العلاقة بين مستويات الدخول والإيجارات في العاصمة الخرطوم ظاهرة تستحق الدراسة

العلاقة بين مستويات الدخول والإيجارات في العاصمة الخرطوم ظاهرة تستحق الدراسة
مدخل : ظلة مسالة السكن والمساكن هي المسالة الأكثر إلحاحا لدى كثير من الأسر والأفراد بالعاصمة السودانية الخرطوم ، فهناك اسر بلا مأوى ، وهناك اسر مستأجرة ( عنوان الموضوع ) ، وهناك اسر تركت منازلها او قسمتها الى نصفين لتقوم بإيجارها لآخرين بسبب إلحاح لقمة العيش ، وهناك اسر كثيرة اختارت معسكرات النازحين اما بسبب انهم فعلا نازحين وينطبق عليهم وصف النازح ، او لأنهم اختاروها طوعا ، وهناك أفراد من غير الطلاب جعلوا من داخليات الطلاب الملجأ والملاذ والسكن المؤقت ، وكثير من الأفراد اتخذوا من المستشفيات العامة مسكنا منذ عشرات السنين حتى اصبح عاملين في ذات المؤسسات يعتبرون غافلين هؤلاء الدخلاء من قدامي العاملين ( نموذج مستشفى الخرطوم ) ، والتجار الذين يستأجرون غرف في اللكوندات او الفنادق الرخيصة في وسط العاصمة ، وهناك اسر كثيرة جعلت من العقار والإيجار الدخل الرئيسي والثابت والأكثر جودة لأنه بمنأى من تقلبات الأسواق .
ثم تاتي العلاقة بين مستويات الدخل والإيجارات لتشكل هاجسا اخر من هواجس الحياة العاصمية وفي هذا الإطار يمكننا عرض الملاحظات الآتية :
- فالذين دخولهم اقل من خمسمائة يستأجرون منازل تتراوح إيجاراتها بين 150 الى 250 ألف جنيه . ( أطراف الحاج يوسف وأم ضريوة ، أطراف امبدات ، وأطراف الكلاكلات ، وأطراف السوبات )
- اما الذين تتراوح دخولهم ما بين خمسمائة الى مليون جنيه فيسكنون في وسط الأحياء الواردة في الفقرة السابقة وتتراوح الإيجارات فيها من (300 الى 500 ألف جنيه )
- اما الذين تتراوح دخولهم بين ( مليون الى اثنين مليون جنيه سوداني ) تكون إيجاراتهم ما بين ( 600 الى مليون جنيه ) فتستهويهم مناطق الثورات والبراري والشجرة والجريفات ( شرق وغرب ) والبيوت الكبيرة في الأحياء الطرفية.
- اما الذين تتراوح دخولهم الشهرية من ( اثنين مليون جنيه الى أربعة ) فتتراوح ايجاراتهم ما بين ( مليون ونصف الى اثنين مليون جنيه سوداني ) وفي هذه الحالة يمكن ان ننظر الى بعض الأحياء الراقية في ام درمان والخرطوم .
- اما الذين تتراوح دخولهم الشهرية من ( أربعة الى عشرة مليون جنيه ) فتتراوح إيجاراتهم من (2 الى 5 مليون ) ويفضلون الفلل والبيوت الكبيرة .
• هذه المقارنات لا تشمل الذين يسكنون في بيوتهم من أصحاب الدخول المرتفعة او المنخفضة .
• كما إنها لا تشمل الطبقة الغنية التي تزيد مداخلها الشهرية عن أكثر من عشرة مليون جنيه سوداني .
• نلاحظ من خلال هذه النسب ان الإيجار يشكل تقريبا 50% من جملة دخل الأفراد بالعاصمة القومية .
من إفرازات الخلل في هذه النسب لجؤ الكثيرين الى أعمال اخرى غير أعمالهم الحقيقية لعلاج هذه المشكلة .
ومن سلبياتها نشؤ ملامح وظهور أوضاع وكيانات طبقية كانت محدودة جدا في المجتمع السوداني .
وكذلك انعكاسات هذه الزيادة العالية في الإيجارات على الوضع الغذائي والصحي والتعليمي على الأسر وما ينتج عن ذلك من خلل وتأزم وتشرد .
ومن الايجابيات ان هناك تحسنا في الدخول أدى بدوره الى التحسن في الاستثمارات العقارية في العاصمة ولجؤ الكثيرين للدخول في هذا المجال باعتباره مجال رابح ومستقر ويجنبهم مضاربات الأسواق .
هذا غيض من فيض كثير في هذا المجال
علي محمد علي
الخرطوم
[email protected]

????????????????????????????