اللغة العربية، ويتوجب فتح المجال الرسمي والإعلامي الرسمي لها جميعاً لتتنافس بصورة حرة ومتكافئة، وذلك من خلال التخطيط اللغوي السليم الذي يقوم به العلماء المختصون لا رجالات السياسة، وأكَّد بأن واقع اللغة العربية نفسها ورغماً عن كونها لغة الإقتصاد والسياسة، لكنَّه أصبح مزرياً جداً رغم “تبجح” الحكومة بالعروبة، وقال: “مناهج تعليم اللغة العربية وطرق تدريسها في إسرائيل أكثر تقدما ًوعملية من أكثر الدول العربية”، وأضاف بأن إهمال التخطيط اللغوي للغات القومية السودانية خطر يؤدي إلى إضعاف إنتماء القوميات والإثنيات إلى البلد الأم وهو أكبر مهدد للوحدة والتماسك الوطني.