التطبيع مع إسرائيل...حدث غدا...؟

التطبيع مع إسرائيل...حدث غدا...؟


07-16-2007, 02:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=294&msg=1194508463&rn=0


Post: #1
Title: التطبيع مع إسرائيل...حدث غدا...؟
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 07-16-2007, 02:17 PM

أطلقت القمة العربية التى عقدت فى فى لبنان 1973 المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل.وقد أحدثت إختراق تأريخى فى ملف الصراع العربى الاسرائيلى أنذاك,ولقد تمثلت تلك الإختراقات فى طرح شروط للتفاوض تلخصت فى فىإنسحاب إسرائيل لحدود 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينين.وبعيد تلك القمة مضت قمة بيروت فى عام 2000 للتحرك فى ذات الاتجاه الذى أسميه أنسنة الصراع العربى الاسرائيلى,قلنا أن قمة بيروت مضت فى ذات الاتجاه عندما تبنت الأطروحة السعودية الداعمة لمبادرة السلام.
وعلى ذات المنوال أبت القمة العربية الأخيرة فى الرياض إلا أن تتحرك فى مساحات واسعة فى ملف العلاقات العربية الإسرائيلية عندما نصت وبصريح العبارة على تفعيل المبادرة العربية للسلام,الداعية لإقامة علاقة تطبيع مع دولة إسرائيل بمشروطية موافقة إسرائيل على شروط المبادرة العربية للسلام.
والشاهد أن الحكومة السودانية وبوصفها عضو فى الجامعة العربية قد وافقة على المبادرة العربية للسلام وبالشروط التى طرحت من قبل الجامعة العربية ودون تحفظ يذكر من جهة الحكومة. مما يضع الحكومة فى موقف محرج للغاية إذا ماوافقت إسرائيل علىالمبادرة العربية للسلام بنسختها تلك,مما يعنى أن الحكومة السودانية ستكون ملزمة وبنص المبادرة على إقامة علاقة تطبيع مع إسرائيل حدها الأدنى تبادل التمثيل الدبلوماسى بين الدولتين,وموافقة الحكومة السودانية على التطبيع مع إسرائيل تحت مظلت الجامعة العربية يعنى ضمنيا ان موقف الحكومة السودانية حيال دولة إسرائيل ليس موقف مبدئى وثابت بقدر ماهو موقف محكوم بشروط سياسية معينة متى ما تحققت زال التمترس ضد التطبيع مع إسرائيل وهذا واضح للغاية من خلال الموافقة على المبادرة العربية للسلام.
وهذ يحيلنا بإستمرار إلى كتابات سابقة دلقناها فى الورق,وتحدثنا من خلالها عن حتمية التطبيع مع إسرائيل,وعرجنا لنقول إن التطبيع مع إسرائيل ماعاد كما كان فى الماضى خيار من عدة خيارت,بل أضحى الخيار العقلانى الوحيد المطروح فى الساحة فى ظل جملة معطيات سياسية وإقتصادية وإجتماعية.وفى ظل واقع المنحيات التى أخذها الصراع العربى الاسرائيلى ذاته والذى أخذ إتجاه تقاطع سلبيا مع الأدوات التى كان يدار بها فى الماضى,تلك الادوات التى أفرزت كلف إنسانية كبيرة للغاية .وأوضحنا ان المجتمع السودانى بدأ يمارس قطيعة مع الذاكرة القديمة التى وقفت عند تخوم النظر لإسرائيل كعدو مطلق وكتلة صماء.واخذ يتعاطى مع موضوع التطبيع بشئ من العقلانية,عقلانية حيدت زوايا النظر القائمة على العاطفة والخيارات المجانبة للصواب,وقلنا أن مساحات التنميط القديم التى نجح فى تشكيلها الحكومات المتعاقبة والاعلام العربى قد بدأت فى فى التهاوى والتقزم ,وبعد ان كان يتعامل مها كمسلمات بدأت تمر عبر مختبر العقل لا العاطفة والإنحياز الأعمى لقضايا لسنا أصحابها بالدرجة الأولى وأن مقدار تضامننا معها يجب أن لا يتجاوز محطات التضامن مع كل ماهو إنسانى.
وتجاوزنا ذلك لنقول إن موضوع التطبيع مع إسرائيل وبعد أن كان لعقود بمثابة المحرمات والخطوط الحمراء التى يستعصى النفاذ من خلالها داخل المجتمع السودانى,أصبح الأن على العكس من الماضى,موضوع متداول على نطاق واسع داخل المجتمع السودانى وفى كل مستوياته ومشاربه,بدأء من الصحافة ومرورا بالخبراء وصولا إلى صناع مستقبل السودان (الطلاب).
بل نجد أن بعض السودانيين قد تجاوز محطات التناول الشفاهى والنظرى وأتجه صوب أرض العدو المفتعل,باحثا عن حق الإقامة واللجؤ وباعداد ترسل إشارات مفادها أن التطبيع مع إسرائيل أصبح مسنود برأى عام شعبى جارف,وصل لحد التعرض للموت للوصول لدولة إسرائيل للإقامة فيها.وأن كانت الحكومة الإسرائيلية قد أبدت بعض الريبة المبررة حيال تدافع السودانيين لاراضيها,إلا أن منظمات المجتمع المدنى الإسرائيلى وبعض أعضاء الكنيست الإسرائيلى من ذوى الحساسية الإنسانية العالية,كانوا فىالموعد تماما وضربوا أمثال فى الأتساق الأنسانى والأخلاقى ورحبوا بالسودانيين وخرجوا فى مظاهرات ضد موقف الحكومة الاسرائيلية تجاه اللأجئين السودانيين,وهذا موقف يبين حجم التباين الذى يزخر به المجتمع الاسرائيلى وهو على العكس مما يحاول الإعلام العربى والسودانى تصديره إلى وعى أفراد المجتمع السودانى.
وبتحليل منطقى نجد ان موضوع التطبيع مع إسرائيل أصبح مسنود برأى عام سودانى قوامه ثلاثةالف مواطن داخل دولة إسرائيل,وثلاثة الف أسرة سودانية داخل السودان تنظر بإحترام وإعجاب لدولة إسرائيل التى منحت بعض من أبنائها الضؤ الاخضر ليعيشوا حياة كريمة مفعمة بالانسانية.ومضاف لكل هؤلاء شريحة نوعية من الناشطين فى تجاه التطبيع مع إسرائيل من الذين تواسعت زوايا النظر عندهم وثبتوا منذ البداية موقف ضدى حيال العدوات المفتعلة مع شعوب تقاسمنا هذه البسيطة.
ولأن موضوع التطبيع مع إسرائيل كما قلنا قد تجاوز محطات الإستفتاء(مع/ضد)وأصبح يرتكز على رأى عام سودانى لايرى مشاح أو خجل فى المقاربة العقلانية للموضوع,وينحوا تجاه تفكيك المواقف المسنودة بالعاطفة لا العقل والقراءات السليمة,ونجحوا فى إسقاط ورقة التوت التى كان يتدثر وراءها سدنت المجيشين عاطفيا جراء كثافة التنميط والمعلومات المغلوطة عن إسرائيل مضاف إلى ذلك التناول غير النزيه من قبل الإعلام السودانى المسنود بضؤ أخضر من صناع الفعل السياسى.لكل ذلك يسرنا أن نقول ان رهاناتنا حيال الموضوع قد بدأت فى التشكل,وأن موضوع التطبيع هو الأن فى مختبر الإختمار ليس إلا.مما يجعلنا نقول بثقة ان التطبيع بين السودان وإسرائيل أمر لايحتاج إلا لوقت قصير ليتنزل لأرض الواقع.

Post: #2
Title: Re: التطبيع مع إسرائيل...حدث غدا...؟
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 07-16-2007, 02:29 PM
Parent: #1

*********************