وردي ..رمح ومحراب .....مقال الاعلامي نجم الدين هاشم ...الشارقة

نعم هو حزن عميق وجرح يجترح كل الثوابت، يزعزع الدواخل ويخلق فوضى الشعور ،حزن ضد المنطق وضد طبيعة الاشياء حزن لم يكن له من وصف دقيق الا ذاك الحزن النبيل الذي بشرنا به ابن صوارده
اي هرم تهاوى ؟واي حزن يافنا ونحن نتحسس حواسنا ونتامل دواخلنا فنجدك وقد تمكنت في ركن ركين .لماذا هكذا ترحلون ؟ونحن دوما نودكم ان تكونوا الى جانبنا لنشعر ان في هذه الدنيا اتكاءة من رهق ،ونخل به نستظل نحن المعذبون في بلادنا المشردون من ديارنا .
ترجلت ايها الرجل الذي علمتنا معنى ان نعشق معنى ان نشمخ بهوانا نعتز باوطاننا انت رمح انت محراب انت انت لماذا تجدني اهرب من ذكر اسمك ؟هل لان الورود بعدك تناثرت كسيحة ! نعم هي اللغة تتقاصر ومن مثلك يا عالي المقام الهمام دونه تتداعى الاشياء وتنكسر سطوة الكلام يامن لم يعرف الانكسار يوما
قاومت القضبان فانتصرت قاومت المنافي فانتصرت قاومت العمر فانتصرت قاومت المرض فانتصرت واخيرا كان الموت رفعت له التمام ومن غير ميعاد رحلت ليقيم الحزن في ثنايا القلوب التي جعلت شبابها ربيعا دائما .
اه وااسفاي على المغنى والمعنى في بلادي ،واسفاي على الاحترام والمهابة والشموخ في بلادي ،رحل اخر المبدعين المحترمين ورحلت برحيله قيم وقمم اي عبقرية تلك التي تغني في حضرة جلال الوطن ويطيب لها الجلوس مهذب امام وطن استبيح اليوم في وضح النهار ؟
وااسفانا ياوردنا
اتسع الحزن النبيل ..فضاقت العبارة..
فعذرا ..
وسوف نظل نناجيك
ونحاكيك
فنم قرير العين
الهم ارحمه بقدر محبتنا له
وبقدر ما ترك لنا من علم وارث تتوارثه الاجيال
له الرحمة والمغفرة وانا عليه
لمحزونين

وردي الحب
وردي الشموخ
وردي الخير
وردي الوطن الفسيح الرحب الذي وسع الجميع تحت لوائه

وردي
وردي

هكذا الاحزان يا صديقي تتكالب علينا يوما بعد يوم في منافينا وما اصعب حزن المنافي
لوردي الرحمة والمغفرة ولك ايها الصديق الوفي
الشكر وحسن العزاء ...

(نجم الدين هاشم اعلامي _تلفزيون الشارقة )

سيظل حزنك باقيا في نفوسنا
وستظل انت باقيا
على مدى الايام


الهم ارحمه واغفر له