الفكي أب قنقرة .. العزف على أوتار الحالة النفسيه والعاطفية للزبون ...

أصل التسمية

امتهانه بيع القنقر ( عيش الريف ) في ش15 العمارات
قبل دخوله الى عالم الدجل والشعوذة .. ليصير من الأناطين
الذين يشار اليهم بالبنان ............

حاجزين ولوج كمان في حكاية الفكي ابو قنقرة ده..
ومن اسمو العجيب ده يبدو انه فكي مميز ومدهش ويستحق المتابعة

وتحياتي يا منتصر
والكع

من راكوبة بائسة بالسوق المحلي الى منزل فخم بحي الأزهري
تقف أمامه فارهة شبه مظللة .. هذا هو حصاد 10 سنوات دجل ....

هلا كيكي

حاضر ياسيدي .. سعيد بطلتك
حا ألكع بس المشكلة انني أكتب بيد واحدة
التانية عاملا تكالة ............

في لحظة فضفضة نادرة الحدوث بمحله التجاري بالسوق
المحلي ونحن نرشف الشاي السادة .. أخبرني بقصة أغرب
فلم هندي على أرض الواقع .. بطله الفكي أب قنقرة قال:

كانت حدود العالم بالنسبة لي هي حدود قريتي ( ضلف التور )
أقصى مكان ذهبت اليه هو ( درب النمل ) القرية المجاورة لقريتنا
أقضي معظم اليوم داخل الحواشة التي أعمل بها كأجير .. ذات يوم
تعطل التراكتور ( الكراكة ) فطلب مني صاحب الحواشات الذهاب الى
الخرطوم لاحضار اسبير بديل للذي تلف .. ترددت في بادئ الأمر ثم وافقت
بعد ذلك خوفا من الطرد من العمل وليس حبا في الذهاب الى العاصمة رغم
أن الذهاب الى هنالك كان أمنية كل شاب في قرية ضلف التور ..........

حضرت الى العاصمة كالأطرش في الزفة .. كيس نايلون وفكوهو
شاءت الأقدار ان ألتقي ابن قريتي حامد أب جلحات .. لا تتصوروا
مدى سعادتي عند رؤيتي لحامد أب جلحات .. غريق ولقى ليهو قشة
اقتادني حامد الى أحد المطاعم حيث تناولنا وجبة الغداء .. أخبرته
بسبب حضوري الى العاصمة .. فاجأني بقوله: لمتين حا تشتغل تحت الرجال
اشتغل بضراعك وكون سيد نفسك .. كان لكلماته مفعول السحر بداخلي .. انهارت
معها الكثير من قناعاتي .. طلب مني اب جلحات العمل معه في بيع القنقر بشارع
15 بالعمارات .. اشتريت قنقر بثمن الاسبير على أمل ان أرده لصاحبه فيما بعد .........


ملحوظة:
أسماء الأماكن والشخصيات غير حقيقية لأن أبطالها أحياء يرزقون

ومتابعين يا منتصر
وقد اصابتنا حمي البداية وبداء ابو جلحات اولي الضربات صوب عوالم الدهشة عند اب قنقرة
وتحياتي

بعد شهر من العمل مع أب جلحات في ش 15
تعرفت على بعض مداخل ومخارج المدينة الدهشة
ورأيت العالم الذي كنت أشاهده من خلال السينما
وبعض أحلام الظهيرة تحت شجرة التبلدي العجوز ..
عالم لا أنتمي له ولا يشبهني .. لكنني لم أهابه
أو أتوارى عنه .. تلك كانت بداية التسلق الى أعلى
حيث المجتمع المخملي والوجاهة والبرستيج .. احساس
ضعيف وخفي ظل يحثني على الابتعاد عن عالم لا يخصني
ولا ينتمي الى عالمي السابق .. تلك بعض حميمية وحنية
ونقاء .. بعض ماتبقى من أنفاس وأطياف قريتي الوادعة ضلف التور .............

في ركن قصي داخل حوش العزابة الذي نسكنه مع بعض
الخدرجية توجد غرفة جالوص آيلة للسقوط تخص الفكي ( كديس )
يفصلها عننا سور متهالك وشفاف من القنا ومشمعات المطر

انتهزت فرصة سفر فكي (كديس) الى السعودية بدعوة من أحد الأمراء
حسب قوله .. احتليت مكانه وشرعت في استقبال زباينه المرضى ومجاريح
الهوى .. لا سيما أنني كنت أعد له موية المحاية وأجلب له الكثير من
الأغراض قبل سفره .. لم أجد صعوبة في تعلم أبجديات مهنة العزف على
أوتار الحالة النفسية والعاطفية للزبون .. مهنة تتطلب القليل من الذكاء
والكثير من الجرأة .. اما الزباين فمعظمهم ان لم يكن جلهم من النساء
يستوين جميعا في الاعتقاد بقدرات الفكي الخارقة .. الطبيبة والمهندسة
وربة المنزل والأمية .. كلهن سواء ..........................

لا أنكر أنني في البداية مارست العمل بدافع الفضول
تقودني شقاوة الشباب .. لكن كان للأقدار رأي آخر
فقد حملت الينا الأنباء من السعودية خبر اعتقال فكي
كديس على يد المتطوعين غلاظ القلب .. قبض على فكي كديس
بالثابتة وهو يمارس الدجل وهي جريمة تتجاوز عقوبتها الخمس
سنوات .. عندها تركت بيع القنقر وأحترفت الدجل كمهنة بعد ان
كانت مجرد هواية لا تخلو من دعابة .. .............

المجد والخلود لفكي كديس وهو في سجنه

خاصية قراءة الوجوه ومعاينة الزبون بنصف نظرة
عابرة أو لمحة موهبة يتمتع بها الأناطين المحترفين
اما الجربندية فيحتاجون الى أكثر من نظرة .. حضرت
الى امرأة خمسينية تشكو من آلآم في البطن طافت على
معظم أطباء العاصمة وتناولت الكثير من الأدوية ولا جديد
ذهبت الفلوس وبقيت الآلآم .. طلبت مني فتح الكتاب لها ..
وبما أنني لا أملك كتاب وفكي كديس لا يترك كتابه خلفه
أعطيتها دوا بلدي ( سفوف) كنت قد أحضرته معي من ضلف
التور .. بالاضافة الى باقة صغيرة مليئة بالمحاية فجعل
الله لها الشفاء .. منذ تلك اللحظة حجزت مكاني بين الأناطين
المشهورين وتوافد الى غرفة الجالوص البائسة الزباين فرادى
ومجموعات ...........................

بعض المتوهمين الذين يظنون أنهم مرضى
وأنهم أكثر عرضة للحسد والعين والعمل
هم الفئة الأكثر ترددا على الأناطين

يليهم في الترتيب أصحاب الهزائم العاطفية
من الموظفات وطالبات الجامعات .. ثم الباحثات
عن عريس ولو بالربط .. اما الرجال والشباب فهم
الفئة الأقل ترددا على ذلك العالم الأنطوني ربما
يرجع ذلك لعدم ايمانهم واكتراثهم بذلك العالم
الطلاسمي .. رغم أنهم هم المستهدفون من كل ذلك .........

الحبيب منتصر ازيك
وفي انتظار بقية الحكي .. عيشتنا معاك القصة تماما ..
تحياتي ..

شكرا ابراهيم على الطلة

ظروف حالت دون مواصلة الحكي ......... لك وللجميع العذر ..... نواصل

كنت أشتري موية الصحة من بقالة الطريفي المجاورة للمنزل
ثم أقوم بتفريغها في باقة كبيرة الحجم موهما الزبائن بأنها
موية زمزم وارد مكة .. كنت أنصحهم بالمواظبة على الصلاة .. وكنت
صادقا في ذلك لقناعتي بأن معظم ما يعانونه بسبب تركهم الصلاة
ربما كان ذلك سببا في نجاحي وتوفيقي ( الحديث لأب قنقرة )
بعض الزبائن لا يحتاجون أكثر من دفعة معنوية .. وكلمات تبث فيهم
روح التفاؤل والاقدام ....................

بعد شهور قليلة استطعت شراء عربة أمجاد
لمشاوير العمل الخارجي ومشاويري الخاصة
عينت ( بعشوم ) ود الحلة سائقا خاصا لمعرفته
بجخانين البلد .. وكمساهمة مني في حل مشكلة
البطالة في قريتي الحبيبة ( ضلف التور ) قمت
بشراء عدد 20 درداقة وعبئتها بالقنقر .. لتستوعب
20 عاطلا من أبناء قريتي .. ليصبح سوق القنقر في
مناطق الخرطوم 2 و3 والعمارات حصريا على درداقات
أبناء قرية ( ضلف التور ) وأوكلت أمر ادارتها لصديقي
وابن قريتي حامد أب جلحات .. بوصفه صاحب خبرة وباع طويل
في ذلك المجال .....................

ذات جمعة أخبرني بعشوم ان بالخارج ضيف vip يريد مقابلتي
فقلت له دعه يدخل .. فأخبرني أنه يريدني ان أخرج له .. رغم أنني
لا أحفل كثيرا بالشكليات الا أنني اعتبرت ذلك اهانة لي وتقليل من شأني
اعترتني بعض الهواجس حول هوية الضيف الذي يصر على خروجي له .. توكلت على
الدائم وخرجت .. وجدته جالسا داخل عربة ليلى علوي .. شاب ثلاثيني وجيه القسمات
له شلاضيم .. تبدو عليه آثار الدعة والترطيبة .. ترجل من العربة عندما شاهدني
صافحني بنصف ابتسامة طالبا مني الصعود الى العربة بعد ان أخبرني بأنه قادم من
طرف فكي كديس ............................

ازداد ارتباكي عند سماعي لجملته الأخيرة .. أخبرني بأنه
مندوب الأمير الذي سبق له دعوة فكي كديس .. وأنه حضر خصيصا
لتقديم الدعوة لي لزيارة المملكة وقضاء شهر في ضيافة الأمير
( أبو زنقلة ) أخبرت المندوب وهو سوداني يعمل في قصر الأمير
منذ 15 سنة كما أخبرني .. أخبرته بعد رغبتي في السفر فحاول
اغرائي بتذكيري برحلات فكي كديس وعودته بأموال طائلة في كل
رحلة .. لا سيما أنها ستكون فرصة لي لأداء العمرة وهي أمنية
لطالما تمنيتها ثم انتبه الى ان عدم رغبتي في السفر ربما
تكون خوفا من تكرار المصير الذي آل اليه فكي كديس .. فطمأنني
بأن فكي كديس خالف تعليمات الأمير أبو زنقلة بعدم الخروج من الفصر
الا برفقة أحد مساعديه .. لكن فكي كديس راح ضحية الطمع .. حيث شارك
آخرين في عملية تنزيل أموال .. ولم يشعروا بالكمين الذي نصبته لهم
الشرطة التي كانت ترصدهم منذ فترة .. فألقت القبض عليهم متلبسين .........

طلبت من الوجيه أب شلاضيم امهالي يومين
للتفكير ثم الرد عليه بخصوص السفر .........

تكفل الوجيه اب شلاضيم بدفع كافة رسوم
اجراءات السفر .. كانت سعادتي كبيرة
بحصولي على بطاقة شخصية وباسبورت فأهم
مستند كنت أمتلكه هو جنسية خضراء مهترئة
كلما اقترب موعد السفر زادت هواجسي .. خاصا
السؤال الذي ظل يطوف برأسي طوال الوقت دون
أن أجد له اجابة .. ماهي الخدمة التي يحتاجها
مني أمير يعمل في قصره 17 عامل ويملك من الأموال
ما لا يستطيع عدها ؟؟؟ ................

لم يكن من ضمن أكثر أحلامي تطرفا أن تطأ قدمي سلم طائرة
في يوم من الأيام .. أخترت المقاعد الخلفية بالطائرة ( كنبت شكرن )
ليس زهدا في الأمامية أو تواضعا مني .. بل خوفا ورعبا من ذلك الكائن
المعدني الطائر .. كنت أكثر الركاب فرحا بهبوط الطائرة بمطار جدة
رغم ذلك كنت آخر راكب يخرج من جوف الطائرة .. اصطحبني الوجيه أب شلاضيم
الذي كان ينتظرني أسفل الطائرة .. فهو من أوائل الذين ترجلوا من الطائرة
ضمن ركاب الfirst class توجهنا خارج المطار حيث تنتظرنا عربة بسائق .......