قناة جونقلى و قناة توشكى

02:58 PM November, 22 2019

سودانيز اون لاين
Abureesh-أمريكا
مكتبتى
رابط مختصر

فى بداية الثمانينات حضرت محاضرة عن المياه نظمها معهد غوتة فى مركزه فى الخرطوم.. المتحدث كان المانى خبير فى المياه. و مما قاله فى ذلك الزمن السحيق ان الحرب القادمة ستكون حول المياه.
لكن اهم ما جاء فى المحاضرة هو حل التناقض (الذى لم نكن نعلمه حتى) فى الإجراءات المصرية الغريبة.. فحين كانت تحفر قناة جونقلى من جهة, كانت فى ذات الوقت تحفر قناة توشكى لصب المياه الزائدة فى الصحراء.. أشبه بساقية جحا. ولكنه حل اللغز.
قال ان حفر قناة توشكى يخدم ثلاث أغراض:
1. يصرف المياه الضخمة المتوقعة بعد الانتهاء من جونقلى و التى لا يتحملها السد العالى.
2. لو تأجل حفر القناة فسوف تتضاعف التكلفة فى المستقبل.
3. صب المياه الزائدة فى الصحراء سيخصب الصحراء و يجعلها صالحة للزراعة مستقبلا.

و هذا ما حدث بالفعل.

و لكن بدل مياه قناة جونقلى فإن المصريين يستخدمون مياهنا التى (نسلفها) لهم سنويا لإخصاب الصحراء التى بدأوا بالفعل فى زراعتها منذ ذلك الحين.
لقد كتبنا فى هذا المنبر من قبل و فى اكثر من مناسبة.. ان على الحكومة توجيه المياه الزائدة عن استخدامنا و لكنها ضمن حصتنا فى اتفاقية مياه النيل.. ان توجهها للصحراء حتى إن لم تكن مشاريع هناك. و يمكن رش بذور الشجر بالطائرات كما تفعل الصين.. و حياتى اليوم الذى تتراكم فيه الطمى و تكون الارض صالحة للسكن و الزراعة.. قلنا ذلك و لكن لا حياة لمن تنادى.