شكر واجب ...

نظراً للأرشفة التي تمت و ذهاب بعض البوستات لأرشيف النصف الثاني من طيب الذكر 2006م
و حيث أنني لم أتمكن من شكر الآتية أسماؤهم
كان لا بد من شكرهم
فالشكر موصول لهم مع محبتي ..
و الشكر مرة أخرى للأخ حميدة و بالأخص على غلافه الذي أعطى الكتاب نطهة مميزة.

حمزاوي
لإسماعيل وراق
ابوقوتة
لؤى
معاذ حسن
عبدالحليم التلب
ابو ساندرا
فيصل محمد خليل
احمد العمار
ملكة سبأ
ترهاقا
عبد الإله زمراوي
منصور مفتاح
محي الدين الريس
عمر الفاروق
ياسر الشريف
منى خوجلي
تولوس
بدري
عادب اسحق
عماد عبدالله ( تلفونك يا عماد )
ابوبكر
الرحمابي
ولي الدين الفكي
ياسر طيفور
شاذلي جعفر

أكرر الشكر .. و مودتي الدائمة

الاستاذ جلال ..
الرواية السودانية منذ زمن كانت خارج الأحداث ..
لقد عَمد النظام الحالي إلى تهميش صوت المثقَّف ..
فكان صوت المثقَّف السوداني من خلال منابر مثل Sudaneseonline او شذرات هنا وهناك في المطبوعات العربية ..
رواية مثل ( أماندا والابنوس ) التي قرأتها قبل الطبع ..
لا تتسع لها منابر الانترنت .. او عمود في جريدة ..
وطباعة كتاب في الوقت الحالي .. يعد ايضا مغامرة جريئة ..
نسبة للكساد والخمول المعرفي المصاحب لحالة الاحباط العامة التي يعاني منها الشعب السوداني ..

مبروك علينا ( أماندا والابنوس ) اضافة جديدة للمكتبة السودانية ..
وهنيئا لأباجهينة هذا القدر الوافر من اناقة الاسلوب وراحة البال ..

مقتطفات من المجموعة القصصية ..

مِسْيُو .. الفاضل
مستقيم بفعل الهواء المعدوم حوله..
رحم الله أيام الجناح الخاص الذي كنت تتقلب فيه في فندق ( جورج الخامس ) بشانزليزيه باريس .. كنت كمن يملك نجمة من نجماته الخمس .. تتقلب على السرير ذو ( المرتبة ) المائية .. تدخن السيجار الكوبي الفاخر .. و الكل يناديك
( مسيو .... ) .. توزع ( البقشيش ) يُمْنة و يُسْرة تتجول في ردهات الفندق ( بالروب دي شامبر ) المصنوع من القطيفة الحمراء تتهادى منتعلاً الصندل الجلدي كسـلطان زمانك .. يتهافت كل من يعمل بالفندق لخـدمتك و تلبية طلباتك.
أواه يا زمن أواه.
إبتسم إبتسامة باهتة ... سرعان ما إنزوتْ ..!

و يفيض النيل أحيانا في باريس ..

و الليل ينساب رويداً رويداً على الشارع المتخم بالأضواء .. و يتسلل الظلام إلى صدري ..
كم أخافك أيها الليل دون صحبة..
وقفتْ أمامي .. طـويلة كالرمح الدينكاوي .. ببشرتها الأبنوســية ..
و شعرها المقصوص ( كاريه ) كما الصبية .. أناقة لا تخطؤها العين ..
و إبتسمتْ إبتسامة فضحتْ عن أسنان تشع كزهور الياسمين في إناء أسود .. جمال صارخ ..
و في صوت يشبه الهمس قالت بنصف إبتسامة..
الأخ سوداني ؟
قالتها بلهجة محببة جعلت الحزن القابع في صدري يذوب كما الثلج من قمة جبل شاهق ..
وقفتُ و أنا أحاول ترتيب هندامي .. و صافحتها ..
و دعوتها لطاولتي و أنا أجلس مزهواً و كأنني فزت بمسابقة ضد كل الذين ينظرون إلينا من طرف خفي ..
و ظل النادل يروح و يجيء بالطلبات .. و أنا لا أنفك أتحسس جيب المعطف خوفاً على الفرنكات المتبقية ..

بيوت من طين لا تجرفها السيول

لمستْ جبينه فكان بارداً كالثلج ، رفعته بين يديها .. و إحتضنته .. لم تعد أنفاسه تحرق عنقها..
لم تعد تحتاج للتوسل ( لسيد الدكان ) ..
ضمته إليها بشدة .. دونما صراخ أو عويل و هي تنظر إلى لا شيء في ذهول ..
لثمتْ خده و أبقتْ شفتيها على خده طويلاً و كأنها تنفث فيه الروح و هي تهدهده و كأنه سينام و يصحو بين يديها..
إبتلعتْ حزنها و الجسد البارد يغوص بين حناياها..
و بيدها الأخرى ضمتْ إليها إبنتها المذعورة من الصمت المطبق و نحيبها المكتوم..
و في ذات اللحظة .. أحستْ بأن صورة زوجها التي كانت مرسومة على مخيلتها زمناً طويلاً قد تلاشت و إنمحتْ تماماً..!!

قناديل محاسن

كنت في صغري .. أرهق عقلي في بناء عالم خاص بي ..
عالم أبني بيوته و أشجاره و أنهاره و طعامه و شرابه بتصوري الخاص ..
كلمات أسمعها من إخوتي و أولاد و بنات الجيران .. فأسألهم عن مكنوناتها ..
فيصفونها.. فأرسمها في خيالي و تظل محفورة لفترة طويلة ..أجلس أشكِّلها بحدس لا أدري إن كان صائباً أم مخطئاً..
فأضع أمي في خانة البيوت و الحجرات ..
و أبي ..أتخيله مستودعاً للأكل و الشرب .. و كأنه يحملها بين يديه طوال الوقت ..
و خـالتي خديـجة أتخـيلها دائماً ليلة صـاخبة مـملوءة بالفـرح و الزغاريد..
و إخوتي أتخيلهم أشجاراً لا أسمع حفيفها .. و لكنني أرتطم بهم في مشاحنات يومية .. !!

أماندا و الأبنوس

خلفي يقبع كشك صغير يبيع ( الآيس كريم ) ..
فتاة في عمر الزهور .. بزيها الريفي تقف خلف طاولته ..
بشرتها تحاكي لون الشفق في بداية الغروب ..
وجه وديع مستدير .. يذكرني بصورة فتاة مرسومة على علبة حلويات ( بوند ستريت ) التي كنا نشتريها أيام زمان في عطبرة ..
شعر أشقر مجدول ينساب إلى ما أسفل خصرها .. تلمع ضفيرتيه في ضوء الشمس كرقائق النحاس ..
تحدق في .. أحس بنظراتها تخترق ظهري ..
ألتفت نحوها فتنشغل بعملها و نصف إبتسامة ترقد على جانب شفتيها..
ترمقني بعينين بلون البحر .. يزيد من روعتهما لون بشرتها ..
أجلس على المقعد .. ألقي بفتات الخبز .. وأستمتع بعراك البط عليه ..
النظرات إياها أحس بها على ظهري تلسعني كشمس الظهيرة ..
إلتفتُّ بسرعة ..
أعلى الجبل ..!!

سر ( أبو شامة ) الأخير

ضوء ( لمبة الجاز ) الباهت ينشر في الغرفة شاعرية غامرة ..
جالسة مُوِلَية ظهرها للباب ..
القرمصيص يغطيها بالكامل ..
وقف يتأملها ..
تقدم .. و لثم رأسها ..
ثم رفع يدها و أودعها قبلة حارة طويلة .. و تركها بين راحتيه برهة خيل إليه فيها أنها غاصت بين حناياه و ذابت فيها..
ثم سحب القرمصيص رويداً رويداً .. فانزلق متسارعاً من على جسدها ليرتاح في صمتٍ على ( البرش ) تحت قدميها المنقوشتين ..
شعرها تزينه قطع من الذهب في تناسق مع ضفائرها ( الممشطة ) ....
( مسايرها ) تتلوى في عناد لترقد في صخب على مقدمتى كتفيها ..
مبروك علينا ..
همس في صوت بالكاد سمعه هو .. و إزدرد ريقه المعدوم ..
ثم وضع أطراف أصابعه أسفل ذقنها و رفع رأسها برفق .. و هي بين مستسلمة و معاندة ..
على ضوء اللمبة الأحمر الباهت .. رأى وجهها ..!!

أبوجهينة

ســــــــــلامات ..

وتهانينا .. وعقبال تتالي سلسلة الروايات ..

محمد أبو جودة

تحياتي
و ليك وحشة يا رجل
شكرا على المرور

الأستاذ / جلال

ألف مبروك ، وفقك الله ورعاك

أخي العزيز محمد عبدالله هارون

تحياتي

شكرا كثيرا على التهنئة و الدعوات

دمتم