رغما عن أنف الأجهزة الأمنية ، الشباب يحتفلون بيوم المرأة العالمي

يمر اليوم العالمي للمرأة كل عام مليئا بالأحتفالات و الندوات و الدعوة للحقوق و حرية المرأة , و تحتفل منظمات مدنية حقوقية كل عام بيوم المرأة و توزع الملصقات و الاوراق تتحدث عن اليوم و أهمية حقوق المرأة .
هذا العام , قررت مجموعات من الشباب و الشابات النشطين في العمل المدني و الحقوقي و الثقافي و غيره من المجالات , قررو الاحتفال بهذا اليوم بطريقتهم الخاصة, حيث قرر هؤلاء الشباب جمع تبرعات عينية عبارة عن جوالات من السكر , و توزيعها على النساء العاملات في مهنة بيع الشاي "ستات الشاي" على الطرقات العامة في العاصمة الخرطوم.
و قال أحد المنسقين لمبادرة "بالكفتيرة ماسكة العيلة" أنطلقت المبادرة من نقاش عادي دار بين مجموعة من الشباب , عن ضرورة خروج الاحتفال بهذا اليوم خارج الاسوار , اي الاحتكاك المباشر بالشرائح المستهدفة و الأحتفاء بهن و معهن , و شكرهن أيضا .
و ستات الشاي من الشرائح المهمة و الصابرة على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد , لذا قررنا ان نحتفل معهن,أتصلنا بمعارفنا و بعض المهتمين بالقضية و نشرنا على وسائل التواصل الاجتماعي , و بمجهود الشباب\ات الذين كانو متحمسين جدا للفكرة , جمعنا و وزعنا اليوم السبت عدد مئة و اربعين جوال سكر في مدن العاصمة الثلاث , و تبرع ثلاثة من الشباب بسياراتهم و شاركو معنا في عملية التوزيع. و تستمر المبادرة مدة ثلاثة أيام حتى يوم الاثنين , ونتوقع وصول المزيد من التبرعات و المتطوعين لتوزيع السكر على امهاتنا و اخواتنا ستات الشاي و الأحتفتاء معهن و تهنئتهن بيومهن العالمي.

ست الشاي, و يقصد بها في العامية السودانية السيدات العاملات في مهنة بيع الشاي و القهوة , و ينتشرن على الطرقات العامة و المقاهي و اماكن الترفيه العامة و غيرها , و تحظى ست الشاي بمكانة خاصة في المجتمع و بين زبائنها , حيث أرتبطت مهنتها بالكفاح من أجل ابنائها و زيادة دخل الأسرة. ألا ان ست الشاي دائما ما تواجه متاعب و مطاردات من السلطات المحلية,فكثير من ستات الشاي يعملن بموجب رخص إدارية يتم استخراجها من السلطات السودانية المحلية المختصة بذلك ، و يدفعن الضرائب و الرسوم الإدارية المختلفة التي تقلل من دخلهن، و هذا الوضع منطبق حتى على الأجنبيات المقيمات بصورة شرعية و حاصلات على تصريح عمل بالسودان ، و لكن معظم ستات الشاي يعملن بعيداً عن هذه الإجراءات و رسوم المحلية التي تكون فوق طاقتهن، و تقوم السلطات المحلية بحملات للقبض على بائعات الشاي اللواتي لا يعملن وفقاً لهذه الشروط و مصادرة ادواتهن .
Ibrahim Alsafi : The Citizen Newspaper Sudan