مع ألويل فى مولمول بمدينة أبيي

مع ألويل فى مولمول بمدينة أبيي


أبيي : شول كات ميول


ألويل سيدة فى العقد الثانى من عمرها تملك محل شاى تتجمع فيه الشباب القادمين الجدد والمقيمين معاً بكرة وعشية رغم الظروف القهار الا انها قدر الظروف تواجهه بإبتساماتها التى تعبر عن ثقتها فى نفسها .
فى احداث مايو الأول 2008 حرق مدينتنا وكان ابنى البكر عمره ثلاثين يوماً وعدنا الى أبيي بعد أن هدأت الأحداث وفى مايو الثانى 2011 كانت ابنتى لم تتجاوز 5 شهور فى بطنى ومع ذلك عدنا هكذا تحدث ألويل لـ "صحيفة أبيي الآن الإلكترونية " والملحوظ ان كلما تنطق كلمة مايو يحس المتابع لروايتها بأن هناك بركان غضب تشتعل فى صدرها يبدو ان موعد الإنفجار اقترب بإختيارها الى الإنضمام لدولة جنوب السودان بعد ساعات من كتابة هذه الأسطر.
ألويل مستواها التعليمى لم تتجاوز الثمانى سنوات ولكن حنكتها فى الحديث قد تنافس بعض المرموقين المسؤلين عن السلطة الرابعة التى تأتى تصريحاتهم أحياناً مجرحة لبعض المجموعات السكانية فى جنوب السودان .
هذه بلدنا ولو هاجمها المجرمين وحرقوها مائة مايو " فى اشارة لمايو 2008 و 2011م " لم نتنازل عنها ويضيف ألويل ان اراداتنا اقوى من اى جبروت او قوى فى الأرض سنذهب الى صناديق الإقتراع وسيرانا العالم كله كيف نحرر أنفسنا بأنفسنا "وتقول مافى حاجة بحك جسمك غير ضفرك " وفى سؤال لـ " أبيي الآن " عن مكان اقامتها هنا أم فى مدينة أقوك جنوب النهر؟ اجابت انى اسكن هنا فى مولمول ولكن بعض أفراد اسرتى يسكنون فى أقوك ونحن نخطط فى موسم الجفاف لنعيد بناء منزلنا وتسرد قائلة معظم الناس سيعودون للسكن فى أبيي المدينة نحن نحبها برغم انى مولودة فى الشمال وعشت فى الشمال ولكن أبيي هى أفضل مكان وبالتأكيد أبيي فى أفضل مكان وتضع كفها فى صدرها " دلالة على وجودها فى القلب " نحن مستعدون أن نموت هنا " تشير بسبابتها الى الأرض " ولن نتخلى عنها ولو تركنا العالم لن نتنازل عن أبيي ربنا خلقنا هنا وجعلنا فى أبيي وتضيف البعض من الأهل يخططون للسكن فى القرى الشمالية على حدود لاهاى .
ويسأل المحرر " ألويل " أى خيار ستختارها يوم الإقتراع ولماذا ؟ اجابت بإنفعال طبعاً طبعاً لجنوب السودان كيف أصوت للشمال والذين حرقوا بلدى هم جيش الشمال قاطعتها " جيش البشير " قالت مقاطعنى ..... والشمال رئيسه منو مش هو البشير زاته ؟! قلت نعم ....وواصلت انا دينكاوية افريقية جنوبية سودانية لا يعقل ان اصوت للشمال اللهم الا سأكون مجنونة والحمد لله نصيحة .
لم نجد من الشمال غير الإهانة والقتل والتشريد يسيرون جيشاً للنهب والسرقة لم يتركوا شئ الا سرقوها لدرجة عملوا سوق أبيي فى المجلد تباع فيه المسروقات من أبيي دى مافضيحة ليهم ؟! الجنوب ماقدمه لنا دون الطموح ولكن جنس لى جنس رحمة والرواية ما زالت لـ " ألويل " لدى طموح ان انتقل الى عمل آخرغير بيع الشاى فى اجابة لسؤال المحرر عن رغبتها فى الانتقال لممارسة تجارة أخرى ، لدى طموح ان اعمل مطعم او اى شئ آخر عشان ما ازيد دخلى اريد ان اربى اولادى واعلمهم ويأخذوا فرصهم فى التعليم وتضيف الشاى غير مربحة بالذات فى الأيام الأوائل قبل قدوم الناس كنا نشتغل عشان ما نقعد ساكت والسوق مازى كل يوم وتواصل ولكن بعد عودة الناس الشغل بقى كويس والحمد لله .
وفى كلمة أخيرة شكرت ألويل كل أبناء أبيي الذين وفدوا من كل دول العالم والولايات الأخرى وقالت نحن فى تحدٍ صعب ولكن نحن قدرها
إنتهت .