احذر الاقتراب.. امرأة عنيفة!!..

احذر الاقتراب.. امرأة عنيفة!!..


03-11-2007, 06:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1173635327&rn=0


Post: #1
Title: احذر الاقتراب.. امرأة عنيفة!!..
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 03-11-2007, 06:48 PM

Quote: سلام نجم الدين الشرابي


كثرت دراساتكم وأبحاثكم عني.. امرأة عنيفة.. هكذا غدا وصفي.. حولت أظافر في راحتيّ.. استقرت إلى مخالب تعكس حقدي، وحمرة وضعتها على شفاهي فغدوت بنظركم مصاصة للدم..!

ليس جديداً ما قُدم عني: حملت سابقاً مكنسة التنظيف في صورة نشرت في مجلاتكم أقف بها خلف الباب منتظرة عودة زوجي لأنال منه، وصور أخرى لأكياس بلاستيكية سوداء محشوة بجثة الضحية!

أمعنتم في دراسة عنفي وتلذذتم بوصفي.. امرأة عنيفة والرجال تشتكي.. ومضيتم تثبتون بأمثلة.. وحشية أمارسها أنا وبنات جنسي.. وإن لم ألحق بنفسي ستضعونني قريباً في قائمة الإرهاب؛ القائمة التي لديها استعداد لتبتلع وتبتلع دون الوصول إلى حد التخمة..

وقبل أن تبتلعني تلك القائمة.. أرجوك زوجي رجاء من عنيفة القرن.. إياك ثم إياك والاقتراب مني... ندم وحسرة تصيبك إن فكرت بقربي، فأنا التي قيل عني " قربك نار" فابتعد عني!

شمّع خيطك وانفد بريشك، فقد اعتدت نتف الريش منذ زمن، ولكن أنفلونزا الطيور حالت بيني وبين ممارسة هذه المتعة، فلم يبق لي ما أنتفه، فولي وجهك هارباً وامن شري..

سمعتهم يتحدثون عن العنف الأسري والويلات التي يجرها، فأردت أن أجر ويلة منها، بدل أن أجربها، لذلك فكرت أن أعيد النظر في عضويتي بأسرتي، وآثرت أن أشارك كعضو فاعل ونشط، وليس كما أنا دوماً، فقد مللت دور المفعول به والمضاف إليه.

منطلقة من بيتي الصغير الذي يحوي أكثر مما تتوقعه زوجي.. يضم في حناياه وسائل وأدوات التعذيب على اختلافها وتنوعها..

ففي المطبخ مملكتي- المملكة الوحيدة التي قبلتم التنازل عنها- آمر وأنهي، مملكة تتوفر فيها أسلحتي ووسائل الدفاع عن نفسي) بمشروعية تامة أتصرف) فهل سمعت بمملكة بلا أسلحة.. أسلحة بيضاء.. نعم لكنها تفي بالغرض؛ إذ أثبت التاريخ نجاحها في الحرب.

هذه شوكة يمكن أن أفقأ بها عيناً لا تغض بصراً وتأبى إلا النظر.. وسكيناً لأبقر معدة وبطناً علموني أنها أقرب الطرق إلى القلب، فوجدتني أزداد قرباً من البطن وبعداً عن القلب.

غاز وقداحة وكبريت لأنتقل إلى مرحلة حربية جديدة لعلي أواكب عصري، فأحرق لسان طالما أمعن في لدغي بكلمات أسرع من البنزين اشتعالاً في صدري ووقعاً في نفسي.

طاولة طعام مستطيلة تصلح لأن تكون مشرحة... عليها أكياس سوداء وخلفهما البراد لحفظ الجثة..

لا تحدث نفسك بأن ينتهي شحني.. فيقف عند حد عنفي.. وكيف له أن ينتهي وأنا أنهل صباح مساء من ثقافة العنف بمعززات تكفي لإعادة شحني، بضغطة زر لجهاز التلفاز أستزيد أكثر بثقافة العنف، أساليبه، أشكاله، صوره، يكفيني أن أشاهد وأستمع إلى خبر أو خبرين حتى أسارع في قطع خبرك، ثم نسخه ولصقه في أي موقع يتقوت أخبار العنف أقصد العالم مع إضافة (أيقونة) عاجل كسبق صحفي، فننضم إلى منظومة العنف...

امرأة فعّالة أنا... أواكب عصري.. ابنة مجتمعي.. متفتحة على العالم... والعولمة دخلت بيتي، استفدت بقوة من المؤتمرات والندوات الكبرى التي تعقد حولي، تعلمت منها الصراع بصراعاتكم حولي، تريدون صياغة فكري، فكراً معاصراً وحين عاصرتكم عصرتكم فانقلبتم ضدي، تباً لكم ظلمتموني بدعوة رفع الظلم عني.

تتحدثون عن عنف أنا أمارسه.. هل سألتم أنفسكم عن سبب عنفي.. عن عنف تحملته لزمن طويل دون حل.. عن أذى نفسي عن أنواع من العنف كان مسرحها جسدي.. عن عنف امتزجت به لكثرة ما تعرضت له.. ، عنف أنا ضحيته أينما وجد؛ كابنة، كزوجة، كعاملة، كامرأة محتلة في أرض مغتصبة، كامرأة تبحث عن مستقبلها وكيانها في عالم متخبط في آرائه ونظرياته، وفوق هذا يُعنى بهمي!.. فيزيدني تخبطاً مع نفسي ومجتمعي..

الأنوثة.. الرقة.. العذوبة.. العاطفة .. الحب.. أنا فكيف ُسلخت هذه الصفات مني..

هي كلمة لو تعرفون مغزاها ما كتبت أقلامكم منتقدة عنفي، وصفني رسولنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بالقوارير والقارورة الناعمة إذا كسر جزء منها فإنها تدمي.