حجة هجرة..ويوم قلبت التركتر...وهيجتني الذكري...!!

كانت تلكم الفيافي في بدايات خريفها الصعب المراس امطار ورعد وبرق(قبلي) ياتي دائما
من الجهة الشمالية الشرقية وبزاوية معينة ومعروفة للجميع ليرسل مطرا يتساقط دون سابق انذار
مطر ينتظره اهل الزراعة المطرية وكنا نتمني نحن الذين نستعمل الالة الزراعية ان يصبر قليلا
حتي يتم تحضير الارض و يرسل (ابو جيقة) ذلك التراكتر الامريكي العملاق (البلاو دسك) في
اعماق الارض ويفتتها الي ذرات من التربة تجعل من (الجقلو) تربة صالحة للزراعة ..زراعة الكنف
وبعض الفدانات من من عباد الشمس تلكم الزهرة ذات الخواص الفريدة فهي مشهورة بممساككة حركة
الشمس منذ بدايات الشروق حتي تنام الشمس وينوم (عباد الشمس) فوق المئات من الفدادين....
بدايات الخريف وهطول المطر الفجائي في تلكم الفيافي يحمل اليها نشاطا وحركة دؤؤبة وتسن (الجرايات)
والكندكات وتمتلي الطرقات بالتركترات بانواعها المختلفة(الاستير) (الكيس) و(الفورد) وتراكترت قديمة عملت لسنين عديدة داخل الحقول وحرثت المئات من الهيكتارات والافدنة وساهمت في ضخ الكثير من المحاصيل وارسلت الي المصنع الاطنان من من (الجوت) السوداني وصنعت (بالات) عديدة من الخيش والدبارة.................................
تلكم هي الاجواء التي كان يغادر فيها تيم (مساحة ابونعامة) مركبته الشهيرة (حجة هجرة) الي قيادة تراكتر (كيس) صغير بقوة حصين معلوم وتكتب دائما في (الطبلون)..
وحجة هجرة هو اسم الشهرة لذلك (البوكس) موديل( 78) العريق والذي لاسباب لا ادري ماهي وجدت نفسي موكلا بقيادته لاداء مهام اعمال المساحة وتسوية الارض في ذلك المشروع الفريد وكان ورغم قدمه وتهلهله وكعكعته الظاهرة لكل الناس كانت (حجة هجرة) قادرة علي حمل في ظهرها (دستة) من الاشخاص بعتادها الحربي وبشغبهم العالي وحبهم للعمل وفي فترة قليلة اضحت ذات شهرة عالية وماركة مميزة تجوب الحقول والطرقات الترابية في شوارع السكنية وسكنية المصنع وكمبو الري وتنقرو وقنوفة وابي نعامة وقد تراها ليلا في حواف جبل عبل واطراف ابي نعامة في فريق النوبة الشهير حيث (جوك) وما ادراك ما جوك.......
ونهطل الان الي معسكر مشيد من فتات الصاج والزنك وفي المنطقة الواقعة في منتصف (ترعة 2) وترعة 2 ذات شهرة مميزة في ذلك المشروع المتكون من 8 تراع فرعية متفرعة من الترعة الرئيسة التي تسحب ميائها من النيل الازرق وعبر (طلمبة) شهيرة في اطراف كمبو الري ..وشهرة ترعة 2 نبعت من صعوبة مراس كنتور حواشتها وكثرة (الميعات) وسهولة (غرق) كل ما يزرع علي ارضها من محاصيل لذا صارت تراعة
ذات سمعة سيئة الصيت وتحتاج ارضها الي جهد عالي وضرب علي الارض عميقا حتي يتاح لها التحرك
من مكان عالي الي اخر منخفض يسهل تسويتها وتوضيبها ..........................................

كانت الدنيا خريف وهلك الطين لساتك(حجة هجرة) من الوحل واضحي الهيلوكس ال78 لايقوي علي المسير
الا في الطرق (جيدة) الردم والمندلة وقذفت هذه الاوحال بالمجموعة المداومة علي (ركوب) ذلك الهيلوكس
العجوز في (الغيط) لمرات عديدة ليضطر الجميع الي المسير (كداري) لمسافات طويلة داخل الاحراش والوحل
وسط تذمر واضح من الجميع لتقاعس ادارة المشروع وعدم تمكنها من توفير سيارة ذات دفع رباعي تقاوم
الوحل والطين العجيب....!
شكوي شديدة اللهجة وملامح تمرد بدات في الافق واعمال مهمة تهدد بدايات الموسم الزراعي الذي تلعب تسوية
الارض راس الرمح والاساس لمكونات نجاحه...
وهنا صاح المدير الكبير...
تسوقوا تركتر؟؟؟
تركتر....!!!
اييييييوه يازول بنسوق تركتر..!!!
قلناها نحن الاثنين وبصحبة الراقي (مامون) وكان من ابناء منطقة اهلها يجيدون حراثة الارض وفلاحتها
اعتماد علي الامطار وله خبر كافية بقيادة التراكتر..
شخصي لم تكن له دراية بهذه الالة العجيبة التي تشابة (العقرب) وكنت اراها كثير في طرقات المدن
الكثيرة التي تجولت فيها واذكر (تركتر المجلس الشهير بالمجلد) وتركترات (جردل لوكين) بجوبا
والترلات التي تحمل الفتيات الناهدات في مواسم حصاد الكناف بالاضافة الجرارات العاملة في المشروع
وهي تحرث الارض وهي رابطة في نهايتها مصائب (كالتقنت وابوستة وابوعشرين والتسريب والحرث العميق
والكثير من المقطورات ذات الفائدة القصوي في عمليات الزراعة)....
متاكدين يا ناس بتسوقو تركتر..؟؟؟؟
ايييييوه يا (بوس) متاكدين...!!!!
وصارت المشكلة في كيفية اجادة وقيادة هذه المصيبة ذات الاطارات الكبيرة...
خلاص امشو الورشة وكل واحد فيكم يشيل تركتر
نعم لقد تم صرف عدد واحد تركتر استير للمهندس فلان الفلاني..
ومن حسن حظي تصادف واثناء مراسم صرف التركتر (لي) كان بالورشة السائق الاسطوري (عطا) برنتة
اشهر سائق للتركترات في في تلكم الفيافي واكثرهم حرفنة ودهشة...
...ياعطا انا ما بعرف اسوق (التركتر) ودايرك تعلمني..!!
مهندسين فنجرية وافندية (ساكت)
اركب اركب معاي في الرفرف ولمدة ثلاثة ساعات انسي انك (مهندس) ولا ميتين ياوهم..وارح هكذا قال عطا برنتة
صديقي وتحركنا صوب مجاهل غيط ترعة 2 العالي التعرجات (ونعود)

سرنا برفقة الاسطوري مدربي علي قيادة التراكتر(عطا برنتة) وعطا برنتة شهير شهرة لاتوصف وصرعة
خلدت بواسطة حسان تلك المنطقة في اغانيهن وليالي الافراح العامرة بعطا واصدقائه جبرالله و يوسف
بلة وود البحيري وكمال سيبا والعديدن من ظرفاء تلكم النواحي وملحها..
وكنت طيلة تلكم المسافة ما بين الورشة وساحة التدريب التي اختارها (عطا) بعناية قابعا علي
الرفرف في ركبة مميزة كانت تعجبني تماما عندما اراها عند صغار (الزياتين) الذين كان اشهرهم
(فرفرة) صاحب الركبة المميزة علي هذه المنطقة المرتفعة من (التراكتر) وقبلها كنت قد تمنيت
في خاطري ان اجلس في مكان ذلك الزيات النبيل..
والزيات هو (مساعد) سائق التراكتر يساعده في صيانته ويقوم بتركيب المقطورات وتغييرها حسب حوجة العمل..
نعم اليوم انا وبقدرة قادر تحولت الي (فرفرة) ذو فيرشن مختلف ولكن من الذي لايحلم من فتيان تلك
المنطقة بالعمل مع (عطا برنتة) كزيات او مساعد يتعلم منه الكثير ...
وبداء الدرس الاول بواسطة معلمي الاسطوري عطا...ونعود