صلاح عووضة : أحد الاسلامويين طلب منى عدم اللجوء للوضوح والمباشرة في كتاباتى لأنها موجعة!

صلاح عووضة : أحد الاسلامويين طلب منى عدم اللجوء للوضوح والمباشرة في كتاباتى لأنها موجعة!


03-24-2007, 09:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1174726326&rn=0


Post: #1
Title: صلاح عووضة : أحد الاسلامويين طلب منى عدم اللجوء للوضوح والمباشرة في كتاباتى لأنها موجعة!
Author: مكي النور
Date: 03-24-2007, 09:52 AM

بالمنطق
لزوم ما لا يلزم

صلاح الدين عووضه
كُتب في: 2007-03-24

[email protected]


* كنا في بدايات دراستنا للفلسفة مبهورين بما نطلق عليه في لغتنا الدارجة (الكلام الكُبار كُبار)...
* كنا نظن أن الكلام كلما كان غير مفهوم فإن هذا يُعدّ مؤشِّراً على اننا بتنا قاب قوسين او أدنى من أن نكون فلاسفة...
* وفي يوم طلب مني استاذ الفلسفة الإسلامية الدكتور جمال ان انوب عنه في تقديم محاضرة امام الطلاب حول اي موضوع فلسفي يعنُّ لي...
* فوقفت على مصنة المدرج في اليوم ذاك وتحدثت حديثا طويلا عن اوجه شبه كنت أراها بين افكار كل من فيلسوف التصوف الإسلامي محيي الدين بن عربي والفيلسوف الإلماني الشهير ايمانويل كانط...
* وكنت خلال حديثي ذاك استشعر شيئا من الزهو والخيلاء سيما حين ارى عملات الحيرة والدهشة ترتسم على وجوه الكثيرين من زملائي الطلاب... بل وعلى وجه استاذي نفسه...
* عندما فرغت من (تفلسفي) اخيرا لم يصفق لي احد على عكس ما توقعت...
* فليس منهم من فهم شيئا من كلام انا نفسي لم افهم منه الكثير...
* وآليت على نفسي منذ اليوم ذاك ان لا اتحدث الا بما هو ميسر ومبسط، ومباشر، و(مفيد) من حديث... أو ان اصمت...
* وفي فرصة مشابهة لاحقة تحدثت عن مأساة الحلاج بلغة ليس فيها تكلف، ولا تفلسف، ولا (لولوة) فارتجت جنبات المدرج بالتصفيق الداوي عقب فراغي من المحاضرة...
* ثم حين تنبهت بعد ذلك الى ان انيس منصور-وهو استاذ في الفلسفة- لا يكتب للناس.. أو يحدثهم... الا بلغة سلسة، مبسطة، مباشرة ازداد اقتناعي بضرورة النأي عن التعقيد في اللغة...
* ومنذ فترة ليست بالطويلة تنبهت ايضا الى ما هو أهم من ذلك...
* تنبهت الى ان الله عز وجل حين خاطب رسوله (ص)... والمسلمين... والناس اجمعين -عبر كتابه الكريم- لم يخاطبهم الا بلغة عربية ميسَّرة رغم ان العرب آنذاك كانوا يتخاطبون بلغة اكثر تعقيدا من التي (يألفها) احفادهم الآن....
* اي كأنما الله اراد للقران ان يكون (مفهوما) الى حين قيام الساعة فلا يحتاج الى معاجم مثل التي تحتاجها معلقات امرئ القيس والأعشى ولبيد وزهير بن ابي سلمى...
* الآن قد يتساءل القارئ في حيرة: ما الذي يريد ان يقوله صاحب هذه الزاوية اليوم؟!!!...
* ما اريد أن اقوله هو رد -أحب ان اشرك القارئ الكريم فيه- على من جاءني من الإسلامويين محتجا على ما قال انها عدم حصافة مني في عدم (لولوة) الكلام...
* قال ان بإمكاني ان الف وأدور حول المعنى الذي أريد ان اقوله -على نحو ما يفعل الكثير من المعارضين- بدلا من اسلوب المباشرة والوضوح الذي اتبعه والذي وصفه بأنه (موجع)...
* موجع لمن؟!.... اهل الحكم غير الموجوعين، أم اهل الوجعة من المواطنين؟!!....
* انه يعني الحاكمين بالطبع.. اما الذين تقع على رؤوسهم سياسات اهل الحكم هؤلاء فهم لا يعنونه في شئ...
* فإذا كان موجعا حديثنا لهم -أي الذين بأيديهم الأمر- فما ذاك الا لأن سياساتهم تجاه الشعب هي موجعة ايضا...
* فأن تقول لهم اخطأتم اذاً بلغة بسيطة مباشرة يفهمها الجميع -حاكمين ومحكومين- افضل من ان تنتهج نهج الأستاذ احمد هارون بالأمس وهو يرد على اسئلة مذيعة قناة العربية الفضائية حول قضية اتهامه بارتكاب فظائع دارفور من تلقاء مدعي المحكمة الجنائية الدولية...
* لقد قال كلاما لم نفهمه نحن.. ولم تفهمه المذيعة.. ولم تفهمه حكومته.. بل وربما لم يفهمه هو نفسه...
* كلاما مثل الذي قلناه في مدرج الفلسفة حول وجه الشبه بين ابن عربي وكانط فلم يفهمنا احد...
* وبعد سنوات طويلة من حديثنا ذاك فهمنا لماذا لم يفهمنا احد...
* لأنه لم يكن هناك وجه شبه من أصلو.


من موقع السودانى
http://alsudani.info/index.php?type=6&issue_id=1257&col_id=72&bk=1