( قــلت أرحــل ) : وجـه آخـر لمحمــد وردي و التجانــي سعيـــد .

( قلت أرحل ) : وجه آخر لمحمد وردي و التجاني سعيد .

(1)
لن نفي مُبدع الأغنية الوطنية في السودان حقه من التقدير . يتعين علينا أن نُكرم الذين قدموا الكثير وأفسحوا من وقتهم و عُسرة ما نالهم من ترصدهم الكلمة الشعرية المُبدعة وهي تنزل من أغصانها الندية لتكون ثمرة موسيقى الفنان الرائع ويستحلب الأسمدة لتسكُن بطن مزرعة الوجدان الغنية أبداً
نذكر أحد أصدقاءنا الرائعين عندما حضر في عطلته السنوية عام 1975 م من جمهورية المجر . كان يحمل في حقيبته ( وثيقة باسم الفنان محمد عثمان وردي بنيله جائزة ( بابلونيرودا ) لموسيقى الشعوب ) .
لن نعرف نحن قدر مُبدعينا إلا بالإطلاع على صفحة من صفحات حيواتهم الفنية الخاصة . وردي لا يشبه أحداً . لا عاداته ولا طبائعه . ودودٌ كريمٌ . له قدرة على مد الجسور بالمُبدعين ، وبالطلاب . مطّلع وقارئ نهِم ، يواكب كل شيء . صلب قوي المراس . لا يحني ظهره لصولجان الحكام أو لصلف الأيدي الوالغة في مشرب الأمن الباطن أيام ( 25 مايو ) . كان في كل شهر يستشفي في غرفة خاصة في مستشفى سوبا الجامعي في السبعينات من آثار العنف الجسدي الذي يلحقه في كل حين وفي رابعة النهار ليستكين ولم يفعل. فنان هو عال الهمة ، كرامته فوق كل كرامة .
مكتبته منذ زمان بعيد مملوءة بموسيقى متنوعة من شتى أنواع الإبداع العالمي . كان لا يتوانى أن يقسو على أبنائه ليكونوا بقدر تحديات الإبداع ودفع ثمنه الغالي .
من هذا الملف أعطف على كوكبة من الإخوة والأعزاء . الذين كالوا مثل الكثيرين عتاباً غليظاً في حقه . يربطون حياته الشخصية برؤاهم ويخلطون فنه و ميوله وأهواءه ، وتلك قفزاً من أعلى حائط الخصوصية إلى مواجع الفنانين الخاصة . فحكمنا يتعين أن يتبع ما قدم هو لنا ولشعبه وبالمساحة الشاسعة التي جمّل بها الوجدان السوداني .
لم نزل جميعاً نذكر قائد من قادة ( السودان الجديد ) جون قرنق الذي استقبلته الملايين في الساحة التي لم تخضر إلا بوجوده مع شعبه هناك . وسئل القائد عن فنانه المُفضل فقال دون تردد :
( محمد وردي )
(2)
لستُ أول من دعته الحاجة قسراً أن يتخذ القرار ، أو يحمل قوياً أصابعك لتوَّقع على القرار ، أحببت أم لم تُحب .لاتخاذ القرار جسد حاسر الرأس ، لا يتخفى ، له قسوة أن هناك عُدة خيارات يتعين تركها جانباً واختيار واحد منها وبسرعة لازمة .
(3)
اتخذ الشاعر : التجاني سعيد القرار وكتب :

قلت أرحل أسوق خَطواتي من زولاً نسى الإلفة
أهوِّم ليل وأسافر ليل وأتوه من مرفى لى مرفى
أبدِل ريد بعد ريدِك عشان يمكن يكون أوفى
رحلت وجيت وفي بُعدِك لقيت كل الأرض منفى

*
عيونك زي سحابة صيف تجافي بلاد وتسقي بلاد
وزي فرحاً يشيل مني الشقا .. ويزداد
وزي كلمات بتتأوه تتوه لمن يجي الميعاد
وزي عيداً غِشاني وفات وعاد عمّ البلد أعياد
وزي فرح البعيد العاد
وزي وطناً وكت أشتاقلو برحل ليه من غير زاد
بدون عينيك بصبح زول بدون ذكرى وبدون ميلاد
..........
(4)

لم تعتد أوائل السبعينات من القرن الماضي مثل تلك الصور الشعرية المُركبة ، وخاصة في الشعر الذي يدخل فضاء الغناء ، لقد أعاد الشاعر ترتيب الدُنيا والكون على هواه ، وأعمل في الحدث عجينة كائنٍ له لحم و دم ، وآخر أرض و وطن ومحبة مُشتركة . إن التأويل غلاب ، يأخذ بدنِكَ والروح ، يُشتت أشجانك و رغائبك .
حبية هي أم وطن .. ؟
(5)
في محبسه بسجن كوبر ، قضى المبدع محمد وردي ما يقارب السنتين . جرمه أن لحن قصيدة سجلها للإذاعة من أشعار أحد شعراء الوطنية يقول مطلعها :
حنتقدم حنتقدم
في وسط الريح حنتقدم
نهدِم سد
نشيّد سد
واشتراكية لآخر حدْ
(6)
كان الاعتقال مكاناً لا يسع القلم والورقة ، ولا يسع آلة العود ولغة الموسيقى عند ساحرها فحُرِم منها . قرأ القصيدة وحفظها ، ودندن كلماتها ، وتدفقت بُحيرته بصخب الموج ، ولحنّ القصيدة بصوته ، بآلة ( الحُنجُرة ) وحدها . كانت الدنيا قاسية ولكن للقسوة أن تلين أمام الإرادة الغالبة والإصرار وصناعة الكرامة الإنسانية في حين يرغب الآخرون هزيمة الحس المُبدع الحُر الذي يتخير ما يشاء ليُلحن ويغني . لن تقف إرادة في وجه صلابته .
ها هو ساحر الألحان ( محمد عثمان وردي ) وقد وجد كون القصيدة أرحب ، وأفلاكها تأخذ استدارة أوسع ، وفي بطن الكلمات أحرُف طيعة تتمايل . في ليلة من ليالي الأسر تفيض بهاءً ، تتراقص أنجمها وكان اليوم الموعود.
أُطلق الفنان من محبسه . وها هي الأغاني التي رُفعت عن أسماعنا في المذياع تعود، وانطلق في أول لقاء إذاعي وغني ( نور العين ) . ومن هولٍ وقعت الأغنية لآذان من سمع كأنه يتبادل القُبل مع جماهيره التي أحب .
(7)
سبق الليلة المشهودة تنظيم من (جمعية الثقافة الوطنية والفكر التقدمي ) بجامعة الخرطوم . تجمع الطلاب والطالبات في مناسبة الحفاوة بثورة أكتوبر الوطنية في الميدان الغربي . نُصبت المنصة و صعد عليها العازفون . وبدأت المقدمة الموسيقية ...
وسط موجة التصفيق ، وأدمُع المحبين لفنه من كل حدب و صوب ، جاءوا جميعاً لتحية فنان رائع خرج من محبسه بسجن كوبر وجاء ليغني كما غنى الخليل . مثلما غنت مهيرة ، تلهب الأجيال جيلاً بعد جيل..كما أشعرَ الدكتور مبارك بشير سليمان .
صعد الفنان وردي لأول ظهور له من بعد الاعتقال و غنى لنا:

( قلت أرحل ) .

عبد الله الشقليني
29/03/2009 م

وردي واحد ولن يتكرر


التحيه للعملاق الهرم الغنائي معلم الاجيال الاستاذ محمد وردي
التحيه للشاعر الفذ التجاني سعيد
قلت ارحل .. اغنيه وألحان تقف لها الهامات وتنحني
لك خالص الود اخي الاديب عبدالله الشقليني

Quote: وردي واحد ولن يتكرر التحيه للعملاق الهرم الغنائي معلم الاجيال الاستاذ محمد وردي التحيه للشاعر الفذ التجاني سعيد قلت ارحل .. اغنيه وألحان تقف لها الهامات وتنحني لك خالص الود اخي الاديب عبدالله الشقليني

العزيز : نوفل
تحية طيبة

في يوم
في شهر
في سنة

يتعين أن نتذكر أن للمجد عتبات لا يصعدها إلا الكواسر .



.

قال المتنبي :
بأدنى ابتسامٍ مِنكَ تَحيا القرائحُ .. و تَقوى من الجسمِ الضعيفِ الجوارح
ومن ذا الذي يقضي حقُوقَكَ كلها .. وَ مَن ذا الذي يُرضي سوَى مَنْ تُسامحُ
*
رحلت وعدتُ ، وجدت الأرض أجدبت ، وقصور الكرامة قد هُدّت .
والليل أضحي سمير الحزانى ، ومُنكسري الأنفُس .



*

ألأخ الأستاذ الشقلينى

تحياتى واحترامى

غناء ألأسطورة وردى لى كلام المرهف التجانى من يوم لاقانى ماعرفت سمعتو بى ياتو حاسة، المتأكد منو إنو دى من التجارب الأنسانية النادرة بتعيشها وما بيفرق كتير تسميها ولاتصفها... ولما يجى أستاذنا الشقلينى يوصفها بى كلامو الطاعم ... بنرجع نعيش تذوقها تانى من جديد...وترجع تقول ... آه..آه.. صحى ...زى ماتقول الناس ديل كلهم عاشوا التجربة دى معاك ومع بعض.. وفعلأ ما غريب إنو جون قرنق فى لحظة تجردوا الأنسانى يكون مع الباقين فى أحساسهم بى غنا الأستاذ وردى......

شكرا لك أستاذى وأنت ترتقى بكل ما هو إنسانى فينا... وتحياتنا للأستاذ وردى وللمرهف التجانى ..
و وردى دا الزول الوحيد المامكن أى واحد فينا يتخيل السودان كان حا يكون كيف بدونه...ربنا يمد فى عمره..
وبالجد ...كلامك سمح يا أستاذ...شكرا ليك تانى وتانى...
لك الود و ألأمانى الطيبات..
سيف

Quote: يتعين أن نتذكر أن للمجد عتبات لا يصعدها إلا الكواسر .

ودي حقيقة
عبدالله الشقليني ..
احيييييييك

Quote: ألأخ الأستاذ الشقلينى تحياتى واحترامى غناء ألأسطورة وردى لى كلام المرهف التجانى من يوم لاقانى ماعرفت سمعتو بى ياتو حاسة، المتأكد منو إنو دى من التجارب الأنسانية النادرة بتعيشها وما بيفرق كتير تسميها ولاتصفها... ولما يجى أستاذنا الشقلينى يوصفها بى كلامو الطاعم ... بنرجع نعيش تذوقها تانى من جديد...وترجع تقول ... آه..آه.. صحى ...زى ماتقول الناس ديل كلهم عاشوا التجربة دى معاك ومع بعض.. وفعلأ ما غريب إنو جون قرنق فى لحظة تجردوا الأنسانى يكون مع الباقين فى أحساسهم بى غنا الأستاذ وردى...... شكرا لك أستاذى وأنت ترتقى بكل ما هو إنسانى فينا... وتحياتنا للأستاذ وردى وللمرهف التجانى .. و وردى دا الزول الوحيد المامكن أى واحد فينا يتخيل السودان كان حا يكون كيف بدونه...ربنا يمد فى عمره.. وبالجد ...كلامك سمح يا أستاذ...شكرا ليك تانى وتانى... لك الود و ألأمانى الطيبات.. سيف

الأكرم الأستاذ / سيف
تحيات زاكيات

قرأت صفحة وجدانك النقي ، يطفح برغوة محبة . جميعنا في حاجة لنصفو
من همومنا ونفتح صفحات تختبئ في الذاكرة ونتطلع لهذا البُستان الزاهر من صناعة المُبدعين الذين إن رأيتهم حسبتهم يعشقون أنثى ، أو وطناً في صورة حبيبة . تتجول على أرض عُشبها أخضر ، وبسمات أزهارها تتطلع تنظُرك بتعجُب ككائن له القدرة أن يمشي ويتجول . تبُثه بلغاتها العطرية لينتبه إلى الحوار الساكن الذي لا ينطلي إلا على الذهن الوثاب الذي يلقُط فلسفة الحياة من منابعها .
تحية لك أخي بهي الطلع ، و دود العبارة ، نثرت في أوجهنا وأوجه القراء والقارئات جميعاً الخير القادم مع الواردين .
ألف تحية لك وألف سلام ، وليتنا بقدر ثناءك الفخم لما ننثره هُنا و هُناك .
أحببنا أن ننتبه أن بيننا وطنٌ اسمه ( أغنية ) تستحق أن نتفرس ملامحها جيداً .
شكراً لك .




*

الأكرم أستاذي الشقليني...

شكرا لهذه التحفة وشكرا للمبدع العظيم الذي لا يتكرر مثله
أستاذ الأجيال وباعث الفرح والإبداع الهرم الشامخ محمد عثمان
حسن وردي، نسيج وحده ومتقدم صفوفه، أطال الله عمره...

لقد أستمعتُ للجزئين وأخذتني نشوة في صباحي هذا وشعرتُ
بفرح غامر يأخذ بتلابيبي وتذكرتُ الوطن الذي يرتحل اليه
صديقنا التيجاني من غير زاد، ولم أتمالك نفسي، إذ وجدتني
أذرف الدمع لهكذا تعبير...

يااخي والله بدأتُ يومي بك ويا له من يوم..

التحية عبرك للأستاذ الأب الصديق الأخ الشقيق محمد وردي
وهو الآن بالأردن بعد أن غادر الدوحة قبل أسابيع قليلة. يحفظه
الله ويسبغ عليه نعمة الصحة حتى يعود لنا مرة اخرى بمثل
رائعة قلت أرحل..

العزيز عبد الإله زمراوي
إني أعلم أن الخير مستوطنٌ في بحور هذه الأغنية . لبست الحبيبة حُلة الوطن ، وعاد الحبيب كالغريب . الشمس بطعم آخر ، وهواء مُتربٌ كالح علِق بقبة السماء . نعم وجد الأرض وقد حط عليها نسر البؤس ... منفى .
مضى من عمر الأغنية أكثر من خمسة وثلاثين عاماً . تسمع فيها حفيف أشجار ذلك الزمان ، وأشجان النفس والحُلم بأمل جديد توطن في خرزة الفؤاد .
تحية للتجاني و وردي
والتحية لتلك الأقمار وهي تدور في مسارها لتلتقي .


*

Quote: شكرا لهذه التحفة وشكرا للمبدع العظيم الذي لا يتكرر مثله أستاذ الأجيال وباعث الفرح والإبداع الهرم الشامخ محمد عثمان حسن وردي، نسيج وحده ومتقدم صفوفه، أطال الله عمره...

Quote: لن نفي مُبدع الأغنية الوطنية في السودان حقه من التقدير . يتعين علينا أن نُكرم الذين قدموا الكثير وأفسحوا من وقتهم و عُسرة ما نالهم من ترصدهم الكلمة الشعرية المُبدعة وهي تنزل من أغصانها الندية لتكون ثمرة موسيقى الفنان الرائع ويستحلب الأسمدة لتسكُن بطن مزرعة الوجدان الغنية أبداً نذكر أحد أصدقاءنا الرائعين عندما حضر في عطلته السنوية عام 1975 م من جمهورية المجر . كان يحمل في حقيبته ( وثيقة باسم الفنان محمد عثمان وردي بنيله جائزة ( بابلونيرودا ) لموسيقى الشعوب ) .

قلت أرحل ..


الوجه الذى يحمل ملاامح وردى الحقيقية

الوجه الذى لاا يترك عليه مرور الزمن و سنواته سوى نضاارة الشباب

و صبوة الصِبا .. و عنف إحساساته


حملت صدفة لقائها و ظروف تلحينها روحاً من الوطنية

التى دوماً ما تقاسم وردى جمهورُه على أساسها

فمنهم من يراه شخصية قومية .. و منهم من يشعر به قلباً يوقِّع لإيقاع يتجدد

فى كل أمسيةو كل موقف

و أرحل هى خير وجه حمل ملاامح الإثنين



أرحل .. صب فيها وردى مكنون أعوام و زنزانة

و سكب فيها التيجاانى سعيد شلاالااااات عنفوان سنوات إحساس توه إستوى و آن نضوجه

و تشاء الصدفة أن تضيق بذلك الشلال الدنيا .. لتسعه الزنزانة

و ذاكرة الذين كاانوا مع وردى حينها, لتوقيع اللحن و صونه من النسياان..

ليرحل بعدها التيجانى سعيد مع إختياره للونية شعرية أخرى أيضاً تعتبر متفردة

و يترك وردى و عشاقه لأرحل و من غير ميعاد

هو .. كل ما لحنه و غناه وردى له


و حسب إحسااسى بأرحل .. أجدنى أحسها عاطفية رمزية

أكثر من كونها سياسية ..

رمزت لقيمة مختلفة للحب و العاطفة

و كرمّت المرأة بمعانىٍ أسمى من لغة الجمال الشكلى

بها فكرة و خيال .. تحفز السامع على أن يتخيل خارطة زمان و مكان

و تفاصيل جمالية تبعد عن سذاجة الشعر العاطفى


و فكرة الرحيل .. التى هى فى حد ذاتها كانت تخلية .. وحدها تحمل قيمة

فالنص متخم بالمعانى التى يشكل كل معنى فيها موضوع

المرأة فيه هى الوطن .. و يبقى العالم منفى

يعكس ترف العاطفة و فراهة المشاعر

يرفل فى العقل كما الوجدان تماماً


و ذلك هو التيجانى سعيد ..

تحلت كلماته دوما بعمق الفكرة و كبر المعنى و اختلاف لغة الطرح..

و تشبيه الجمال بما هو أجمل و أشمل

وبغض النظر عن المضامين فلسفية كانت أم بسيطة

نجده دوما يطوع العقل و يدفع الخيال للحركة التى تداعب المشاعر..

ليخرج لنا رموزاً فى رمز



أما محمد وردى .. فله العظمة الأبدية

و لأغنياته السمع و الطاعة

عزيزي عبد الله


وصف الشاعر التيجانى سعيد كتابة قصيدة (قلت ارحل) بانها


( تشبه عمليه تحويل الحبر الى دم)


التحيه لهولاء الكبار

Quote: قلت أرحل .. الوجه الذى يحمل ملاامح وردى الحقيقية الوجه الذى لاا يترك عليه مرور الزمن و سنواته سوى نضاارة الشباب و صبوة الصِبا .. و عنف إحساساته حملت صدفة لقائها و ظروف تلحينها روحاً من الوطنية التى دوماً ما تقاسم وردى جمهورُه على أساسها فمنهم من يراه شخصية قومية .. و منهم من يشعر به قلباً يوقِّع لإيقاع يتجدد فى كل أمسيةو كل موقف و أرحل هى خير وجه حمل ملاامح الإثنين أرحل .. صب فيها وردى مكنون أعوام و زنزانة و سكب فيها التيجاانى سعيد شلاالااااات عنفوان سنوات إحساس توه إستوى و آن نضوجه و تشاء الصدفة أن تضيق بذلك الشلال الدنيا .. لتسعه الزنزانة و ذاكرة الذين كاانوا مع وردى حينها, لتوقيع اللحن و صونه من النسياان.. ليرحل بعدها التيجانى سعيد مع إختياره للونية شعرية أخرى أيضاً تعتبر متفردة و يترك وردى و عشاقه لأرحل و من غير ميعاد هو .. كل ما لحنه و غناه وردى له و حسب إحسااسى بأرحل .. أجدنى أحسها عاطفية رمزية أكثر من كونها سياسية .. رمزت لقيمة مختلفة للحب و العاطفة و كرمّت المرأة بمعانىٍ أسمى من لغة الجمال الشكلى بها فكرة و خيال .. تحفز السامع على أن يتخيل خارطة زمان و مكان و تفاصيل جمالية تبعد عن سذاجة الشعر العاطفى و فكرة الرحيل .. التى هى فى حد ذاتها كانت تخلية .. وحدها تحمل قيمة فالنص متخم بالمعانى التى يشكل كل معنى فيها موضوع المرأة فيه هى الوطن .. و يبقى العالم منفى يعكس ترف العاطفة و فراهة المشاعر يرفل فى العقل كما الوجدان تماماً و ذلك هو التيجانى سعيد .. تحلت كلماته دوما بعمق الفكرة و كبر المعنى و اختلاف لغة الطرح.. و تشبيه الجمال بما هو أجمل و أشمل وبغض النظر عن المضامين فلسفية كانت أم بسيطة نجده دوما يطوع العقل و يدفع الخيال للحركة التى تداعب المشاعر.. ليخرج لنا رموزاً فى رمز أما محمد وردى .. فله العظمة الأبدية و لأغنياته السمع و الطاعة

سيدتي في بُستان :قلتَ أرحل :

( ليلى عز الدين )
من بسمات الإبداع ، ومكنونات الداخل . لم يجد الشاعر أو الفنان أنفسهما إلا وقد خَمرا عُناب اللحظة الشجية وكتبا ونسجا أروع لحظاتنا الهاربة كفراش يرف من فوق وردة متفتحة تفوح منها عطورها الأرومية . حفظتها العين الوالهة للنظر .
ما كان لهذا الشجن الكثيف أن يخرج إلا من مطحنة يعاني فيها الجسد ، ويحدقُ المرء إلى الداخل فيرى في مرآة العُمر حديقة غناء ماء بركتها يشُف عن أسماكها الملونة تتراقص .
لم تكُن أغنية فحسب ، بل قيثارة تئن في الفيافي والآكام . إن الكون أفسحُ عندما يصبح للجسد سجناً . ففي دواخل أنفسنا نعرف الكثير من الكائنات ، بل والأفلاك التي تدور من البعيد وتتخذ لها من الفضاء مسكناً . ترتد علينا بأشعة أننا لن نكون وحدنا في دوحة المشاعر الغلابة .
لقد أضاف كتابك الفخم رونقاً ونقشاً على هذه السجادة .
فيها نرى أن للدُنيا معنى وللحبيبة ذاك الارتجاج الكوني الرحيب .
لكِ سيدتي من الشكر أجزله أن عطرت المكان بالألفة و ورق اللغة الزاهر .


*

صدق الشاعر المتنبي حين قال :

يُجشِمُكَ الزمانُ هوىً و حُباً .. وَ قد يُؤذى منَ المِقَةِ الحبيبُ
وَكيف تُعلِك الدنيـا بشيءِ .. وَ أنتَ لِعِلةِ الدُّنيــا طَبيبُ
فإني قد وصلتُ إلى مكانٍ .. عليه تحسُدُ الحَدَقَ القُلــوبُ




*

سيدتي في بُستان :قلتَ أرحل :

الأديب الأريب الشقليني


عشقك لفن هذا الساكن فينا نغماً رائعاً المبدع وردي ظاهر في كل حرف ومفردة من كتاباتك

فالتحية له ولك ولكل من عشق فنه الخالد أبدا


كن بألف خير

Quote: الأديب الأريب الشقليني عشقك لفن هذا الساكن فينا نغماً رائعاً المبدع وردي ظاهر في كل حرف ومفردة من كتاباتك فالتحية له ولك ولكل من عشق فنه الخالد أبدا كن بألف خير

في صحبة سيدة الكتابة الجميلة : الأستاذة نادية عثمان
كتبت الأنامل وحركت اليد لنقش هذا البوح المُسرف في زمان يعِزُّ فيه الكلام
الذي يخرج من القلب وردة ، أو طيف أرجوحة تُمسك الأفرُع ، فيأتي الكلام كالغناء .
هكذا سيدة الأحرُف العميقة الغور : الأستاذة / نادية عثمان .
تكونين دوماً بصُحبة الخير المُطلق ،


.

Quote: العمل الذي يخرج من القلب لا يشبه غيره

ويواصل الفنان الرائع وردي