كتاب الاعمدة واعدام صدام >>>>>>>>>نقلا عن سودانايل

كتاب الاعمدة واعدام صدام >>>>>>>>>نقلا عن سودانايل


01-14-2007, 03:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1168784954&rn=0


Post: #1
Title: كتاب الاعمدة واعدام صدام >>>>>>>>>نقلا عن سودانايل
Author: mohmmed said ahmed
Date: 01-14-2007, 03:29 PM


كتاب الأعمدة السودانيون والدفاع المريب عن صدام

عمر عبد العزيز/بلندن
[email protected]

ذهلت كثيراً وأنا أتابع على مدى أكثر من أسبوع على صفحات الصحف السودانية الدفاع المستميت الذي أبداه العديد من كتاب الأعمدة عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي حمل عبارات عاطفية إنشائية لا علاقة لها بالصحافة ولا التحليل المنطقي ولا السياسي من قريب أو بعيد فضلاً عما تخلفه في نفوس ضحايا صدام من الألم والحسرة.

امتلأت الأعمدة خلال أيام عطلة العيد وعلى مدى أسبوع كامل بعبارات مثل (مضى الفارس إلى المشنقة بثبات ...، (...أبى إلا أن يعلم جلاديه درساً ...، (كان فخراً لأمته العربية والإسلامية، ...، وغير ذلك من العبارات العاطفية الانفعالية التي لا تغني عن الحق شيئا. والحق الذي أقصده هنا ليس حق الكاتب أو الصحفي في أن يكتب ما يشاء طالما أنه يقتنع بما يكتب، بل هو حق القارئ في أن يحصل على معلومة صحيحة وتحليل منطقي للأحداث وتعليق منصف عليها بصرف النظر عن وجهة نظر الكاتب وميوله الفكرية والحزبية، لكن يبدو أن حمى التشنج الأعمى كانت قد غلبت على معظم كتاب الأعمدة في الصحف السودانية.

كان يمكن لهؤلاء الكتاب المتشنجين، أن يقولوا أن إعدام صدام صبيحة يوم العيد كان خطأً في التوقيت، أو أن تسريب شريط الإعدام إلى وسائل الإعلام يلقي بشكوك كبيرة على سيطرة ونفوذ جهات معينة على الأجهزة الأمنية في العراق، أو أن إجراءات المحاكمة كان يشوبها الكثير من القصور، كان يمكن أن يقولوا كل هذا أو بعضه مما يتفق معه الآخرين أو يختلفوا، أما أن يوصف صدام بالبطل والشهيد والفارس وغير ذلك من الألقاب فليس هذا من المنطق ولا من الحقيقة في شيء.

لن أتحدث عن جرائم صدام البشعة التي لا تخفى على أحد ابتداء من إعدام رفاقه في حزب البعث خارج القاعة التي عقد فيها مؤتمر الحزب، مروراً بالدجيل والأنفال وقمع المعارضين في جنوب العراق عام 1991، ولا عن حروبه العبثية في إيران والكويت، ولا عن قطع أيادي المتاجرين بالعملة الأجنبية وتشويه وجوههم بعلامة على الجبين، ولا عن المناظر التي بثتها وسائل الإعلام العالمية للأطفال الأكراد وقد تناثرت جثثهم في الشوارع، لن أتحدث عن كل ذلك ولكني أذكر المدافعين عن صدام أن الرجل لم تأخذه رأفة حتى بأحفاده (أبناء بناته)، الذين أعدمهم في مسرحية هزيلة قيل بعدها إن العشيرة (القبيلة) هي التي أخذت بثأرها، فكيف تأخذه رأفة بغيرهم من البشر.

ومن بين هذه الخطابات النارية والكلمات الرنانة التي هي أقرب للخطاب السياسي منها إلى العمود الصحفي الرصين، من بين كل ذلك وجدت عمودين صحفيين تميزا بالتوازن والموضوعية، هما مقال الأستاذ (صلاح الدين عووضة) الذي انتقد فيه موقف زملائه الذين أطلقوا أجل النعوت على (صدام) وذرفوا عليه الدمع السخين، ومقال الأستاذ حسن ساتي الذي انتقد توقيت تنفيذ الإعدام وطريقته، لكنه وضع النقاط على الحروف في آخر المقال بقوله ما معناه إن كل ما حدث لا يعني أن نتناسى ما ارتكبه (صدام) من فظائع أو ندافع عنها.

كم كنت أتمنى لو اعترف هؤلاء الكتاب المتشنجون المدافعون عن (صدام) بحقيقة ارتكابه لتلك الجرائم البشعة، ثم بعد ذلك دافعوا عنه كيف يشاؤون دون أن يجعلوا من شهيداً أو فارساً أو بطلاً.



عمر عبد العزيز - صحفي سوداني مقيم بلندن