بيان الكونفدرالية في عيد الفداء:(نذكر الآن الآن) جميع الشهداء... والشرفاء

بيان الكونفدرالية في عيد الفداء:(نذكر الآن الآن) جميع الشهداء... والشرفاء


10-14-2013, 04:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1381766367&rn=1


Post: #1
Title: بيان الكونفدرالية في عيد الفداء:(نذكر الآن الآن) جميع الشهداء... والشرفاء
Author: بيانات سودانيزاونلاين
Date: 10-14-2013, 04:59 PM
Parent: #0

(نذكر الآن الآن) جميع الشهداء... والشرفاء
في عيد الفداء، نهنئ الشعب السوداني وكل المناضلين الشرفاء بعد مرور أسبوعين من تفجر الاحتجاجات في العاصمة والولايات، وأكثر من عشرة أعوام على تفجر أزمة دارفور، ونذكر الآن جميع الضحايا، ففيهم من خط سطراً بدمائه الطاهرة في ربوع بلادنا، وفيهم من ألهبت ظهره السياط الآثمة في زنازين ومخافر النظام، ومنهم من نهشت جسدها أصابع الذئاب البشرية الدنسة، وتبّت يد الجلّاد، أينما كان وحيثما حلّ، والمجد لمناهضي مشاريع القتل والإبادة والفساد.
نعلم الآن أن نفس زخات الرصاص التي انطلقت في حواري أم درمان وضواحيها، وأحياء الخرطوم وبحري وشرق النيل وواد مدني ونواحيها، هي نفسها التي قتلت الأبرياء في نيالا وزالنجي ونيرتتي وتخوم جبل مرّة، وندرك أن سنابك الخيل التي حفرت المآسي في قرى غرب السودان، والأيادي التي أحرقت قلوب الأمهات في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق، هي نفسها التي أثكلتهن في كجبار وبورتسودان والعيلفون وأم دوم.
إننا في كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية، نتعهد للشعب السوداني، بأنه لن يهدأ لنا بال، حتى تسفع العدالة بناصية الجناة في كل مكان، وفي هذا فلتُفتح صفحات التاريخ لكل من أراد جزاءً أو انتصافاً، ولن يكون للتقادم الحق في اسقاط الجرائم، فالسقوط صفة المُجرمين ومُتلازمة أصحاب الضمائر الميتة، والقصاص أوج العدالة، والحقيقة والتصالح قاعدتها وميسمها.
يأتي بياننا هذا وشبح الانهيار يرمي بظلاله فوق بلادنا الحبيبة، فالشوارع التي يخترق فيها الرصاص أجساد الأبرياء دون الوصول للجناة، دليل ساطع على الفشل الأمني لولاتها، ومن ظنّ أن الصوملة تبعد عنّا فراسخ، فلينظر لدماء الصبيان والفتيات التي سالت في المجاري والخيران، فالمدن التي تجتاحها العصابات ليلةً، لن تأمن ولن تنام ليالٍ طويلة، والحُكّام الذين يسندون قفا الاحتياجات الاقتصادية، بكامله، على كاهل المواطن الفقير، لا يستحقون لقمة عيش من خزينة الدولة.
إننا في كونفدرالية منظمات المجتمع المدني وبعد تأكيدنا على حق ذوي الشهداء في كل مكان بالسودان، في ملاحقة من تلوّثت أياديهم وضمائرهم بدماء أبناء وبنات هذا الشعب، وبعد تأكيدنا على مسؤولية الدولة عن كل من اختفى أو أُعتقل إبان انتفاضة سبتمبر، واعلاننا عن حق كل المعتقلين في محاكمة عادلة أو اطلاق سراحٍ غير مشروط، وبعد استماعنا لوجهات نظر عديدة ترمي لوضع حلول سياسية ناجعة وناجحة لأزمة الوطن، نؤكد الآتي:
1- لقد خرج الناس في الشوارع بسبب الجوع والمسغبة، ولكن المطالب تحولت من خانة الحاجة الاقتصادية والمعيشية، إلى خانة الحاجة للعدالة والانصاف بل والحاجة للتغيير، وفي ذلك فإن كونفدرالية منظمات المجتمع المدني، تؤكد أنها تسعى لكي لا تكون خلف الجماهير بل معها، فهي مع مطالبهم المشروعة أياً كانت، ومهما كان الثمن، فالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية وحق التجمع السلمي، مبادئ لا تنفصل عن الدعوة للتغيير عبر التظاهرات السلمية، بل التظاهرات السلمية والانتفاضات الشعبية، هي المُعبّر الحقيقي والعملي عن هذه المبادئ، ومواجهتها بالرصاص أو الغاز المُدمع، لن يحل الأزمة.
2- إننا نثمن الدور المُقدر لمكونات الشعب السوداني المختلفة وتجمعاته الشبابية، والمهنية، والقطاعية، والفئوية، والسياسية، لوقوفها في قلب الأزمة برغم ضيق مساحات الحركة، ونناشد الجميع بالتعاضد والتواثق على التنسيق من أجل توحيد المواقف والأهداف، دون ابتلاع لمجهودات الآخرين، فالتنسيق عماده الاعتراف بتكامل الأدوار لا تبنيها.
3- إننا سنتعامل مع كل المبادرات المقدمة لتجاوز أزمة الوطن دون تغليب احداها على الأخرى، وسنقف على نفس المسافة من الجميع، فالكونفدرالية من موقعها المستقل، تحترم مواقف الأحزاب والجماعات الوطنية طالما كانت في صف المواطن وصيانة حقوقه، ولا يُغيّر موقفنا خروج من ائتلاف أو تحالف، فالضامن لنا هو ثبات المواقف من الحريات والديمقراطية والحقوق الأساسية للإنسان.
والمجد لله الذي كرّم بني آدم وفضّلهم تفضيلا
كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية
14 أكتوبر 2013