مجلة الدوحة .. صفر كبير !!

مجلة الدوحة .. صفر كبير !!


01-14-2007, 08:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1168758301&rn=0


Post: #1
Title: مجلة الدوحة .. صفر كبير !!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-14-2007, 08:05 AM

‏ هل تذكرون مجلة الدوحة الثقافية ؟ عادت للصدور بعد توقفها عام 1986 ، عودتها اثارت زوبعة ، وشن احمد علي المدير العام لجريدة الوطن القطرية هجوما عنيفا على المجلة العائدة , بمقالات نشرها في صدر الوطن ، وخلص ان المجلة في عودتها تساوي صفرا ، ويعتبر احمد علي الصحافي القطري الاول ، و(المشاغب) وادخله قلمه في متاعب كثيرة وتعرض للاعتداء والضرب بسبب مواقفه وانتقاداته حتى لمسئولين ، مر على الدوحة في سيرتها الاولى اديبنا الكبير الطيب صالح والشوش والنور عثمان ابكر ؟ ساحاول نشر مقتطفات من العدد التجريبي (صفر) .

فيما يلي ما كتبه احمد علي :

ما هو دور الهيئة الاستشارية .. وأين أفكارهم وبصماتهم على المجلة العائدة؟

‏ العدد التجريبي من «الدوحة» .. «صفر» كبير مستدير
اطلعت على العدد التجريبي من مجلة «الدوحة» الذي يسمى بلغة الصحافة «صفر»، وعندما تصفحته شعرت بالصدمة لهذه العودة ‏المتواضعة! وأقول ــ وأكرر القول ــ إنها عودة متواضعة لهذه المجلة الثقافية العائدة إلى الحياة، بعد أن فارقت عالمنا قبل عشرين ‏عاما، ملأت خلالها الدنيا بسيرتها ومسيرتها الصحفية المميزة. فهذا العدد هو فعلا عبارة عن «صفر كبير مستدير»، لأنه لا يحمل ‏شيئا جديدا ينسجم مع المرحلة الصحفية والإعلامية والثقافية، التي تعيشها قطر أو ساحة الثقافة العربية المتجددة الممتدة من ‏تطوان، التي تستلقي على سواحل المملكة المغربية حتى آخر نقطة مطلة على مضيق هرمز في سواحل سلطنة عمان. وسألت نفسي ‏بحسرة وأنا اتصفح العدد «الهزيل»: هل القائمون على مجلة «الدوحة» العائدة يعتقدون أننا ما زلنا نعيش في عام 1986، عندما ‏توقفت المجلة عن الصدور لأسباب قاهرة؟ أم أنهم يعلمون أننا نعيش اليوم في عام 2007 ؟.. وخلال العشرين عاما الماضية ‏تطورت تقنيات الصحافة والطباعة، وحققت قفزات هائلة مهدت إلى صدور عشرات المطبوعات الثقافية المتخصصة، وإذا أرادت ‏مجلة «الدوحة» أن تحجز مكانها بين المتنافسين، فينبغي أن تقدم فكرا ثقافيا جديدا، ينسجم مع متطلبات المرحلة الصحفية ‏المتطورة التي نعيشها، وليس محاولة فاشلة لاستحضار روح المجلة الغائبة. وأستغرب كيف تعود المجلة إلى الصدور بهذه الصورة ‏الهزيلة، في الوقت الذي عندما أستعرض فيه أسماء هيئتها الاستشارية، أجد أنها تضم كوكبة من كبار رموز الثقافة العربية، وفي ‏مقدمتهم د. محمد عبد الرحيم كافود ود. حمد الكواري ود. محمد الرميحي ود. علي فخرو ود. رضوان السيد والكاتب الكبير رجاء ‏النقاش! وكل واحد من هؤلاء له تجربته الثقافية أو الإعلامية أو الصحفية الكبيرة، فما هو دورهم في مجلة «الدوحة»؟ وأين ‏أفكارهم؟ وما هي بصماتهم على المجلة العائدة بعد طول غياب؟ أم أن تجميع أسمائهم على صفحات المطبوعة مجرد ديكور أو ‏اكسسوار تجميلي لها؟ ولو سمحت لنفسي الآن أن أدخل معهم أو مع أسرة تحرير المجلة في حوار صحفي بحت، بحكم تجربتي ‏الصحفية المتواضعة، سأبدأ أولا بالتوقف عند الموضوع الرئيسي للمجلة، الذي نشر تحت مسمى «ظاهرة ثقافية»، وخصص ‏للحديث عن «سوق واقف»، وأستطيع القول إن هذه «الظاهرة التراثية» الفريدة من نوعها في المنطقة لم تعط حقها في المجلة. ‏فهذا الموضوع أشبه بالتحقيق الصحفي المصور، الذي يعتمد على الصورة بنسبة «75%»، والمؤسف أن الصور المرفقة مع ‏المادة الصحفية كانت شاحبة وباهتة ومظلمة، وأتصور أن مثل هذه «الظواهر» تحتاج إلى مصور محترف، يعرف كيف يختار ‏الزوايا التي يلتقط منها صور التحقيق، حتى لا تبدو فقيرة، كما ظهرت في الموضوع المذكور. إن الصور المختارة المنشورة مع ‏موضوع «الظاهرة» يبدو فيها السوق خاليا من الزوار، إلا من نفرٍ يعد على أصابع اليد الواحدة، وكأنه يعاني من الركود، بينما ‏أجواء المقاهي الشعبية المنتشرة على طرقاته، تبدو كأنها تشكو من الجمود، بعكس واقعها الراهن المليء بالحركة والحياة. ولو ‏توقفت عند «قضية العدد» التي خصصت لها ثلاث ملازم تقريبا (الملزمة الصحفية 16 صفحة) أتصور ــ ولعلي أكون مخطئا ــ أنه ‏كان يمكن تقديمها بصورة أفضل، لو تم عرضها على ورق مختلف عن أوراق المجلة ذات الملمس المصقول. وحبذا لو كان هذا ‏الورق من النوع «المطفي»، الذي لا يحمل اللمعة البراقة التي يتم استخدامها في مجلات المنوعات، التي تتابع أخبار الفنانات.وما ‏من شك في أن «قضية العدد» في مجلة «الدوحة» الجادة، ينبغي أن يكون عرضها أو طرحها على القارئ مختلفا في القالب ‏الصحفي البراق، لأنها تناقش مسألة في غاية الأهمية على الساحة الثقافية. أما زاوية «أسفار» فهي فكرة مستنسخة عن التحقيقات ‏المصورة، التي تميزت، بل اشتهرت بها مجلة «العربي»، مع الفارق في أن هذه الفكرة التي تعتمد على «أدب الرحلات» كانت تقدم ‏في المجلة الكويتية الرائدة بالصور الميدانية الملتقطة خصيصا خلال الرحلة الصحفية، في حين أن صور زاوية «أسفار» الخاصة ‏بمجلة «الدوحة»، والتي نشرت مع موضوع «الأندلس الهاربة»، عبارة عن صور مختارة من البطاقات المصورة، أو «كروت ‏المعايدة» التي تحمل اسم «كارت بوستال» ويشتريها السياح من أكشاك بيع السجائر! أما «شخصية العدد» فهي فكرة مكررة، ‏مكررة، مكررة.. أتذكر أننا كنا نقوم بإعدادها خلال المرحلة الإعدادية في مجلات الحائط، وهي مادة أرشيفية بحتة لا تحمل مضمونا ‏جديدا. ويبقى أن أتوقف عند الفكرة الوحيدة التي لفتت انتباهي في المجلة، رغم عرضها بصورة هزيلة، وهي زاوية «شارع ‏الثقافة»، فهذا «الشارع» تم تخصيصه لإلقاء الضوء على الدورة التاسعة لمهرجان المسرح الخليجي، الذي استضافته العاصمة ‏البحرينية خلال الفترة من الرابع وحتى الحادي عشر من شهر نوفمبر الماضي.وأعود لأكرر شهر «تشرين الثاني» من عام ‏‏2006!!‏
والسؤال الذي أوجهه إلى أسرة تحرير المجلة هو: كيف يمكن الحديث عن حدث ثقافي تم تنظيمه قبل شهرين من صدور المجلة ‏بأسلوب صحيفة يومية، وليس مجلة شهرية متخصصة؟ إن الطريقة التي كتب بها عن هذا المهرجان المذكور ربما تصلح لمطبوعة ‏يومية أو مجلة أسبوعية، ولكنني أؤكد، وأحتكم في ذلك إلى جميع أعضاء نقابات واتحادات وأندية الصحافة العربية، أنها لا تناسب ‏مجلة تتأهب للصدور والظهور المنتظم اثنتي عشرة مرة فقط، خلال العام. ولا أريد القول لأسرة تحرير المجلة إن الكتابة عن حدث ‏انتهت صلاحيته الزمنية ليتم نشره في مطبوعة شهرية ينبغي أن تكون أكثر عمقا، وأكثر شمولا، وأكثر تحليلا. وأعتقد أنكم ‏ستدركون الآن ما هو شعور القارئ الذي شاء له حظه العاثر أن يطل على «شارع الثقافة» في مجلة «الدوحة»، لأن هذا الشعور ‏لن يختلف عن شعورك عندما تدخل إلى أحد المطاعم الفاخرة وتقدم إليك مادة مطبوخة منذ أكثر من شهور! ونصل إلى الطامة ‏الكبرى المجسدة في صفحة «عين الدوحة» وهي الصفحة الأخيرة المقابلة للغلاف الخارجي للمجلة. فهذه الصفحة بدلا من ‏تخصيصها لتكون منبرا مفتوحا لأبرز كتاب المجلة ليقدموا من خلالها تجاربهم الثقافية الثرية، خصصت لاستعراض آراء بعض ‏السياسيين التي ترددت عبر وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية! ولو كان الأمر اقتصر على ذلك لتقبلناه ولكن هذه الصفحة ‏الهزيلة كان ينبغي تسميتها «سلطة» لأنها تضمنت خليطا غير متجانس من آراء بعض الشخصيات الدولية ومن بينهم الرئيس ‏الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ونظيره اللبناني فؤاد السنيورة. وحتى الآن قد يبدو الأمر مقبولا ‏لكنني لم أجد مبررا واحدا لتكون من بين هؤلاء الراقصة «دينا» التي تم اقتباس قولها المنشور في جريدة «صوت الأمة» ردا على ‏الانتقادات التي وجهت إليها بسبب رقصها في الشارع العام أمام سينما «مترو» عندما قالت بالحرف الواحد «اللي غيرانة مني تهز ‏وسطها زيي». فهل هذه هي الثقافة التي تسعى مجلة «الدوحة» العائدة لنشرها وترسيخها؟ وهل هذا الاقتباس من وجهة نظر ‏الراقصة المذكورة يليق أن ينشر على صفحات مجلة «الدوحة» الثقافية الجادة الرصية التي تخيلت للوهلة الأولى أنها تحولت إلى ‏مجلة «الشبكة»! هذه بعض ملاحظاتي على العدد التجريبي «صفر» من مجلة «الدوحة» العائدة بلا روح إلى الوجود، ولا أجد ما ‏أقوله عندما أستعرض أسماء هيئتها الاستشارية أو أسرتها التحريرية، سوى أن هذه الأسماء الطنانة الرنانة تملك إمكانيات هائلة، ‏تؤهلها لتقديم مطبوعة ثقافية ناجحة، لها شخصية عصرية فريدة من نوعها، تحمل اسم مجلة «الدوحة»، التي توقفت عن النبض ‏عام 1986، وليس مجرد محاولة يائسة لاستحضار روحها الغائبة في إحدى حفلات «الزار» الفاشلة! وإذا لم تلتفت أسرة المجلة ‏لملاحظات المراقبين والمتخصصين والمتابعين، وتقوم بترتيب أوضاعها في الأعداد المقبلة، فسيظل الرقم «صفر» الكبير ‏والمستدير مرافقا لمسيرة مطبوعتنا العائدة، التي تحمل على غلافها شعار «ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية»، وهي بعيدة ‏كل البُعد عن ذلك الملتقى المزعوم.‏
أحمد علي
[email protected]