وقبل أن تقدم القاهرة (حوافز) الوحدة للجنوب ... بقلم: فائز الشيخ السليك

وقبل أن تقدم القاهرة (حوافز) الوحدة للجنوب ... بقلم: فائز الشيخ السليك


05-18-2010, 11:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1274222607&rn=0


Post: #1
Title: وقبل أن تقدم القاهرة (حوافز) الوحدة للجنوب ... بقلم: فائز الشيخ السليك
Author: Nazar Yousif
Date: 05-18-2010, 11:43 PM

وقبل أن تقدم القاهرة (حوافز) الوحدة للجنوب ...
بقلم: فائز الشيخ السليك
الثلاثاء, 18 مايو 2010
ان كان لدى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط (حوافز لجنوب السودان) من أجل تحقيق الوحدة فقبل الشروع في اعداد (الحوافز) نتمنى أن تقرأ القاهرة قصة الصبية سيلفا ، فحين خرجت الصبية سيلفا كاشف من منزلها بالكلاكلة متوجهةً الى السوق لشراء احتياجات المنزل من خضار وغيره، لم تكن تفكر في أن رحلتها ستقودها الى مكان آخر، أو أنها ستعود بعد ساعات طويلة وهي تلملم جراحاتها واحزانها بعد أن جلدت (50) جلدةً فوق ظهرها من قبل محاكم التفتيش، أو محاكمات النظام العام الايجازية. وسيلفا البريئة لا تنطبق عليها شروط الجلد الذي تتبعه محاكمات أمن المجتمع في غالب القضايا ضد النساء بتهم (الزي الفاضح) ، أو لبس البنطلون، وللمفارقة هو زي في المدارس الثانوية، حتى في بداية مشروع الهوس الديني، وفي المطارات، وحتى بين منسوبات القوات الناظمية، فالصبية سيلفا هي مسيحية.
وربما تكون الصبية سيلفا قصة قصيرة، أو نقطةً صغيرةً وسط بحر من انتهاكات غير المسلمين في العاصمة التي يطلق عليها بانها قومية، وهي من ضمن آلاف النساء اللائي اما تعرضن للجلد، أو يقبعن خلف الأسوار في غياهب السجون لفترات طويلة، ومتعددة، وبعد هذا هل ستتجهن للتصويت نحو خيار الوحدة في ظل نظام لا يستوعب التعدد، وحكومة (طالبانية) لم تجد في الاسلام سوى التشدد، والتمشدق بالشعارات، فهي لم تحارب (أٍسواق المواسير) لكنها تلاحق النساء في الشوارع، وكأن الكارثة هي النساء!، وفيما يتضخم الفساد، وتنطط القطط السمان، مع وجود قانون لمكافحة (الثراء الحرام) فان الفقراء يزدادون فقراً في ظل دولة ( ربط قيم السماء بالأرض)، والتمميز بين الناس هو سياسة عامة، ولا يعشعر من ينفذها بالحياء، لأنه لا يشعر بوجود الآخرين.
وهنا مربط الفرس، وهو سؤال الهوية، وعلاقة الدين بالدولة، واذا ارادت القاهرة تقديم حوافز من أجل الوحدة فندعو أن يكون مدخل ذلك هو التشريعات، لا الحديث النظري حول (مشاريع تنموية)، و(طرق وجامعات ) لم نسمع الحديث عنها طوال خمسين عاماً، ومع التأكيد على ضرورة التنمية وربط المركز بالأطراف بالطرق البرية والبحرية والسكك الحديد فان التعديلات الدستورية تظل حجر الأساس في وضع نواة أية (وحدة محتملة) على ضعف احتمال تحقيق هذه الفرضية.
والقاهرة نفسها تعيش في ظل قوانين تضع الحدود الفاصلة بين الدولة واستغلال الدين في السياسة، ولا نظن أن فساد ناسها أكثر من فساد الخرطوم، فالخرطوم هي الأولى في الفساد (عربياً) وثالث (أفريقيا)، وخامس (عالميا)، برغم التشدق بتطبيق تشريعات اسلامية، وتبني مشروع حضاري عماده تطهير النفس، وارساء القيم النبيلة، وتحقيق كرامة الانسان.
هذا مدخل للحوار حول (الوحدة الجاذبة )، أو تلك التي تقوم على أسس جديدة، وهو طريق واضح، فلا نتوقع أن يصوت للوحدة من يشعر بعدم الأمان، وهو أمر في غاية الوضوح، لكن النفاق الانقاذي مستمر، وتستمر معه معاناة وطن كامل.
أنا شخصياً موقن من أن كثيرين في الخرطوم يريدون (الوحدة)، وأن القاهرة هي الأخرى لم تتخيل أن يتقسم السودان، فالقاهرة لا تزال تعمل بالنوايا ،أما الخرطوم فهي تعمل عكس اتجاه الوحدة الجاذبة، بالابقاء على تلك (الوحدة القسرية)، وهي وحدة (الموارد) لا وحدة الانسان، و استيعاب واقع التنوع الثقافي والتعدد الديني.
ان من يريد الوحدة يجب أن يقدم التنازلات، أما الحديث حول حملة علاقات عامة، ربما تهدف الى تعطيل اجراء الاستفتاء فهو لن يجدي فتيلا، وندعو بدل الالتفاف على القضايا الى الولوج في لب القضية، فعلي أي اٍسس نريد الوحدة؟. وبعد ذلك ماذا سيخسر الشمال من الانفصال؟. وماذا يربح الجنوب؟. وماذا سيكسب الطرفان من الوحدة؟ . وهي دعوة للحوار من أجل الخروج من عنق الزجاجة، وسنواصل كلما واتتنا فرصةً

Faiz Alsilaik [ [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته ]


الثلاثاء, 18 مايو 2010 18:38
ان كان لدى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط (حوافز لجنوب السودان) من أجل تحقيق الوحدة فقبل الشروع في اعداد (الحوافز) نتمنى أن تقرأ القاهرة قصة الصبية سيلفا ، فحين خرجت الصبية سيلفا كاشف من منزلها بالكلاكلة متوجهةً الى السوق لشراء احتياجات المنزل من خضار وغيره، لم تكن تفكر في أن رحلتها ستقودها الى مكان آخر، أو أنها ستعود بعد ساعات طويلة وهي تلملم جراحاتها واحزانها بعد أن جلدت (50) جلدةً فوق ظهرها من قبل محاكم التفتيش، أو محاكمات النظام العام الايجازية. وسيلفا البريئة لا تنطبق عليها شروط الجلد الذي تتبعه محاكمات أمن المجتمع في غالب القضايا ضد النساء بتهم (الزي الفاضح) ، أو لبس البنطلون، وللمفارقة هو زي في المدارس الثانوية، حتى في بداية مشروع الهوس الديني، وفي المطارات، وحتى بين منسوبات القوات الناظمية، فالصبية سيلفا هي مسيحية.
وربما تكون الصبية سيلفا قصة قصيرة، أو نقطةً صغيرةً وسط بحر من انتهاكات غير المسلمين في العاصمة التي يطلق عليها بانها قومية، وهي من ضمن آلاف النساء اللائي اما تعرضن للجلد، أو يقبعن خلف الأسوار في غياهب السجون لفترات طويلة، ومتعددة، وبعد هذا هل ستتجهن للتصويت نحو خيار الوحدة في ظل نظام لا يستوعب التعدد، وحكومة (طالبانية) لم تجد في الاسلام سوى التشدد، والتمشدق بالشعارات، فهي لم تحارب (أٍسواق المواسير) لكنها تلاحق النساء في الشوارع، وكأن الكارثة هي النساء!، وفيما يتضخم الفساد، وتنطط القطط السمان، مع وجود قانون لمكافحة (الثراء الحرام) فان الفقراء يزدادون فقراً في ظل دولة ( ربط قيم السماء بالأرض)، والتمميز بين الناس هو سياسة عامة، ولا يعشعر من ينفذها بالحياء، لأنه لا يشعر بوجود الآخرين.
وهنا مربط الفرس، وهو سؤال الهوية، وعلاقة الدين بالدولة، واذا ارادت القاهرة تقديم حوافز من أجل الوحدة فندعو أن يكون مدخل ذلك هو التشريعات، لا الحديث النظري حول (مشاريع تنموية)، و(طرق وجامعات ) لم نسمع الحديث عنها طوال خمسين عاماً، ومع التأكيد على ضرورة التنمية وربط المركز بالأطراف بالطرق البرية والبحرية والسكك الحديد فان التعديلات الدستورية تظل حجر الأساس في وضع نواة أية (وحدة محتملة) على ضعف احتمال تحقيق هذه الفرضية.
والقاهرة نفسها تعيش في ظل قوانين تضع الحدود الفاصلة بين الدولة واستغلال الدين في السياسة، ولا نظن أن فساد ناسها أكثر من فساد الخرطوم، فالخرطوم هي الأولى في الفساد (عربياً) وثالث (أفريقيا)، وخامس (عالميا)، برغم التشدق بتطبيق تشريعات اسلامية، وتبني مشروع حضاري عماده تطهير النفس، وارساء القيم النبيلة، وتحقيق كرامة الانسان.
هذا مدخل للحوار حول (الوحدة الجاذبة )، أو تلك التي تقوم على أسس جديدة، وهو طريق واضح، فلا نتوقع أن يصوت للوحدة من يشعر بعدم الأمان، وهو أمر في غاية الوضوح، لكن النفاق الانقاذي مستمر، وتستمر معه معاناة وطن كامل.
أنا شخصياً موقن من أن كثيرين في الخرطوم يريدون (الوحدة)، وأن القاهرة هي الأخرى لم تتخيل أن يتقسم السودان، فالقاهرة لا تزال تعمل بالنوايا ،أما الخرطوم فهي تعمل عكس اتجاه الوحدة الجاذبة، بالابقاء على تلك (الوحدة القسرية)، وهي وحدة (الموارد) لا وحدة الانسان، و استيعاب واقع التنوع الثقافي والتعدد الديني.
ان من يريد الوحدة يجب أن يقدم التنازلات، أما الحديث حول حملة علاقات عامة، ربما تهدف الى تعطيل اجراء الاستفتاء فهو لن يجدي فتيلا، وندعو بدل الالتفاف على القضايا الى الولوج في لب القضية، فعلي أي اٍسس نريد الوحدة؟. وبعد ذلك ماذا سيخسر الشمال من الانفصال؟. وماذا يربح الجنوب؟. وماذا سيكسب الطرفان من الوحدة؟ . وهي دعوة للحوار من أجل الخروج من عنق الزجاجة، وسنواصل كلما واتتنا فرصةً


Faiz Alsilaik [ [email protected]