حـصـاد الـسـنـيـن

كان الحاج حامد برغم انشغاله مع ضيفه والرد علي التلفون والرد علي

التلفون المتحرك وبرغم مشغولياته الكثيرة إلا ان يده ابدا كانت

تداعب ( المسبحة ) بحركة متناغمة علي يد متدربة علي التسبيح

يجلس علي مقعده الوثير داخل مكتبه في شركة الاستثمار الكبري

تحيطه هالة من الوقار ( الستيني )

أعلي راسه ثلاث صور كبيرة يظهر في الاولي مع ابنه البكر ( أحمد )

وفي الثانية مع احد الشيوخ المعروفين وفي الصورة الثالثة مع احد

المسئولين

بعض المقاعد الوثيرة متفرقة داخل المكتب الكبير

كان الحاج حامد يغلظ الايمان تارة ويطمئن محدثه تارة وكثيرا ما يذكر

ارقام مالية ضخمة كثيرة الاصفار قد تفغر فاهك لسماعها


بعد أن إستأذن الضيف وخرج

دخلت في فتاة في العشرين من عمرها جميلة المحلامح فارعة شعرها حالك

السواد طويل تمشي بخظوات مهذوذة مثبتة نظرها تجاه الحاج حامد في توجس

ابتدرها الحاج حامد

- تفضلي قالها هاشا ومترددا في ذات الحين من تلك النظرات المتوجسة

- شكرا وجلست غير مرتاحة وما زال نظرها قبالته

- هل من خدمة اقدمها لكي

- أنا أمل ... أمل بت ثريا قالت في ترد

- ثريا منو قال بإستغراب

- ثريا... ثم ذكرت احدي المحافظات

كلمة اطاحت بذاكرته عشرون عاما ونيف فبدآ عليه الارتباك

- وكيف امك إن شاء الله كويسة .. قال وشرد ذهنه بعيدا

- ماتت ... وطفرت دمعة حبيسة من عينها

- الدوام لله يابتي ده حال الدنيا

ثم اردف قائلا دايرة آى مساعدة

- انا امي قبل ما تموت ورتني سر احتفظت بيهو فترة طويلة

- سـر .. سـر شنو

- لما كنت صغيرة سالتها عن ابوي وورتني انو مات لكن هسة قبل ما تموت

ورتني ليهو وقالت انو عايش

- ومشيتي قابلتيهو .. قالها بلهفة

-ما ياهو انا جيتك

- جيتيني انا .. لي شنو

- ما إنت ابوى

انتفض الحاج حامد وهب واقفا مزعورا تقلصت ملامح وجهه وبداء عليه الغضب

وهاج بصوت عالي

- اتفضلي اطلعي برة شكلك بتاعت شبك ذى امك

انتفض جسده ووقعت المسبحة من يده وتناثرت حبيباتها وعلا صوته في هياج

وزبد فاه وامسك بيدها يشدها للخروج

ونواصل

up

ونـواصــــل !!!!!

خرجت من عنده مهيضة الجناح مكسورة الخاطر تزرف الدموع الساخنات


لتنكر الوالد عن ابوته وضياع الامل الذى ظلت تحلم به بوجود اسرتها بعد

فقدت الام السند التي ما عرفت غيرها ولا غير حنانها لتاتيها الصدمة من

الوالد الذي فقدته عشرون عاما وعلقت الامل في حياة جديدة



دخل عليه احمد ابنه البكر ومدير اعماله فوجده واجما عابس الوجه مضطربا

زائق النظرات سأله عن مابه اجابه

-مافي حاجة بس كنت عايزك في مهمة

- خير يابوى

- خير ان شاء الله


ونواصل

- عليك القيام بمهام الشركة الي حين عودتي من الاجازة

-هل انت مرهق ياوالدى

- لا ياإبني انها اجازة عمل سوف اسافر في رحلة عمل داخلية ثلاثة ايام فقط

- بالتوفيق يا والدى





عادت امل الي الشركة مجددا ولكنها بدل ان تجد والدها وجدت شخص اخر

عرفت منه انه ابنه اى اخيها فالتمعت في راسها فكرة ( إن كيدهن عظيم )


وعرفته بنفسها صحفية تريد اجراء حوار معه ولم تنسي تخرجها من كلية

الصحافة والاعلام

واجرت معه لقاء صحفي ممتع جعلته يعجب بذكاءها ونبوغها





ونواصل