العملة أولاً‮ ‬أم‮ »‬الاستفتاء«؟‮!‬

العملة أولاً‮ ‬أم‮ »‬الاستفتاء«؟‮!‬


01-12-2007, 10:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1168594608&rn=0


Post: #1
Title: العملة أولاً‮ ‬أم‮ »‬الاستفتاء«؟‮!‬
Author: waleed500
Date: 01-12-2007, 10:36 AM

العملة أولاً‮ ‬أم‮ »‬الاستفتاء«؟‮!‬

ألا‮ ‬يمكن أن تستمر العملتان‮ »‬الدينار‮« ‬الذي‮ ‬يرمز للعهدين المسيحي‮ ‬والاسلامي‮ ‬و»الجنيه‮« ‬الذي‮ ‬يرمز لعهد الإحتلال البريطاني‮ ‬للسودان بقيادة المجرم كتشنر،‮ ‬ألا‮ ‬يمكن أن تستمرا حتى لحظة الإعلان عن نتيجة الإستفتاء عن تقرير مصير الشعب الجنوبي‮ ‬في‮ ‬عام ‮١١٠٢‬م؟‮!.‬ إن بنك السودن ضمن إعلاناته عن المقارنة بين فئات العملة الجديدة القديمة التي‮ ‬ترمز لعهد الإحتلال البريطاني‮ ‬والعملة الملغية التي‮ ‬ترمز للعهدين الاسلامي‮ ‬والمسيحي‮ ‬قد بين أن العملتين مبرئتان للذمة وصالحتان للتداول حتى إشعار آخر‮. ‬وبات معلوماً‮ ‬أن هذا الإشعار سيكون هو تحديد‮ ‬يوم ‮٠٣ ‬يونيو من العام الجاري‮ ‬كآخر‮ ‬يوم لتداول العملة المسيحية والافريقية والاسلامية والعربية‮ »‬الدينار‮« ‬والتي‮ ‬تعبر بحق عن الوحدة الثقافية والدينية والحضارية بين كافة أبناء الشعب السوداني‮ ‬إن كانت هناك وحدة مصدوق فيها من قبل كل الأطراف السودانية وليس بعضها حسب ما‮ ‬يبين الواقع المعيش‮.‬ ولكن ألم‮ ‬يكن من المنطق أن لا‮ ‬يتم الاستغناء عن‮ »‬الدينار‮« ‬إلا إذا كانت نتيجة الاستفتاء حول تقرير المصير هي‮ ‬استمرار الوحدة المفخخة بين الشمال والجنوب؟‮!.‬ أم أن نتيجة الاستفتاء تعتبر عند أهل القرار محسومة قبل اجراء الاستفتاء كما حدث في‮ ‬مؤتمر جوبا عام ‮٧٤٩١‬م وفي‮ ‬المائدة المستديرة عام ‮٥٦٩١‬م؟‮!.‬ نعم ما دام أن هناك موعداً‮ ‬لاجراء استفتاء حول تقرير مصير الشعب الجنوبي‮ ‬فلا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تلغى عملة الدينار قبله،‮ ‬وذلك لأن نفس الأسباب التي‮ ‬دفعت حكومة الإنقاذ نحو استبدال عملة الإحتلال البريطاني‮ ‬البغيض بعملة حضارة‮ »‬عيسى ومحمد‮« ‬عليهما الصلاة والسلام تصلح أن تدفعها لأن تجعلها مستمرة في‮ ‬جمهورية السودان الشمالي‮ ‬إذا تم في‮ ‬العام ‮١١٠٢‬م استكمال الإنفصال الذي‮ ‬لم‮ ‬يبق له إلا الإعلان‮.‬ إن إلغاء عملة‮ »‬الدينار‮« ‬قبل نتيجة الاستفتاء حول تقرير المصير لم‮ ‬يكن وحده هو الغريب في‮ ‬اتفاقية نيفاشا التي‮ ‬جاءت بقوات الإغتصاب الدولية ونقلت الحرب الى الشمال وإنما‮ ‬غرائبها كثيرة ومنها إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نتيجة الاستفتاء‮.. ‬انه بالحق امر معكوس‮.. ‬اذ أن الصحيح الذي‮ ‬ينتمى للمنطق هو أن تجرى عملية الاستفتاء قبل تغيير عملتنا والعودة إلى عملة عهد الاحتلال البريطاني‮ ‬وقبل إجراء انتخابات رئاسية‮. ‬فالبلاد في‮ ‬هذه المرحلة لا حاجة لها بانتخابات تزيد طينة الوضع الأمني‮ ‬بلة‮.‬ نعم تبقى رسالتنا للحكومة هي‮ ‬أن تستمر العملتان‮ »‬الجنيه‮« ‬الأوروبي‮ ‬الأصل و»الدينار‮« ‬الآسيوي‮ ‬والافريقي‮ ‬الأصل حتى الإعلان عن نتيجة الاستفتاء،‮ ‬فإن كانت‮ »‬وحدة‮« ‬فوداعاً‮ ‬لعملة الحضارة المسيحية والاسلامية أو الآسيوية والافريقية‮. ‬وان كانت‮ »‬إنفصال‮« ‬فتستمر عملتنا العريقة والتي‮ ‬لا تضاهيها في‮ ‬عراقتها كل عملات الإحتلال الأوروبي‮ ‬والتي‮ ‬ما زالت مستمرة حتى الآن في‮ ‬معظم دول آسيا وافريقيا‮.‬ ولكن إن كان لا بد من سحبها نهائياً‮ ‬بإشعار آخر‮. ‬فلتحفظ في‮ ‬مخازن بنك السودان حتى عام ‮١١٠٢‬م أى بعد الإعلان عن نتيجة الإستفتاء حول تقرير المصير أحادي‮ ‬الجانب‮.‬ فكلنا‮ ‬يحدونا الأمل في‮ ‬أن تعود عملة‮ »‬المسيح والخاتم‮« ‬عليهما الصلاة والسلام‮.. ‬كما تعود الآن عملة‮ »‬كتشنر وغردون‮« ‬عليهما لعنة الله

خالد حسن كسلا




Post: #2
Title: Re: العملة أولاً‮ ‬أم‮ »‬الاستفتاء«؟‮!‬
Author: waleed500
Date: 01-12-2007, 11:48 AM
Parent: #1


بمناسبة تبديل العملة.. قصص طريفة :أول عملة سودانية بعد الاستقلال حملت صورة الأزهرى وتوقيعه وبزوال حكومته أمرت حكومة عبدالله خليل بحرقها

قبل استقلال السودان كانت العملة السائدة في السودان هي الجنيه المصري الذي يحمل صورة الملك فؤاد الأول ومعه فئات صغرى كالعشرين قرش مصري، وعشرة قروش وأخرى حتى المليم، كما كان هناك الجنيه الانجليزي.

وكان امتياز العملة في السودان قبل استقلال السودان بيد البنك الأهلي المصري وفرعه في السودان.

لم ينشأ بنك السودان بعد و لكن كانت هناك ما يسمى بـ(لجنة العملة) بوزارة المالية هي المسؤولة عن موضوع العملة عقب الاستقلال، وكان الاتفاق هو أن تطبع اللجنة عملة سودانية بديلة للعملة المصرية والإنجليزية ليتم تداولها في السودان الذي نال استقلاله كتدعيم له، وكانت الحكومة برئاسة السيد إسماعيل الأزهري.

وتمت طباعة العملة الجديدة في انجلترا وعليها صورة الأزهري وتحمل توقيعه الشخصي وبالفعل وصلت العملة الجديدة إلى الخرطوم حيث استقبلها مساعد وكيل المالية لشؤون النقد والاقتصاد السيد عبدالله عبدالوهاب وتم استلامها وقبل طرحها تغيرت حكومة الأزهري وتولى السيد عبدالله خليل عن حزب الأمة رئاسة الحكومة فقرر مجلس الوزراء حرق العملة التي تحمل صورة توقيع إسماعيل الأزهري ولعل السبب هو رفضهم لأن تكون العملة لها مغزى حزبي وزعيم سياسي منافس وبالفعل تم حرق العملة وانتشر الخبر وسط الاتحاديين كالنار في الهشيم وحركوا مظاهرة قوية بقيادة السيد حسن عوض الله بدأت من حي السجانة حتى القصر الجمهوري وأخرى في عواصم الاقاليم التي يسيطر عليها الاتحاديون تهتف( حريق العملة حريق الشعب) وتجدر الاشارة إلى أن تلك المظاهرة -حتى القصر الجمهوري- لم تعترضها الشرطة وتفرقت بسلام، ومن ثم قامت حكومة عبدالله خليل بطباعة عملة جديدة بديلة حملت توقيع رئيس لجنة العملة بوزارة المالية السيد مأمون بحيري وأحد اعضائها السيد إبراهيم عثمان اسحق مدير إدارة التجارة والصناعة والتموين، واستمر الوضع حتى قيام بنك السودان المركزي عام 1960 على عهد نظام عبود حيث وقع على العملة الجديدة السيد مأمون بحيري أول محافظ لبنك السودان، والطريف أن الجنيه السوداني ظل يكتب عليه (اتعهد بأن ادفع لحامل هذا السند مبلغ كذا حسب قيمة العملة) الأمر الذي اختفى من الجنيه المطروح اليوم حيث يعتقد محافظ بنك السودان د. صابر محمد حسن أنه لا داعي له.

الجدير بالذكر وعقب حادثة وضع صورة الرئيس الأزهري والرئيس النميري في العملة هي الوحيدة التي تمت، في حين رفضت الأولى عام 1957 وحرقت، واستمر الجنيه (أبوعمة) منذ النصف الثاني من نظام مايو حتى تم الغاؤه عقب انتفاضة رجب أبريل 1985.

كان تبديل العملة سلساً خاصة في عهد وزير المالية النابه د. بشير عمر، ولم تحدث فيه حوادث بعكس تبديل العملة الذي حدث في العام 1991، حيث تم تبديلها بصورة عشوائية وتعسفية لم يشاور فيها وزير المالية ولا محافظ بنك السودان، حتى الموظفين القياديين حولهم سواء أكان في الوزارة أم بنك السودان، وتمت طباعتها بصورة سرية وجئ بها في حاويات وضعت في إحدى المدارس بالخرطوم بحري وتم التبديل بصورة تراجيدية حيث اعطيت مهلة قصيرة وحجز نسبة من حسابات المودعين بالمصارف بصورة متعسفة ووقف الناس صفوفاً في الشمس الحارقة، ضُرب كثير منهم بواسطة الشرطة خاصة في الاقاليم وبسبب تلك العشوائية اضطر المسؤولون اعادة فئة الخمسين جنيهاً للعمل.

كانت المبررات التي قدمت حقيقة سطحية رفضها الناس وأذكر أنني اتصلت بوزير المالية حينها واعترضت بشدة على تلك الطريقة واحتديت معه عبرالهاتف كما طلبت مقابلة الرئيس عمر البشير وبالفعل قابلته بمكتبه بالقصر الجمهوري وسجلت اعتراضي الشديد ولكن يبدو أن من فعلوا تلك الفعلة زينوا فكرة التبديل بصورة وردية ولكن كانت النتيجة وبالاً على العملة السودانية منذ ذلك الوقت والحمد لله أخيراً فقد أصبح القرار الاقتصادي الآن يصدر مؤسسياً من داخل الحكومة وبحكمة ومهنية أكثر وليس بقرار من (الكبانية) خارج الدوائر الحكومية!!، هذا تطور ايجابي كبير في الانقاذ نرجو أن يستمر ولهذا أرى تجاوباً كبيراً الآن في استبدال العملة عما سلف.

الخرطوم :السوداني