الانقاذ وتوريط شعب السودان في سباق تسلح نووي: أطاقة كان ام سلاحا

"العامل السوداني يخدمك بتفاني واخلاص وفوق ذلك لا يتذمر،
ويعود الى منزله ويخلع ثوبه الوحيد ليتوسده تحت راسه فوق سرير خشن
ولكن به كمأنينة وراحه بال منبعها ايمانه بأنه في النهاية ذاهب الى الجنة وانك ذاهب الى النار"

مذكرات ضابط بريطاني في السودان

قبل عدة شهور اعلنت الحكومة بانها حصلت على موافقة
الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن يمتلك السودان الطاقة النووية
لاغراض سلمية بل قد يحصلوا على تمويل من الوكالة نفسها لتنفيذ المشروع،
تساءلت حينها ونحن لم نزل نراقب اوضاع المهجرين بسبب قيام سد مروي،
وهل من مزيد من قتلى النوبيين بسبب كحبار؟ وازمة الشريك والوالي، بل نحن
ما زلنا نتجرع الم قيام السد العالي، كل ذلك بسبب الطاقة، فلماذا البحث عن مصدر
جديد للطاقة؟ بل واختيار أشر انواعها، الطاقة النووية، اذ لم تعرف البشرية
اسوأ من كوارثها العسكرية والسلمية.

ولا يغيب عن اذهاننا مشكلة المساكل الدولية هذه الايام ونذر الحرب التي تلوح فوق سماء
طهران بسبب موقف الدول الغربية من برامج ايران النووية، وشقيقتها المتفلتة الاخرى
كوريا الشمالية.

الطاقة النووية لها محاسنها، حسب دراسات جدوى الاقتصاديين والمهتمين بالبيئة و مصطلح
الطاقة النظيفة المتجددة وما الى ذلك، ولكن لندع هذا الجانب للمختصين في مجال
الاقتصاد و علماء البيئة.

عندما خضع الرئيس الروسي بوريس يلتسين لعملية جراحية كان آخر ما سلمه لمساعده
هي الحقيبة التي تحوي شفرات ومفاتيح الترسانة النووية، ويقال ان اول ما سأل عنه
عندما استفاق من التخدير كانت تلك الحقيبة، حتى قبل ان يسأل عن صحته ونجاح العملية
وكلنا نذكر حالة الهلع التي اصابت العالم من ازمة Y2K ، اول الهواجس كانت الترسانات
النووية لكل من روسيا وامريكا، ولاول مرة في التاريخ يجتمع عسكريون امريكيون وروس
في غرفة واحدة في ليلة رأس السنة للتعامل الفوري مع اي خلل قد يصيب اجهزة الكمبوتر
وتنطلق الشرور من صندوق الباندورا.

لماذا كل هذا الحرص؟ لان الاسلحة النوويةخطر كبير ولا يمكن التهاون بها او التفريط
فيها.

لكن مهلا، من اين نأتي على سيرة الاسلحة النووية والحديث عن الطاقة النووية؟
النوايا الحسنة والسليمه هي من تخبر عن عنك، فبعد حديث العالم عن تعاون عسكري
ايراني سوداني في مجال التسليح تجعلك تنتفض قبل ان تفكر ان الامر قد يكون لا يتعدى صنع دبابة البشير او الراجمة الزبير في مجمع الشهيد ابراهيم شمس الدين.

سنتنتفض لان الامر بالضرورة مرتبط بتكنلوجيا تفوق قدرة بعض اللحامين لصنع دبابه،
ثم تقول ربما نعم ربما لا، ولكن تقرأ خبر مفاده ان بنك التنمية الاسلامي يقدم دعم بقيمة
20 مليون دولار لكلية الهندسة بجامعة الخرطوم؟؟؟ اهي نفس الكلية التي نعرفها! ولماذا
هي بحاجة الى 20 مليون دولار (كما اعلن) وما خفي قد يكون اعظم، وفي بلادنا مجاعة؟؟

وانا اذكر بأنني ابني على اساس افتراضي ان مشروع الطاقة النووية لو تحول بقدرة قادر
من برامج للاغراض السلمية الى اغراض عسكرية. ومتى كانت نيتهم سليمة او سلمية طوال العشرون
الماضية والله وحده يعلم كم ايضا.

ماذا سيكون موقف العرب؟ ام هم انفسهم من يدعمون هذا الامر لتحقيق توازن القوى امام الترسانة النووية الاسرائيلية بعد فشل المسروع السوري، ولا يخفى على احد علاقة ايران بسوريا
بالتحديد حين تم تصوير وزير ايراني من الفضاء وهو يزور الموقع السوري.

وهل ستوافق امريكا على هكذا مشروع؟ وقد اعلين اوباما في آخر مؤتمر بامريكا قبل شهر
تقريبا ان اهم اهدافنا هو ضمان ان لا يحصل الارهابيون على سلاح
نووي لانهم لن بتورعوا في استخدامه ويمكنهم بقنبلة بسيطة احداث دمار كبير وقتلى اكثر
ولا يفوتنا ان نذكر هنا ان السودان مازال في قائمة امريكا للدول الراعية للارهاب.

تلك معركة جيوسياسية لنا فيها نصيب فعلا وامرا، فاننا جزء من ثلاثة عوالم هي الاقبح
على سطح الكرة الارضية، نحن جزء من الاتحاد الافريقي، والجامعة العربية والعالم
الاسلامي، فمن اي ناحية تريد ان تجذب السودان فأنت حر، وهذا الامر قد لا يكون للارادة
الوطنية التاثيؤ الكبير في مسار حركة التاريخ وموازين القوى.

اذن ما يهمنا كسودانيين؟؟

اعود لقصة بوريس يلتسين، فتخيلوا معي ان البشير خضع لعملية جراحية وقرر تسليم
تلك الحقيبة التي تحوي شيفرة الرؤوس النووية للقوي الامين مدير جهاز الامن السابق
ونفس هذا الشخص يصف افرادا من شعبة بـ "العواليق" ويتوعد ثلث سكان البلاد
بـ "الدوس" مجددا.

او ان الحقيبة نفسها تكون بعهدة رئيس يعلن على الملأ بأنه لا يريد جريحا او اسيرا، ضد من؟ ليسوا
غزاة من المريخ، بل الثلث الآخر من سكان البلاد (غير ذلك الثلث الموعود بالدوس)

اذن هو الجنون بذاته ان امتلك "المؤتمر الوطني" ذلك السلاح او تلك الطاقة.

لا طاقة لنا بنظام ورئيبس متهم بجرائم ابادة ، امينة "لا اريد جريحا او اسيرا" تلك
لا تحققها الا الاسلحة النووية، ولكم في هيروشيما وناجازاكي عبرة يا اولى الالباب.

دعك من الهواجس يا اخي، فالقنبلة او الطاقة النووية ستجعل من السودان ذلك البلد
المهاب افريقيا واقليميا، لا سيما وان النظام الحالي قد خرب كل علاقاتنا مع جيراننا
لم يسلم احد من نيرانهم.

دعك من الجيران، اليس من باب اولى ان نقضي على الملاريا والبلهارسيا، اليس من باب اولى ان نجد وظائف لجيوش العطالة من الخريجين، مالنا وتحديث كلية الهندسة و4 مليون مواطن يسكنون في العراء، نحن لسنا تلك الدولة التي عليها ان تدخل مثل هذا السباق.

عودة للمقدمة التي بدات بها وما علاقتها بموضوعنا، نحن شعب بسيطن حبا الله
اهله باخلاق ومثل لم يتعلموها من دين او مدرسة، لا نريد ان نناطح السماء لنبتغي في الارض
مالنا والصراعات الدولية ودوامة اخرى العقوبات التي اكلت الاخضر واليابس في بلادنا
نريد فقط ان نتوسد ثوبنا الوحيد ولكن يكون بنا راحة بال، لا دين في رقابنا ولا دماء نسال عنها
وحبة الخردل يمكن ان تقلق مضاجعنا.

لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٨٦﴾


انتهى


ومرحب باي نقاش او راي في امتلاك السودان لطاقة نووية او قنبلة نووية

وبالمره لو في زول عارف مؤلف اغنية قنبلة البقول فيها المطرب

قنبةل قنبلة نوووووووووويه قنبلة قنبلة

سلامات يا استاذ احمد ومرحب بيك فى حوش بكرى

حكومة الاجرام دى ما تدى الشعب (الفضل) دة فرصة يسدد ديون اقامة سد مروى الماضاقوا كهربته لاسع دة!

بوست ذو صلة بموضوع البوست

*** ترقبوا..قريبا جدا...الحدث الهام...السودان دولة ..شووية ***]

تحياتى

شكرا لترحيبك يا استاذه مهيرة

وشكرا مرة تانية لاعالامي بمادة يمكن ان استفيد منها
لكن للاسف دخلت على الرابط واخدني لصفحة خالية لمكتبة
د. نفيسه التهامي

استميحك لو عندك اكسس ليها ان تنقلي ما تريه مناسبا هنا لكي استفيد

تحياتي