دموع الحمير!!!

عندما تبكي الحمير!

طبعاً سمعتم بدموع التماسيح بالرغم أنكم ربما لم تروها أما دموع الحمير دي ربما تكون جديدة عليكم.
ورد في الأثر (أنه مَنْ بكَّر في طلب العلم بكور الغراب، وصبر صبر الحمار، وعزم عزمة الليث، وأختلس الفرص اختلاس الذئب حصَّل علماً كثيراً). والشاهد في هذا القول أن العرب تصف الحمار بالصبر وكان الخليفة الأموي: مروان بن محمد ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية يعرف (بمروان الحمار)، قيل انه لقب بالحمار، لمحبته لهذا الكائن وقيل لفرط جلده وقدرته على التحمل ويقال أنه كان أصبر في الحرب من حمار . وكان بطلا شجاعا داهية، رزينا، جبارا، يصل السير بالسرى، ولا يجف له لبد، دوخ الخوارج بالجزيرة. هذه المقدمة ضرورية، وأنا حتى هذه اللحظة لم أصف أحداً بأنه حمار وحتى لو فعلت لما كان في ذلك بـأس فلا أحد أحسن من هذا الخليفة الذي كان يتولى أمر المسلمين، و الحمار رغم صبره المعهود الذي يضرب به المثل يمكن أن يضجر ويمل لا بل وربما يبكي بي دموعه كما سترون.
مناسبة هذا الحديث أنني وجدت أحد الأصدقاء مهموماً مغموماً وعندما سألته قال:أنه أستمع في الأخبار إلى أنه هناك خطة ربع قرنية يتم الإعداد لها من قبل الدولة!...وقلت له وماذا في ذلك؟...فأجابني مستنكراً!!...يعني الجماعة ديل...تاني يقعدوا (25) سنة؟!!. ولما علمت أنه يأخذ هذا الأمر على محمل الجد،حاولت أن أخفف عليه وقلت له: لعلها ربع قرن من بداية الإنقاذ وليس من تاريخ اليوم. ودعمت هذا القول بحيثيات حسابية كي تكون أكثر إقناعاً لهالآن مرت 17 سنة وبقية الفترة لحكومة الوحدة الوطنية الحالية 4 سنوات ومن المؤكد أنهم سيفوزون في الانتخابات المقبلة وهذه 4 سنين أخرى وهذا هو ربع القرن المقصود) وحتى هذه المدة المخففة من جانبي فقط لم ترق له. وشرحت له إن هذه خطة قومية شاملة وليس لها علاقة بالحكومة الحالية وأنها خطة إستراتيجية ستستمر حتى في حال تغير الحكومة أو استمرارها، لكن حديثي معه لم يجدي فتيلاً، كان يتحدث بحرقة وعيناه تكاد تفيض من الدمع،ذكرني موقفه هذا بحكاية دموع الحمير.
فقد أشتهر في وقت مضى مرور بعض الباعة المتجولين على القرى وهم يستخدمون عربات الكارو التي تجرها الحمير وتسحب كل منها بالإضافة لصاحب الحمار حمولة برميل من الجازولين أو الكيروسين ومعظمهم من منطقة واحدة ألا وهي قرية(عِبود) في منطقة المناقل أو هكذا يقولون،ويظن البعض أنهم يتاجرون أيضاً في الأسلحة(المسدسات والذخيرة الخاصة بها)،وقد مروا بقريتنا وهي في منطقة الحوش ذات نهار صيف شديد الحرارة وهم عادة ما يتوقفون بالقرى لبيع بضاعتهم وأخذ قسط قليل من الراحة ريثما يستأنفوا مسيرهم إلى قرية أخرى، و هذا المشوار الطويل أشد مشقة على الحمير من أصحابها،وقد سألهم صاحب الديوان الذي نزلوا عنده من أين أتوا وعن وجهتهم؟ فقالوا: أنهم جاءوا من المناقل وهم في طريقهم إلى سنار،زعم أحد الظرفاء من شهود العيان أنه رأى دموع الحمير تجري على خدودها لدى سماعها لهذا الحديث.
والفرق بين دموع صاحبنا أنها نتيجة لعامل الزمن الذي بينما دموع الحمير كانت بسبب عامل المسافة والعامل المشترك هو هذا العبء والحمل الثقيل الذي كاد أن يقصم ظهر بعير الصبر.

الطيب الشيخ
[email protected]

Quote: زعم أحد الظرفاء من شهود العيان أنه رأى دموع الحمير تجري على خدودها لدى سماعها لهذا الحديث.

الاخ الطيب
سلام
عندما طالعت عنوان البوست دخلت ظانا انني سأجد مادة علمية حول دموع الحمير
لكن خاب ظني ووجدت مادة سياسية ظريفة ومبسطة
بس صراحة موضوع الحمير ده يستاهل الوقوف عنده لأننا نصفها بالبلادة والبرود وعدم الدم
واظن ان هناك الكثير من الابحاث العلمية تقول بغير ذلك .. لكننا لا نزال كما نحن
على أية حال ليتنا نجد معلومة من متخصص او مهتم
اما الانقاذ وما الانقاذ وحا تقعد 25 سنة او 126 سنة فهو في علم الغيب وكل زول له أمنيته
ودعواته وفي النهاية الرب واحد هو المقدر والمسيطر ومن بيده الأمر كله
زمان في ناس قالوا الانقاذ دي ما بتم سنة واحدة ... هسه شايفها ما شاء الله خشت في الـ 17
وشكلها لسه ...
معزتي