احمد هارون (الوزير) الذي لم يولد بعد

احمد هارون (الوزير) الذي لم يولد بعد


03-07-2007, 02:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1173275496&rn=0


Post: #1
Title: احمد هارون (الوزير) الذي لم يولد بعد
Author: Zoal Wahid
Date: 03-07-2007, 02:51 PM


صديقي
اثق انك الوحيد الذي تدرك المازق الذي وقعت فيه وقد
يقع الوطن كله بعدي.
ما اتخذته اليوم لم اناقش فيه غير نفسي.
انت اول شخص من اهلي يعرف هذه الخطوة الجريئة والخطيرة.
ولثقتي بك لا اريدك ان تسمح لاحد بالاطلاع على هذه الرسالة
الالكترونية حتى يقع الامر.

صديقي
لاسبوع كامل وانا اقلب الفكرة في رأسي واليوم حين وقفت
امام المرآة، وقع بصري على سيماء الصلاة. فتساءلت هل تمحو
الصلاة خطاياي ام تذهب هباء الريح؟
لا احد سيدخل معي قبري. المواكب الحاشدة المؤيدة
والمستنكرة لن تنفعني شيئا.

اي عار يلحق بابنائي حيا او ميتا؟
المح في عيون حسام وجهاد الكثير من الحيرة والشك
اما علياء فتبدو عيناها ملىء بدمع تحبسه احتباسا.
حرم تقسم انني بريء تقول لصغارنا ( ابوكم مستحيل يقتل.
ابوكم راجل كويس ما تسمعوا كلام الكفار .
والانقاذ مش ممكن تعملو (escape goat)
جهاد يردد بحذر( لكن الناس كلهم بيقو ..) تقاطعه امه غاضبة
(الله يلعن ابوهم كلهم). اسمع كل ذلك فتمتلي نفسي بالغصة.
الناس يعرفون ونحن نسمى الاشياء غير الاسماء.

قتال.... حسام... جهاد.....، حتى اسماء ابنائي لم تسلم من تلك الثقافة.
لو لم تكن الانقاذ لكنت موظفا عاديا اروح واغدو.
انها يمكن ان تبريء مليون شخص مثلي ولكن امرى امام الناس مختلف.
ورب الناس؟ اطمع ان يغفر لي خطيئتى يوم الدين ...
لعل خطوتي هذا اليوم تخفف من غضب الناس وغضب رب الناس.

ستغضب القيادة وستعتبرني قد خنتها وبعتها
وسيضايقون اسرتي في لقمة عيشها، ولكني حسمت امري وسارضى ضميري.

حرم وعيالي سيبكون دهشة وحسرة. عليهم ان يواجهوا مصيرهم،
فلو مت اليوم بحادث حركة او سقوط طائرة لعاشوا حياتهم بدوني.
الامر سيكون قاسيا عليهم وعلى امي.
اريدك ان تكون وصيا عليهم. واعذرني اذ لم اجد
افضل منك لتحمل تبعات قراري.

اعلم ان جوالي مراقب وزواري مراقبون، ولو انتحيت بك
جانبا لصوروا ملامحنا، هي الانقاذ التي اعرفها،
ولكنها لن تدرك ما افعله الآن الا بعد فوات الاوان.

حملت جواز سفري وبعيني بعض دمع لفراق صغاري وامهم وامي.
ربما لن نلتقى ابدا.

دلفت الى مقر الامم المتحدة وحين صافحت مندوبها بدأ مرتبكا
ومندهشا لرؤيتي. مددت اليه جواز سفري وانا اقول له:
لوحدي اتخذت قراري واتحمل كافة المسئولية.

صديقي العزيز
انا الآن داخل مقر بعثة الامم المتحدة وكما قلت لك
لا تبلغ احدا بهذا الايميل الا عندما يبلغ الامر تمامه.

دعواتك ودعوات اخواني الصالحين.

اخوك / أحمد